لبنان ٢٤:
2024-09-18@08:42:25 GMT

السياحة في أنفة.. لوحات طبيعية بالأبيض والأزرق

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

السياحة في أنفة.. لوحات طبيعية بالأبيض والأزرق

بهية ببيوتها القديمة العريقة المصبوغة بالابيض والازرق تحاكي بزرقتها بحرها وببياضها صخورها العنيدة. تلمع أنفة ناصعة بنقاوة مياهها وطهارة شاطئها بمشهد بديع يجذب العابرين لخطي الاتوستراد الساحلي. فبعد جبيل والبترون، وشكا، تستقبلنا هذه القرية البحرية اللبنانية بهدوئها الداخلي وبشاطئها الهادر بصخب الموج لتذكرنا بشواطئنا القديمة  قبل الحداثة الملوثة وقبل أن تمتد الاستثمارات العشوائية اليها لتعبث بها وتخرّبها  كأنها صورة قديمة من القرن الماضي لشاطئ  في بيروت أو صيدا أو طرابلس.



تقع أنفة على بعد 65 كيلومترا إلى الشمال من بيروت، و15 كيلومترا إلى الجنوب من طرابلس، ويبلغ عدد سكانها نحو 6500 نسمة. وقد تكون أنفة من البلدات اللبنانية البحرية  القليلة الهادئة، حيث باستطاعة الزائر السائح أن يمضي فيها أيام العطل ممارساً هوايات متعددة كالسباحة والسير على الأقدام وتناول أطباق ثمار البحر على أنواعها في مطاعمها وأن يقيم في بيوت الضيافة لقضاء ليلة هادئة، فينام على هدير الموج ويستفيق على أشعة الشمس التي لا تغيب عن سمائها.

معالم مميّزة

تمتاز أنفة بأهمية تاريخية، لأنها كانت محطّة لمختلف الشعوب التي مرّت على الساحل اللبناني. ولقد اشتُهرت بصناعة الملح وصيد السمك. وذُكرت أنفة في رسائل تل العمارنة التي تعود الى القرن الرابع عشر ق.م. باسم "أنبي". ولقد أدّت دوراً بارزاً في الفترة الصليبية حين أُطلق عليها تسمية "نفين". 

وغيّر الصليبيون طبيعة البلدة من خلال قطع اللسان الصخري الذي تتميز به أنفة، وشق أخدودين عظيمين. وكان الهدف من ذلك عزل القلعة العظيمة التي كانت تقوم على الرأس، عن البرّ.

وعُثر في الموقع على بعض المعالم الأثرية الشاهدة على أهميّتها. وأبرزها جدران تعود الى الفترة الفينيقية والرومانية، ومعاصر لصنع النبيذ، وأقنية، وأدراج، وآبار، ومدافن محفورة في الصخور، وقطع فخارية من مختلف العصور وفسيفساء ملوّنة.

عُرفت أنفة بإنتاج الملح منذ التاريخ، فانتشرت على شاطئها آلاف البرك التي كانت تُستخدم لجمع مياه البحر. وكانت المياه تُجرّ الى البرك بواسطة المراوح الهوائية التقليدية، التي كانت تعمل على ضخّ المياه. وكان يُعدّ إنتاج ملح البحر من ركائز الاقتصاد المحلي في المنطقة، لذلك كان يُطلق عليه لقب "الذهب الأبيض". ولكن تراجعت هذه الصناعة مع الوقت إلى حدّ الانقراض، بسبب منافسة الأسواق الخارجية، فتحوّلت معظم الملّاحات اليوم إلى معالم تراثية.

كما تُعدّ قلعة أنفة من القلاع الفريدة في لبنان. فهي تتميّز بالخندق المحفور في الصخر، الذي يبلغ طوله نحو خمسين متراً، ويصل عرضه الى عشرين متراً تقريباً. وصُمّم هذا الخندق الذي نقش يدوياً لجعل المكان صالحاً لبناء السفن من جهة، ولعزل القلعة تماماً عن البرّ، لتصبح شبيهة بجزيرة بحرية. 


