تاريخ ميلاد الرسول، تحل ذكراه في هذه الأيام المباركة، إذ تحتفل الأمة الإسلامية بذكريات ميلاد سيد من وطأت قدمه الأرض وهو سيد ولد آدم وسيد من خلق الله تعالي هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.

تاريخ ميلاد الرسول

وعن تاريخ ميلاد الرسول، قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، والخطيب بالأوقاف، إن المفسرين وكُتَّاب السير والتراجم اختلفوا فيه، فمنهم من نقل عن الصحابة الأشراف وغيرهم أنه صلى الله عليه وسلم وُلد في عام الفيل ومنهم من نقل أنه صلى الله عليه وسلم كان ميلاده في ربيع الأول فقالوا كان لليلتين خلتا من ربيع الأول، وقيل في ثامن ربيع الأول، وقيل في عاشر ربيع الأول، وقيل الحادي عشر وقيل الثاني عشر، وغيره مما اتسع معه الخلاف المقبول بين الفقهاء لذلك استقر الفقه والرأي في مصر على اعتبار يوم الثاني عشر من ربيع الأول الأنور هو وقت احتفالنا بيوم مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.

ميلاد الرسول 

وأشار الخطيب بالأوقاف، خلال حديثه عن تاريخ ميلاد الرسول، إلى أن الثابت وحيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يوم ميلاده الشريف يوم الاثنين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عندما سئل صلى الله عليه وسلم عن صومه في يوم الاثنين فقال «ذاك يوم ولدت فيه»، مضيفا: «لعل الحديث السابق يجعلنا نجيب بكل بساطة عن السؤال الذي أقحمه علينا بعض المتكلمين في الشأن الديني ممن قد يحفظون النصوص الشرعية دون فهم وفقه لدلاللتها الشرعية والسؤال هو (كيف نحتفل بميلاد الرسول ولم يحتفل به الصحابة ولا رسول الله نفسه فلو كان خيرا لسبقونا إليه؟».

الاحتفال بميلاد الرسول

ولفت «الجمل»، في تصريح لـ«الوطن»، إلى حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، موضحا أن شكل وطبيعة الاحتفال وسببه هو ما يحدد الحل أم الحرمة في أي مناسبة أيا كانت، مؤكدا أن الاحتفال الذي يراعي الضوابط الشرعية المعروفة هنا يكون جائزا بل قد يكون واجبا متى كان له أثر كبير في نفس المحتفل ومتى كان محفزا له لمزيد من العلم والتقدم، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتفل ليس فقط بمولده الشريف بل بمولد الأنبياء من قبله صلى الله عليهم وسلم، فكان شكل احتفاله صلى الله عليه وسلم بمولده الشريف كما أخبرنا رسول الله في الحديث السابق بصيام يوم مولده هذا يوم الاثنين، كما احتفل رسول الله بيوم مولد الأنبياء من قبله بأن ذكر لنا تكريم وتعظيم ربه جل وعلا بيوم ميلادهم، كيوم ميلاد سيدنا يحيى عليه السلام، بقوله: (وسلام عليه يوم ولد.. ويوم يموت ويوم يبعث حيا، وكذكره يوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، في قوله تعالى: «والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا»، وغير ذلك من أدلة كثيرة قد لا يتسع لها المقام.

طرق الاحتفال بميلاد الرسول

واختتم الداعية الإسلامي، أن من أهم طرق الاحتفال بمولد سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نجمع أولادنا وأقرباءنا لنحكي لهم سيرته العطرة ونعرفهم بنبيهم أكثر وأكثر وأن نتهادى بحلوى المولد النبوي كل على قدره وقدرته، تلك الحلوى التي أصبحت عند المصريين عُرفا طيبا يرضاه الإسلام لما فيها من ذكرة طبية تشعر الناس بالسعادة والمحبة الخالصة من الإسلام بسماحته ومحبته للجميع كبيرهم وصغيرهم وبلا فرق بين مسلمهم وغير مسلمهم في وطنهم الواحد مصر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: ميلاد الرسول مولد الرسول المولد النبوي صلى الله علیه وسلم ربیع الأول یوم میلاد رسول الله

إقرأ أيضاً:

بحضور وكيل الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية.. الجامع الأزهر يحتفل بذكرى غزوة بدر الكبرى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عقد الجامع الأزهر، أمس الإثنين، عقب صلاة التراويح، احتفالية كبرى بمناسبة ذكرى "غزوة بدر الكبرى"، وذلك بحضور فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، فضيلة الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، فضيلة الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية، فضيلة الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، فضيلة الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، فضيلة الدكتور عباس شومان، أمين عام هيئة كبار العلماء رئيس المنظمة العالمية لخريجي الأزهر، السيد محمود الشريف، نقيب الأشراف وكيل مجلس النواب، السيد عبدالهادي القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ونخبة من علماء وقيادات الأزهر الشريف.

