الوطن:
2024-09-18@07:27:24 GMT

د. محمد أبو العلا يكتب: انتصار للفئات المهمَّشة

تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT

د. محمد أبو العلا يكتب: انتصار للفئات المهمَّشة

تظل قضية الحقوق والحريات محوراً أساسياً فى بناء الدولة العصرية، ولا يمكن الحديث عن دولة قوية دون تحقيق العدالة والمساواة بين جميع فئات المجتمع. هذه المبادئ تشكل الركائز الأساسية لجمهورية الحقوق والحريات التى نطمح إليها، والتى تعكس رؤية الحزب الناصرى لبناء مجتمع قائم على الإنصاف والاحترام المتبادل. ويأتى فى قلب هذه الرؤية الانتصار لحقوق الفئات المهمشة، كأحد أهم محاور هذه الجمهورية المنشودة.

إن الفئات المهمشة فى المجتمع تشمل النساء، والأطفال، والشباب، والفقراء، وذوى الإعاقة، والعمال، والفلاحين، وغيرهم ممن يعانون من تهميش اقتصادى أو اجتماعى أو سياسى. يتعرض هؤلاء الأفراد للتمييز والإقصاء من النظام الاجتماعى، مما يؤدى إلى حرمانهم من حقوقهم الأساسية فى التعليم، والعمل، والصحة، والسكن، والمشاركة السياسية. وهذا التهميش يؤدى إلى تعميق الفجوة بين الطبقات الاجتماعية وزيادة معاناة هذه الفئات.

جمهورية الحقوق والحريات التى ننشدها تلتزم بتوفير الحماية القانونية والاجتماعية لهذه الفئات، وضمان تمتعهم بحقوقهم كاملة. فالمجتمع الناصرى يولى أهمية قصوى لتحقيق العدالة الاجتماعية، وهو ما يقتضى تبنى سياسات وإجراءات فاعلة لمكافحة الفقر والبطالة، وتعزيز فرص التعليم والتدريب، وتوفير الرعاية الصحية للجميع، دون تمييز أو تحيز.

كما أن الانتصار لحقوق الفئات المهمشة يتطلب إصلاح النظام القانونى ليكون أكثر عدالة وشمولية. ينبغى أن تكفل القوانين حماية حقوق النساء فى العمل والمشاركة السياسية، وضمان حقوق الأطفال فى التعليم والرعاية الصحية، وتوفير دعم خاص لذوى الإعاقة يمكنهم من الاندماج الكامل فى المجتمع. كما يجب تعزيز حقوق العمال والفلاحين وتوفير حماية قانونية تكفل لهم بيئة عمل عادلة وإنسانية.

فى هذا السياق، يتطلب الأمر أيضاً تغيير الثقافة المجتمعية التى تنظر إلى الفئات المهمّشة كمواطنين من الدرجة الثانية. يجب العمل على نشر الوعى بأهمية المساواة والعدالة الاجتماعية، وتشجيع ثقافة الاحترام المتبادل والتضامن الاجتماعى. إن بناء جمهورية الحقوق والحريات يتطلب تغييراً شاملاً فى الفكر والسلوك، وهو ما يحتاج إلى جهود جماعية من قبل كافة أطياف المجتمع.

ومن هنا، فإن الحزب الناصرى يدعو إلى تشكيل تحالفات مجتمعية واسعة تضم مختلف القوى السياسية والاجتماعية للعمل معاً من أجل تحقيق هذا الهدف. إن الانتصار لحقوق الفئات المهمشة ليس مجرد قضية سياسية أو قانونية، بل هو قضية إنسانية وأخلاقية تهم كل فرد فى المجتمع. ومن خلال التعاون والعمل المشترك، يمكننا بناء مجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً، تتحقق فيه أحلام جميع المصريين فى حياة كريمة ومستقبل مشرق.

