تاريخ ميلاد الرسول ميلادي وهجري.. يوم المولد ثابت بالوحي
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
تاريخ ميلاد الرسول، تحل ذكراه في هذه الأيام المباركة، إذ تحتفل الأمة الإسلامية بذكريات ميلاد سيد من وطأت قدمه الأرض وهو سيد ولد آدم وسيد من خلق الله تعالي هو سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
تاريخ ميلاد الرسولوعن تاريخ ميلاد الرسول، قال الشيخ خالد الجمل، الداعية الإسلامي، والخطيب بالأوقاف، إن المفسرين وكُتَّاب السير والتراجم اختلفوا فيه، فمنهم من نقل عن الصحابة الأشراف وغيرهم أنه صلى الله عليه وسلم وُلد في عام الفيل ومنهم من نقل أنه صلى الله عليه وسلم كان ميلاده في ربيع الأول فقالوا كان لليلتين خلتا من ربيع الأول، وقيل في ثامن ربيع الأول، وقيل في عاشر ربيع الأول، وقيل الحادي عشر وقيل الثاني عشر، وغيره مما اتسع معه الخلاف المقبول بين الفقهاء لذلك استقر الفقه والرأي في مصر على اعتبار يوم الثاني عشر من ربيع الأول الأنور هو وقت احتفالنا بيوم مولده الشريف صلى الله عليه وسلم.
وأشار الخطيب بالأوقاف، خلال حديثه عن تاريخ ميلاد الرسول، إلى أن الثابت وحيا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو يوم ميلاده الشريف يوم الاثنين لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عندما سئل صلى الله عليه وسلم عن صومه في يوم الاثنين فقال «ذاك يوم ولدت فيه»، مضيفا: «لعل الحديث السابق يجعلنا نجيب بكل بساطة عن السؤال الذي أقحمه علينا بعض المتكلمين في الشأن الديني ممن قد يحفظون النصوص الشرعية دون فهم وفقه لدلاللتها الشرعية والسؤال هو (كيف نحتفل بميلاد الرسول ولم يحتفل به الصحابة ولا رسول الله نفسه فلو كان خيرا لسبقونا إليه؟».
الاحتفال بميلاد الرسولولفت «الجمل»، في تصريح لـ«الوطن»، إلى حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، موضحا أن شكل وطبيعة الاحتفال وسببه هو ما يحدد الحل أم الحرمة في أي مناسبة أيا كانت، مؤكدا أن الاحتفال الذي يراعي الضوابط الشرعية المعروفة هنا يكون جائزا بل قد يكون واجبا متى كان له أثر كبير في نفس المحتفل ومتى كان محفزا له لمزيد من العلم والتقدم، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتفل ليس فقط بمولده الشريف بل بمولد الأنبياء من قبله صلى الله عليهم وسلم، فكان شكل احتفاله صلى الله عليه وسلم بمولده الشريف كما أخبرنا رسول الله في الحديث السابق بصيام يوم مولده هذا يوم الاثنين، كما احتفل رسول الله بيوم مولد الأنبياء من قبله بأن ذكر لنا تكريم وتعظيم ربه جل وعلا بيوم ميلادهم، كيوم ميلاد سيدنا يحيى عليه السلام، بقوله: (وسلام عليه يوم ولد.. ويوم يموت ويوم يبعث حيا، وكذكره يوم ميلاد سيدنا المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، في قوله تعالى: «والسلام عليَّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا»، وغير ذلك من أدلة كثيرة قد لا يتسع لها المقام.
طرق الاحتفال بميلاد الرسولواختتم الداعية الإسلامي، أن من أهم طرق الاحتفال بمولد سيد الخلق أجمعين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أن نجمع أولادنا وأقرباءنا لنحكي لهم سيرته العطرة ونعرفهم بنبيهم أكثر وأكثر وأن نتهادى بحلوى المولد النبوي كل على قدره وقدرته، تلك الحلوى التي أصبحت عند المصريين عُرفا طيبا يرضاه الإسلام لما فيها من ذكرة طبية تشعر الناس بالسعادة والمحبة الخالصة من الإسلام بسماحته ومحبته للجميع كبيرهم وصغيرهم وبلا فرق بين مسلمهم وغير مسلمهم في وطنهم الواحد مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ميلاد الرسول مولد الرسول المولد النبوي صلى الله علیه وسلم ربیع الأول یوم میلاد رسول الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز صلة الرحم بالرسائل على الفيسبوك؟.. الإفتاء ترد
قالت دار الإفتاء المصرية، عن ضابط صلة الرحم إن الله سبحانه وتعالى أوصى بِصِلة الأرحام، وأمر بها في كثير من آيات القرآن الكريم، ومن المقرَّر شرعًا أنَّ الصلة تختلف في كيفيتها باختلاف الأزمان والأحوال، ومن شخص إلى آخر.
وأوضحت " الإفتاء" في إجابتها عن سؤال : ( هل يجوز صلة الرحم بالرسائل على الفيسبوك وما نحوها من وسائل الاتصال الحديثة ؟)، أن صلة الرحم تكون بما تعارف عليه الناس ممَّا يتيسر للواصل.
وتابعت: كالزيارة أو أي نوع من أنواع التواصل عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، والأصح أن الرحم هم الأقارب من جهة الأبوين، وعلى الإنسان أن يصل رحمه ويقوم بحقِّها وإن قطعته؛ لينال الأجر من الله تعالى.