قال فضيلة الدكتور عبدالفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين السابق عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن غزوة بدر الكبرى سماها الله تعالى في كتابه "يوم الفرقان"، لأنه قد فرق بها بين الحق والباطل، بين أهل التوحيد والإيمان وبين أهل الشرك والوثنية، هؤلاء الذين ترامت الأخبار وتطايرت الأنباء أن أصحاب محمد "صلى الله عليه وسلم" استولوا على قافلتهم التجارية، فخرجوا جميعا دون مدارسة للأمر، وأقسم رائدهم أبو جهل "عليه لعنة الله" أن لا يرجع أبدا حتى يرد بدر ويقيم فيها وينحر الجزور ويشرب الخمر، وتسمع العرب بخبرهم فيهابوهم إلى يوم القيامة، في منطق غلب عليه الغرور والكبر والخيلاء والصلف، أما نبينا "صلى الله عليه وسلم" حين وصله خبر خروج قريش بجميع من فيها لكي يقضوا على الإسلام، عرض الأمر على أصحابه، فكانوا بين كاره للمواجهة، لأن المؤمن لا يحب القتال ويعلموا دائما أن القاعدة الكلية في الإسلام هي السلام، وأن الحرب استثناء، مصداقا لقوله تعالى: "كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ"، فعمل نبينا "صلى الله عليه وسلم" على الإعداد لهذه الحرب، ووضع التخطيط المطلوب لها، فوقف الحباب بن المنذر قائلا: "يارسول الله، أهذا منزل أنزلكه الله أم هي الرأي والحرب والمكيدة، فقال له النبي: بل هو الرأي والحرب والمكيدة"، فقال: يا رسول الله، فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم، فننزله، ثم نغور ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضا فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم الرأي ما رأيت يا حباب"، فاستجاب النبي لرأي جندي من جنوده واستمع لمشورته، فهؤلاء هم القادة الذين تلتف حولهم القلوب وتهوى إليهم الأفئدة، خاصة إذا كان المقام مقام مصارعة ومواجهة للعدو.

وبين عضو مجمع البحوث الإسلامية أن النبي "صلى الله عليه وسلم" أراد أن يتحقق عنده الأمن والطمأنينة بمعرفة موقف المسلمين من هذه المعركة الحاسمة، فاستشار القوم فقام أبو بكر "رضي الله عنه" فقال وأحسن، وقام سيدنا عمر بن الخطاب، فقال وأحسن، وقام المقداد بن عمروا وقال: "يا رسول الله، امض لما أراك الله، فوالله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون، ولكن نقول لك: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون"، كما حرص " صلى الله عليه وسلم" أن يعرف موقف الأنصار، فقام سعد بن معاذ وقال يا رسول الله، "كأنك تريدنا معشر الأنصار" قال نعم، فقال "يارسول الله لقد آمنا بك وصدقناك وشهدنا أن ما جئت به هو الحق، فامض على بركة الله إنا لصبر في الحرب، صدق عند اللقاء، والله لو أردت أن تخوض البحر فخضته لخضناه معك، فامض لما أردت"، عندها اطمأن النبي "صلى الله عليه وسلم" وعلم أن الجبهة الداخلية جبهة قوية، فمضى للقتال، فكان نصر الله وكان توفيقه للمسلمين في هذه المعركة الحاسمة، مصداقا لقوله تعالى: "وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا الله لعلكم تشكرن".

