كيف أعاد النظام السوري مسار التطبيع مع تركيا إلى المربع الأول؟
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
يواصل النظام السوري تصدير رسائل سياسية تؤشر إلى رفضه المضي في مسار تطبيع العلاقات مع تركيا، وآخرها تأكيد وزير خارجيته فيصل المقداد أن نظامه "لن يتعامل مع الجانب التركي إلا بعد الاستجابة للمطالب".
وعن مطالب نظامه، قال: "إذا أرادت تركيا أن تكون هناك خطوات جديدة في التعاون السوري- التركي، وأن تعود العلاقات إلى طبيعتها، فعليها أن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها في شمالي سوريا وغربي العراق".
وقبل ذلك، انسحب المقداد من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، الذي عقد في 10 أيلول/سبتمبر الجاري بمشاركة تركية لأول مرة منذ 13 عاماً، مع بداية كلمة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وتُعيد الرسائل هذه مسار التطبيع إلى المربع الأول أي اشتراط النظام انسحاب الجيش التركي من الشمال السوري لبدء التطبيع، وذلك على الرغم من الأجواء الإيجابية التي ظهرت خلال الفترة الأخيرة.
ويبدو أن أنقرة لا زالت عازمة على المضي في استعادة علاقاتها مع النظام، حيث قللت مصادر تركية من تجاهل المقداد لكلمة فيدان، مؤكدة أنه "لن يكون لموقف المقداد في الجامعة العربية تأثير كبير على مسار تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق".
ضغوط روسية
ويرى الباحث والكاتب التركي عبد الله سليمان أوغلو، أن النظام يظهر عدم جدية في مسار التطبيع، مستدركاً: "غير أنه لا يستطيع الإعلان بشكل صريح عن رفضه المضي في هذا المسار بسبب الضغوط الروسية".
ويوضح لـ"عربي21" أن النظام يرسل من وقت لآخر بعض الردود الإيجابية تجاه تركيا، بما يتناسب وحجم الضغط الروسي، ومن المعلوم أن موسكو هي من ترعى هذا المسار.
وبحسب سليمان أوغلو، يريد النظام الحصول على كل المكاسب من تركيا، دون تقديم أي تنازل، ونتيجة ذلك يتجه هذا المسار إلى التعثر.
إيعاز إيراني
ومن وجهة نظر الباحث بالشأن التركي والعلاقات الدولية، طه عودة أوغلو، فإن كل ما يصدر عن النظام هدفه عرقلة مسار التطبيع، بأوامر إيرانية.
ويضيف لـ"عربي21"، "لكن في العمق فإن مسار تطبيع يسير بوتيرة بطيئة، ووفق آلية معينة، وبالتالي يمكن قراءة تصرف وزير خارجية النظام المقداد في اجتماع القاهرة، والتصريحات التي أعقبت ذلك، في إطار زيادة الضغط على تركيا".
واعتبر عودة أوغلو، أنه رغم محاولات النظام وإيران عرقلة مسار التطبيع، فإن روسيا تبدو عازمة على استكمال المسار".
عراقيل
والواضح أن العقبات التي تعترض مسار تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري عديدة ومعقدة، وليس أدل على ذلك من عدم الإعلان عن توقيت اللقاء الذي سيجمع رئيس تركيا رجب طيب أردوغان برئيس النظام السوري بشار الأسد، رغم بدء هذا المسار منذ العام 2022.
ويتحدث مدير وحدة تحليل السياسات في مركز "حرمون للدراسات المعاصرة" سمير العبد الله أن هناك العديد من العوامل التي تعرقل مسار التطبيع بين النظام السوري وتركيا، وأبرزها اختلاف المصالح الاستراتيجية والسياسية.
ويقول إن: "تركيا تركّز على أمنها القومي والقضاء على التهديدات في منطقة شرق الفرات، بينما يسعى النظام السوري إلى استعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية، وإيقاف تركيا دعمها للمعارضة".
ويكمل لـ"عربي21" بأن النظام يريد لقاء الرئيس التركي أردوغان بصفته "الجهة الشرعية الوحيدة" في سوريا، وليس كأحد الأطراف المتنازعة، ولكنه يرفض تقديم أي تنازلات سواء لتركيا أو للمعارضة، ويضع شروطا مسبقة في بعض الأحيان، بالإضافة إلى ذلك هناك أيضا رغبة إيرانية في عرقلة هذا المسار، وعدم رضا أمريكي عليه.
