معمر مصري يبدأ رحلة تعليمه بسن 103 أعوام (صور)
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
مصر – بدأ مسن مصري رحلة تعلم القرآة والكتابة أو ما يعرف بـ”محو الأمية” في عمر الـ103 أعوام، ليصير حديث الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ويكون مثالا عمليا لمقولة “لا يأس مع الحياة”.
وخاض “صابر بباوي” صاحب الـ103 سنة من محافظة الإسكندرية، امتحان محو الأمية، وهو امتحان تشرف عليه الهيئة العامة لتعليم الكبار، التابعة لوزارة التربية والتعليم، يحصل بموجبه الأشخاص خارج مراحل التعليم، على شهادة تثبت إجادتهم للقرآة والكتابة، وذلك في نهاية دورة تعليمية.
ولد صابر البباوي عام 1921، ويقول إن تعلم القراءة والكتابة كان حلما رواده طوال عمره، وتمكن أخيرا من تحقيقه، موضحا أن ظروف الحياة وسعيه لكسب العيش منعه من تحقيق حلمه بالالتحاق بالمدرسة في بداية عمره.
وعمل المسن المصري في صباه، كما أخبر وسائل إعلام مصرية، عامل معمار ثم بائع فاكهة لسنوات طويلة، مشيرا إلى وفاة زوجته قبل 8 سنوات، بعد أنجبا 7 أبناء منهم 4 ذكور، جميعهم متزوجون و3 سيدات متزوجات، وجميعهن أرامل حاليا.
والمسن المصري “صابر” هو جد لـ55 حفيدا، ويراعيه حاليا أحد أبنائه، وهو على المعاش حاليا.
وقال إنه “لا يأس مع الحياة”، وأن أحد أهم دوافعه للاهتمام بالتعلم، هو التمكن من أخذ جرعات الدواء في مواعيدها، في حال غياب أحد أبنائه، بالإضافة إلى تمكينه من قراءة الكتاب المقدس.
وحصل صابر على شهادة محو الأمية بفضل مبادرة “لا أمية مع تكافل”، وهي مبادرة لوزارة التضامن الاجتماعي المصرية، تقدم مساعدات مادية للمواطنين تحت بند “التكافل”، وتضمن المبادرة تقديم الخدمات التعليمية للأفراد والأسر المستحقين للرعاية والمستفيدين من خدماتها، كأحد شروط استمرار الدعم.
وتستهدف مبادرة “لا أمية مع تكافل” محو أمية أسر برنامج “تكافل”، ونفذت منها بالفعل حتى الآن 5 فصول بمحافظة الإسكندرية، وكان صابر بباوي، أكبر دارس في هذه الفصول.
وبحسب بيانات المبادرة، فقد نجحت في محو أمية القراءة والكتابة لـ220 ألف سيدة من أسر برنامج تكافل، من خلال 4700 فصل تعليمي على مستوى الجمهورية، على أيدى مدرسين مدربين، وتحت مظلة الهيئة العامة لمحو أمية الكبار.
المصدر: وسائل إعلام مصرية
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
كتاب وجوائز|الاحتفاء بـ صابر عرب و ممدوح الدماطي بمعرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
ضمن فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضافت القاعة الدولية ندوة ضمن محور "كتاب وجوائز"، احتفاءً بالفائزين بجوائز الدولة التي تنظمها وزارة الثقافة ممثلةً في المجلس الأعلى للثقافة.
شارك في الندوة الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة الأسبق والحاصل على جائزة النيل في العلوم الاجتماعية، والدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق والحاصل على جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية، وأدارها الكاتب الصحفي محمد بغدادي.
استهل الدكتور ممدوح الدماطي حديثه بالتأكيد على أن المنتج الثقافي المصري ثريٌّ للغاية، لكنه بحاجة إلى ترويج أكثر فاعلية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيرًا إلى أنه يحتوي على مادة علمية متميزة تستحق الانتشار عالميًا.
وشدد على أهمية وجود رؤية موحدة وتنسيق بين مختلف مؤسسات الدولة، لا سيما وزارات التربية والتعليم والثقافة والإعلام، لضمان الترويج الأمثل لهذا المنتج الثقافي وتعزيز الوعي به.