قرية عادية أو واجهة سياحية؟

عند كل موسم سياحي أو عيد في لبنان، يُكرِّر أرباب المؤسسات السياحية والخدماتية، واقع انحسار القطاع السياحي الى ما قبل استفحال الأزمة الاقتصادية في العام 2019. ويتناقلون من موسم لآخر، أرقاماً تؤشِّر إلى تقدّم ملموس أو الى تراجع تحت سقف الانهيار العام. وفي مراجعة لواقع القطاع على مدى 10 سنوات، أي بين العامين 2014 و2024، لا يخفى الانحدار الكبير لأرقام القطاع ولتوقّعات أربابه. ويمكن تقسيم الفترة العشرية إلى مرحلتين، الأولى من العام 2014 حتى 2019، والثانية تمتدّ حتى العام 2024 وتحمل تصوّرات غير مشجّعة.

ان العنصر الرئيسي الذي يعيق التطور السياحي في بلادنا وحتى ما قبل الازمة الاقتصادية وتزعزع الاوضاع الامنية هو أن اهتماماتنا بالمشاريع السياحية لا تلحظ أهمية المناطق النائية بل تهتم بالمدن الكبرى وما يحيطها من ضواحي. على سبيل المثال، كان بامكان رجال الاعمال أن يستثمروا سياحيا بمشاريع صغيرة بقرية أنفة مع التقيّد بشروط بيئية مشددة تراعي نظافة المكان.

لكن  الواقع  جامد ولا يتحرك اذ لا تزال الجهود غير كافية وتفتقد الى الكثير من الأعمال  لتحويل هذه المنطقة بأكملها الى منتجعات للسياحة البيئية البحرية ما يعود بالكسب المادي على أهل المنطقة فينعش اقتصادها ويدعم إرثها الثقافي والحضاري الذي يحويه هذا الشاطئ الجميل.

ما يميز شاطئ أنفة أن لا مكان يشبهه حاليا في لبنان، فالمنتجعات السياحية الضخمة غير متوفرة في البلدة، إنما الراحة الهادئة الخالية من الضجيج والتلوث هي المتوفرة.  لانفة شاطئ لا يمكن المرور من أمامه دون التوقف عنده ودون ان تجذبك بيوت الضيافة البيضاء المقامة لاستقبال السياح ودون التمتع بزرقة السماء الناصعة والمياه وبالنسيم البحري النقي الحامل الى البرّ رائحة البحر..   المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

