يواصل مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف، جهوده في تسليط الضوء على الجوانب الإنسانية لحياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ضمن حملته التوعوية تحت شعار "كأنه معك"، مع اقتراب ذكرى المولد النبوي الشريف.

تهدف الحملة إلى تقديم صورة حقيقية ومؤثرة عن الرحمة والعطف التي تمتع بها النبي تجاه أبنائه وأحفاده، وتعزيز القيم النبيلة التي أرساها في تعاملاته اليومية.

الرحمة الأبوية للنبي صلى الله عليه وسلم

يعتبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم نموذجًا للرحمة والعطف، خصوصًا في علاقته بأبنائه وأحفاده. وفقًا لما ذكره مجمع البحوث الإسلامية عبر صفحته على «فيسبوك»، قال أنس بن مالك رضي الله عنه:

«مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم.»

كانت الرحمة التي أظهرها النبي تتجاوز مجرد التقدير، حيث كانت تعبيرًا عن محبة عميقة واهتمام حقيقي بمصلحة أبنائه وأحفاده.

حفاوة النبي صلى الله عليه وسلم بأبنائه

كان النبي صلى الله عليه وسلم يُظهر اهتمامًا كبيرًا بأبنائه، ويكرمهم بطريقة خاصة. من بين ما ورد في الأحاديث الشريفة، كان يُعبر عن محبته لابنته فاطمة رضي الله عنها بقوله:

«إذا دخلت عليه ابنته فاطمة قام إليها فأخذ بيدها، وقبلها، وأجلسها في مجلسه.»

هذا التصرف يعكس حجم المحبة والاحترام الذي كان يحمله النبي لأبنائه، وكيف كان يقدّرهم ويظهر لهم اهتمامًا حقيقيًا.

رفق النبي صلى الله عليه وسلم بأحفاده

عُرف النبي صلى الله عليه وسلم برفقه وحنانه تجاه أحفاده. وقد رُوي أن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال:

«خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأقبل الحسن، والحسين رضي الله عنهما، عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما، فصعد بهما المنبر.»

هذا المشهد يعكس مدى الحب والاهتمام الذي كان يوليهما النبي، وكيف كان يتعامل مع أحفاده برفق ولطف.

تحصين النبي صلى الله عليه وسلم لأحفاده

كان النبي صلى الله عليه وسلم حريصًا على حماية أبنائه وأحفاده من الشرور. كان يُرقيهم قائلًا:

«أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة.»

هذه الأفعال توضح حرص النبي على تأمين أبنائه وأحفاده من أي أذى، والتأكيد على أهمية الدعاء والحماية الروحية.

تربية النبي صلى الله عليه وسلم ونصحه لأبنائه

كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تقديم النصائح والإرشادات لأبنائه. فقد ورد أنه قال لابنته فاطمة رضي الله عنها:

«يا فاطمة بنت محمد أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا ولا نفعا.»

هذا يظهر مدى اهتمام النبي بصلاح ابنته وتوجيهها نحو الخير، وعدم الاعتماد فقط على النسب والمكانة.

عظمة محبة النبي صلى الله عليه وسلم لأبنائه

أظهرت المواقف التي مرّ بها النبي صلى الله عليه وسلم عمق محبته لأبنائه، حتى في المواقف المؤلمة. فقد بكى النبي على قبر ابنته أم كلثوم رضي الله عنها، حيث قال أنس بن مالك رضي الله عنه:

«شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس على القبر، فرأيت عينيه تدمعان.»

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: حياة النبي جوانب إنسانية كأنه معك النبی صلى الله علیه وسلم أبنائه وأحفاده رضی الله

إقرأ أيضاً:

غربال الثورة الناعم

 

