دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعبر صف طويل من اللاجئين حقل أرز موحِل، بينما تثقل أكتافهم حمولة من الأمتعة. إنهم مجرد مجموعة من مئات الآلاف من لاجئي الروهينغا، الذين عبروا إلى بنغلاديش بعدما أجبرتهم موجة من العنف على الفرار من ميانمار.

يعبر آلاف اللاجئين الروهينغا الفارين من ميانمار على طول حقل أرز موحل بعد عبور الحدود في بنغلاديش في عام 2017.

Credit: Paula Bronstein

وتنظر فتاة يبدو عليها الجوع من خلال نافذة يغشاها الضباب إلى مطعم في العاصمة الأفغانية كابول، آملة في أنه إذا نظرت لفترة كافية، فسيمنحها أحدهم بقايا طعامه.

فتاة تبلغ من العمر 10 أعوام تنظر بألم من خلال نافذة مطعم في كابول بأفغانستان، عام 2002.Credit: Paula Bronstein

ويرفع ثلاثة شبان علم إندونيسيا، وهم يصرخون ويشيرون إلى السماء أثناء تجمّع للمحتجين.

وقد وثّقت المصورة الصحفية باولا برونشتاين جميع هذه المشاهد، التي تفصل بينها سنوات عديدة وآلاف الأميال. 

طلاب جامعيون يحتجون فوق مبنى البرلمان في جاكرتا بإندونيسيا، بعد استقالة الرئيس سوهارتو في عام 1998.Credit: Paula Bronstein

جميع هذه الصور مدرجة في معرض ضمن فعاليات مهرجان التصوير الصحفي الدولي"Visa pour l’Image" لهذا العام في مدينة بربينيان بفرنسا، كجزء من معرض استعادي لمسيرتها المهنية التي امتدت لعقود من الزمان كشاهدة على الظلم. وقد نالت برونشتاين جائزة "Visa d'or Award" لعام 2024 للإنجاز مدى الحياة من مجلة "Figaro".

يؤدي الأب مايكل هليبا مراسم جنازة في كنيسة بأوكرانيا، في عام 2022. وذكرت التقارير أنه قُتل في هجوم صاروخي روسي أثناء توجهه إلى العمل.Credit: Paula Bronstein

وتُعد صورها بمثابة رحلة قاتمة عبر نحو 30 عامًا من الأزمات الإنسانية على مر التاريخ، وتسلّط الضوء على من تلقبهم بـ"ضحايا الحروب الصامتين".

وقالت برونشتاين: "لم تكن أعمالي أبدًا حول الخطوط الأمامية فقط. كانت دائمًا تغوص في القصص العميقة، وتنظر حقًا إلى الناس، والحياة. ... كيف يعيش الناس على خلفية الحرب؟".

وقد ركّزت برونشتاين خلال جزء كبير من حياتها المهنية على أفغانستان، إذ زارت البلاد بشكل متكرر من عام 2001 إلى عام 2022، حيث سردت قصص الناس الذين يعيشون بين تمرد طالبان والحرب الأمريكية الدائمة.

الطفلة محبوبة، 7 سنوات، تقف أمام جدار مثقوب بالرصاص أثناء انتظارها دورها في عيادة صحية في كابول عام 2002Credit: Paula Bronstein

وتأتي إحدى أكثر صورها إيلامًا من وقت مبكر من الحرب، في عام 2002. وفي الصورة، تقف طفلة صغيرة، تدعى محبوبة، بجوار جدار يملأه الثقوب من أثر طلقات الرصاص، بينما تنتظر دورها لدخول عيادة لعلاج داء الليشمانيات، وهو مرض جلدي تسببه الطفيليات الأولية. 

وشرحت برونشتاين أن الأفغان الفقراء أصيبوا بهذا المرض بسبب النوم على الأرض.

وتظهر محبوبة بوجه مرقّط بالتقرّحات يغطيها مرهم أرجواني اللون، وهو علاج لداء الليشمانيات، في مشهد يوازي منظر الجدار خلفها، لتتحدث الصورة الصارخة عن نفسها، إذ ترك الفقر والعنف بصماتهما على وجه هذه الطفلة وعلى العالم الذي تعيش فيه.

 وفي مقدمة معرضها، كتبت برونشتاين أنه من خلال سرد قصص مثل هذه "بدأت تفهم قوة عودتها" .

وقالت برونشتاين: "على مدار تلك السنوات، واصلت الكشف عن الكثير. كنت محظوظة لأنني تمكنت من القيام بمثل هذا التنوع الهائل من الأعمال".

وبعد سنوات من العمل في أفغانستان، كانت برونشتاين متواجدة على الأرض عندما بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب وبدأت حركة طالبان في الاستيلاء السريع على البلاد في عام 2021. وفي مهمة لصحيفة "وول ستريت جورنال" آنذاك، أشارت إلى أن الصحيفة قامت بإجلاءها في اليوم السابق لوصول طالبان إلى العاصمة كابول.

وبعد استيلائهم على السلطة، عادت برونشتاين لسرد قصص عن الحياة تحت حكم طالبان. وقد فرضت طالبان قيودًا شديدة على وسائل الإعلام وسيطرة قمعية على النساء. 

وترى برونشتاين أن النساء الأفغانيات اللواتي قضت جزءا كبيرا من حياتها المهنية في سرد ​​قصصهن، "يتم محوهن من المجتمع بشكل أساسي".

وقالت برونشتاين: "لقد توقعنا جميعًا ما سيحدث، لكن لم يتمكن أحد من إيقاف أو منع الظلم".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الروهينغا حركة طالبان كوارث طبيعية فی عام

إقرأ أيضاً:

أمير تبوك يستقبل القنصل العام لجمهورية أفغانستان بجدة

استقبل صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك، في مكتبه اليوم، القنصل العام لجمهورية أفغانستان الإسلامية بجدة الدكتور شير محمد إبراهيمي، والوفد المرافق له، الذي يزور المنطقة حاليًا.
ورحب سموه بالقنصل الأفغاني، متمنيًا له طيب الإقامة.
من جانبه، عبَّر القنصل الأفغاني عن شكره لسمو أمير منطقة تبوك على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، منوهًا بالنهضة التنموية التي تعيشها منطقة تبوك في شتى المجالات.
وجرى خلال الاستقبال تبادل الأحاديث الودية، وبحث الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
وفي نهاية الاستقبال، تسلّم سمو أمير منطقة تبوك هدية تذكارية من القنصل العام لجمهورية أفغانستان.

مقالات مشابهة

  • آمال ماهر تحسم الجدل حول "صوت مصر" وتُحيي نيكول سابا في لفتة فنية مؤثرة بدبي
  • صحفية أوكرانية: الولايات المتحدة ستنسحب من المفاوضات وتترك أوكرانيا دون مساعدة
  • فضيحة نفق رفح تذكّر بحروب اندلعت من خلال أكاذيب.. تعرف عليها
  • موسكو تسمح لأفغانستان بتعيين سفير في روسيا
  • روسيا ترفع مستوى التمثيل الدبلوماسي لأفغانستان لدى موسكو
  • جدران كابل صفحات مفتوحة لصراع صامت بأفغانستان
  • ماجد المصري يكشف أسراراً عائلية مؤثرة.. ويُوصي أبناءه بالحب والسند
  • صحفية لبنانية: زواج دينا الشربيني وكريم محمود عبد العزيز قريبا
  • أمير تبوك يستقبل القنصل العام لجمهورية أفغانستان لدى المملكة
  • أمير تبوك يستقبل القنصل العام لجمهورية أفغانستان بجدة