لبنان ٢٤:
2024-09-18@09:09:13 GMT

اليوم التالي لجعجع: تفاهم اميركي ـ ايراني

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

اليوم التالي لجعجع: تفاهم اميركي ـ ايراني

اجمع عدد من القيادات والسياسيين الذين تتبعوا وقائع خطاب رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في معراب في "القداس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية" على انه كان "خطاب اليوم التالي" خصوصا وان شعار المناسبة كان "الغد لنا"، وكل المواقف التي اعلنت فيها فندت كيف سيكون ها الغد من وجهة نظر معراب....
يكشف أحد السياسيين في فريق الموالاة أن بعض القريبين من "القوات" سارعوا اثر خطاب جعجع إلى التواصل مع بعض وسائل الإعلام ليبلغوا إليها أن المواقف التي إعلنها الرجل تقصد أن تنطوي على رسالة إيجابية تجاه حزب الله ومنها قوله أنه لا يمكن وصف حزب الله بأنه "تنظيم ارهابي"، وترجم اثناء الخطاب عندما هتف بعض الحاضرين "حزب الله ارهابي" فترك المنبر متجها إليهم لأسكاتهم لكنهم سرعان ما سكتوا فعاد إلى منبره.


ويرى هذا السياسي أن جعجع "بدأ يعيد تموضعه كممثل اساس للساحة المسيحية بعد انهيار "التيار الوطني الحر" وضمور كتلته النيابية بخروج اربعة نواب صقور منها، وبالتالي هو يحاول أن يفتح افقا حيال المرحلة الجديدة التي يبدو انه التقط إشارات حول طبيعتها.
ويقول السياسي نفسه: "في مرحلة من المراحل كانت لدى جعجع قديماً وفي بداية الأزمة الراهنة قراءة للاوضاع في لبنان والمنطقة مفادها أن الأوضاع ذاهبة إلى مواجهة كبرى وأن إيران وحزب الله سيدفعا الثمن وستتغير المعادلة لغير مصلحتهما، ولكن في الأونة الأخيرة بلغته معطيات مختلفة مفادها أن لا حرب كبرى ستنشب، وربما أن المنطقة تقبل على تفاهمات كبرى خصوصا بين إيران والولايات المتحدة الأميركية، وهذه المعطيات يبدو ان جعجع تلقاها من جهات عدة،  ولذلك هو يعيد الآن تموضعه في ضوء هذه القراءة المرجحة، ولكنه في موضوع رئاسة الجمهورية ما زال على موقفه التصعيدي ولذلك قال في خطاب معراب "أن الطريق إلى قصر بعبدا لا تمر في حارة تحريك وأن الدخول إلى قصر بعبدا لا يمر بعين التينة وأنما من ساحة النجمة وصندوق الاقتراع".
ويضيف هذا السياسي " في السياسة عادة لا احد يقدم خطابه رأساً على عقب يغير في مسائل من هذا النوع ولكن قد تكون بداية تكيفات ستظهر في الخطاب السياسي ل"القوات اللبنانية" شيئا فشيئا".
قراءة معارضة للخطاب
وفي المقابل سأل مصد رقريب من المعارضة  تتبع وقائع خطاب جعجع:هل ان الرئاسة في لبنان باتت مرتبطة برئاسة الولايات المتحدة الأميركية، فالمجموعة الخماسية تتحرك، ولكن اللافت أن خطاب جعجع الاخير الماضي كان لافتا من حيث المواقف التي عبر عنها إذ تحدث بما معناه عن أن هناك قوتين في لبنان هما "القوات اللبنانية" وحزب الله، ولكنهما مربوطتان بمكانين هما ايران والولايات المتحدة الاميركية، حسب المصدر. الذي استطرد قائلا: "لقد دعا جعجع إلى الحوار، فهل مفتاح الحل في لبنان هو حوار بين "القوات" وحزب الله بعد انهيار "التيار الوطني الحر"؟
كذك سأل المصدر: هل هذا الحوار يمهد له توافق إيراني ـ أميركي بعد انتخاب الرئيس الأميركي مثلما حصل مع انتخاب الرئيس ميشال عون عام 2016 ولا ننسى أن انتخاب عون يومذاك ما كان ليتحقق لو لم تؤيده "القوات اللبنانية؟".
والملاحظ، حسب المصدر القريب من المعارضة، ان "اي مسؤول في حزب الله لم يرد على خطاب جعجع، ولم يسمع إلا رد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الذي وجه انتقادات الى جعجع، وهو ليس محسوبا على "الحزب". وقد دل عدم رد الحزب، في رأي المصدر، إلى أنه في مكان ما "وجد إيجابيات" في الخطاب ما يدل الى أن مفتاح الرئاسة في لبنان لم يعد الخماسية، وإنما الثنائية".