غربال الثورة الناعم

حيدر المكاشفي

لفت انتباهي مقال نشر مؤخرا لصديقنا وزميلنا الأصغر وائل محجوب، جاء في مقدمته أنه في مرحلة الثورة وما تلاها من حكم انتقالي، برزت وجوه محددة لعبت دورا متصلا وكبيرا، في إضعاف أي مجال للتقارب أو الحوار بين مختلف قوى الثورة، عبر شيطنة الناس وتبني الشائعات، وتسميم أجواء المجال العام، وتدني لغة الحوار بالسب والشتم لرموز وشعارات القوى المختلفة، وكانت وجهة نظري وقتها أن كثير من هذه الأصوات تؤدي أدوارا معلومة، وسينكشف أمرها يوما ما. وبعد اندلاع الحرب، تمايزت الصفوف وخرج من بين صفوف الثوار من حمل السلاح ضمن صفوف المقاومة الشعبية، وهجر أخرون السلمية وتبنوا الدعوة للحرب والتعبئة لها، بينما مضى أخرون بشكل أكثر وضوحا نحو كتائب البراء ابن مالك، ومعلوم انها كتائب للحركة الاسلامية، وضالعة بحسب أكثر من تصريح لقادتها في مهاجمة الثورة، ويشتبه في كونها من ضمن قوات القناصة التي أردت كثير من الشهداء، وصار كثير من هؤلاء الثوار “السابقين” “يردد أمن يا جن.. ومثلما كشف الله ستر كثيرون ممن عادوا لقواعدهم بعد الحرب، هاهو مؤتمر الميثاق التأسيسي الذي انعقد بنيروبي، يخرج البقية الباقية ممن تدثروا طويلا بشعارات رفض الحرب..
ما ذهب اليه الزميل وائل يعيد الى الذاكرة الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله (أن أعرابيا بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله أقلني بيعتي، فأبى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما المدينة كالكير تنفي خبثها وينصع طيبها)، وهذا هو بالضبط حال ثورة ديسمبر المجيدة بعد انقلاب 25 اكتوبر 2021 الغاشم وحرب أبريل القذرة تعكف على نفي خبثها وغربلة صفوفها، وما خبثها الا اولئك المتملقين والمنافقين والمتذبذبين الذين ما اعلنوا انحيازهم للثورة الا على سبيل الملق والنفاق والمراء، وبدا واضحا انهم لم يؤيدوا الثورة الا لمنصب يصيبونه أو فائدة يجنونها، فما ان اعلن الانقلابيون سيطرتهم على الأوضاع ومن بعده حربهم اللعينة حتى انقلبوا معهم ولذات الاهداف الرخيصة، فصاروا مثل (فسية) تقرأ ذيل الديك التي تميل حيث تهب الهبوب، ولو كان للانقلاب والحرب من حسنة وحيدة ان كانت لهما حسنات، فهي أنهما فرزا الخبيث من الطيب والثوار الحقيقيون من ادعياء الثورة، وهذا ما يمكن الثورة والثوار الآن من نفي خبثهم كما ينفي الكير خبث الحديد وغربلة صفوفهم، ودنس الثورة وخبثها يجسده هيجان بعض من يدعونها من الذين لا يتحلون بأدبها ولا أخلاقها، ويأبى الله إلا أن يفضح مدعيها هؤلاء على رؤوس الأشهاد، وتلك سنة الله في اهل الملق والنفاق ولابسي ثياب الزور.. لقد كانت ثورة ديسمبر ولا تزال وستظل هي أعظم ما فعله السودانيون عبر تاريخهم الحديث، وهي ثورة طاهرة ستنفي خبثها وتنقي صفوفها، ولا يصلح أن يتصدى لحمل لوائها والدفاع عنها والسعي لاستعادتها، إلا من أخلص لها وآمن بمبادئها وضحى في سبيلها، وإذا كان البعض قد خذل الثورة أو خانها، وارتمى في أحضان الانقلابيين وحلفائهم من الكيزان وفلول النظام البائد، وأصبح أداتهم لاجهاضها، فإن هناك الغالبية الكاسحة من المخلصين للثورة ومبادئها والعاضين عليها بالنواجذ، والذين لن يقبلوا ان يعطوا الدنية في ثورتهم ولا في مبادئهم رغم كل ما تعرضوا له وسيتعرضون له من قمع وتنكيل، ولا يزالون يبذلون وسيظلون يبذلون ما في وسعهم دفاعا عنها في وجه هذه الهجمات التي تتعرض لها بلا كلل ولا ملل ولا يأس، فاليأس خيانة للثورة ولشهدائها، وفي تجارب التاريخ العبرة والمثل، فأصحاب كل القضايا العادلة لم ييأسوا في معاركهم طلبا لحقوقهم مهما تطاول عليهم الأمد، قرأنا ذلك في قصص الأنبياء والمرسلين، وقرأناه في تاريخ الشعوب، بل في تاريخنا الوطني ذاته، فالاصرار على استمرار فتنة هذه الحرب اللعينة المهلكة ماهو الا هو دليل خوف وليس دليل قوة، لأن هذه الحرب استهدفت بالأساس ثورة الشعب وليس المليشيا بدلالة كثير من الشواهد والمواقف والتصريحات والتلميحات، وهذا وضع لا يمكن له الاستمرار طويلا لأنه ضد طبيعة الأمور، وستظل بحول الله ثورة ديسمبر صامدة في وجه الثورة المضادة التي أرادت وأدها، وهو صمود مرشح للاستمرار ومن ثم النجاح لأن صبر الشعوب يفوق كثيرا قدرات أنظمة الحكم مهما بلغ جبروتها، وها هم أبناء الثورة، شبابها وكنداكاتها المخلصين يسطرون ملاحم في الصمود والتمسك بمبادئ ثورتهم والدفاع عنها، لا يضرهم من خذلهم أو خانهم، كما أنهم يزدادون وعيا بالمشهد من حولهم، ويحسبون خطواتهم، وهم يراهنون بالأساس على شعبهم، فارادة الشعب دائما هي الأقوى والردة مستحيلة..

 

 

الوسومالإنقلابيون الثورة حيدر المكاشفي وائل محجوب

مقالات مشابهة

  • لماذا أمر النبي بالسحور في رمضان للصائمين؟.. احذر تركه لـ12 سببا
  • المفتي يكشف أسباب نهي النبي عن خروج الأطفال بالطعام
  • هل اللهم لك صمت أفضل صيغة من دعاء الإفطار في رمضان؟.. انتبه
  • “روتشستـــر دبـــي” تسلط الضوء على دور الأسرة في الحفاظ على اللغة العربية بالإمارات
  • إسرائيليون يطوقون مقر وزارة الدفاع.. وحماس تكشف جوانب من المفاوضات
  • سُنَن الفطرة
  • دعاء الصائم عند الإفطار .. كما كان يردده النبي
  • غربال الثورة الناعم
  • للصائم دعوة لا ترد
  • أحمد عمر هاشم: شق صدر النبي حدثت 4 مرات