الوطن:
2024-11-21@23:55:22 GMT

د. زاهر الشقنقيرى يكتب: التعددية الحزبية

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

د. زاهر الشقنقيرى يكتب: التعددية الحزبية

تعتبر التعددية الحزبية من أهم الدعائم التى تقوم عليها الديمقراطية، وهذه التعددية تعبر وتوازن بين الاختلافات الفكرية والسياسية والاجتماعية والمصالح بين أفراد المجتمع، فتقوم الأحزاب على رؤى ومبادئ وأفكار تعبر عن المنتمين إليها وتسعى هذه الأحزاب إلى السلطة بكل أشكالها من خلال القنوات الشرعية وهى الانتخابات لوضع تلك الرؤى والأفكار موضع التنفيذ.

وبالتالى ينشأ التنافس السياسى فيما بينها ويؤدى فى النهاية -إذا صح مساره- إلى توازن المصالح والتوافقية بين مكونات المجتمع فى إطار الحقوق والواجبات الدستورية. ويكفل الدستور والقانون للمصريين حرية إنشاء الأحزاب وفق ضوابط تضمن شفافية عمل الحزب، وشرعية وعلنية أنشطته كما ترسخ لمبادئ عليا مثل المواطنة وعدم التمييز.

وهناك عدة عوامل هامة لقيام الأحزاب، مثل البناء الحزبى الراسخ الذى يتميز بوضوح المهام ودورية تجديد الدماء وآلياتها، وتفاعلات الحزب مع معطيات الحياة السياسية سواء من حيث وضوح الهوية والبرنامج وتفرد الحزب بثقافة سياسية تنعكس على أنشطته السياسية وأجندته التشريعية وأنشطته المجتمعية، وكذلك قدرة الحزب على النمو، والتفاعل والتكيف مع المتغيرات، وأيضاً شفافية واستقلالية التمويل. هذه العوامل لها أهمية كبرى لوصول الحزب إلى المؤسسية التى تُكسب الحزب قدراً من القيمة والاستقرار. والتعددية الحزبية تتطلب وعياً بدوره، فهى تجنب المجتمع من أحادية النظرة السياسية وتعبر عن توجهات واختلافات المجتمع فى الأفكار ومنظور المصالح الاجتماعية والاقتصادية، إلا أن النضج السياسى يرتبط بألا تصل هذه التعددية وحرية تكوين الأحزاب إلى التشتت نتيجة وجود أحزاب بعدد كبير بالعشرات، ويفتقد الكثير منها الانتشار ويتشابه الكثير منها فى التوجه العام أو حتى البرامج التفصيلية، فالشكل الأفضل للتعددية أن تنحصر فى عدة أحزاب، بحيث يسهل على المواطنين التمييز بينها والتفاعل مع ما تطرحه من رؤى وبرامج. وهو ما يظهر بجلاء فى المجتمعات التى وصلت إلى حالة النضج السياسى فى البناء والتفاعل والقدرة على استيعاب المتغيرات والتكيف معها للمحافظة على أكبر قدر من جودتها، وهو ما يعزز من قدرتها على التأثير الإيجابى.

فيجب العمل بجدية على إصلاح الحياة الحزبية وممارستها لتكون أكثر تعبيراً عن اتجاهات المجتمع وأقدر على معالجة شواغل المواطنين وأكثر كفاءة فى تقديم الرؤى والبرامج التى تعالج التحديات، ففى جمهورية الحقوق والواجبات تكون الحياة الحزبية إحدى الدعائم الهامة لتعزيز المشاركة وتمثل التعددية الحزبية الناضجة القلب منها

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حقوق الإنسان الحرية الأحزاب التعددیة الحزبیة

إقرأ أيضاً:

د. منجي علي بدر يكتب: مشاركة مصر في «قمة العشرين»

بدعوة من الرئيس البرازيلي، شارك الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة مجموعة العشرين يومى 18و19 نوفمبر 2024، وألقى سيادته كلمة حول جهود مصر للتنمية والتحديات التى تواجه الدول النامية والأوضاع الإقليمية والتصعيد الإسرائيلى فى فلسطين ولبنان، وعلى هامش القمة التقى سيادته مع بعض قادة وزعماء العالم، لتكون هذه هى المشاركة الرابعة لمصر فى قمم المجموعة عقب المشاركة فى قمم الرئاسة الصينية عام 2016، واليابانية عام 2019، والهندية عام 2023، بما يعكس التقدير المتنامى لثقل مصر الدولي، ولدورها المحوري على الصعيد الإقليمى.

كما ناقشت القمة عدداً من الموضوعات ذات الأولوية، منها «الشمول الاجتماعى ومكافحة الفقر والجوع» و«إصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية» و«تحول الطاقة فى إطار التنمية المستدامة»، والأوضاع الإقليمية، والأزمة التى تواجه منطقة الشرق الأوسط فى ظل ما تشهده من عدم استقرار مع استمرار التصعيد الإسرائيلى فى فلسطين ولبنان، والحرب في أوكرانيا.

هذا، وتمثل مجموعة العشرين 80% من الناتج الإجمالى العالمى و60% من سكان العالم ويبلغ عدد الدول الأعضاء 19 دولة، بالإضافة إلى الاتحاد الأفريقي الذى انضم فى قمة الهند عام 2023 والاتحاد الأوروبي.

