وأكدت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن الفشل الغربي في البحر الأحمر انعكس على واردات البريطانيين، الذي يؤدي قطع شريان التجارة البحرية بالنسبة لهم إلى الهلاك.

وأوضحت أن الفشل الغربي أدى لتحويل مسار السفن المتجهة إلى بريطانيا حول رأس الرجاء الصالح، وهو الطريق الأطول، والأكثر كلفة وخطورة، مشيرة إلى أن بريطانيا تستورد 90% من بضائعها المعتمدة على التجارة البحرية المستمرة، وفي حال تعطل الشحن فسترتفع الأسعار.

 وذكرت الصحيفة أن التكاليف الإضافية التي تتكبدها شركات الشحن لقاء التأمين المرتفع أو الوقود سيؤدي لأعباء جديدة على المستهلكين الذين سيدفعون ثمن هذه الكلف.

ولفتت التلغراف إلى أن التحركات الأمريكية والبريطانية والأوروبية لم تكن كافية لطمأنة شركات الشحن، وليست الحل الحقيقي للتعامل مع العمليات اليمنية المساندة لغزة، منوهة إلى أن البحرية البريطانية غير قادرة على حماية الملاحة المرتبطة بـ"إسرائيل" ولا تملك ما يكفي من السفن الحربية

وقالت التلغراف إن تخلي البحرية الأمريكية عن إنقاذ الناقلة "سونيون" المشتعلة منذ أسابيع يشير إلى التراجع الأمريكي عن حماية الملاحة البحرية.

وأضافت: " البحرية الأمريكية تراجعت عما ادعته من حماية للملاحة ما يجعل البحارة ومراقبي البحرية الأمريكية قلقين للغاية.

ويأتي كلام "التلغراف" البريطانية بعد أيام من انسحاب حاملة الطائرات الأمريكية "روزفلت" من منطقة الشرق الأوسط، بعد أن ظلت لأشهر عاجزة عن الدخول إلى منطقة العمليات اليمنية في البحر الأحمر.

وكانت "البعثة الأوروبية" التابعة للتحالف الغربي "اسبيدس" قد أكدت الجمعة أن السفينة "سونيون" بعد تعرضها لعملية في البحر الأحمر، مؤكدة أنه لا توجد علامات على تسرب نفطي من عنبر الشحن الرئيسي، مشيرة إلى أن "السفينة راسية حاليًا، وليست منجرفة".

وحققت القوات المسلحة اليمنية خلال الأشهر الماضية إنجازات نوعية ضد سفن ثلاثي الشر أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وأدت هذه العمليات إلى إعلان ميناء "أم الرشراش" المسمى "بإيلات" افلاسه، بعد فشل السفن من الوصول إليه، كما أدت العمليات إلى إجبار حاملة الطائرات الأمريكية "ايزنهاور" للهروب من البحر الأحمر، وبعدها هروب "روزفلت"، وإغراق وإصابة العشرات من السفن.

ويعد هذا انجازاً يضاف إلى رصيد القوات البحرية والقوات المسلحة اليمنية، وهو رصيد فاجئ الكثير من المتابعين للأحداث؛ كون اليمن لم تكن من قبل قوة بحرية.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: البحر الأحمر إلى أن

إقرأ أيضاً:

البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء

التحديات التي فرضتها صنعاء على البحرية الأمريكية

تكلفة غير متكافئة: بينما تطلق القوات اليمنية طائرات مسيرة منخفضة التكلفة وصواريخ محلية الصنع، تعتمد البحرية الأمريكية على منظومات دفاعية تكلف الواحدة منها ملايين الدولارات، ما يخلق استنزافًا اقتصاديًا حادًا.

إرباك حركة التجارة العالمية: تشير البيانات إلى أن 30% من حركة الحاويات العالمية تأثرت مباشرة نتيجة الهجمات البحرية اليمنية، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل والشحن والتأمين، ودفع الشركات إلى اتخاذ مسارات بديلة أكثر كلفة عبر رأس الرجاء الصالح.

عجز استخباراتي أمريكي: على الرغم من أن الهجمات البحرية اليمنية تعتمد على الرصد الدقيق للأهداف العسكرية والتجارية، إلا أن القيادة الأمريكية تعاني من قصور استخباراتي واضح، حيث فشلت في التنبؤ بالهجمات أو احتوائها، وفقًا لما ورد في التقرير.

تكتيكات يمنية تقلب موازين البحر الأحمر

وأوضح التقرير أن القوات اليمنية استخدمت مزيجًا من الطائرات المسيّرة، الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، وصواريخ كروز الساحلية، مما مكنها من فرض منطقة تهديد واسعة النطاق دون الحاجة إلى أسطول بحري.

