ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "الخوف يتجدد من بيروت إلى عمان مروراً برام الله من وقوع زلزال جديد. فالقوانين الطبيعية تتجاهل القضايا الجيوسياسية والحدود والصراعات، ففي الشرق الأوسط، يعيش الملايين من الناس على طول صدع البحر الميت، وهو منطقة خطر زلزالي رئيسية. ويقع الصدع، الذي تعود جذوره إلى حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقي، عند تقاطع الصفيحة الإفريقية والصفيحة العربية، ويخترق المنطقة من الجنوب إلى الشمال على مسافة 1200 كيلومتر، من خليج العقبة إلى تركيا، عبر فلسطين وإسرائيل والأردن ولبنان وسوريا.

وإذا كانت المنطقة قد شهدت في العقود الأخيرة عدة زلازل منخفضة الشدة، بما في ذلك زلزال تموز الماضي، فإن موجة الصدمة الناجمة عن الزلزال الذي أغرق تركيا وسوريا في الحداد في السادس من شباط 2023، أيقظت شياطين قديمة، مدفونة في اللاوعي الجماعي، ولكن لم تُنسى".
وبحسب الموقع، "منذ ذلك الحين، ظلت الأسئلة المزعجة تدور في كل مكان: هل من المحتم أن يشهد الشرق الأوسط كارثة ضخمة ذات يوم وهل المنطقة مستعدة؟ يعتقد صموئيل ماركو، أستاذ الجيوفيزياء في جامعة تل أبيب، أن كارثة كبرى أمر لا مفر منه.وأضاف في تصريح للموقع: "الماضي هو مفتاح الحاضر والمستقبل، وهو يظهر لنا ارتفاع وتيرة الزلازل في المنطقة وطبيعتها المدمرة". في الواقع، فإن حركة الصفائح التكتونية، وخاصة الصفيحة العربية، التي تتحرك ببطء ولكن بثبات نحو الصفيحة الأناضولية إلى الشمال، أمر لا مفر منه. ويتفق جلال الدبيك، مدير مركز علوم الأرض وهندسة الزلازل في جامعة النجاح في نابلس في الضفة الغربية المحتلة، مع هذا الرأي، وقال للموقع: "إن التعرض الجغرافي لفلسطين، مثل إسرائيل والأردن، يتراوح من معتدل إلى كبير للغاية. نتوقع زلزالًا بقوة ست إلى سبع درجات، وربما تتجاوز بعض المناطق في الشمال هذا الرقم"."
ما هي المناطق التي ستتأثر؟
وبحسب الموقع، "في حين يبدو أنه في حالة وقوع زلزال شديد، فإن الأردن سيكون البلد الأقل تضرراً، إلا أن هناك قلقاً كبيراً في أماكن أخرى، وخاصة في لبنان. وقال يحيى التمساح، أستاذ الهندسة المدنية المتخصص في دراسة الهياكل تحت تأثير الزلازل في جامعة بيروت العربية، للموقع: "إن التسارع، وهو قيمة الحساب الزلزالي، هو نفسه في كل أنحاء لبنان، لأن البلاد صغيرة للغاية. وهذا يشير إلى مدى تأثر الإقليم بأكمله". وأضاف: "يجب ألا ننسى أيضًا أنه بالإضافة إلى صدع اليمونة، هناك العديد من الصدوع الثانوية الأخرى، ذات الأهمية الأكبر أو الأقل، والتي يمكن أن تتحرك في أي وقت"."
وتابع الموقع، "في الجنوب، حدد ماركو عدة نقاط ضعف: بين البحر الميت (الواقع بين إسرائيل والأردن وفلسطين) وبحيرة طبريا (في إسرائيل)، وكذلك بالقرب من خليج العقبة (المفتوح على البحر الأحمر، بين إسرائيل والأردن). وقال للموقع: "أحد الأساليب هو البحث عن مواقع حساسة لم تشهد زلازل لفترة طويلة، حيث يتراكم الضغط". وأوضح: "في الحالة الأولى، حدث آخر زلزال كبير في عام 1033، وهو ما يمثل ألف عام من تراكم الضغط البطيء. وبالقرب من البحر الميت، حدث آخر زلزال في عام 1212، مع زلزال أصغر في القرن الخامس عشر". وأضاف: "يمكننا أن نتعلم من الزلزال الذي وقع في تركيا. فالمكان الذي وقع فيه الزلزال لم يتحرك منذ عام 1157، على ما يسمى بالصدع الأناضولي الشرقي. لذا، وبينما لا نستطيع أن نعرف اللحظة الدقيقة للكسر، فمن الممكن مع ذلك تحديد المواقع"."
