يتعرضن للاغتصاب.. مسؤولة أممية تدعو لحماية النازحات في السودان
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
وصفت مسؤولة أممية عائدة من زيارة للسودان، الجمعة، معاناة نساء وفتيات نزحن هربا من الحرب، منددة بتجريدهن "من كل ضرورياتهن الأساسية" ومواجهتهن نقصا حادا في الأغذية والمياه والأمان.
وقالت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية، ليلى بكر: "نعلم جميعا أن الحرب بشعة، لكن هذا واحد من أبشع الأوضاع التي شهدتها في مسيرتي المهنية".
وأضافت "تخيلوا الآلاف من النساء مكتظات في ملجأ حيث ليس لديهن مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كاف لوجبتهن التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النساء النازحات".
والحرب مندلعة في السودان منذ أكثر من 16 شهرا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وقد أوقعت عشرات آلاف القتلى وأدت، وفق الأمم المتحدة، إلى واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجؤوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب أرقام الأمم المتحدة.
وقالت بكر "إن النزاع يضرب بقوة قلب السودان"، منددة بنقص في تمويل جهود الدعم الإنساني.
من الأردن، أطلعت بكر الصحفيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك عبر الفيديو على ما شهدته خلال زيارتها إلى السودان.
وروت المسؤولة الأممية مجريات لقائها امرأة تبلغ 20 عاما في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان.
وأضافت بكر "كانت خجولة، طلبت منها أن تجلس بجانبي"، وأضافت "روت لي ما حدث وهي تهمس في أذني بلطف شديد، أنها تعرضت للاغتصاب".
وتابعت بكر بصوت متهدج إن الشابة النازحة زينب "تعرضت للاغتصاب أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم، حيث فقدت كل شيء. كانت هي المعيلة الوحيدة لأسرتها، وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاما وكان ينبغي أن تكون في أوج نشاطها وحياتها"، وفق الموقع الإلكتروني للأمم المتحدة بالعربية.
وأضافت بكر "لقد عانت (زينب) 15 شهرا من الصمت والألم حتى أتت إلى ذلك المركز. وهناك تمكنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية".
ودعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم، لافتة إلى أنها شاهدت "حاضنات أطفال تغص" بالرضع، أحيانا برضيعين أو ثلاثة معا، وغرف عمليات تفتقر لأبسط وسائل مكافحة العدوى ومخزون محدود للأدوية.
وقالت إنها من خلال لقاءاتها مع النساء في السودان وما استمعت إليه منهن مباشرة "فإن ما يرغبن فيه أكثر من أي شيء آخر، أكثر من الماء، وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرة".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة أکثر من
إقرأ أيضاً:
مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك: مقتل أكثر من 700 في حصار الفاشر بالسودان
جنيف (رويترز) – قال فولكر تورك مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان يوم الجمعة إن أكثر من 700 شخص قتلوا بمدينة الفاشر السودانية منذ مايو أيار، مناشدا قوات الدعم السريع شبه العسكرية رفع الحصار عن المدينة، وأضاف تورك في بيان أن الحصار و”القتال المستمر دون هوادة يدمران حياة الناس كل يوم على نطاق واسع”.
وتابع “لا يمكن أن يستمر هذا الوضع المقلق. يجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار المروع”.
وقالت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إنها وثقت مقتل ما لا يقل عن 782 مدنيا وإصابة أكثر من 1143 منذ مايو أيار، مشيرة إلى أدلة تستند جزئيا إلى مقابلات مع الفارين من المنطقة.
وأوضحت أن القتلى والمصابين سقطوا جراء القصف المتكرر والمكثف من جانب قوات الدعم السريع لمناطق سكنية مكتظة بالسكان بالإضافة إلى الغارات الجوية المتكررة من جانب قوات الجيش السوداني.
وقالت مفوضية حقوق الإنسان إن مثل هذه الهجمات على المدنيين قد تصل إلى حد جرائم الحرب. ونفى الجانبان مرارا تعمد مهاجمة المدنيين وتبادلا الاتهامات باستهدافهم في الفاشر ومحيطها.
واندلع الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل أكثر من 18 شهرا، مما تسبب في أزمة إنسانية حادة شملت نزوح أكثر من 12 مليون شخص عن منازلهم في وقت تواجه فيه وكالات الأمم المتحدة صعوبات في تقديم الإغاثة.
والفاشر واحدة من أكثر خطوط المواجهة احتداما بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور. ويخشى المراقبون من أن يؤدي انتصار قوات الدعم السريع هناك إلى هجمات انتقامية على أساس عرقي كما حدث في ولاية غرب دارفور العام الماضي.
وقال سكان محليون إن قوات الدعم السريع هاجمت في وقت سابق من هذا الشهر المستشفى الرئيسي، مما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل.
كما تعرض مخيم زمزم القريب، حيث يقول الخبراء إن هناك مجاعة بين سكانه الذين يزيد عددهم على نصف مليون شخص، لنيران مدفعية قوات الدعم السريع خلال الأسبوعين الماضيين، مما أجبر الآلاف على الفرار من المخيم.