والملفت ان جعجع لم يركز مباشرة على رئيس مجلس النواب في خطابه عندما تحدث عن ان الطريق الى رئاسة الجمهورية "لا يمر بعين التينة ولا بحارة حريك وانما في صندوق الاقتراع في ساحة النجمة"، لكنه كان يغمز من قناة عين التينة بالدرجة الأولى خصوصا وأنه قال أن الحوار ينعقد في القصر الجهوري بعد انتخاب الرئيس وليس قبله، وهو ما يعني رفضه الحوار الذي يدعو اليه بري.
ويشير المصدر إلى "أن حزب الله يدرك ما يحصل من تطورات على الساحة المسيحية، فكل الانتخابات التي تجرى في مجالس الطلبة للجامعات والمدارس يفوز فيها "القواتيون" وان من هم دون الخمسين من العمر وينتمون إلى العونية باتوا قلة". ويلفت الى ان الخماسية فيما تتعاطى بشؤون الرئاسة اللبنانية فإن إسرائيل لا تتحدث عنها لا عبر الصحافة ولا عبر السياسيين، كما انها لا تعير امر التطبيع مع لبنان أي اهتمام الآن. كما أن الموقف الذي عبر جعجع عنه حول القضية الفلسطينية خفض كثيرا من منسوب اللعب على الموضوع الفلسطيني داخل "القوات"، إذ قال في هذا المجال كلاما مهما جدا بتأكيده "أننا مع القضية الفلسطينية وقد تصالحنا مع الفلسطينيين ونسينا ما جرى بيننا وبينهم". بمعنى أنه أراد أن يقول "لا يزايدن أحد علينا في القضية الفلسطينية".
على "أن الديناميكية الأهم المرتقبة في المدى القريب، حسب المصدر القريب من المعارضة، لن تكون الخماسية وإنما الثنائية"، اذ يعتبر "أن حزب الله لديه حق الفيتو، وكذلك "القوات" التي باتت تملك أكبر كتلة نيابية مسيحية بعد التفكك في كتلة "التيار الوطني الحر".
خطان لا يلتقيان‬
ويلفت المصدر الى "ان من ارتاح إلى مواقف جعجع كان سفير دولة الإمارات العربية المتحدة في واشنطن يوسف العتيبة (الذي يعتبره البعض أهم سفير عربي في العاصمة الأميركية) حيث أنه ايد جعجع في ما ذهب إليه، ما دل، في رأي المصدر، الى "أن هناك خطين لا يلتقيان أحدهما ضعف وهو الخط القطري ـ العوني، والثاني قوي وهو الخط الإماراتي ـ "القواتي".
ويقول المصدر "ان القطريين أخطأوا في رهانهم على العونيين وعلى كل ما نسجوه مع رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، ولذلك لم تعد الخماسية خماسية وشيئاً فشيئاً ستحل مكانها ثنائية، أي ثنائية "حزب الله" ـ "القوات اللبنانية"، على حد تعبيره.
لذلك، يقول المصدر، العالم كله ينتظر موعد انتخابات الأميركية ولكن في لبنان لم يعد هناك خماسية حتى ولو اجتمع سفراؤها وجالوا على القيادات والكتل النيابية والسياسية. هناك ثنائية هي "القوات اللبنانية" و"حزب الله" لانهما القوتان اللتان تملكان القدرة على صناعة الحل أو الذهاب إلى الحرب.
ويشير المصدر إلى أن باسيل تقرب من رئيس مجلس النواب نبيه بري فيما "القوات" تقربت او تحاول التقرب في شكل من الاشكال من "الحزب" وهذا الأمر لم يتحدث عنه أحد لا تلميحا ولا تصريحاً. سابقا كانت "القوات" قريبة أو تتقرب من بري عبر النائب جورج عدوان الذي كان "رجل المهمات الصعبة" لديها، ولكن الصورة انقلبت راسا على عقب".
يختم المصدر: "لقد كان خطاب جعجع لساعة موجها بالدرجة الاولى إلى حزب الله والثنائي الشيعي وحلفائه عموما، فقال ما معناه "تريدون الحديث في الدستور نتحدث في الدستور، لكن تعالوا لننتخب رئيس الجمهورية أولا، ... " تعالوا إحكوا معي".. تعالوا الى الحوار بعد انتخاب الرئيس، فلا قيمة لآراء الآخرين ايا كانوا عندي.ولا هم عندي سوى المسيحيين، أنا قوتي ليست 14 آذار عابر للطوائف، أنا الكتلة المسيحية الكبرى، تعالوا لنتحاور فأنا الطرف الأقوى".
هذا هو الواقع الجديد الذي تظهر او اراد جعجع تظيره في "أحد معراب الكبير". ولذلك فإن الوضع في لبنان الآن بات ينتظر الوضع الأميركي. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر القوات اللبنانیة انتخاب الرئیس حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

لماذا نخشى البحث الجاري عن «اليوم التالي»؟

يلفت الانتباه مبالغة الولايات المتحدة وأوروبا وبعض الأوساط الإسرائيلية في محاولة حرف الجدل الدائر حول جرائم الاحتلال في غزة إلى النقاش فيما يسمونه ترتيبات اليوم التالي، وذلك كمن يسعى لبيع جلد الدب قبل صيده.

