موقع 24:
2025-01-24@09:38:03 GMT

الديمقراطية..الرأي الآخر!

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

الديمقراطية..الرأي الآخر!

سهر بعض المهتمين في الشرق الأوسط، مساء الثلاثاء ليلة الأربعاء الماضي، من أجل متابعة ما عرفته بعض الصحافة الأمريكية بـ"مناظرة القرن" بعد أسابيع من المتابعة الحثيثة للسباق بين دونالد ترامب وكامالا هاريس، والإثنان يختلفان تقريباً في كل شيء، الجندر والاجتهاد السياسي، بل وحتى لون البشرة، وطبيعة الخلفية الاجتماعية والاقتصادية، لذلك تشوق الناس لمعرفة نتيجة ما تُسفر عنه المقابلة التاريخية، والنتيجة أن الصراع في بلد كبير يرتكز على كسب نسبة صغيرة من الأصوات، التي تسمى "غير المقررة"، وهي التي ترجح الفائز.


القضية الأعمق في الديمقراطية الغربية هي التي يطرحها الأكاديميون وتتعلق بسؤال، هل تحقق الديمقراطية الليبرالية ما يتوقع أن تحققه لدى من بشّر بها؟ أي تحقيق الخير العام، من خلال تقرير المصير الجماعي في صناديق الانتخاب، وبناء مؤسسات يراقب بعضها بعضاً؟ خاصة في الظروف المتغيرة في العالم، يرى البعض أن ما تنتجه الممارسة هو في معظمه سلبي، وأن النقاط التي أشار إليها المرشحان تدل على سطحية وربما ابتذال للعقل المتابع.
هنا نعود إلى الكتاب اللافت الذي صدر حديثاً لكاتبين أحدهما أمريكي والثاني ألماني، وهما أرمن شافير وميشيل زورن والكتاب العنوان الأقرب إليه بالعربية "نكوص الديمقراطية" The Democratic Regression والعنوان الفرعي "الأسباب السياسية لانتشار السلطوية"!
يناقش الكتاب في جوهره تراجع الفعل الإيجابي للديمقراطية الليبرالية، وميلها إلى الشعوبية التي تنتج في النهاية قادة يدغدغون مشاعر العامة، ومفلسين من الأفكار الكبرى! لذلك يتدهور الاقتصاد وتتسع الفروقات في المجتمع، وتنشب الحروب.
يرجع الكتاب إلى تقرير البنك الدولي لعام 2012، الذي درس الخلل في توزيع الثروة على المستوى العالمي بين عام 1998 و2008 عام الأزمة الاقتصادية العالمية، ويستعير ما جاء به ذلك التقرير من مفهوم جديد في الاقتصاد وهو "منحنى الفيل" من ذيل الفيل في التراب، كما قال، أي النمو الصفري للدول الفقيرة، ثم يصعد تدريجياً ذلك المنحنى بنسبة 5 في المائة حتى يصل إلى ظهر منحنى الفيل الدول الصناعية، ثم يعود إلى الأسفل، وفجأة ينتعش إلى أعلى، هذا الانتعاش الأخير حققته، كما يقول الكتاب،  الدول "الشمولية" مثل الصين وسنغافورة.
يذهب التحليل إلى أن جاذبية الديمقراطية الليبرالية بمؤسساتها المختلفة، التي اعتقد كثيرون أنها حققت نصرها النهائي بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، تلك الجاذبية سرعان ما خفت، ووضعت تحت المجهر، لأنها اعتقدت بمبدأ لم يتحقق، وهو أن "الخير الخاص ينتهي بخير عام"، وتبين أن كثيراً من المجتمعات التي طبقت تلك الديمقراطية الليبرالية سرعان ما خلفت "منحنى الفيل" في مجتمعاتها، أي أصحاب دخول ضخمة من جهة، وفقراء من جهة أخرى، وتحولت الممارسة إلى "أوتوقراطية انتخابية" لفرد واحد أو عدد من الأفراد يقدمون أنفسهم بـ"المخلصين! وتنتهي بشكل انتخابي شكلي، تفرز قيادات قد تكون غير ناضجة سياسياً.
المثال، وعد ترامب ناخبيه في عام 2016 أنه سيحقق الكثير من الرضاء الاقتصادي، عن طريق رفع الأسوار ضد الأجانب، ورفع الضرائب ضد البضائع القادمة من أعالي البحار، وبالفعل قام بالكثير من تلك السياسات، إلا أن مراهنته على أصحاب رأس المال بالمشاركة في أرباحهم طوعاً مع آخرين كانت مراهنة خاطئة، فالطبيعة البشرية لا تقبل المساواة طوعاً، فتصاعد "منحنى الفيل" في آخر سنوات حكمه، لقلة غنية وأغلبية تحت المتوسطة وحجم كبير من الفقراء، ولسوء الحظ مع اجتياح جائحة كورونا للعالم وأمريكا، التي قرر أن يستهين بها، أصبحت الدخول في أمريكا ذات فروق أكبر، من أي فترة زمنية سابقة.
على الجانب الآخر حققت الصين الشمولية نجاحاً باهراً في الاقتصاد، واستطاعت أن ترفع ملايين من الصينيين من قاع الفقر إلى الطبقة الميسورة، الصين اليوم من فريق "العالمية الجنوبية" الجديدة، وأكثر مساواة في توزيع الدخل نسبياً بين مواطنيها والأغزر إنتاجاً والأرخص، وأقوى أسطول بحري في العالم، وأصبح نموذجها خياراً آخر لدول العالم، وأثبتت خطأ الفكرة القديمة، وهي أن الشمولية بالضرورة تنحاز لقلة في المجتمع، النموذج الصيني والسنغافوري القيادة فيهما ثبت من النتائج أن الخير العام جزء كبير في سياساتها التي حققت النمو وتوزيعاً معقولاً للثروة.
فإن كانت التنمية تعني توزيعاً عادلاً للدخل، وحياة آمنة، وتوفر قيادة لديها مشروع للخير العام فليس مهماً أن تتمتع المجتمعات بصناديق انتخاب، خاصة إن كانت الأخيرة معرضة للاختطاف الشعوبي، ويزداد فيها اتخاذ القرارات من القلة، وضمور في كفاءة القيادة، بل وسذاجتها.
آخر الكلام" كفاءة القيادة ذات البوصلة الأخلاقية البعيدة عن الانحيازية، هي الفارق بين التنمية والاستقرار، والفوضى والانقسام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أمريكا