ومن أبرز العمليات التي أشار إليها التقرير:

عملية السيطرة على السفينة “جالاكسي ليدر” في نوفمبر 2023، حيث استخدمت مروحية مسيرة لإنزال قوة هجومية على متن السفينة، في سابقة نوعية تعكس التخطيط والتنسيق عالي المستوى لدى القوات اليمنية.

الهجوم على السفينة “MV True Confidence”، والذي تسبب في أول خسائر بشرية مباشرة في النزاع البحري، مما رفع مستوى المخاطر على السفن التجارية وأجبر العديد من الشركات على إعادة النظر في خطط عبور البحر الأحمر.

التكلفة العسكرية والاقتصادية للولايات المتحدة

وتشير تقديرات الخبراء العسكريين إلى أن العمليات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر تكلف مليارات الدولارات شهريًا، حيث تتطلب تشغيل مستمر للسفن الحربية والطائرات الدفاعية، إضافة إلى استخدام مكثف لصواريخ باهظة الثمن لاعتراض الهجمات اليمنية.

وهذا الاستنزاف المالي والعسكري يضع واشنطن أمام تحدٍ كبير حول مدى استدامة هذه العمليات، خصوصًا في ظل غياب استراتيجية واضحة للقضاء على التهديد اليمني أو احتوائه بفعالية.

البُعد السياسي والاستراتيجي

ولم يقتصر التقرير على الجوانب العسكرية، بل أشار إلى أن القوات اليمنية استفادت من الانقسامات بين الحلفاء الغربيين بشأن الحرب في غزة، حيث لم يُظهر الاتحاد الأوروبي حماسًا كبيرًا لمواجهة صنعاء عسكريًا، وركز على ضرورة تهدئة الأوضاع بدلًا من تصعيدها.

كما أن الصين، رغم امتلاكها مصالح ضخمة في البحر الأحمر، لم تتدخل ضد القوات اليمنية، وهو ما يعكس عدم رغبة بكين في الدخول في صراع قد يعزز النفوذ الأمريكي في المنطقة، مما يمنح صنعاء ميزة استراتيجية إضافية.

مستقبل المواجهة في البحر الأحمر

ويختتم التقرير بتحليل لمستقبل النزاع، متسائلًا: هل تسعى صنعاء للسيطرة الكاملة على الممرات البحرية، أم أن هدفها يقتصر على فرض النفوذ البحري؟

وحتى الآن، لم تصل القوات اليمنية إلى مستوى السيطرة التامة على البحر الأحمر، لكنها نجحت في جعله منطقة غير آمنة للسفن التجارية والعسكرية الغربية، وهو إنجاز استراتيجي بحد ذاته.

وفي ظل غياب حلول عسكرية فعالة، يشير التقرير إلى أن البحرية الأمريكية قد تجد نفسها في موقف حرج إذا استمرت صنعاء في تطوير تكتيكاتها واستخدام أسلحة أكثر تطورًا.

هل واشنطن أمام إعادة تقييم لجدوى عملياتها في البحر الأحمر؟

ومع استمرار هذا الاستنزاف، يطرح التقرير تساؤلًا جوهريًا: إذا لم تجد الولايات المتحدة استراتيجية أكثر كفاءة في التعامل مع القوات اليمنية، فهل ستضطر إلى إعادة تقييم جدوى عملياتها العسكرية في البحر الأحمر؟

وحتى ذلك الحين، يبدو أن صنعاء مستمرة في فرض معادلتها الخاصة، مجبرة البحرية الأمريكية على لعب دور دفاعي في واحدة من أهم الممرات البحرية في العالم.

 

المساء برس

مقالات مشابهة

  • مجلس النواب يؤيد إعلان قائد الثورة استئناف العمليات البحرية ضد العدو الإسرائيلي في حال عدم دخول المساعدات إلى غزة
  • البحرية الأمريكية في مأزق .. استنزاف غير مسبوق أمام تكتيكات صنعاء
  • مجلس الوزراء يبارك إعلان قائد الثورة باستئناف العمليات البحرية ضد العدو الصهيوني اذا استمر حصار غزة
  • مجلس الوزراء يبارك إعلان قائد الثورة باستئناف العمليات البحرية ضد العدو في حال عدم دخول المساعدات إلى غزة
  • حكومة التغيير تبارك إعلان قائد الثورة باستئناف العمليات البحرية ضد العدو
  • اشادة فلسطينية بقرار استئناف العمليات البحرية ضد العدو
  • بن عامر.. هذا ما سيحدث حال عودة العمليات اليمنية البحرية
  • حماس تشيد بقرار الحوثيين استئناف العمليات البحرية دعمًا لـ غزة
  • أول تعليق لـ “حماس” على قرار أنصار الله بإمهال الاحتلال 4 أيام قبل استئناف العمليات البحرية
  • زعيم الحوثيين يهدد باستئناف العمليات البحرية