وأضاف الموقع، "بما أن الزلازل الكبرى السابقة في تركيا والشرق الأوسط حدثت كل منها قبل ألف عام، فهل ينذر الانكسار الأخير في صفيحة الأناضول الشرقية بالسوء بالنسبة للبنان وإسرائيل وفلسطين؟ ويجمع الخبراء على أن هذا مجرد مؤشر، ولكن لا يوجد دليل علمي يدعمه. وقال ماركو: "ربما نرى مع الزلزال في تركيا إعادة تشكيل للمشهد الإقليمي، ولكن من المبكر للغاية أن نعرف ذلك". وفي حال وقوع زلزال شمال أو جنوب البحر الميت، هل نتوقع أن نرى مدناً مثل القدس أو رام الله تُمحى من الخريطة عاجلاً أم آجلاً؟ "الجيولوجيا المحلية مهمة أيضًا"، أجاب ماركو. وأوضح أن "المنازل المبنية على الصخر أقل تضررًا من تلك المبنية على الأرض. فكل من رام الله والقدس مبنيتان على الجبال، وهو ما يجعلهما آمنتين نسبيًا". "ومن ناحية أخرى، فإن مدن مثل الرملة واللد في إسرائيل قد تتضرر بشدة"، كما أشار ماركو".
عدم الاستعداد
وبحسب الموقع، "يؤكد الدبيك أن زلزالاً بهذا الحجم سيكون مميتاً للغاية في الضفة الغربية. وقال للموقع: "إن القدرة الفلسطينية على التعامل مع مثل هذا الحدث ضعيفة للغاية. ويرجع ذلك أساساً إلى كوننا تحت الاحتلال". وأضاف: "نحن نفتقر إلى البنية الأساسية، وليس لدينا مطار. وقد تستغرق المساعدات الدولية ثلاثة إلى أربعة أيام للوصول إلى الموقع، لأن الأردنيين والإسرائيليين ربما يكونون منزعجين للغاية من وضعهم الخاص". ويشير الدبيك أيضًا إلى أن "المؤسسات والمنظمات غير الحكومية تفتقر إلى المعرفة في هذا المجال". وتابع قائلاً: "إن المهمة ستكون صعبة للغاية في ظل وجود العديد من مخيمات اللاجئين. فنحن لا نعاني من الضعف الجسدي فحسب، بل نعاني أيضًا من الضعف الاجتماعي والاقتصادي والبيئي".
وتابع الموقع، "يتناقض هذا السيناريو مع أحدث التطورات الإسرائيلية في هذا الشأن. ففي شباط 2022، أطلقت البلاد رسميا نظاما وطنيا للتحذير من الزلازل. ورغم أن هذا النظام لا "ينبئ بالكارثة"، فإنه ينبغي أن يكون قادراً على تحذير الناس الذين يعيشون بعيداً نسبياً عن مركز الزلزال، وتوفير بضع ثوان ثمينة لهم.وأوضح ماركو: "هذا يكفي لإيقاف قطار حتى لا يخرج عن مساره، ولوضع المواد الخطرة في أماكن آمنة، ولإغلاق خطوط الغاز والكهرباء ذات الجهد العالي لمنع وقوع مأساة". ولكن في رأيه فإن هذا لا يجعل إسرائيل دولة مستعدة لمواجهة زلزال كبير، لأنها "تتمتع بتدريب جيد في الإنقاذ ولكن ليس في الاستعداد". وقال "إن قوانين البناء المضادة للزلازل لم تفرض إلا في عام 1995، وقد لا تتمكن العديد من المنازل القديمة من المقاومة". وأضاف ماركو "لم نقم بتثقيف السكان بشكل كافٍ حول السلوك الصحيح الذي يجب اتباعه، والسلطات بالتأكيد تخشى تخويف الناس".
وبحسب الموقع، "في لبنان، يتزايد خطر الأضرار الناجمة عن الزلازل بشكل كبير بسبب الاكتظاظ، والبناء على تربة رديئة الجودة، فضلاً عن الممارسة المنتشرة المتمثلة في إضافة طوابق إلى المباني دون اتخاذ الاحتياطات المناسبة. وقال تمساح: "لدينا العديد من الأشخاص المعرضين للخطر، وخاصة في بعض أحياء بيروت، ومنطقة طرابلس، وعكار الذين تضررت مبانيهم بالفعل بفعل الزمن والرطوبة". وأشار الأستاذ إلى أن "المعايير المضادة للزلازل التي فرضتها الدولة في عام 2013 لم تُطبق في كل مكان، بسبب التكاليف التي تترتب عليها". إذاً، لبنان غير مستعد بشكل جيد لسيناريو كارثة كبرى". المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: إسرائیل والأردن البحر المیت العدید من فی عام