صلة الرحم
ولفتت إلى أن صلة الأرحام تعد من مظاهر عناية الإسلام بتقوية أواصر الصِّلات داخل المجتمع، ونشر المحبة والسلام بين أفراده؛ حيث وجَّه الإسلامُ عنايةَ أتباعه إلى التَّواصُل والتَّقارب بشكلٍ خاص بين الأهل والأقارب؛ فالإسلام لا يقرُّ هذه النظرة الفردية التي تجعل الإنسان مهتمًّا بذاته فقط، أو على الأكثر بأسرته الصغيرة، بل يدفع الإسلام أتباعه إلى ترسيخ قيمة التَّواصل الفعَّال بين الأقارب؛ كحلقةٍ أساسيةٍ من حلقات الترابط في المجتمع؛ ولتشعب العلاقات والمصاهرة بين النَّاس؛ فإنَّ دائرةَ صلةَ الرَّحم قادرةٌ على الامتداد لتشمل المجتمع كله بطريقةٍ غير مباشرة.
ونوهت بأنه قد كانت صلةُ الرَّحم إحدى أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم قبل مبعثه وتبليغه بالرسالة، وكانت من الأسباب التي ذكرتها له السيدة خديجة رضي الله عنها؛ لتطمئنه وتهدِّئَ من رَوْعِه بعد نزول الوحي عليه، فقالت له: "كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا، فَوَاللهِ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَكْسِبُ المَعْدُومَ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ" متفقٌ عليه.
ونبهت إلى أنه نوَّه الله تعالى في القرآن الكريم إلى ضرورة الحفاظ على الأرحام واستمرار صلتها؛ قال تعالى: ﴿وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾ [النساء: 1]، أي: واتقوا الأرحام أن تقطعوها؛ كما أوصى الله تعالى عباده بالإحسان إلى الوالدين وذوي القرابة والجيران والمحتاجين قرينَ أمره بعبادته سبحانه وتعالى؛ إشعارًا بأهمية توثيق هذه الآداب وبيان منزلتها في التصور الإسلامي.
واستندت لما قال جلَّ شأنه: ﴿وَاعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا﴾ [النساء: 36].
وبينت أنه نفَّرَ كذلك من قطع الأرحام وذكر أنه من صفات الجاهلية والبعد عن دين الله؛ فقال تعالى: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ [محمد: 22]، أي فلعلكم إن توليتم عن تنزيل الله وفارقتم أحكام كتابه، أن تعصوا الله في الأرض، فتكفروا به، وتسفكوا فيها الدماء ﴿وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾ وتعودوا لما كنتم عليه في جاهليتكم من التشتت والتفرّق بعد ما قد جمعكم الله بالإسلام، وألَّف به بين قلوبكم؟.
واستشهدت بما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَلَقَ اللهُ الخَلْقَ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهُ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَأَخَذَتْ بِحَقْوِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ لَهُ: مَهْ، قَالَتْ: هَذَا مَقَامُ العَائِذِ بِكَ مِنَ القَطِيعَةِ، قَالَ: أَلاَ تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ، قَالَتْ: بَلَى يَا رَبِّ، قَالَ: فَذَاكِ» قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ﴾" متفق عليه.
وأضافت: ولقد حرص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على تأكيد هذه الأهمية لصلة الأرحام من مطلع الدعوة، حتى إن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه حين تحدث إلى النجاشي وبيَّن له ماهية هذا الدين الجديد عندما هاجر إلى الحبشة مع بعض الصحابة، أكد على أن من أهم ما يدعو إليه هذا الدين هو: "صلة الرحم" فقال له: "أيها الملك، كنا قومًا أهلَ جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث الله إلينا رسولًا منَّا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى الله لنوحِّدَه ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار... إلخ".
فضل صلة الرحم
وأشارت إلى أنه بَيَّن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بوضوح فضل صلة الرحم وأهميتها في عدد من أحاديثه الشريفة، قال صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» رواه البخاري.
ونهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن قطع الرحم؛ فقال: «لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ» رواه مسلم.
واستطردت : كما بيَّنَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن حقيقة الصلة ليست في استمرار العلاقات القائمة المستقرة بين الأقارب، ولكن في إعادة وصل العلاقات التي قُطعت أيضًا؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رواه البخاري.
وأفادت بأن صلة الرحم لها فضل كبير على الإنسان الذي يقوم بها، كما بيَّنَ ذلك المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، فبها بركة العمر والتوفيق للطاعات وعمارة الأوقات بما ينفع واصل الرحم في الآخرة، وكذلك بسط الرزق وكثرته والبركة فيه.
هل صلة الرحم لها أفعال محددة
أكد الشيخ عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن صلة الأرحام واجبة شرعًا وهي إحدى صفات أهل الجنة، كما في قوله تعالى: «الَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَل».
ولفت "الورداني"، في إجابته عن سؤال : ( هل صلة الرحم لها أفعال محددة؟)، إلى أن صلة الرحم هي جميع أفعال الخير من التصدق عليهم ووصلهم والوقوف بجانبهم عند المشكلات والإحسان إليهم والكلام الطيب والحفاظ على سيرتهم وسمعتهم.
وشدد على أنه لا يجوز قطيعة الرحم منعا للمشاكل، ولكن يجوز تقليل الزيارات للشخص المتسبب في ذلك، أو يجوز إطالة المدة بين الزيارات، أو تقليل المكالمات الهاتفية، لكن القطيعة نهائيًا لا تجوز شرعًا، فصلة الرحم تحتاج إلى عدم الخصام والقطيعة وعدم الإيذاء وتمني الخير للغير.