وتابع العبد الله، إن "النظام السوري يحاول الحصول على كل شيء دون تقديم مقابل، بينما يرى أن مجرد الجلوس مع أردوغان يعتبر تنازلا كبيرا، من جهة أخرى، تسعى تركيا لتحقيق تقدم بدافع الوساطة الروسية ورغبتها في تحقيق توازن في علاقاتها الخارجية".
وقال: "يبدو أن المسار متعثر حتى الآن، ولم يتم الاتفاق على المبادئ الأساسية للتطبيع، ما أدى إلى تأجيل اللقاء بين أردوغان والأسد، كما دخلت أذربيجان كطرف جديد في الوساطة، واقترحت عاصمتها باكو كمكان محتمل لعقد اللقاء بين الطرفين".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية تركيا إيراني روسيا الأسد إيران الأسد تركيا روسيا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النظام السوری مسار التطبیع مسار تطبیع هذا المسار
إقرأ أيضاً:
إكسبوجر 2025.. كيف أعاد المهرجان سردية التصوير في العالم؟
في أجواء مليئة بالإلهام والتفاؤل، استضاف مهرجان التصوير الدولي «إكسبوجر 2025»، المقام حاليا في دولة الإمارات الشقيقة والذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة، مجموعة من أبرز المصورين والمبدعين العالميين، ليعيد سردية التصوير الفوتوجرافي بينما احتضن المصورين الذين حوّلوا عدساتهم إلى أدوات لتوثيق الجمال، وإيصال رسائل إنقاذ الكوكب، وإبراز القضايا الإنسانية من بين هؤلاء، برز اسم المصور البيئي فرانك جازولا، الذي ألقى خطابًا ملهمًا خلال المهرجان، كاشفًا عن رحلته التي بدأت كمغامرة تحت الماء وانتهت برسالة عالمية لحماية البيئة.
فرانك جازولا: من المغامرة إلى الرسالةلم يكن فرانك جازولا مجرد مصور مغامر، بل كان رجلاً استجاب لنداء البحر منذ أكثر من عشر سنوات، وغاص في أعماقه ليصبح واحدًا من أبرز المصورين البيئيين الذين كرسوا حياتهم لتوثيق الجمال الهش تحت الماء، والتحذير من المخاطر التي تهدده و خلال جلسة ملهمة في «إكسبوجر 2025»، استعاد جازولا لحظة التحول الأولى في مسيرته، قائلاً: «كان لقاءً عابرًا مع مصور شهير، أعلنت أمامه عن رغبتي بأن أصبح مصورًا مهمًا» تلك الدعوة قادته إلى مشروع استكشاف في غرينلاند، غيرت مجرى حياته إلى الأبد.منذ ذلك الحين، أصبح اللون الأزرق رفيق جازولا الدائم.
يقول: «هذا اللون يحيطني، ويسكنني، ويدفعني لمواصلة التوثيق، ليس فقط لحياة المحيطات، بل أيضًا للآثار التي يتركها الإنسان عليها بسبب السياسات البيئية غير الرشيدة». وهكذا، تحول شغفه بالمغامرة إلى مهمة أعمق: الدفاع عن الكوكب عبر عدسة تكشف للعالم ما يجري تحت سطح الماء.لم يقتصر دور جازولا على التصوير، بل أصبح محاضرًا في مجال حماية البيئة البحرية، مسلطًا الضوء على تدهور الشعاب المرجانية، والتلوث الناجم عن البلاستيك، والتغير المناخي.
لكن هذا الشغف لم يكن بلا ثمن تحدث جازولا عن تجربته الأكثر تحديًا: «مكثت شهرًا في القطب الشمالي، أمارس الغطس في المياه المتجمدة.كان ذلك شاقًا للغاية، لكنني لم أتمكن من التوقف، لأنني أحب ما أفعله».
