لندن - رويترز

قال ثلاثة محللين إن خيارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للرد إذا سمح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخه بعيدة المدى في ضرب روسيا قد يكون من بينها ضرب الأصول العسكرية البريطانية بالقرب من روسيا أو في الحالات القصوى إجراء تجربة نووية للكشف عن نواياه.

ومع دخول التوترات بين الشرق والغرب حول أوكرانيا مرحلة جديدة وخطيرة، يجري رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الأمريكي جو بايدن محادثات في واشنطن تدور حول السماح لكييف باستخدام صواريخ أتاكمز الأمريكية بعيدة المدى أو صواريخ ستورم شادو البريطانية ضد أهداف في روسيا.

 

وقال الرئيس بوتين، في أوضح تحذيراته حتى الآن، يوم الخميس إن الغرب سيكون قد دخل في القتال مباشرة مع روسيا إذا مضى قدما في مثل هذه الخطوة التي قال إنها ستغير طبيعة الصراع. 

ووعد برد "مناسب" لكنه لم يذكر ما قد يقتضيه ذلك. لكنه تحدث في يونيو حزيران عن احتمال تسليح أعداء الغرب بأسلحة روسية لضرب أهداف غربية في الخارج، ونشر صواريخ تقليدية على مسافة قريبة من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين.

وقال أولريش كوهن، الخبير في الأسلحة في معهد أبحاث السلام والسياسات الأمنية في هامبورج، إنه لا يستبعد أن يلجأ بوتين إلى بث رسالة نووية بطريقة ما، مثل اجراء تجربة نووية في محاولة لتخويف الغرب.

وقال في مقابلة "سيكون هذا تصعيدا كبيرا للصراع. والسؤال هو: ما هو السهم المتبقي في جعبة السيد بوتن ليرمي به إذا ظل الغرب مستمرا في نهجه، غير الاستخدام الفعلي للأسلحة النووية؟". 

وأضاف كوهن أن روسيا لم تجر أي اختبار لأسلحة نووية منذ عام 1990 الذي سبق انهيار الاتحاد السوفيتي، وأن أي تفجير نووي سيكون مؤشرا على بداية عصر أشد خطورة. وحذر كوهن من أن بوتين قد يشعر بأنه يُنظَر إليه على أنه ضعيف في ردود فعله على زيادة دعم حلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.

وقال كوهن "إجراء تجربة نووية سيكون أمرا جديدا. ولا أستبعد هذا، وسيتماشى مع تحطيم روسيا في العامين الماضيين لعدد من الترتيبات الأمنية الدولية التي وقعت عليها على مدى عقود".

وقال جيرهارد مانجوت، المتخصص في الأمن بجامعة إنسبروك في النمسا، في مقابلة إنه يعتقد أيضا أن من الممكن أن يتضمن رد روسيا إشارة نووية بطريقة ما، وإن كان هذا الاحتمال غير مرجح في رأيه.

وأضاف مانجوت "الروس قد يجرون تجربة نووية. وقد اتخذوا كل الاستعدادات اللازمة. وقد يفجرون سلاحا نوويا تكتيكيا في مكان ما في شرق البلاد فقط لإظهار جديتهم حين يقولون إنهم سيلجأون في نهاية المطاف إلى الأسلحة النووية".

قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا لمجلس الأمن الدولي إن حلف شمال الأطلسي سيكون "طرفا مباشرا في أعمال قتالية ضد قوة نووي‭‭‭"‬‬ة‭‭‬‬‬ إذا سمح‭‭‭ ‬‬‬لأوكرانيا باستخدام أسلحة ذات مدى أطول ضد روسيا.

‭‭‭ ‬‬‬وأضاف "أعتقد أن عليكم ألا تنسوا هذا وأن تفكروا في العواقب".

وتعكف روسيا، وهي أكبر قوة نووية في العالم، على مراجعة عقيدتها النووية؛ أي الظروف التي قد تستخدم فيها موسكو الأسلحة النووية. 

ويتعرض بوتين لضغوط من أحد صقور السياسة الخارجية المؤثرين لجعل هذه العقيدة أكثر مرونة بحيث تسمح بضربة نووية محدودة على دولة عضو في حلف شمال الأطلسي.