إقرأ أيضاً:

متمردو إم23 يستولون على مدينة رئيسية شرق الكونغو الديمقراطية

قالت السلطات إن متمردي حركة "إم 23" سيطروا على بلدة مينوفا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي طريق إمداد رئيسي للعاصمة الإقليمية غوما.

وأكد حاكم مقاطعة جنوب كيفو، جان جاك بوروسي، أمس الثلاثاء، السيطرة على مينوفا، مضيفًا أن المتمردين استولوا أيضًا على مدن التعدين لومبيشي ونومبي وشانجي في المقاطعة نفسها، بالإضافة إلى بلدة بويريمانا في المقاطعة المجاورة بمقاطعة شمال كيفو.

واعترف جيش جمهورية الكونغو الديمقراطية بأن المتمردين حققوا "اختراقات" في مينوفا وبويريمانا.

تشييع ضحايا هجوم خلال مواجهات بين الجيش الكنغولي ومتمردي إم 23

ولم يذكر الجيش ما إذا كانت البلدات قد تم الاستيلاء عليها.

حركة إم23، هي جماعة مسلحة تتألف من عرقية التوتسي الذين انفصلوا عن الجيش الكونغولي قبل أكثر من 10 سنوات.

ومنذ ظهورها من جديد في عام 2022، واصلت الحركة تحقيق مكاسب في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وتعتبر هذه الحركة واحدة من نحو 100 جماعة مسلحة تتنافس على موطئ قدم في شرق الكونغو الغني بالمعادن، في صراع مستمر منذ عقود وتسبب في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم.

عمال في منجم للكولتان بالقرب من بلدة روبايا في شرق جمهورية الكونغو (رويترز)

ومنذ عام 1998، قُتل ما يقرب من 6 ملايين شخص، كما نزح نحو 7 ملايين داخليا.

إعلان

قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في تقرير يوم الاثنين إن أكثر من 237 ألف شخص نزحوا بسبب القتال في شرق الكونغو منذ بداية العام الحالي.

وتتهم جمهورية الكونغو الديمقراطية والأمم المتحدة رواندا بدعم حركة إم 23 بالقوات والأسلحة، وهو ما تنفيه رواندا.

يدور القتال على عدة جبهات حول غوما، ونزح مئات الآلاف من الأشخاص حول ضواحي المدينة، التي سيطرت عليها حركة إم 23 لفترة وجيزة عام 2012.

خريطة الكونغو الديمقراطية (الجزيرة)

وفي حديثه من غوما، قال مراسل الجزيرة آلان أويكاني إن "الناس في غوما متضررون. هناك شعور بالقلق من وصول القنابل من الخطوط الأمامية إلى أحياء المدينة".

وقد أدى القتال إلى قطع العديد من الطرق المؤدية إلى غوما، وغالبا ما يعبر الناس بحيرة كيفو حاملين الإمدادات على متن قوارب مكتظة وغير آمنة.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن معظم المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية المتمركزة في مينوفا قد علقت أنشطتها مؤقتًا.

مقالات مشابهة

  • الفيل يحصد جائزة أفضل لاعب في مباراة مودرن سبورت والزمالك
  • علي الفيل رجل مباراة مودرن سبورت والزمالك في الدوري الممتاز
  • «مصر» جذور اللوتس التي لا يمكن اقتلاعها.. موسوعة القوات المسلحة في معرض الكتاب
  • نحن محاصرون.. الجانب الآخر من القصف التركي على المواقع العمّالية بدهوك (صور)
  • رولان مهنا يتلقى تهنئة خاصة من النجمة الذهبية نوال الزغبي
  • تهديد ترامب للديمقراطية الليبرالية في الولايات المتحدة
  • وزير خارجية سوريا: وجود سوريا الديمقراطية لم يعد مبررًا
  • إيران بين العقوبات والطموحات النووية: أيهما سيكسر الآخر؟
  • متمردو إم23 يستولون على مدينة رئيسية شرق الكونغو الديمقراطية
  • كرمة وراوية تشعلان الرأي العام.. من الجاني الحقيقي؟