وزير الأوقاف يشكر محافظ دمياط لاهتمامها بحفظة القرآن الكريم
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
وجه الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الشكر للدكتورة منال عوض محافظ دمياط على اهتمامها بحفظة القرآن الكريم من أبناء المحافظة وتشجيعها لهم ورعايتها وحضورها لأكثر من مناسبة تتصل برعاية النشء والبرنامج التثقيفي للطفل وتكريم الأطفال المتميزين في حفظ القرآن الكريم والأنشطة الصيفية والتثقيفية المتعددة التي تقيمها وزارة الأوقاف المصرية لمختلف الأعمار وبخاصة النشء والشباب.
وتابع، في بيان اليوم، بأن هذا الدور يعزز بقوة روح التسامح الديني ويرسخ أسس المواطنة الرائعة ، وهذه هي مصر بلد التسامح الديني الذي يرسخ لأسس الاحترام المتبادل بين أصحاب الأديان جميعًا ويعزز مبادئ وأسس المواطنة بلا تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق ويصنع لُحمة وطنية حقيقية ، فالوطن لكل أبنائه وهو بهم جميعًا.
لقاء محافظ دمياط بحفظة القرآنجدير بالذكر أن مديرية أوقاف دمياط قد نظمت رحلة ترفيهية للأطفال المشاركين بالبرنامج الصيفي بدمياط شملت زيارة لمكتبة مصر العامة وزيارة لمدينتي رأس البر ودمياط الجديدة.
وفي مستهل الجولة التقت الدكتورة منال عوض محافظ دمياط 100 طفل وطفلة من حفظة القرآن الكريم بالبرنامج الصيفي التثقيفي بمساجد المحافظة.
وأعربت «عوض» عن سعادتها بلقائها مع حفظة القرآن الكريم، كما هنأتهم بما أنعم الله عليهم من حفظ كتابه الكريم، متمنية لهم دوام النجاح والتوفيق، ودعت الأطفال بالتحلى بآداب القرآن الكريم وما يدعو إليه من سلوكيات وأخلاق حميدة.
إشادة بجهود الأوقافوفي سياق متصل أعربت محافظ دمياط عن تقديرها لجهود وزارة الأوقاف تحت قيادة الدكتور محمد مختار جمعة لرعاية أبناء الوطن وتنشئتهم تنشئة دينية وسطية، وتقديم كافة سبل الدعم اللازم لهم، مؤكدة حرص المحافظة على تحقيق التعاون المستمر مع الأوقاف لتحقيق ذلك بشكل كامل، كما وجهت التحية لأسرهم على دعمهم الكبير لابنائهم لبناء جيل قوى ومستنير قادر على استكمال مسيرة التنمية والبناء.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأوقاف محافظ دمياط دمياط حفظة القرآن الكريم القرآن الکریم محافظ دمیاط
إقرأ أيضاً:
القرآن الكريم دستور حياة مثالية 100 %
الحمد لله أننا مسلمون، والحمد لله أن كتابنا القرآن الكريم، ونبينا محمد بن عبد الله، حقيقة المتأمل في قراءة القرآن، تستوقفه كل الآيات التي تناقش الحياة الاجتماعية، والعلاقات بشتى أنواعها سواء العائلية أو السياسية أو الاقتصادية. وأكثر ما ركَّز القرآن على التعاملات بين البشر. لم يترك القرآن جانباً من جوانب الحياة، إلا ووضع له أصولاً وأحكاماً، من اتبعها ربح وسعد، ومن تركها خسر وتعس. والمتدبر للقرآن، المتتبع لسيرة الرسول عليه الصلاة والسلام، يدرك عظمة الدين الإسلامي وسموه الأخلاقي، هو ببساطة دين الأخلاق الفاضلة، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام، موضحاً جانباً من مهمته العظيمة ( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) وقد كان العرب ذوي أخلاق رفيعة في كثير من تعاملاتهم، فجاء الإسلام متمماً للحسن منها، نابذاً السيئ، واضعاً منهجاً أخلاقياً عظيماً ، ولو توقفنا عند سور و آيات القرآن التي ترسم وتفصل الآداب والأخلاق للمسلمين، لما كفتنا مقالات، لكن لعلنا نقف عند بعض السور ونبدأها (بالحجرات) والتي