وفي حالة بريطانيا، من المرجح أن تعلن موسكو أن لندن انتقلت من حالة حرب هجينة بالوكالة مع روسيا إلى العدوان المسلح مباشرة، إذا سمحت لكييف بإطلاق صواريخ ستورم شادو على روسيا، وفقا لما ذكره مستشار الكرملين السابق سيرجي ماركوف على منصة التواصل الاجتماعي تيليجرام اليوم الجمعة.

وتوقع ماركوف أن تغلق روسيا على الأرجح السفارة البريطانية في موسكو وسفارتها في لندن، وتضرب الطائرات المسيرة والطائرات الحربية البريطانية بالقرب من روسيا، على سبيل المثال فوق البحر الأسود، وربما تطلق صواريخ على طائرات حربية من طراز إف-16 تحمل صواريخ ستورم شادو في قواعدها في رومانيا وبولندا.

لقد حاول بوتن وفشل في رسم خطوط حمراء للغرب من قبل، مما دفع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي يحث الغرب على أن يكون أقل حذرا فيما يتعلق بمواجهة موسكو، إلى تجاهل أهميتها.

لكن تحذير بوتن الأخير بشأن الصواريخ بعيدة المدى يُنظر إليه في الداخل الروسي وفي الخارج على أنه شيء سيتعين عليه أن يتصرف بناء عليه، إذا سمحت لندن أو واشنطن باستخدام صواريخهما ضد روسيا.

وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم بوتن في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة إن رسالة بوتن "واضحة للغاية ولا لبس فيها".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الناتو : روسيا لم تقم بأي تحركات نووية تستدعي الرد

بروكسل – صرح الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، امس الاثنين، أن الحلف لم يسجل أي تحركات أو إجراءات من قبل روسيا في المجال النووي تستدعي ردا من الغرب.

وقال ستولتنبرغ في مقابلة مع مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية ردا على سؤال عما إذا كان الحلف يخشى أن يتصاعد النزاع إلى صراع عالمي ونووي بمجرد السماح لكييف باستخدام الأسلحة الغربية لضرب العمق الروسي: “نحن نراقب تحركات روسيا عن كثب، وحتى الآن.. لم نر أي تغييرات في تموضع القوات النووية بما يتطلب تغييرات من جانبنا”.

وزعم ستولتنبرغ أن “دعم حلف الناتو للقوات المسلحة الأوكرانية لا يجعله طرفا في النزاع”.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معلقا على احتمال إصدار إذن غربي لنظام كييف بضرب عمق الأراضي الروسية بأسلحة بعيدة المدى إن حلف “الناتو” لا يناقش احتمال استخدام كييف للصواريخ الغربية بعيدة المدى فحسب بل ويتخذ في الواقع قرارا حول مشاركته المباشرة في النزاع الأوكراني.

وشدد بوتين على أن المشاركة المباشرة للغرب في الأزمة الأوكرانية ستغير جوهر الصراع بشكل كبير وهذا سيعني أنهم في حالة حرب مع روسيا الاتحادية.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • كوريا الشمالية تُطلق صواريخ باليستية قصيرة المدى في تجربة جديدة
  • بعد سماح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز بعيدة المدى.. هل سيكون هناك رد روسي بتسليح الحوثيين؟.. تقرير
  • الناتو : روسيا لم تقم بأي تحركات نووية تستدعي الرد
  • أوكرانيا تحبط هجوما روسيا بـ56 مسيرة.. وكشف الأضرار
  • مخاوف أمريكية بريطانية من تحالف نووي بين روسيا وإيران
  • ‏صحيفة "التايمز": بريطانيا لن تسمح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى ضد أهداف في روسيا دون موافقة الولايات المتحدة
  • الكرملين: بوتين دائما يتأنى بشكل كبير فيما يتعلق بالرد على تصرفات الغرب
  • زيلينسكي يطلب من الغرب السماح بـتدمير قواعد عسكرية روسية
  • الكرملين: بوتين لا يتسرع في الرد على ممارسات الغرب
  • أوكرانيا تطلب من واشنطن السماح باستخدام صواريخ لضرب أهداف في روسيا