نشر موقع "أويل برايس" الأمريكي تقريرا تحدث فيه عن تأثير سياسات تحالف "أوبك بلس" لتقليص إنتاج النفط على علاقتها مع شركات النفط الكبرى مثل "إكسون" و"شيفرون"، حيث أعلن مؤخرًا تأجيل تقليص الإنتاج بمقدار 2.2 مليون برميل يوميًا حتى كانون الأول/ ديسمبر الجاري.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن منظمة أوبك وشركائها من آسيا الوسطى وروسيا قرروا في وقت سابق من هذا الشهر تأجيل تقليص تخفيضات الإنتاج المتفق عليها في سنة 2023، وذلك لمواجهة تراجع أسعار النفط.



وهذا يعني أن دول "أوبك بلس" ستنتج 2.2 مليون برميل أقل يومياً مقارنةً بما كانت عليه قبل التخفيضات حتى كانون الأول/ ديسمبر على الأقل. وقد لا تكون بعض الشركات الكبرى في مجال النفط راضية عن هذا القرار.

وأشار الموقع إلى أن أوبك والشركات الكبرى تعتبر في حالة تنافس في مجال النفط، خاصة عندما يتعلق الأمر بالشركات الأمريكية الكبرى مثل إكسون وشيفرون، اللتين لهما وجود كبير في مجال النفط الصخري. لكن ما يعقّد الأمور هو أن الشركات الكبرى في مجال النفط تُعد أيضاً مستثمراً كبيراً في صناعة إنتاج النفط والغاز في الدول الأعضاء في أوبك.

وحسب ما صرّح به نائب رئيس شركة "آي أند بي غلوبال كوموديتي إنسايتس" جيم بوركهارد لصحيفة هيوستن كرونيكل فإن "هدف المستثمرين الأجانب ليس إنفاق مليارات الدولارات على آبار نفط جديدة ثم إغلاقها. إذا أراد أعضاء أوبك الاستمرار في جذب الاستثمار الأجنبي، يجب أن يرى مستثمروهم نوعاً من العائد فذلك جزء من المعادلة".

وأوضح الموقع أن التدخل الحكومي في إنتاج السلع أمر لا يتناسب عادةً مع المستثمرين الخاصين، بشكل مشابه للتحكم في الأسعار بهدف الحفاظ على المنتج أو الخدمة بأسعار معقولة للمستهلكين، مما يقلل من العوائد المحتملة للمستثمرين.

ولكن هناك جانب آخر، فحتى مع تخفيضات الإنتاج، تظلّ أوبك مصدراً مهماً للإنتاج والدخل للشركات الكبرى في مجال النفط. وعندما لا يكون الأمر كذلك، فإن الشركات الكبرى ببساطة تغادر كما فعلت إكسون في العراق.

وفي الدول التي تنخرط فيها الشركات الكبرى بشكل كبير في إنتاج النفط والغاز وتكون عرضة لأي آثار غير مقصودة للتخفيضات، فإنها لا تكون من ضمن أكبر الدول المنتجة التي قامت بالتخفيضات. وأكبر دولة منتجة للنفط هي السعودية، حيث تسيطر شركة النفط الحكومية على صناعة النفط، وتليها روسيا حيث الوضع مماثل.


وأشار الموقع إلى أن العراق من بين الدول المعرضة بشكل كبير للشركات الكبرى في مجال النفط. ويعتبر العراق متأخرًا بشكل ملحوظ في التخفيضات، حيث تبلغ حصته من التخفيضات الإجمالية 220 ألف برميل يومياً، تليه دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعهدت بتقليص حوالي 163ألف برميل يومياً من الإنتاج.
وعلى الرغم من أن هذه الأرقام مهمة، إلا أنها ليست كبيرة أيضاً خاصة في بيئة أسعار منخفضة حيث يحقق الجميع أرباحاً أقل من نفس الكمية من النفط.

وحسب ما قاله الخبير الاقتصادي في "بي بي" مارك فينلي تعليقًا على حالة العلاقة بين شركات النفط الكبرى وأوبك، تكمن المشكلة في ضرورة الاستمرار في تأجيل التخفيضات في الإنتاج، خاصة أن هذه الديناميكية ليست مستدامة على المدى الطويل.

وأشار إلى أن "تقييد الإنتاج للسماح للمنافسين بأخذ حصة من السوق ليس استراتيجية ناجحة على المدى الطويل"، مؤكدًا أن اعتماد دول مثل كازاخستان على الاستثمار الأمريكي أصبح قضية أكبر، لكنه يعتبر في النهاية قراراً سيادياً.

وذكر الموقع أن العلاقة مع كازاخستان معقدة بشكل خاص، حيث تطالب البلاد بتعويضات ضخمة من الشركات الكبرى التي تقوم بتطوير حقل كاشاغان البحري. وتطالب كازاخستان بـ 160 مليار دولار عن سنوات من التأخيرات وتجاوزات التكاليف في تطوير واحدة من أكبر اكتشافات النفط في العصر الحديث. وبدلاً من الإنتاج المتوقّع البالغ 1.5 مليون برميل يوميًا، ينتج الحقل حالياً 400 ألف برميل فقط.

ويمكن القول إن كازاخستان ليست ودية جداً تجاه المستثمرين الأجانب، ولكن من الحكمة أيضاً عدم وضع مصالح المستثمرين الأجانب فوق كل اعتبار من قبل أي حكومة إذ إن هناك خطاً دقيقاً بين المصالح الوطنية ومصالح المستثمرين الأجانب الرئيسيين، ويبدو أن كازاخستان وأعضاء أوبك بلس الآخرين يرجّحون كفة المصالح الوطنية.