«الأمل العميق»: مشروع لإنقاذ الشعاب المرجانيةفي مسيرته الممتدة، جاءت لحظة فارقة حين نشرت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» أول صورة التقطها جازولا يقول: «كانت نقطة تحول كبرى، أعطتني الأمل في تنفيذ مشروعات بيئية ضخمة» ومن بين هذه المشروعات، أطلق جازولا مشروع «الأمل العميق»، الذي يهدف إلى دراسة الشعاب المرجانية. خلال هذا المشروع، غاص مع فريقه حتى 80 مترًا تحت سطح الماء، وواجهوا خطر هجوم الكائنات البحرية، لكنه يؤمن أن مواجهة المخاطر جزء لا يتجزأ من المهنة، ما دام الهدف هو حماية البيئة البحرية.
«الطريق إلى إكسبوجر»: معرض يعيد تعريف السرد الفوتوغرافيضمن فعاليات «إكسبوجر 2025»، برز معرض «الطريق إلى إكسبوجر»، الذي ينظمه اتحاد المصورين العرب، كواحد من أبرز المحطات البصرية التي تعيد تعريف مفهوم السرد الفوتوغرافي. يجمع المعرض بين التراث والتكنولوجيا والروح الإنسانية، ويقدم شهادة حية على الإبداع العربي.في المعرض، تتنوع الأعمال بين توثيق المعالم الأثرية، واللقطات الرياضية، والمشاهد الطبيعية التي تجسد تفرّد البيئة العربية والعالمية من القدس، تروي عدسة عبد الله خضر قصة «قبة الصخرة» بكل تفاصيلها، بينما يقدم عمار السيد أحمد صورة «ريش الطاووس»، التي تعكس ألوان الحياة وتنوعها الساحر
محمد أمين: عدسة أنقذت ملايين الأرواحفي زاوية أخرى من المهرجان، تبرز قصة المصور الكيني محمد أمين، الذي حوّل صوره إلى نداء عالمي لإنقاذ ملايين الأرواح. في منتصف الثمانينيات، وثّق أمين المجاعة التي ضربت شمال إثيوبيا، حيث أزهقت أرواح مليون إنسان. صوره التي انتشرت في وسائل الإعلام العالمية، دفعت العالم إلى التحرك في أكبر حملة إغاثة إنسانية في التاريخ.في «إكسبوجر 2025»، تُعرض صور أمين ليس فقط كتوثيق للتاريخ، بل كتذكير بقدرة الصورة على تغيير الواقع.
يقول أمين: «الصورة ليست مجرد مشهد، بل هي رسالة تنقل الحقيقة وتلامس القلوب».
الابتكار والتكنولوجيا: مستقبل السرد البصريخلال المهرجان، أكد خبراء على أهمية الابتكار والتكنولوجيا في تطوير السرد القصصي البصري. في جلسة بعنوان «تطور سرد القصص: الماضي - الحاضر - المستقبل»، تحدث المخرج جلين جينور عن دور الابتكار في صناعة السينما، مؤكدًا أن «الابتكار هو مفتاح النجاح في هذا المجال».
من جهته، أشار ترافون فري إلى أن الإمارات أصبحت مركزًا ملهمًا لصناع الأفلام الشباب، مؤكدًا أن التكنولوجيا الحديثة، مثل الهواتف الذكية، أتاحت للجميع فرصة سرد قصصهم بطرق مبتكرة.
«باكاشيميكا»: سرد القصص البصرية في إفريقيافي جلسة أخرى، سلط المهرجان الضوء على مهرجان «باكاشيميكا» الدولي للتصوير الفوتوغرافي، الذي يحتفي بالمجتمع الفوتوغرافي المزدهر في زامبيا وجنوب إفريقيا. تحدث المؤسسون عن أهداف المهرجان، الذي يسعى إلى دعم التعليم الإبداعي والبحث التصويري في المنطقة، وتعزيز ثقافة التصوير كأداة للتعبير الفني.
آنا جوسين: السرد البصري كقوة دافعة للتغييراختتمت فعاليات «إكسبوجر 2025» اليوم بجلسة للمصورة الفنزويلية آنا ماريا أريفالو جوسين، التي حثت المشاركين على استخدام السرد البصري كأداة للتغيير الاجتماعي و قالت جوسين: «الصورة يمكن أن تكون قوة دافعة للتغيير الإيجابي، إذا ما تم استخدامها بوعي وإبداع».