وحول كيفية حماية الآثار وترسيخ الوعي الأثري لدى الطلاب، أوضح الدماطي أن المدرسة تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الوعي التاريخي، مشيرًا إلى اتفاقية سبق أن عُقدت بين وزارتي التربية والتعليم والآثار، حين كان الدكتور محمود أبو النصر وزيرًا للتعليم، بهدف إدخال كتابين مهمين إلى المناهج الدراسية هما: "أطلس مصر"، الذي يُسلَّم للطلاب من الصف الرابع الابتدائي حتى نهاية المرحلة الابتدائية، وكتاب "آثار الحضارة المصرية"، الذي يُمنح لطلاب المرحلة الإعدادية لتعريفهم بتاريخ الأقاليم التي ينتمون إليها، مثل الدلتا والقناة وغيرها.
وأضاف أن وزارة الآثار تمتلك إدارة التربية المتحفية، التي ينبغي تفعيلها بشكل أكبر لتوعية المواطنين بدءًا من المراحل الدراسية المبكرة.
كما تطرق الدماطي إلى مكانة المرأة في مصر القديمة، موضحًا أنها كانت تشغل أدوارًا بارزة في مختلف المجالات، حيث وُجدت قاضية في الأسرة الثالثة، بالإضافة إلى طبيبات ومعلمات، كما وصلت بعض النساء إلى سدة الحكم، وإن كان ذلك مشروطًا بأن يمثل الملك الإله "حورس"، مما يتطلب أن يكون الحاكم رجلًا.
وأشار إلى أن الملكة حتشبسوت، على سبيل المثال، كانت وصية على العرش ثم أعلنت نفسها ملكة، وبسبب القاعدة التي تشترط أن يكون الحاكم ذكرًا، لجأت إلى ابتكار "أسطورة الولادة المقدسة"، حيث زعمت أنها البذرة المقدسة للإله آمون، كما صنعت لنفسها تماثيل ذات مظهر رجولي لتعزيز شرعيتها في الحكم.
من جانبه، أكد الدكتور محمد صابر عرب أن مصر تمتلك إرثًا ثقافيًا ممتدًا عبر التاريخ الإنساني، لافتًا إلى أنها الدولة الأولى التي نشأت على ضفاف النيل، مما جعلها في الصدارة في مختلف المجالات، سواء على المستويات الإقليمية أو الدولية، وهو ما كان نتيجة طبيعية لجودة التعليم والاهتمام بتنشئة جيل مثقف.
وشدد عرب على أن التعليم هو الأساس في بناء الحضارات، مؤكدًا أن نجاحه لا يقتصر على المناهج الدراسية فقط، بل يتطلب توفير عناصر متكاملة مثل المسرح والموسيقى والرياضة، التي تعزز التفكير الإبداعي وتساهم في تكوين شخصية متوازنة.
وفيما يتعلق بنظرية المؤامرة، أشار عرب إلى أن هناك مبالغة شديدة في استخدامها لتفسير الأوضاع الحالية، رغم أن حرية الصحافة والتعبير عن الرأي متاحة، مؤكدًا أن الثقافة هي الحصن الحقيقي ضد خطاب التكفير والتطرف، مستشهدًا بالفكر الإسلامي الذي يرفض مبدأ تكفير الآخرين.
وأكد عرب أن إجراء حوار مع جميع الفئات الفكرية أمرٌ ضروري لنشر التنوير في المجتمع، موضحًا أن مواجهة الأفكار المتطرفة لا تقتصر على الحلول الأمنية، بل تتطلب جهودًا فكرية وثقافية وإنسانية.
وأوصى بأهمية تجديد الخطاب الديني، بحيث يكون أكثر انفتاحًا على المجتمع، ويشجع على القراءة والاستماع إلى الموسيقى الراقية، فضلًا عن تنمية المهارات الفنية مثل الرسم والخط، حتى يكون الخطاب الديني قادرًا على مخاطبة الناس بلغة قريبة منهم، بعيدًا عن الأساليب الفكرية الصارمة التي قد تكون معقدة.
واختتم عرب حديثه بالتأكيد على ضرورة الحفاظ على التراث المخطوط والمطبوع، مشيرًا إلى أهمية تفعيل القانون الذي ينص على أن دار الكتب والوثائق القومية هي المركز المعتمد لحفظ المخطوطات، حيث يتم ترميمها وتوثيقها. وأكد أن الثروة الثقافية الحقيقية تكمن في المحتوى التراثي، لكنه يحتاج إلى دعم فني واهتمام أكبر بعمليات الترميم والتوثيق لضمان استمراره للأجيال القادمة.