حوت كماً هائلاً من التربية الدينية العظيمة. بدأت السورة بشرح التأدب مع الله عزَّ وجلَّ ورسوله، ووجوب طاعتهما، والامتثال لأوامرهما. لقد كان تعامل معلم البشرية مع أصحابه وأهله والناس عموماً، مدرسة نهل منها الجميع أحسن الأخلاق. ومازالت الأمة الإسلامية لن تجد موسوعة للأخلاق الحميدة، كأخلاق محمد عليه الصلاة والسلام. فهو قدوتنا، ومسك الأخلاق وعطرها، ويظل القرآن والسنة، دستورنا ومرجعنا كمسلمين، لننهل منه أطيب القيِّم وأنبلها، ولنعيش مع بعض الأخلاق الحميدة في سورة الحجرات. ففيها آية عظيمة، ما أكثر ما يغفل عنها الناس، فيحكمون أحكاماً قاسية تؤدي لقطع حبال المودة، وقد تشتعل الفتن، وقد تؤخذ صور سيئة عن أناس بينما هم مظلومون ( يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) سمَّى الله من ينقل النبأ (فاسقاً) حتى لو كان صحيحاً، فهؤلاء الذين يحبون نشر الأخبار ونقلها من جهة لأخرى، ليسوا متثبتين، فمعظمهم ينقل ما يسمع بالتناقل، وقد قال الرسول عليه الصلاة والسلام ( كفى المرء إثماً أن يحدث بكل ما سمع). هذه قاعدة أخلاقية هامة جداً (تبينوا)، حتى لا تنتهك العلاقات بالأكاذيب، وسوء الفهم. ومن الأولى بمن يمتهن نقل الأخبار بين الناس، أن يتحرَّى ويدقِّق وينقل ما فيه خير، ويبتعد عن الأخبار التي تشيع الفتنة والبلبلة وتؤلب النفوس. وحري بمن تأتيهم أخبار تزعجهم، أن يتبينوا ويتأكدوا حتى لا يقعوا في الإساءة والقطيعة التي تورث الندم والإثم.
ونأتي لآية عظيمة في السورة -والقرآن كله عظيم- (وإن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين) ويختم عزَّ وجلَّ الآية بمعنى كبير جداً ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون). لن أتوقف عند توضيح هذه الآية، فذلك قد يأخذ من الأحرف مالا يتسع له المجال، لكن في هذه الآية توضيح لأهمية الإيجابية بين الناس بالتدخل بالصلح، وإنهاء الخصومات، سواء بين جماعات أو أفراد. وللأسف نحن اليوم كثيراً ما نجد خصومات تستمر لسنوات بين أهل وقرابة وجيران دون تدخل أحد للإصلاح، ودون تراجع من المخطئ والمسيء. ويذكِّرنا الله في آخر الآية بأن (المؤمنون إخوة) قال الرسول (المؤمن أخو المؤمن لا يخذله ولا يظلمه ولا يحقره). ثم نأتي لآية أخلاقية عظيمة في سورة الحجرات أيضاً (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيراً منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون) تخيلوا المستهزئين باسم (المزح المقيت) إن لم يتوبوا اعتبرهم القرآن (ظالمون). بعض الناس (مازحاً) يحقّر الآخرين، وينبزهم بألقاب لا يحبونها، ويهمز ويلمز عليهم، ويعتبر نفسه خفيف ظل صاحب حضور ممتع، والعكس صحيح عند الله قبل البشر فهو مذنب غثيث.
يا للأسف، أصبح البعض يستخدم مصطلح (طقطقة)، لمضايقة الآخرين، وإزعاج المجالس. ليت هؤلاء يقرأون هذه الآية ويعيدون النظر في تصرفاتهم. ثم تأتي الآية التي تنهى عن سوء الظن البعيد عن الحقيقة، لأنه إثم يجر العداوة والبغضاء، فإن لم يستطع المسلم إحسان الظن فلا ينقاد لسوء الظن دون تأكد وتثبت وفي الآية أيضاً نهي صريح عن التجسس هذا الخلق الذميم، والذي تترتب عليه نتائج سيئة جداً تعصف بالسكينة والحياة الآمنة. وفيها تحذير من الغيبة وتصويرها بشكل مرعب (أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه).
أجارنا الله وإياكم من مساوئ الأخلاق والأفعال. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)