من أفغانستان إلى أوكرانيا.. مصورة صحفية توثق قصصا مؤثرة عن ضحايا الحروب الصامتين
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يعبر صف طويل من اللاجئين حقل أرز موحِل، بينما تثقل أكتافهم حمولة من الأمتعة. إنهم مجرد مجموعة من مئات الآلاف من لاجئي الروهينغا، الذين عبروا إلى بنغلاديش بعدما أجبرتهم موجة من العنف على الفرار من ميانمار.
يعبر آلاف اللاجئين الروهينغا الفارين من ميانمار على طول حقل أرز موحل بعد عبور الحدود في بنغلاديش في عام 2017.Credit: Paula Bronstein
وتنظر فتاة يبدو عليها الجوع من خلال نافذة يغشاها الضباب إلى مطعم في العاصمة الأفغانية كابول، آملة في أنه إذا نظرت لفترة كافية، فسيمنحها أحدهم بقايا طعامه.
فتاة تبلغ من العمر 10 أعوام تنظر بألم من خلال نافذة مطعم في كابول بأفغانستان، عام 2002.Credit: Paula Bronsteinويرفع ثلاثة شبان علم إندونيسيا، وهم يصرخون ويشيرون إلى السماء أثناء تجمّع للمحتجين.
وقد وثّقت المصورة الصحفية باولا برونشتاين جميع هذه المشاهد، التي تفصل بينها سنوات عديدة وآلاف الأميال.
طلاب جامعيون يحتجون فوق مبنى البرلمان في جاكرتا بإندونيسيا، بعد استقالة الرئيس سوهارتو في عام 1998.Credit: Paula Bronsteinجميع هذه الصور مدرجة في معرض ضمن فعاليات مهرجان التصوير الصحفي الدولي"Visa pour l’Image" لهذا العام في مدينة بربينيان بفرنسا، كجزء من معرض استعادي لمسيرتها المهنية التي امتدت لعقود من الزمان كشاهدة على الظلم. وقد نالت برونشتاين جائزة "Visa d'or Award" لعام 2024 للإنجاز مدى الحياة من مجلة "Figaro".
يؤدي الأب مايكل هليبا مراسم جنازة في كنيسة بأوكرانيا، في عام 2022. وذكرت التقارير أنه قُتل في هجوم صاروخي روسي أثناء توجهه إلى العمل.Credit: Paula Bronsteinوتُعد صورها بمثابة رحلة قاتمة عبر نحو 30 عامًا من الأزمات الإنسانية على مر التاريخ، وتسلّط الضوء على من تلقبهم بـ"ضحايا الحروب الصامتين".
وقالت برونشتاين: "لم تكن أعمالي أبدًا حول الخطوط الأمامية فقط. كانت دائمًا تغوص في القصص العميقة، وتنظر حقًا إلى الناس، والحياة. ... كيف يعيش الناس على خلفية الحرب؟".
وقد ركّزت برونشتاين خلال جزء كبير من حياتها المهنية على أفغانستان، إذ زارت البلاد بشكل متكرر من عام 2001 إلى عام 2022، حيث سردت قصص الناس الذين يعيشون بين تمرد طالبان والحرب الأمريكية الدائمة.
الطفلة محبوبة، 7 سنوات، تقف أمام جدار مثقوب بالرصاص أثناء انتظارها دورها في عيادة صحية في كابول عام 2002Credit: Paula Bronsteinوتأتي إحدى أكثر صورها إيلامًا من وقت مبكر من الحرب، في عام 2002. وفي الصورة، تقف طفلة صغيرة، تدعى محبوبة، بجوار جدار يملأه الثقوب من أثر طلقات الرصاص، بينما تنتظر دورها لدخول عيادة لعلاج داء الليشمانيات، وهو مرض جلدي تسببه الطفيليات الأولية.
وشرحت برونشتاين أن الأفغان الفقراء أصيبوا بهذا المرض بسبب النوم على الأرض.
وتظهر محبوبة بوجه مرقّط بالتقرّحات يغطيها مرهم أرجواني اللون، وهو علاج لداء الليشمانيات، في مشهد يوازي منظر الجدار خلفها، لتتحدث الصورة الصارخة عن نفسها، إذ ترك الفقر والعنف بصماتهما على وجه هذه الطفلة وعلى العالم الذي تعيش فيه.