إقرأ أيضاً:

العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية

تقوم الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط على ثلاث ركائز: الالتزام المطلق بدعم إسرائيل في كل الظروف والمواقف، والتحالف مع صناعة النفط في الخليج، والعداء المزمن لإيران. أُضيف لهذه العوامل في وقت لاحق غير بعيد موضوع الجماعات الجهادية وانتشارها في المنطقة وزعمها تهديد الوجود الأمريكي. ورغم الاستثمار الكبير، من حيث الموارد والتجنيد والدعاية، لم يرقَ موضوع الإرهاب والجهاديين إلى أن يصبح ركيزة رابعة ثابتة للهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط.

تتداخل هذه الركائز فتعزز إحداهما الأخرى لتُبقي الولايات المتحدة حبيسة مأزق عسكري واستراتيجي دائم في المنطقة بشكل يجعل الوجود الأمريكي فيها عامل توتر وتأزم أكثر منه عامل أمن وطمأنة.

في وقت من الأوقات قد يتراجع حضور إحدى الركائز الثلاث مقارنة بالاثنتين الأخريين، لكن لا يمكن أن يأفل حضور كل الركائز في وقت واحد بحيث يعطي الانطباع بأن الفراغ غالب وبأن الولايات المتحدة باتت غائبة أو بلا تأثير.

حتى مع الانسحاب من العراق في عهد الرئيس باراك أوباما ومن أفغانستان في عهد بايدن، وبينهما سعي ترامب لسحب بلاده من التزاماتها الدولية، القانونية والسياسية، عجزت الولايات المتحدة عن التواري كليا. كل ما حدث كان مجرد إعادة انتشار تكتيكي وظرفي.

تدفع مجمعات الصناعة الحربية الأمريكية السياسيين والمشرِّعين في واشنطن إلى إبقاء جذوة الحضور مشتعلة، ونُذر التوتر قائمة بشكل يجعل الولايات المتحدة ضرورة لا غنى عنها.

هناك طرف آخر لا يقل حرصه على الوجود الأمريكي، ومن ورائه إبقاء جذوة التوتر مشتعلة ونُذر الحرب قائمة، عن حرص مجمعات التصنيع الحربي: إسرائيل واللوبيات الداعمة لها.
تدفع إسرائيل في كثير من الأحيان نحو صراع أمريكي مع إيران بأي شكل من الأشكال
تدفع إسرائيل في كثير من الأحيان نحو صراع أمريكي مع إيران بأي شكل من الأشكال.. سياسي، دبلوماسي، عسكري، استراتيجي، ولو اجتمعت كل هذه الأشكال في وقت واحد سيكون ذلك بمثابة الجائزة الكبرى. أكثر ما تخشاه إسرائيل أنه في غياب عداوة تقترب من المواجهة المسلحة بين الولايات المتحدة وإيران، قد يبدأ الأمريكيون في التساؤل عما إذا كانت بلادهم في حاجة فعلا إلى تحالف مع إسرائيل.

حضر الشرق الأوسط في المناظرة الرئاسية بين المرشحين دونالد ترامب وكمالا هاريس الأسبوع الماضي. لكنه حضور بريكزتين فقط، إسرائيل وإيران وتغييب واضح لركيزة الصناعة النفطية الخليجية. بينما اختفى موضوع الإرهاب والجهاديين تماما، كما كان منتظرا.

لا يعني هذا «التغييب» أيّ تغيير استراتيجي في المقاربة الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط والخليج بعد الانتخابات المقبلة، أيًّا كان الفائز فيها.

بالعكس، ستكون الاستمرارية هي المحرّك الأساسي. لقد حاول الرئيس بايدن البناء على «الاتفاقيات الإبراهيمية» التي ورثها عن سلفه ترامب بجر السعودية إليها، لكنه فشل لأسباب أقوى منه.

وستواصل هاريس المحاولة بكل قواها على الرغم من أن ترامب هو صاحب الاتفاقيات المذكورة. ومن نافلة القول إن ترامب نفسه سيجعل منها ورقته الأساسية في التعاطي مع الشرق الأوسط وأزماته.