وأكد الرئيس السيسى فى القمة أن مصر تؤمن بأنه لا سبيل لمكافحة الجوع والفقر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة إلا بإقامة شراكات دولية متوازنة مع الدول النامية تتضمن توفير التمويل الميسر للتنمية ونقل وتوطين التكنولوجيا والأدوات الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعى، ودعم جهود تحقيق الأمن الغذائى، كما تجدد مصر دعوتها لتدشين مركز عالمى لتخزين وتوزيع الحبوب والمواد الغذائية على أرضها لضمان أمن الغذاء وتعزيز سلاسل الإمداد ذات الصلة.

كما أشار الرئيس إلى الجهود الوطنية الحثيثة فى مجال التنمية البشرية ومن ضمنها مشروع «حياة كريمة» الذى يهدف لتحسين مستوى معيشة نصف سكان مصر فى المناطق الريفية وهم حوالى 60 مليون مصرى حيث يتم تطوير جميع مناحى حياتهم بداية بالبنية التحتية وصولاً لمستوى الخدمات العامة وفرص العمل.

وطبقاً لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، ارتفع حجم التبادل التجارى بين مصر ومجموعة دول العشرين ليسجل 61 مليار دولار خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2024، مقابل 55.6 مليار دولار خلال الفترة نفسها من عام 2023.

وفى ختام القمة، دعا الإعلان الختامى لأن يكون مجلس الأمن الدولى أكثر «تمثيلاً وشمولاً وكفاءة وفعالية وديمقراطية وخضوعاً للمساءلة»، والاتفاق على تدشين التحالف العالمى لمكافحة الجوع والفقر، حيث إن الجوع لا ينجم عن نقص الموارد أو المعرفة، بل عن نقص الإرادة السياسية لضمان وصول الغذاء للجميع.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أن حوالى واحد من كل 10 أشخاص على مستوى العالم، أو أكثر من 780 مليون شخص يعانون الجوع، كما أنه يمكننا النظر إلى الفقر المتعدد من منظور أوسع، بما فى ذلك الحرمان من التعليم والصحة والخدمات الأساسية.

كما أعرب الإعلان الختامي للقمة عن «قلق عميق بشأن الوضع الإنسانى الكارثى فى قطاع غزة والتصعيد فى لبنان» وضرورة توسيع المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وتعزيز حماية السكان المدنيين.

وأكدت مجموعة العشرين «حق الفلسطينيين فى تقرير المصير» و«الالتزام الذى لا يتزعزع بحل الدولتين، حيث تعيش إسرائيل ودولة فلسطينية جنباً إلى جنب فى سلام ضمن حدود آمنة ومعترف بها، بما يتماشى مع القانون الدولى وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وأشار الرئيس البرازيلي إلى أن مبادرة مكافحة الجوع والفقر لقيت دعماً من 81 دولة وهى شرط أساسى لبناء عالم سلمى، وتعهد بنك التنمية الأمريكى بتقديم 25 مليار دولار للمبادرة، ودعا الرئيس لتعزيز التعددية، والحاجة إلى مؤسسات عالمية أكثر شمولاً وتمثيلاً لضمان الاستقرار وتعزيز السلام ووصف هذا التنوع بأنه «طريق السلام» وبأنه ضرورى لتحقيق التوازن في الحوكمة العالمية.

ومن الجدير بالذكر أن قمة العشرين بقيادة البرازيل وهى قمة الأغنياء، حاولت إرساء مبدأ عدالة التوزيع بفرض ضرائب على أغنياء العالم وتدشين مبادرة مكافحة الجوع والفقر وضرورة تحمل الكبار لتكاليف تغير المناخ، والدعوة للسلام والأمن الدوليين وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة فى توزيع مقاعد مجلس الأمن الدولى والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، بما يضمن التمثيل العادل والتمويل الدولى للتنمية بشروط ميسرة.

فهل حان الوقت لتحقيق التنمية المستدامة الشاملة، أم بداية الاستعداد لحرب عالمية ثالثة؟

مقالات مشابهة

  • عالم بالأوقاف: قيمة المؤمن ليست بمكانته الاجتماعية وأمواله وإنما بتقوى الله
  • أرقام تقزمية
  • التجمعات الحزبية في ليبيا توقّع مذكّرة اتفاق لتعزيز الاستقرار السياسي
  • كل ما تريد معرفته عن مبادرة بداية وكيف تستفيد منها؟
  • د. منجي علي بدر يكتب: مشاركة مصر في «قمة العشرين»
  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل: لا شىء اسمه فلسطين
  • عضو مجلس الأمناء: الحوار الوطني منصة تجمع أطياف المجتمع والقوى السياسية
  • المستشار أسامة الصعيدي يكتب: الملكية الخاصة في حكم الدستورية بشأن العلاقة الإيجارية
  • خبير: بايدن يحاول وضع ترامب في مأزق بسبب الحرب «الروسية - الأوكرانية»
  • نصية: عدم مشاركة الأحزاب في الانتخابات البلدية مؤشر سلبي على ضعف تأثيرها في المجتمع