أهم الوجبات وأوقات الراحة والأنشطة أثناء اليوم الدراسي.. خبير أغذية يجيب
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
لا شك أن اتباع أسلوب حياة صحي يشكل إحدى ركائز النمو البدني والعقلي لدي الأطفال والمراهقين في مراحل الدراسة المختلفة، وذلك بأن يتضمن تغذية جيدة ونشاط بدني معقول، إلى جانب إعطاء الجسم نصيبه من الراحة والاسترخاء.
وقال الدكتور محمد الحوفي الأستاذ بقسم علوم الأغذية بجامعة عين شمس، في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن التغذية قبل الذهاب إلى المدرسة، والمتمثلة في وجبة الإفطار تعتبر مهمة للغاية، بل وتعد أهم وجبة في اليوم.
وأوضح أنها يجب أن تحتوي على الكربوهيدرات المعقدة، مثل (الخبز الكامل أو الشوفان)، حيث إنها توفر طاقة مستدامة للجسم، والبروتين مثل «البيض، الجبن، الزبادي»، لأنه يساعد على الشعور بالشبع لفترة أطول ويدعم بناء العضلات.
وأضاف أن وجبة الإفطار يجب أن تحتوي أيضا على الفواكه الطازجة والخضروات، التي توفر الفيتامينات والمعادن والألياف التي يحتاجها الجسم، وكذلك الدهون الصحية، والتي تدعم نمو الدماغ، وتوجد في أطعمة مثل الأفوكادو والمكسرات.
وأشار الدكتور محمد الحوفي إلى أن وجبة مكونة من شطيرة من خبز القمح الكامل مع بيضة مسلوقة وبعض الخضروات، أو وعاء من الشوفان مع الفواكه والمكسرات، أو زبادي يوناني مع العسل والفاكهة الطازجة، تكون كافية جدا لتشكيل وجبة إفطار متوازنة تمد الجسم بكل العناصر الغذائية اللازمة، مؤكدا أنه من المهم أن يكون للأطفال وجبات خفيفة صحية خلال اليوم للحفاظ على مستويات الطاقة والتركيز، وأن تكون الوجبة، على سبيل المثال، ثمرة فاكهة «تفاحة أو موزة»، أو قطعة من الجبن مع الخبز الكامل.
كما أكد أن وجبة الغداء يجب أن تكون متوازنة أيضاً بحيث تحتوي على البروتين، مثل (اللحم المشوي، أو الدجاج، أو الفول، أو التونة)، والكربوهيدرات المعقدة، مثل (الأرز البني، أو المكرونة الكاملة، أو الخبز الكامل)، والخضروات، مثل (السلطات أو الخضروات المطبوخة)، لافتا إلى أنه يمكن تناول وجبة خفيفة بعد الظهر، كالزبادي مع الفواكة، أو حفنة من المكسرات، أو الخضروات المقطعة مع الحمص.
وشدد على أن فترات الراحة خلال اليوم الدراسي مهمة للأطفال لتعزيز تركيزهم وتجديد نشاطهم.. وفي هذا الإطار، نصح خلال الصباح أن تكون هناك فترة راحة قصيرة من 10 إلى 15 دقيقة بعد أول ساعة أو ساعتين من الدراسة، بحيث يتمكن الأطفال من تناول وجبة خفيفة واللعب قليلاً لاستعادة التركيز، أما وقت الغداء، فيجب أن تكون هناك فترة راحة أطول من 30 إلى 60 دقيقة لتناول وجبة الغداء والقيام ببعض النشاط البدني مما يساعد في تنشيط الدورة الدموية وتجديد الطاقة.
كما نصح الدكتور محمد الحوفي في فترة بعد الظهر أن تكون هناك فترة راحة قصيرة من 5 إلى 10 دقائق كل ساعة ونصف إلى ساعتين، للسماح للأطفال بالتحرك قليلاً والابتعاد عن المقاعد الدراسية.
وأشار إلى أن شرب الماء بانتظام مهم جداً للأطفال، حيث يحافظ على ترطيب الجسم طوال النهار، فضلا عن الحصول على القسط الكافي من النوم بين 8 إلى 10 ساعات يوميا بما يساهم في تحسين الأداء المدرسي والتركيز.. مختتما بالتأكيد على أنه باتباع هذه النصائح يمكن تحسين أداء الأطفال وزيادة تركيزهم ونشاطهم خلال اليوم الدراسي.
