تساهم الواجهة بين الأقطاب الكهربائية والعازل إلى حد كبير في الكفاءة التي تحول بها البطاريات الطاقة، وفي السنوات الأخيرة، ركزت العديد من الجهود الرامية إلى تطوير بطاريات ذات أداء أفضل على تصميم واجهة القطب الكهربائي "العازل" لتعزيز كثافة الطاقة في البطاريات القابلة لإعادة الشحن، وخاصة بطاريات الليثيوم المعدنية (LMBs).



وتُعد بطاريات الليثيوم المعدنية حلولا واعدة للبطاريات تدمج أنودات الليثيوم المعدنية، بدلا من الأنودات القائمة على الجرافيت التي تستخدمها عادة بطاريات الليثيوم أيون (LiBs)، وبالمقارنة مع بطاريات الليثيوم أيون، يمكن أن تظهر هذه البطاريات كثافات طاقة أعلى بكثير وسرعات شحن أكبر، بحسب موقع "تيك إكسبلور".

ومع ذلك، فإن العديد من بطاريات الليثيوم المعدنية التي تم تطويرها حتى الآن تعاني من قيود كبيرة، مثل تكاليف التصنيع المرتفعة وكفاءة منخفضة في الشحن والتفريغ، ونمو شجيرات الليثيوم أثناء الشحن، وهي عبارة عن هياكل تشبه الأشجار تعتمد على معدن الليثيوم ويمكن أن تتشكل على سطح الأنودات أثناء شحن البطارية، مما يزيد من خطر ارتفاع درجة الحرارة والحرائق المحتملة، مع تقليل أداء البطارية أيضا.

والحل المحتمل للتغلب على هذا القيد الرئيسي لبطاريات الليثيوم هو تنظيم بنية ذوبان الليثيوم + وتصميم عوازل جديدة لتسهيل تكوين الطور البيني الصلب للعازل (SEI) وتثبيت واجهة القطب "العازل".
 في حين ركزت العديد من الدراسات على هذه الأهداف، إلا أن القليل منها استكشف كيف تساهم البيئة العازلة في البطاريات في تثبيت أو زعزعة استقرار هذه الواجهة.

وأجرى باحثون في جامعة تشجيانغ ومعاهد أخرى في الصين مؤخرا دراسة لاستكشاف هذا السؤال البحثي. وتوضح ورقتهم البحثية، التي نُشرت في مجلة  Nature Energy، بروتوكولا عازلا يمكن أن يساعد في معالجة بعض المشكلات المرتبطة ببطاريات الليثيوم، مما قد يعزز سلامتها وموثوقيتها.


وصرح شيولين فان، المؤلف المشارك في البحث، لـ TechXplore، "مع استمرار نمو أسواق المركبات الكهربائية وتخزين الطاقة، سيستمر الطلب على بطاريات الليثيوم أيون في الازدياد. ومع ذلك، لتحقيق اقتصاد منخفض الكربون أو خالٍ من الكربون، نحتاج إلى بطاريات تعمل بشكل أفضل من بطاريات الليثيوم أيون الحالية. وهذا يتطلب تقنية تخزين الطاقة بكثافة طاقة أعلى من 500 واط/كغم، والتي يمكن أن تعمل على تشغيل الأجهزة الكهربائية لفترة أطول بكثير بشحنة واحدة مقارنة ببطاريات الليثيوم أيون".

وأضاف "لقد لفتت انتباهنا بطاريات الليثيوم المعدنية ذات الأقطاب الكهربائية المعدنية بدلا من أقطاب الجرافيت، إلا أن هذه البطاريات تواجه مشاكل الموت المبكر سواء في المختبر أو الصناعة. كان هدفنا الرئيسي هو تطوير بطاريات الليثيوم المعدنية طويلة الأمد وعالية الكثافة في الطاقة".

ويأخذ النهج المتبع في تصميم بطاريات الليثيوم المعدنية المقدم في بحث الباحثين في الاعتبار تأثيرات المجال الكهربائي على السطح البيني، والذي يمكن تعديله عبر العوازل الكهربائية للبطارية، على الطور البيني بين القطب الكهربائي والعازل. من خلال تنظيم الوسط العازل المستخدم في البطاريات، يضمن بروتوكولهم سلامة تنسيق الكاتيون والأنيون [الذرات التي تحمل شحنات]، مما يتيح تكوين SEI من تعرض العازل الغني بالأنيون لحقل كهربائي بيني.

