بعد هجوم أمس.. كل ما تريد معرفته عن مصياف سوريا
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
مصياف سوريا.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعد أن ذكرت مصادر لموقع "أكسيوس" أن قوات نخبة إسرائيلية من وحدة "سايريت ماتكال" نفذت عملية "غير اعتيادية" داخل الأراضي السورية قبل أيام، وذلك في أعقاب الضربات الجوية التي استهدفت محيط مدينة مصياف بمحافظة حماة وسط سوريا ليلة الأحد الماضي.
وتشير التقارير إلى أن العملية تأتي ضمن سلسلة من التحركات الإسرائيلية التي تستهدف مواقع عسكرية في سوريا، وسط تصاعد التوترات الإقليمية.مدينة مصياف السورية
تقع مدينة مصياف في الجزء الغربي من سوريا، وهي إحدى المدن العريقة التي تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخ العميق. تنتمي مصياف إلى محافظة حماة، وتتمتع بموقع استراتيجي بين الجبال والغابات الكثيفة، مما يمنحها طقسًا معتدلًا ومناظر طبيعية خلابة. ترتفع المدينة عن سطح البحر بنحو 450 مترًا، مما يجعلها وجهة سياحية مميزة للهروب من حرارة الصيف.
تتمتع مصياف بتاريخ طويل يمتد عبر العصور. كانت المدينة مركزًا حضاريًا في العصور القديمة، ثم اكتسبت شهرة تاريخية في فترة الحروب الصليبية بفضل قلعتها الشهيرة التي تعود إلى عهد الإسماعيليين أو ما يعرف بـ "الحشاشين". لعبت قلعة مصياف دورًا مهمًا في الدفاع عن المنطقة، وقد شُيدت على تل يطل على المدينة. وتعتبر القلعة واحدة من أبرز المعالم السياحية في المدينة، حيث تجذب الزوار بفضل هندستها المعمارية الرائعة وإطلالاتها المذهلة على المناطق المحيطة.
الطبيعة في مصيافتحيط بمصياف غابات الصنوبر والبلوط، وهي جزء من سلسلة جبال الساحل السوري. تعد المدينة مقصدًا لعشاق الطبيعة ومحبي التنزه في الهواء الطلق، إذ يمكن للزوار الاستمتاع بالمسارات الجبلية والمشي بين الأشجار الكثيفة. كما تضم المنطقة ينابيع طبيعية وأنهار صغيرة تزيد من سحرها وجمالها. هذه التضاريس جعلت من مصياف وجهة مثالية لقضاء عطلات هادئة بعيدًا عن ضجيج المدن الكبرى.
الثقافة والحياة الاجتماعيةتتمتع مصياف بثقافة غنية نابعة من تاريخها الطويل وتنوعها الاجتماعي. يعرف أهل المدينة بكرم الضيافة وحبهم للحفاظ على تراثهم وتقاليدهم. تشتهر المدينة أيضًا بالعديد من الأطباق الشعبية الشهية مثل الكبة والمأكولات التي تعتمد على المواد الطازجة من الحقول والبساتين المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، تقام في مصياف مهرجانات محلية تعكس التراث السوري الأصيل وتجمع بين الموسيقى، الفلكلور، والأكلات الشعبية.
معالم مصيافإلى جانب قلعتها الشهيرة، تضم المدينة عدة معالم تاريخية ودينية، منها المساجد القديمة والكنائس التي تعود إلى عصور مختلفة. تعتبر الكنيسة المريمية وجامع قلعة مصياف من أبرز المعالم التي تعكس التنوع الثقافي والديني في المدينة.
كما يمكن للزوار الاستمتاع بالأسواق التقليدية حيث تُباع الحرف اليدوية المحلية مثل التطريز والنسيج الفاخر. وتبقى مصياف واحدة من المدن التي تحافظ على التراث الحرفي السوري رغم تطورات العصر.
مصياف اليومعلى الرغم من الظروف الصعبة التي شهدتها سوريا خلال السنوات الأخيرة، ما زالت مصياف تتمتع بسحرها الخاص وتحتفظ بروحها التاريخية والطبيعية. إنها تمثل نموذجًا للصمود السوري، حيث يواصل أهلها العيش والعمل للحفاظ على مدينتهم وجعلها مكانًا مرحبًا بالزوار.