وفي ذات السياق، وجهت الدكتورة جاكلين ألبين أستاذة الطب الداخلي وطب الأطفال والصحة العامة في كلية الطب بجامعة "ساوث ويسترن" الأمريكية، والخبيرة في الطب التغذوي بعض النصائح للأباء لمساعدة وتشجيع أطفالهم على تناول الأطعمة الصحية خلال اليوم الدراسي، ومنها أن تقوم الأم بإعداد الوجبة في المنزل مع تقليل مستويات السكر والملح فيها، وأن تكون الوجبة متوازنة فتجمع فيها بين العناصر الغذائية واللذة في تناولها، فتجعل الأطفال يشعرون بالشبع والرضا في آن واحد.
واقترحت إشراك الطفل في اختيار وجباته المدرسية بأن تطلب منه الأم كتابة كل ما يحب أن يجده في الوجبة المدرسية، كما يمكن أن تساعده في ذلك بأن تطلب منه التفكير في أطعمة ملونة لوضعها، منوهة إلى أن الأم قد تتفاجأ بالبروتينات والفواكه والخضروات التي يذكرها أطفالها.
وأكدت أهمية شرب الماء بكميات مناسبة، مبينة أنه وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها بالولايات المتحدة الامريكية فإن 50% من المراهقين لا يتناولون ما يحتاجونه من الماء، كما أن 1 من كل 5 أشخاص لا يشربون الماء الكافي لترطيب أجسامهم.
واعترفت ألبين بأنه عادة يكون من الصعب إقناع الأطفال بشرب الماء، مقترحة، في هذا الصدد، أن يتم إضافة الفواكه مثل الفراولة أو الأعشاب إلى الماء حتي يكون لذيذا ويقبل الأطفال على شربه، مشددة على أن تغذية الأطفال مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الآباء، وذلك عبر توفير وجبات صحية ومتوازنة تساعدهم في بناء مستقبل صحي وسعيد تكون عادات الأكل الصحية فيه جزء لا يتجزأ من حياتهم اليومية.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: جامعة عين شمس الأطفال وجبة الإفطار اليوم الدراسي التغذية عام دراسي جديد عام دراسي مراحل الدراسة علوم الأغذية بداية الدراسي الیوم الدراسی خلال الیوم أن تکون إلى أن
إقرأ أيضاً:
قيعان المحيطات تختزن تراثا ثقافيا تهدده الأنشطة التعدينية
شدّدت منظمات غير حكومية وشعوب أصلية على أن قيعان المحيطات تخفي تراثا ثقافيا غنيا، قوامه مثلا سفن غارقة وحطام طائرات أُسقطت خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، داعية إلى حماية هذا المخزون من الأنشطة المنجمية تحت الماء على غرار حماية النظم البيئية.
وقالت هينانو مورفي من الجمعية البولينيزية "تيتياروا سوسايتي" لوكالة الأنباء الفرنسية "جاب أسلافنا المحيط لآلاف السنين، ونقلوا المعلومات من جيل إلى جيل".
وأضافت "نحن أبناء شعب المحيط، وعلينا حماية هذا التراث" من خلال "تبني مبدأ أن قيعان البحار مكان مقدس، وحاضنة الحياة".
وخلال الدورة الحالية للهيئة الدولية لقاع البحار في جامايكا، دعا ممثلو الشعوب الأصلية إلى الاعتراف بتراثهم الثقافي وعلاقتهم الروحية بالمحيطات ضمن قانون التعدين الذي سيضع قواعد لاستثمار قاع البحر في المياه الدولية.
وبدأ علماء ومدافعون عن المحيطات التنبيه -منذ مدة طويلة- إلى المخاطر التي يشكلها هذا الاستثمار الصناعي المستقبلي على النظم البيئية البحرية.
لكنّ "التراث الثقافي تحت الماء هو الذاكرة الحية للأجيال التي سبقتنا، وحمايته يجب أن تكون لها الأولوية على قدم المساواة مع حماية التنوع البيولوجي البحري" حسب ما قال خلال المناقشات ممثل المغرب سليم لحسيني متحدثا نيابة عن الدول الأفريقية.
وينص مشروع النص الحالي، الذي لا يزال موضع خلاف شديد، على حماية "التراث الثقافي تحت الماء".