وفي مقدمة معرضها، كتبت برونشتاين أنه من خلال سرد قصص مثل هذه "بدأت تفهم قوة عودتها" .
وقالت برونشتاين: "على مدار تلك السنوات، واصلت الكشف عن الكثير. كنت محظوظة لأنني تمكنت من القيام بمثل هذا التنوع الهائل من الأعمال".
وبعد سنوات من العمل في أفغانستان، كانت برونشتاين متواجدة على الأرض عندما بدأت القوات الأمريكية في الانسحاب وبدأت حركة طالبان في الاستيلاء السريع على البلاد في عام 2021. وفي مهمة لصحيفة "وول ستريت جورنال" آنذاك، أشارت إلى أن الصحيفة قامت بإجلاءها في اليوم السابق لوصول طالبان إلى العاصمة كابول.
وبعد استيلائهم على السلطة، عادت برونشتاين لسرد قصص عن الحياة تحت حكم طالبان. وقد فرضت طالبان قيودًا شديدة على وسائل الإعلام وسيطرة قمعية على النساء.
وترى برونشتاين أن النساء الأفغانيات اللواتي قضت جزءا كبيرا من حياتها المهنية في سرد قصصهن، "يتم محوهن من المجتمع بشكل أساسي".
وقالت برونشتاين: "لقد توقعنا جميعًا ما سيحدث، لكن لم يتمكن أحد من إيقاف أو منع الظلم".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأزمة الأوكرانية الروهينغا حركة طالبان كوارث طبيعية فی عام
إقرأ أيضاً:
رسالة مؤثرة من الملك تشارلز لفريقه الطبي في عيد الميلاد
وجه الملك تشارلز الشكر إلى الأطباء الذين تولوا رعايته ورعاية زوجة ابنه كيت في أثناء تلقيهما العلاج من السرطان هذا العام، وذلك في رسالة بمناسبة عيد الميلاد أشار فيها أيضاً إلى الصراعات العالمية وأعمال الشغب التي وقعت في بريطانيا خلال الصيف.
وفي ثالث بث تلفزيوني بمناسبة عيد الميلاد منذ توليه العرش، تحدث تشارلز بنبرة عاطفية غير معتادة في الرسالة الملكية الموسمية، وهو تقليد يعود تاريخه إلى كلمة إذاعية ألقاها جورج الخامس في عام 1932.
عاشت العائلة المالكة عاماً صادماً بعد أن قال قصر بكنغهام في فبراير (شباط) إن الرجل البالغ من العمر 76 عاماً جرى تشخيصه بنوع غير محدد من السرطان تم اكتشافه في الاختبارات بعد تدخل طبي لعلاج تضخم في البروستاتا.
وفي غضون شهر قالت كيت ميدلتون، زوجة ابنه وريث العرش الأمير ويليام، إنها تخضع لعلاج كيميائي وقائي من السرطان، والذي انتهى في سبتمبر (أيلول). وقال ويليام إن العام كان وصعباً للغاية على العائلة.
وقال تشارلز، الذي أصبح ملكاً في 2022 بعد وفاة الملكة إليزابيث "نمر جميعاً بنوع من المعاناة في مرحلة ما من حياتنا، سواء كانت نفسية أو جسدية".
وكانت كلماته مصحوبة بلقطات من زيارة قام بها لمركز لعلاج السرطان عند عودته إلى أداء مهامه في أبريل (نيسان)، إضافة إلى لقطات لكيت بعد عودتها إلى مهامها.
وقال تشارلز "من وجهة نظر شخصية، أقدم خالص شكري من القلب للأطباء والممرضات الذين دعموني ودعموا عائلتي هذا العام خلال حالة عدم اليقين والقلق من المرض، ومنحونا القوة والرعاية والراحة التي كنا في حاجة إليها".
وقال مصدر في القصر الأسبوع الماضي إن علاج الملك يتقدم بشكل جيد وسيستمر خلال العام المقبل.
كما أشار تشارلز إلى الصراعات الجارية.
وقال "في يوم عيد الميلاد، لا يسعنا إلا أن نفكر في أولئك الذين تشكل التبعات المدمرة للصراع في الشرق الأوسط ووسط أوروبا وأفريقيا وأماكن أخرى تهديداً يومياً لحياة الكثيرين وسبل عيشهم".