أوضح فان: "يتطلب بروتوكول العازل وضع أزواج الكاتيون والأنيون في سائل غير مذيب بثابت عازل مرتفع، والذي يمكن أن يحمي أزواج الكاتيون والأنيون من التفكك بواسطة المجال الكهربائي. هذا يشكل منطقة غنية بالأنيون بالقرب من واجهة القطب الكهربائي. يمكن لمثل هذا التكوين البيني إعطاء الأولوية لتحلل الأنيون عند الواجهة، وبالتالي إضفاء كيمياء بينية قوية على رواسب الليثيوم في خلايا جيب الليثيوم المعدني".

كتب تشانغ ولي وزملاؤهما: "عند الواجهات المشحونة، تترتب أزواج الكاتيون والأنيون في توزيع تذبذبي دوري. إن انخفاض سعة التذبذب يؤدي إلى تفاقم تحلل الإلكتروليت وزيادة معاوقة السطح. نقترح بروتوكولا عازلا يحافظ على تنسيق الكاتيون والأنيون بسعة تذبذب عالية عند الواجهات، ومعالجة هذه القضايا."


باستخدام البروتوكول الذي اقترحوه حديثا، توصل الفريق إلى عازل فائق النحافة (1 غم أمبير-ساعة)، والذي اختبروه في خلايا الليثيوم المعدني.

قال فان: "يكشف هذا العمل عن التوزيع المكاني للأنيونات والكاتيونات على واجهة العازل المشحونة. هذا يسمح لنا بتعديل خصائص الواجهة من خلال تصميم تركيبة العازل، مما يمكن أن يحسن أداء البطارية".

يمكن لمجموعات بحثية أخرى قريبا أن تستلهم من نهج فريق البحث هذا الوسيط العازل لإعداد عوازل واعدة أخرى لبطاريات الليثيوم. وبشكل جماعي، يمكن أن تساهم هذه الجهود في تطوير حلول أكثر موثوقية للبطاريات عالية الكثافة.

وأضاف فان: "يمكن أن تؤدي الكثافة العالية للطاقة في بطاريات الليثيوم المعدنية إلى مخاطر أمنية خطيرة مثل الحرائق والانفجارات. يهدف عملنا المستقبلي إلى تعزيز استقرار دورة بطاريات الليثيوم المعدنية في ظل ظروف واقعية لتحقيق تقنية تخزين الطاقة التي تجمع بين كل من الكثافة العالية للطاقة والأمان".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية البطارية تقنية كهرباء تقنية بطارية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بطاریات اللیثیوم أیون یمکن أن

إقرأ أيضاً:

مصر تتحول إلى بوابة طاقة لتصدير الغاز القبرصي إلى الأسواق الأوروبية

أكد وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، أن مصر تمتلك بنية تحتية يمكن من خلالها إقامة تعاون لاستغلال الغاز المكتشف في الحقول القبرصية، مشيرا إلى أن تعزيز العمل التكاملي بين مصر وقبرص واليونان في شرق المتوسط هو المفتاح لتحقيق أفضل استغلال لإمكانيات قطاع الغاز الطبيعي في الدول الثلاث، سواء من حيث الاحتياطيات الغازية المكتشفة أو الموقع الجغرافي والبنية التحتية المتفردة لنقل الغاز الطبيعي للأسواق الأوروبية.

جاء ذلك خلال مشاركة الوزير، الخميس، في الجلسة الافتتاحية لمنتدى الأعمال المصري القبرصي اليوناني، الذي أقيم في اتحاد الغرف المصرية؛ بمناسبة انعقاد القمة الثلاثية العاشرة بين مصر وقبرص واليونان بالقاهرة. 

وقال إن كل دولة لديها ما يميزها من إمكانيات متنوعة في هذا القطاع، ولا يمكن أن تعمل منفردة، بل تستطيع بالتعاون والعمل التكاملي الجماعي الوصول إلى أفضل الطرق لتنمية مواردها والاستفادة منها اقتصادياً، خاصة في ظل الطلب العالمي الكبير على الغاز الطبيعي، لافتا إلى أن القيادة السياسية والحكومات في مصر وقبرص واليونان تدعم هذا التوجه بشكل حثيث لتحقيق المنفعة المتبادلة.