ختاماً، فإن جمهورية الحقوق والحريات التى ندعو إليها ليست مجرد رؤية سياسية، بل هى التزام أخلاقى وإنسانى تجاه كل فئات المجتمع، وخاصة الفئات المهمشة. نؤمن بأن التغيير الحقيقى يبدأ من ضمان حقوق هؤلاء الأفراد، وتحقيق العدالة والمساواة لهم، وهو ما يمثل الخطوة الأولى نحو بناء مصر التى نحلم بها جميعاً 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حقوق الإنسان الحرية الأحزاب الحقوق والحریات الفئات المهمشة

إقرأ أيضاً:

ضمن المبادرة الرئاسية «بداية».. جامعة الإسكندرية تُنظم قافلة طبية بـ قرية أبيس7

نظم قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة التابع لجامعة الإسكندرية، اليوم الأحد، قافلة طبية متكاملة بقرية أبيس 7 لخدمة أهالي القرية و تقديم خدمات الرعاية الطبية والعلاجية والاجتماعية المتكاملة، وذلك بمشاركة نادى روتاري هاربر وروتارى غرب، فى إطار المبادرة الرئاسية "بداية"، وتحت رعاية الدكتور عبد العزيز قنصوه رئيس الجامعة، برئاسة الدكتور سعيد علام نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة.

ومن جانبه أشار الدكتور تامر عبد الله وكيل كلية الطب لخدمة المجتمع و تنمية البيئة، أن القافلة شهدت مشاركة كليات الطب البشرى، وطب الأسنان، والتمريض، ومعهد البحوث الطبية، والتربية النوعية، والزراعة، والطب البيطري، والمعهد العالي للصحة العامة و وحدة مناهضة العنف ضد المرأة، موضحاً أن إجمالى عدد الحالات التي تم الكشف عليها بلغ 442 حالة في مختلف التخصصات الطبية «باطنة- أطفال- جلدية- نسا وتوليد - رمد - عظام - أسنان»، بالإضافة إلى قيام القافلة بتوفير الأدوية مجاناً للمرضى، وتحويل الحالات التى تحتاج لاستكمال الخدمة إلى المستشفيات الجامعية.

وأضاف أنه تم تقديم جلسات تثقيفية للأطفال وهدايا عينية ومستلزمات مدارس، كما تم تقديم ورش عمل للارشاد البيطري والزراعى، وجلسات تثقيف صحى وإرشاد نفسى وورش عمل عن الصناعات متناهية الصغر بواسطة أعضاء هيئة التدريس من الكليات المعنية ووحدة مناهضة العنف ضد المرأة بالجامعة.

وفي السياق ذاته أعرب أهالي القرية عن شكرهم وتقديرهم للمبادرة الرئاسية التى ساهمت في تقديم الرعاية والخدمات التى يحتاجونها فى جميع المجالات، وقدموا الشكر لجامعة الإسكندرية وأساتذتها علي المشاركة الفعالة لخدمة اهالى المنطقة.

مقالات مشابهة

  • محمد مغربي يكتب: مصر الأفضل عالمياً في الأمن السيبراني
  • جامعة سوهاج تعلن تدشين مبادرة «بداية» بأنشطة لكل الفئات العمرية
  • قيادية بـ«مستقبل وطن»: مبادرة «بداية» تدعم عملية التنمية المستدامة
  • «مصر أكتوبر»: الحوار الوطني خطوة إيجابية لتعزيز الحقوق والحريات
  • برلماني: مجلس النواب حريص على تعزيز حقوق الإنسان في قانون الإجراءات الجنائية
  • المؤتمر: قرار النيابة باستبدال العمل بالحبس خطوة نحو تعزيز حقوق الإنسان
  • «العربي الناصري»: الحوار الوطني يستهدف تقريب وجهات النظر بين القوى الوطنية
  • محمد كركوتي يكتب: سوق لندن و«مانشستر سيتي»
  • انتظام ولا انتساب.. تعرف على فارق الدراسة في كلية الحقوق 2024
  • ضمن المبادرة الرئاسية «بداية».. جامعة الإسكندرية تُنظم قافلة طبية بـ قرية أبيس7