ويهدف تركيز النقاش على اليوم التالي بدل اليوم الحالي بشكل عام إلى محاولة جني ثمار العدوان الإسرائيلي العسكري سياسياً، ذلك أن هذا النقاش مبني على فرضية نجاح إسرائيل في تحقيق أهدافها من الحرب التي أعلنتها على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وحاجتها إلى ترتيبات سياسية تضمن المحافظة على تلك المكتسبات العسكرية المفترضة والمأمولة.
أما الهدف المحدد فهو مساعدة إسرائيل في الخروج من الوحل الذي ستجد نفسَها فيه اليوم التالي، إن كان لجهة الاستنزاف العسكري المتوقع استمراره، أو المسؤولية المدنية والإدارية والأخلاقية التي ستكلفها غالياً.
مأزق إسرائيل يتمثل في أن تحقيق أهدافها المعلنة من حربها يتطلب نوعاً من إعادة احتلال قطاع غزة بشكل مستمر، الأمر الذي تحاول إسرائيل تجنبه لنفس الأسباب التي دعتها للانسحاب منه قبل ما يقرب من عشرين عاماً، ولذلك فإن إسرائيل تجد نفسها بحاجة إلى من يساعدها ويتشارك معها في الحفاظ على الإنجازات التي تفترض أنها سوف تحققها في هذه الحرب، من خلال نوع الترتيبات السياسية والأمنية والإدارية في مرحلة ما بعد إنهاء هذه المواجهة.
وفي هذا الصدد فإن خلاف نتانياهو مع الولايات المتحدة حول اليوم التالي ليس جوهرياً بل إنه شكلي، فهو من ناحية يصر على استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي في القطاع بعد انتهاء الحرب، ولا يمانع في وجود جهة (عربية أو فلسطينية، على ألا تكون السلطة) تقبلها إسرائيل، تقوم بإدارة القطاع مدنياً وخدماتياً، ولا شك أنه يستلهم ذلك من نموذج التقسيم الوظيفي الذي فرضته إسرائيل في الضفة الغربية، حيث تحتفظ لنفسها بالمسؤولية الأمنية، وتترك للسلطة الفلسطينية عبء المسؤوليات المدنية والإدارية.
وهذا لا يختلف أبداً عن الموقف الأمريكي الذي يبحث عن جهة (يفضل أن تكون السلطة الفلسطينية) تقوم بإدارة شؤون القطاع بعد الحرب، ولن يكون لديها اعتراض إذا استمرت إسرائيل في دورها الأمني هناك.
إن الامتناع عن المشاركة في نقاش اليوم التالي أو لعب دور فيه من قبل الفلسطينيين والعرب من شأنه أن يضع إسرائيل والولايات المتحدة أمام أحد خيارين كلاهما مر، الأول أن تدفع إسرائيل ثمن مغامرتها غير المحسوبة من خلال استمرار التورط في احتلال قطاع غزة وتحمل مسؤوليات ذلك العسكرية والإدارية والأخلاقية والقانونية، والخيار الثاني أن تنسحب من غزة من جانب واحد ودون أي ترتيبات مشتركة حول اليوم التالي، على اعتبار أن ذلك شأن فلسطيني داخلي يجري بحثة وترتيبه فلسطينياً وعربياً بعد الانسحاب الإسرائيلي وعلى ضوئه.
سبب آخر لضرورة عدم انجرار الفلسطينيين والعرب في نقاش اليوم التالي مع الولايات المتحدة وربيبتها إسرائيل، هو أن هذا النقاش سيكون مدعاة لمزيد من الفرقة والخلاف الفلسطيني الداخلي دون جدوى، علاوة على أنه يكلف من يشارك به احترام الرأي العام الفلسطيني والعربي الذي يرى في مثل هذا النقاش نوعاً من الطعن من الخلف.

مقالات مشابهة

  • جعجع عرض التطورات مع وفد رؤساء بلديات ساحل بعبدا
  • تفاصيل جديدة بشأن إنفجار أجهزة الاتصال في لبنان
  • سيناريو اليوم التالي للحرب
  • الحدود اللبنانية ـ الفلسطينية.. أَزِفَت الآزفة!
  • بوريل يشدد على ضرورة بحث اليوم التالي بغزة ويعلق على التصعيد في لبنان
  • الحكومة اللبنانية: مئات الإصابات في لبنان نتيجة انفجار أجهزة لاسلكية
  • عاجل | مراسل الجزيرة: انفجار أجهزة اتصال يحملها عناصر من حزب الله في عدد من المناطق اللبنانية
  • لماذا نخشى البحث الجاري عن «اليوم التالي»؟
  • سؤال اليوم التالي في العالم العربي
  • قتيل في قصف على مدينة في شرق أوكرانيا