وأشار الموقع إلى أن العلاقة بين أوبك وشركات النفط الكبرى كانت دائماً معقدة، حيث إنهم يعتبرون شركاء متنافسين في الوقت نفسه. ولكن عندما تؤدي تخفيضات أوبك إلى رفع الأسعار، يستفيد الجميع. وعندما تجد شركات النفط الكبرى طرقاً أفضل لاستخراج النفط والغاز بتكاليف أقل، فإن الجميع يستفيد أيضا.

وفي الختام، قال الموقع إن شركات النفط الكبرى تستثمر في مناطق معينة لضمان تحقيق أرباح، حتى مع السياسات الحكومية المحدودة، لا سيما أن "أوبك" تُسيطر على الإنتاج منذ عقود. وبينما يُعدّ التحكم في الإنتاج والأسعار هدفًا رئيسيًا لـ "أوبك"، من المُرجح أن تظل العلاقة بين "أوبك" وشركات النفط الكبرى معقدة لكنها ستبقى حيوية للغاية في المستقبل المنظور.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية أوبك النفط إكسون شيفرون النفط أوبك شيفرون إكسون سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المستثمرین الأجانب شرکات النفط الکبرى الشرکات الکبرى إلى أن

إقرأ أيضاً:

أسعار النفط تتراجع بعد إعلان أوبك+ عن تطبيق زيادة إنتاج النفط المقررة في نيسان

الاقتصاد نيوز - متابعة

تراجعت أسعار النفط، الاثنين، بعد أن قالت مصادر إن أوبك+ ستطبق زيادة إنتاج النفط المقررة في نيسان.

 وقال مصدران من تحالف أوبك+ لرويترز، الاثنين، إن التحالف قرر تطبيق زيادة إنتاج النفط المقررة في نيسان.

وكان النفط ارتفع في بداية تعاملات اليوم، بعدما عززت بيانات إيجابية من قطاع الصناعات التحويلية الصيني، أكبر مستورد للنفط الخام في العالم، التفاؤل بشأن الطلب على الوقود، رغم استمرار حالة عدم اليقين بشأن النمو الاقتصادي نتيجة احتمال فرض رسوم جمركية أميركية جديدة.

وجاء هذا الارتفاع مدفوعاً ببيانات رسمية صدرت يوم السبت، أظهرت أن قطاع الصناعات التحويلية الصيني توسع بأسرع وتيرة في ثلاثة أشهر خلال فبراير/ شباط، نتيجة زيادة الطلبيات الجديدة وارتفاع أحجام المبيعات، ما أدى إلى تعزيز الإنتاج، بحسب رويترز.

وقال توني سيكامور، محلل السوق في شركة آي.جي، إن أحد العوامل الداعمة لارتفاع الأسعار هو "عودة مؤشر مديري المشتريات إن.بي.إس للصناعات التحويلية إلى منطقة التوسع مطلع الأسبوع".

لكنه أشار في الوقت ذاته إلى أن التوقعات الاقتصادية للصين قد تواجه ضغوطاً، خاصة مع احتمال فرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية في الرابع من آذار.

وفي المقابل، أبدى محللو جولدمان ساكس نظرة أكثر تفاؤلاً، حيث أشاروا في مذكرة بحثية إلى أن البيانات الأخيرة "تدل على استقرار النشاط الاقتصادي أو تحسنه بشكل طفيف في الصين خلال أوائل 2025"، رغم إمكانية أن تؤدي الرسوم الأميركية الإضافية بنسبة 10% إلى إجراءات مضادة من بكين.

تأثير الرسوم الجمركية على أسعار النفط

وخلال الشهر الماضي، شهد خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط أول انخفاض شهري في ثلاثة أشهر، حيث أدى تهديد الرسوم الجمركية الأميركية وشركائها التجاريين إلى تقويض ثقة المستثمرين في النمو الاقتصادي العالمي، مما دفعهم إلى تجنب الأصول المحفوفة بالمخاطر.

لكن المعنويات تحسنت نسبياً بعد القمة الأوروبية التي عُقدت أمس الأحد، حيث أبدى القادة الأوروبيون دعماً قوياً للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متعهدين بتكثيف الجهود لدعم بلاده، وذلك بعد يومين فقط من مواجهته الحادة مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب وقطعه زيارته إلى واشنطن.

وأظهر استطلاع رأي أجرته رويترز أن المحللين حافظوا على توقعاتهم لأسعار النفط عند مستويات مستقرة نسبياً خلال 2025، مع توقع أن يبلغ متوسط سعر خام برنت نحو 74.63 دولاراً للبرميل، إذ يُتوقع أن يتم موازنة أي تأثير ناتج عن العقوبات الأميركية الإضافية بفضل الإمدادات الوفيرة وإمكانية التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • «أوبك+» توافق على خطة تطبيق الزيادة التدريجية لإنتاج الإمارات
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها «أوبك+»
  • “أوبك+” يؤكد التزامه باستقرار أسواق البترول
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال لتعديلات "أوبك+"
  • الإمارات تؤكد التزامها باستقرار سوق النفط والامتثال للتعديلات الطوعية التي أقرتها أوبك+
  • “تحالف أوبك+” يؤكدون التزامهم باستقرار السوق وسط توقعات إيجابية لأسواق البترول
  • أسعار النفط تتراجع بعد إعلان أوبك+ عن تطبيق زيادة إنتاج النفط المقررة في نيسان
  • شركات ألمانية تقدم عروضاً للعراق في قطاع الصناعة والنفط
  • نائب: الحكومة تسعى لوضع سياسات عديدة لزيادة الصادرات بكل قطاعات الإنتاج
  • بالتعاون مع “الفاو”.. “البيئة” تمكّن شركات القطاع الخاص من تقنيات التحسين الوراثي لتعزيز الإنتاج الحيواني بتنظيم زيارة لبيوت الخبرة القبرصية