من جانبه، أوضح فضيلة الدكتور محمود الهواري، أنه في مثل هذه المناسبات الطيبة، يجدر بالأمة أن تجدد صلتها بالنبي "صلى الله عليه وسلم" وأن تعيد قراءة واقعها في ضوء الهدي النبوي، التي تجسد واقعا وسلوكا عمليا حياتيا، ومن الأحداث التي يجب الوقوف أمامها طويلا، هذه الغزوة الثرية بالبركات والدروس والعبر، وحسبنا أن تتوقف الأمة عند بعض المشاهد من هذه السيرة المباركة، وأول هذه المشاهد، أننا حين ندخل مباشرة إلى بركات هذه السيرة الطيبة نعرف أن الجماعة المؤمنة الأولى التي خرجت لملاقاة أهل الشرك، بالقياس الحسابي وبمنطق العدد، كان لا يتجاوز عددهم حينئذ لا يتجاوز بضعة رجاء بعد الثلاثمائة، وعدة أهل الكفر وعددهم ثلاثة أضعاف أهل الإيمان، وبمنطق أهل الدنيا وحساباتها، فالنصر للعدد الأكبر، لكن الله تعالى حسمها بقوله: "وما النصر إلا من عند الله"، فالنصر أولا بالله، فأول مشهد هو الإيمان بأن النصر من عند الله، وليس بعدة ولا عدد، وإن كان تحصيل العدة والعدد من الأسباب الضرورية المشروعة، ولكن يجب أولا أن نحصل الإيمان، مصداقا لقوله تعالى: " فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى".

وأضاف الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية، أن المشهد الأخلاقي السلوكي الثاني، والذي لا ينبغي أن يغيب عنا، أن هذه الجماعة كان معهم من الإيمان بالله ما جعلهم في أعلى عليين، ويقص علينا هذا المشهد الطيب سيدنا حذيفة رضي الله عنه: " ما مَنَعَنِي أَنْ أَشْهَدَ بَدْرًا إلَّا أَنِّي خَرَجْتُ أَنَا وَأَبِي حُسَيْلٌ، قالَ: فأخَذَنَا كُفَّارُ قُرَيْشٍ، قالوا: إنَّكُمْ تُرِيدُونَ مُحَمَّدًا، فَقُلْنَا: ما نُرِيدُهُ، ما نُرِيدُ إلَّا المَدِينَةَ، فأخَذُوا مِنَّا عَهْدَ اللهِ وَمِيثَاقَهُ لَنَنْصَرِفَنَّ إلى المَدِينَةِ، وَلَا نُقَاتِلُ معهُ"، فلما حضر حذيفة إلى نبينا "صلى الله عليه وسلم" قص عليه الحكاية، وأن المشركون أخذوا عليهم عهدا بأن لا يكونوا معهم في قتال، فقال له النبي "صلى الله عليه وسلم" انصرفا، نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم، مع أنه في وقت يحتاج إلى محاربين وعدة وعدد، لكنه الوفاء النبوي والأخلاق المحمدية التي نحن في أشد الحاجة لها، لافتا أن المشهد الثالث هو مشهد سلوكي أخلاقي، يحتاج إلى تأمل عميق ليأخذ بأيدينا كأمة إلى أن نلتف حول قياداتنا، فهذا رسول الله "صلى الله عليه وسلم" يقف بين الصفوف ليسويها بقدح معه، مر بسواد بن غزية حليف بني عدي بن النجار وهو متقدم من الصف، فطعن في بطنه بالقدح، وقال: (استوِ يا سواد) فقال: يا رسول الله! أوجعتني، وقد بعثك الله بالحق والعدل فأقدني (مكِّنِّي من القصاص لنفسي)، فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بطنه فقال: (استقد) (أي: اقتص)، قال: فاعتنقه، فقبَّل بطنه، فقال: (ما حملك على هذا يا سواد؟) قال: يا رسول الله! حضر ما ترى، فأردتُ أن يكون آخر العهد بك أن يمس جلدي جلدك"، فما أجمل العدالة والأخلاق وما أجمل هذه المشاهد التي نحن في حاجة ماسة لها الآن.

1000080039 1000080042 1000080045 1000080008 1000080006

مقالات مشابهة

  • أحد علماء الأوقاف: التواضع سر الرفعة وعنوان النبل
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • قائد الثورة : رسالة للمجرم «ترامب» بأن شعبنا ثابت بكل قناعة في مواجهة الطغاة المستكبرين
  • بحضور القيادات الدينية.. الجامع الأزهر يحتفل بذكرى غزوة بدر الكبرى.. صور
  • بحضور وكيل الأزهر ووزير الأوقاف ومفتي الجمهورية.. الجامع الأزهر يحتفل بذكرى غزوة بدر الكبرى
  • وصية النبي لمن أراد مرافقته في الجنة.. عليك بهذا الفعل
  • متى وقت السحور في رمضان 2025؟.. الرسول حدد موعده بهذه الساعة
  • فى يوم 16 رمضان.. النبي صلى الله عليه وسلم يصل بدر ووفاة السيدة عائشة
  • فضل الصلاة على النبي وكيفية محبة الرسول.. تعرف عليها
  • عقوبة عقوق الوالدين معجّلة في الدنيا