تعاون بين “اقتصادية دبي” و”إعمار للضيافة” للارتقاء بتجارب السياحة في الإمارة

وقّعت دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي ومجموعة إعمار للضيافة، مذكّرة تفاهم للإسهام في الجهود الرامية لتعزيز مكانة دبي الرائدة عالميا في قطاع الضيافة، ومواصلة توفير خدمات مميزة وتجارب مبتكرة للضيوف.
ووفق بيان صحفي صدر اليوم عن الدائرة، جرى توقيع مذكّرة التفاهم في المبنى الرئيسي للدائرة، بحضور سعادة عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إحدى مؤسسات دائرة الاقتصاد والسياحة في دبي، ومارك كيربي، مدير قطاع الضيافة لدى مجموعة إعمار للضيافة.
وتؤكد المذكّرة التزام الدائرة بتعزيز العلاقات مع المجموعات الفندقية المحلية والعالمية، وتحفيز النمو والابتكار في قطاع الضيافة، كما تعكس الشراكة القويّة بين القطاعين العام والخاص باعتبارها عاملاً رئيسياً في ضمان نجاح وتميّز السياحة في دبي، ووسيلة فعّالة لتوفير تجارب فريدة تجذب الزوّار من جميع أنحاء العالم.
ويُعد التسويق والترويج أحد أهم المجالات الرئيسية المنصوص عليها في مذكرة التفاهم، حيث سيعمل الطرفان لتطوير وتنفيذ إستراتيجيات مبتكرة تسلط الضوء على ما تتمتع به دبي من معالم سياحية وتجارب فريدة.
ويركز التعاون المشترك على تطوير منتجات وتجارب سياحية جديدة تلبّي الاهتمامات المتنوعة للزوار، وستعمل دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي ومجموعة إعمار للضيافة على تحديد الباقات والتجارب التي تركّز على معالم دبي الفريدة والأصيلة من خلال دمج التراث الثقافي الغني للمدينة مع المعالم السياحية العصرية.
كما تشمل مذكرة التفاهم جوانب التدريب وبناء القدرات، حيث تقوم الدائرة بتسهيل برامج التدريب لتعزيز مهارات ومعلومات موظفي مجموعة إعمار للضيافة.
وتهدف الشراكة من خلال الاستثمار في رأس المال البشري إلى الارتقاء بمعايير الخدمة وضمان استدامة تنافسية قطاع الضيافة في دبي، وكذلك قدرته على تلبية الاحتياجات المتطورة للزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقال سعادة عصام كاظم، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري، إن مذكرة التفاهم تمثل خطوة مهمّة لقطاع السياحة بالإمارة في ضوء الأهمية المتزايدة للضيافة باعتبارها ركيزة أساسية في رحلة دبي لتصبح واحدة من أكثر الوجهات تميّزا وشهرة واستقطابا للزوّار من جميع أنحاء العالم.
وأضاف أن هذا التعاون سيُضيف المزيد من الزخم لقطاع السياحة في دبي ويعزز جاذبيتها على مستوى العالم، من خلال الارتقاء بتجارب الزوّار والضيوف، لافتا إلى أن المذكرة تعكس الالتزام المشترك بترسيخ مكانة دبي مدينة رائدة عالمياً في مجال السياحة والضيافة.
من جانبه قال مارك كيربي، مدير قطاع الضيافة لدى مجموعة إعمار للضيافة : “من خلال توحيد جهودنا مع أهداف الدائرة، نسعى إلى توفير تجارب سياحية استثنائية تستقطب جميع الزوار من مختلف أنحاء العالم” ، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تهدف إلى ترسيخ مكانة دبي السياحية وتعزيز نمو أعداد الزوار.
وتواصل دبي مسيرتها في الارتقاء بالمعايير في قطاع الضيافة، وجذب ملايين الزوار، حيث حافظ قطاع السياحة على زخمه مع تحقيقه رقماً قياسياً في العام 2023 بوصول عدد الزوار الدوليين إلى 17.15 مليون زائر، كما استقبلت دبي 10.62 مليون زائر دولي خلال الفترة بين شهري يناير ويوليو من العام 2024، ما يمثل نمواً بنسبة 8% مقارنة مع 9.83 مليون زائر للفترة ذاتها من العام 2023.
وواصل أداء قطاع الضيافة في الإمارة النمو خلال الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري، إذ وصلت نسبة الإشغال التي بلغت 77.1%، ووصل العدد الإجمالي من الغرف الفندقية المتاحة في دبي بنهاية شهر يوليو 2024 إلى 151417 غرفة فندقية مقارنة مع 148711 غرفة للفترة ذاتها من العام الماضي بزيادة نسبتها 2%، في حين ارتفع عدد المنشآت الفندقية بنسبة 1% خلال الفترة ذاتها من العام الجاري ليصل إلى 825 منشأة فندقية مقارنة مع 813 منشأة للفترة ذاتها من العام الماضي.وام


مقالات مشابهة

  • مصدر لبناني: أجهزة الاتصال التي انفجرت كانت مفخخة بشكل مسبق
  • وزير التعليم: نسبة حضور طلاب المرحلة الثانوية كانت بين 10 إلى 20%
  • بعد أن أثارت ضجة واسعة بتصريحاتها الأخيرة بشأن الشقة التي كانت تسكن فيها وتمت زيادة الإيجار لها.. الممثلة المصرية مروة عبد المنعم: “ما قولتش أنه هيأجرها للسودانيين”
  • عملاق السياحة المصري بيكالباتروس يستحوذ على 4 فنادق مغربية
  • السياحة الرملية
  • أنشيلوتي : رده فعل جونيور كانت طبيعية بعد تعرضه لإهانات
  • إطلاق نار كثيف في أنفة وتلة العرب... ما الذي يحدث هناك؟
  • تعاون بين “اقتصادية دبي” و”إعمار للضيافة” للارتقاء بتجارب السياحة في الإمارة
  • “الالتزام البيئي”: إعلان البحر الأحمر منطقة خاصة يعزز السياحة
  • ناهد الحلبي: والدتي كانت الزوجة الـ12 لأبي الذي كان يكبرها بنصف قرن