طبيعة السياسة الأمريكية، التي منحت بموجبها واشنطن لنفسها صفة شرطي العالم، وتداخل مصالحها في كل زاوية من زوايا الكرة الأرضية، ثم بروز المنافسة الصينية والإزعاج الروسي، كلها عوامل تجعل واشنطن في حاجة للجميع وتستعمل الجميع لخدمة مصالحها.

وعلى الرغم من أن المنطقة مقسَّمة تلقائيا إلى مجموعات أو فضاءات متجانسة إلى حد كبير، إلا أن المخططين في واشنطن متمسكون بالتعامل معها فرادى ووحدات.

ضمن هذا المنطق تعمل واشنطن على الحفاظ على علاقات طيبة مع السعودية بحكم التحالف الاستراتيجي الذي عمره أكثر من سبعة عقود، وبحكم أن المملكة منبع النفط العالمي.

وإذا أُضيف لهذين العاملين موضوع التطبيع المحتمل بين السعودية وإسرائيل، يصبح من ضروب المستحيل تقريبا أن تتخلى واشنطن عن الرياض.

وتحتاج الولايات المتحدة لدولة الإمارات كقوة إقليمية مؤثرة استراتيجيا واقتصاديا تُحقق لها بطرقها الخاصة ما لا تستطيع تحقيقه بالطرق التقليدية. إضافة إلى أن أبوظبي أحد أكبر زبائن السلاح بطموح كبير وموارد هائلة تتفوق بكثير على بقية الزبائن.

وتحتاج الولايات المتحدة للحفاظ على علاقات مع قطر بسبب قاعدة «العديد» العسكرية والحاجة إليها في موضوع الوساطات إقليميا ودوليا.

والحال نفسه يتكرر تقريبا في العلاقة مع عُمان التي تلعب أدوارا دبلوماسية فعَّالة بقدر ما هي هادئة، وتروق لصانع القرار في واشنطن. كما تحتاج الولايات المتحدة لعلاقات قوية مع الأردن رغم صغر حجمه وتأثيره في المنطقة الذي يبدو للبعيد ثانويا، مع مصر هناك حاجة لواشنطن لتأمين علاقات طبيعية في حدها الأدنى لأن العلاقات المصرية الأمريكية تعجز عن أن ترتقي إلى درجة التميّز، وفي الوقت نفسه لا يجب أن تتدهور أو تنقطع.

رغم أن انتخابات 2024 ستجري في سياق شرق أوسطي مختلف تماما عنوانه حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على سكان غزة، واحتمالات اشتعال المنطقة برمتها، كانت المناظرة بين ترامب وهاريس فرصة للمرشحَين لتأكيد تشابه سياساتهما (وسياسات جميع المرشحين، سابقا ولاحقا) بشكل كبير عندما يتعلق الأمر بالشرق الأوسط وإسرائيل والحاجة الملحة للحفاظ على الوضع القائم.

كرَّست المناظرة الأخيرة المعروف في المقاربة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. كل ما يستطيعه بعض المرشحين، وفي حالات محددة، طرح سردية تعطي الانطباع بالتمرد عن المألوف، ثم تتوقف عند سقف معيّن. النموذج عن ذلك في انتخابات 2024 المرشحة كمالا هاريس وحديثها عن معاناة المدنيين في غزة وضرورة أن تتوقف الحرب فورا.

هذا أقصى ما تستطيعه. وقبلها باراك أوباما وبدرجة أقل بيل كلينتون. لكن بعد الكلام نصف المعسول تتواصل شحنات السلاح لإسرائيل من قنابل خارقة للتحصينات وصواريخ موجهة وغير ذلك. وتتواصل المساعدة الاستخبارية التي تجعل الولايات المتحدة شريكة رئيسية في حرب الإبادة على غزة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • أسعار النفط تستقر بالأسواق العالمية
  • البنتاجون: لا تعديل لوضع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط بعد تفجيرات لبنان
  • كيا الشرق الأوسط وأفريقيا تطلق سبورتاج L
  • الأمم المتحدة: انفجارت أجهزة “البيجر” في لبنان “مقلقة للغاية”
  • كاليفورنيا تسجل رقماً قياسياً في الزلازل
  • سي إن إن : الصاروخ اليمني استهدف موقع حساس للغاية في اسرائيل
  • العرب في مصيدة الانتخابات الأمريكية
  • حدث ليلا.. تحطم مروحية رئيس دولة إفريقية وانفجار ضخم بأمريكا وتحذير من زلزال مدمر
  • زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب ولاية تكساس الأمريكية
  • روسيا ومصر تبحثان النزاع في الشرق الأوسط