وأضاف بدوي أن الوزارة وضعت تعظيم التعاون الإقليمي ضمن المحاور الرئيسية لاستراتيجية عملها، وتسعى للاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز والبنية التحتية المتميزة التي استثمرت الدولة المصرية في إقامتها لجذب الاستثمار. وأوضح أن قطاع البترول يتمتع بقدرات كبيرة من حيث التكرير، شبكات النقل، وإسالة الغاز لإعادة تصديره.

وأشار إلى أن الوزارة عملت خلال الأشهر الأخيرة على تسريع وتيرة تفعيل التعاون الإقليمي مع الجانب القبرصي، خاصة أن مصر تمتلك بنية تحتية يمكن من خلالها إقامة تعاون لاستغلال الغاز المكتشف في الحقول القبرصية، والذي يفتقر إلى البنية التحتية المتوفرة في مصر. ومن خلال ذلك يمكن تحقيق الاستفادة الاقتصادية المتبادلة للدولتين وتعظيم العائد الاقتصادي من البنية التحتية المصرية عبر استقبال الغاز القبرصي في مصر وإسالته في مصانع إسالة الغاز المصرية على ساحل البحر المتوسط لإعادة تصديره للأسواق الأوروبية أو استغلال جزء منه محلياً لتعظيم القيمة المضافة من خلال صناعة البتروكيماويات.

ولفت الوزير إلى أن وجود شركاء الاستثمار العالميين أنفسهم في مصر وقبرص يعزز هذا التوجه ويرفع من جاذبية الاستثمار وعوائده في كلا البلدين.

وأوضح بدوي أن الأشهر الأخيرة شهدت خطوات جادة بين مصر واليونان لإقامة شراكة في نقل وتسويق الغاز الطبيعي في دول شرق أوروبا، والاستفادة من طاقات البنى التحتية في البلدين.
وتابع: "تم توقيع اتفاق تأسيس شركة مشتركة بين الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية ومجموعة كوبيلوزوس اليونانية للعمل في هذا المجال، كإحدى ثمار مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس المجموعة اليونانية". وأشار إلى أن مصر واليونان لديهما رغبة قوية للتعاون في مجال التنمية المستدامة في قطاع الطاقة، وستكون هناك خطوات جديدة في هذا الصدد خلال الأشهر المقبلة.

شارك في المنتدى وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط، ووزير الكهرباء والطاقة المتجددة الدكتور محمود عصمت، ووزير الطاقة والتجارة والصناعة بقبرص جورج باباناستاسيو، ووزير العمل والتأمينات الاجتماعية بقبرص يانيس بانايوتو، ونائب وزير الخارجية باليونان كوستاس فرانجوجيانيس، ورئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية أحمد الوكيل، إلى جانب مسؤولي الغرف التجارية باليونان وقبرص وسفيري البلدين لدى مصر.

مقالات مشابهة

  • شاوشي: “نشكر اللاعبين والأنصار الذين تنقلوا بقوة وأتمنى تحقيق الصعود”
  • كأس الكونفدرالية.. المصري البورسعيدي يقرر شكوى إنيمبا في كاف
  • المصري البورسعيدي يقرر شكوى إنيمبا في كاف
  • %40 زيادة في عدد العارضين بقمة طاقة المستقبل 2025
  • دعاء يوم الجمعة للأحباب.. أفضل الأدعية المكتوبة التي يمكن ترديدها
  • مصر تتحول إلى بوابة طاقة لتصدير الغاز القبرصي إلى الأسواق الأوروبية
  • الغذاء والدواء تحذّر من استخدام الجنسنغ بجرعات عالية
  • قريبا سيكون على الجنجويد الدفاع عن جنوب الخرطوم أمام نفس القوات التي هزمتهم في الجزيرة ولن يصمدوا
  • “وزارة الصناعة والثروة المعدنية” تشارك في منتدى حفر الباطن للاستثمار 2025
  • الصين تصبح ثاني أكبر دولة تمتلك احتياطيات الليثيوم في العالم