وينبغي تاليا -على الشركات المستثمرة لقاع البحر- إخطار الهيئة الدولية لقاع البحر في حال اكتشافها رفاتا بشريا أو أشياء أو مواقع أثرية. ويمكن أن يؤدي اكتشاف كهذا، اعتمادا على نتائج المفاوضات، إلى تعليق الأنشطة.
إعلانولكن ثمة خلافات بشأن الإجراءات والتعاريف.
وقالت أبريل نيشيمورا ممثلة إحدى قبائل شعب جيتكسان في كندا للوكالة الفرنسية "يبدو لي أن اقتصار تعريف التراث الثقافي على حطام السفن محزن جدا" مؤكدة ارتباط شعبها بالبحر من خلال أسماك السلمون التي تسبح في الأنهار.
وقد اقترحت مجموعة من الدول بقيادة ميكرونيزيا تحديد هذا التراث على أنه يشمل التراث المادي (البقايا البشرية والتحف وحطام السفن وحمولتها وما إلى ذلك) والتراث "غير المادي" كالمعرفة المرتبطة بالملاحة التقليدية أو الممارسات الروحية المرتبطة بالمياه.
ويبدو حتى الآن أن التكنولوجيات اللازمة لاستخراج العقيدات المتعددة، للمعادن الموجودة بالمحيط الهادي، هي وحدها المتطورة بما يكفي للنظر في الانتقال إلى نطاق صناعي.
لكنّ المحيط الأطلسي قد يكون معنيا أيضا في ظل وجود نوع آخر من الرواسب.
ويحتضن هذا المحيط السفن والطائرات الغارقة التي أسقطت خلال الحربين العالميتين، فضلا عن آثار قرون من تجارة الرقيق بين قارتَي أفريقيا وأميركا.
وذكّر لوكاس ليكسينسكي الأستاذ في جامعة نيو ساوث ويلز في سيدني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن سفنا عدة كانت تحمل العبيد غرقت أثناء عبوره "وكان الكثير منهم الذين يموتون أثناء الرحلات يُلقَون في البحر".
ورأى أنه "تاريخ مهم للتراث تحت الماء وارتباطاتنا الحالية به".
وقد تعاون مالكو السفن والتجار والبحارة والمسؤولون "الفاسدون" الأميركيون المتمركزون إلى حد كبير بمدينة نيويورك مع الحلفاء الأجانب، لمواصلة شحن الأفارقة الأسرى عبر الممر الأوسط حتى ستينيات القرن الـ19.
إعلانولم تتسبب هذه الممارسة في معاناة رهيبة للأفارقة المستعبَدين فحسب بل أدت أيضا إلى تعميق الانقسام الوطني حول العبودية، وهو شقاق ساعد في تمهيد الطريق إلى أكثر الصراعات دموية في تاريخ الولايات المتحدة (الحرب الأهلية).
وفي حين يبدو وقف عملية الاستخراج في حال اكتشاف حطام سفينة أمرا بسيطا إلى حد ما من حيث المبدأ، فإن حماية الجوانب "غير المادية" لهذا التراث أكثر تعقيدا.
وتوقع ليكسينسكي أن يضع قانون التعدين "قائمة تقويم" مسبق، وخصوصا من خلال سؤال المجتمعات المعنية وعلماء الأنثروبولوجيا عما إذا كان النشاط في منطقة معينة قد "يؤثر سلبا على الروابط الثقافية بطريقة تدخلية جدا ومدمرة".
وقد أوصت مجموعة العمل -التي تقودها ميكرونيزيا- بإنشاء لجنة متخصصة تضم ممثلين عن الشعوب الأصلية لمساعدة مجلس الهيئة الدولية لقاع البحر في اتخاذ قراره بشأن خطة للاستغلال.
وفي ما يتعلق بحماية التراث المادي، أكدت شارلوت جارفي عالمة الآثار البحرية وممثلة منظمة "ذي أوشن فاونديشن" غير الحكومية -لوكالة الصحافة الفرنسية- أنّ ثمة حلولا، مضيفة "نحن مدربون على تحديد موقع حطام سفينة من خلال بيانات عن قاع البحر والتصرف بناء على هذه البيانات" لإنشاء "منطقة عازلة" على سبيل المثال.