مصياف ليست مجرد مدينة تاريخية، بل هي رمز للتعايش بين الإنسان والطبيعة، بين الماضي والحاضر. تجعلها مناظرها الطبيعية وتراثها التاريخي واحدة من أجمل الوجهات السياحية في سوريا.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مصياف سوريا هجوم مصياف سوريا سوريا
إقرأ أيضاً:
بروكسل تستضيف وزير الخارجية السوري.. وألمانيا تدعم سوريا بـ300 مليون يورو
عقب زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى بروكسل لبحث آخر التطورات السياسية والاقتصادية، وقبيل انطلاق مؤتمر المانحين الذي ينظمه الاتحاد الأوروبي، أعلنت ألمانيا عن تقديم مساعدات إضافية بقيمة 300 مليون يورو لدعم السوريين عبر الأمم المتحدة ومنظمات دولية مختارة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، اليوم الإثنين، إن أكثر من نصف هذه المساعدات سيتم تخصيصها للأشخاص داخل سوريا، مؤكدة أن تنفيذ هذا الدعم سيتم دون التنسيق مع الحكومة الانتقالية في دمشق. وأضافت أن المساعدات تشمل توفير الغذاء والخدمات الصحية والمأوى الطارئ، إلى جانب إجراءات حماية للفئات الأكثر ضعفًا. كما ستتلقى مجتمعات اللاجئين السوريين في الأردن ولبنان والعراق وتركيا جزءًا من هذه المساعدات.
وأكدت بيربوك مجددًا على أهمية التوصل إلى حل سياسي شامل لضمان مستقبل سلمي في سوريا، داعية الحكومة الانتقالية في دمشق إلى فتح تحقيق في عمليات القتل الجماعي التي استهدفت مئات المدنيين في القرى العلوية، ومحاسبة المسؤولين عنها.
وفي تطور لافت، يشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في مؤتمر الاتحاد الأوروبي حول سوريا في بروكسل، ليكون بذلك أول ظهور رسمي للحكومة الانتقالية على الساحة الأوروبية منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/ كانون الأول الماضي.
ويجمع المؤتمر كبار المسؤولين الأوروبيين، بما في ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، وكايا كالاس الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، ووزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وتركز المناقشات على الانتقال السياسي في سوريا، ودعم التعافي الاقتصادي وإعادة الإعمار بعد أكثر من 14 عامًا من الحرب الأهلية.٦
ووفقًا لمسؤول رفيع في الاتحاد الأوروبي، يسعى التكتل إلى الإعلان عن تمويل إضافي لمساعدة سوريا في "فتح صفحة جديدة من تاريخها"، ويجري النظر في دور محتمل لبنك الاستثمار الأوروبي (EIB) في تمويل جهود إعادة الإعمار، التي قد تصل تكلفتها إلى ما بين 230 و370 مليار يورو.
Relatedفانس: الهجرة غير الشرعية تهدد الغرب.. والسلام في أوكرانيا "على الطاولة""عدّت على خير".. الشرع يطمئن السوريين ويدعوهم للوحدة الوطنيةكاتس يحذر الشرع: "الجيش الإسرائيلي يراقبك من جبل الشيخ كل صباح"مخاوف أوروبية من تفاقم الأزمة الإنسانية وتصاعد العنف الطائفيومع استمرار معاناة السوريين من نقص حاد في الكهرباء والمياه واحتياجات إنسانية ملحّة، عبّر مسؤولون أوروبيون عن قلقهم من تأثير قرار الإدارة الأمريكية بتجميد المساعدات، مما قد يؤدي إلى تفاقم الأزمة.
وفي خطوة لدعم الاستقرار الاقتصادي، قام الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي برفع عقوبات عن قطاعات حيوية تشمل الطاقة والنقل والقطاع المالي، بينما لم تتخذ الولايات المتحدة خطوات مماثلة حتى الآن.
وبرغم الدعم الأوروبي للحكومة الانتقالية، إلا أن تصاعد العنف الطائفي في مناطق الساحل السوري، معقل التأييد السابق للأسد، يثير مخاوف بشأن هشاشة الوضع الأمني.
وأفادت تقارير بأن جماعات مسلحة مرتبطة بالحكومة الجديدة نفذت إعدامات خارج إطار القانون راح ضحيتها أكثر من 800 شخص في ردّ على هجمات شنتها فلول قوات الأسد. وأكدت الأمم المتحدة مقتل 111 شخصًا في ما وصفته بـ"إعدامات طائفية" استهدفت مناطق ذات أغلبية علوية.
وأعلن أحمد الشراع، الرئيس الانتقالي لسوريا، عزمه تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف ملابسات هذه الجرائم، في حين دعت بروكسل إلى إجراء تحقيق سريع وشفاف ومحايد.
بارقة أمل لمستقبل جديد للشعب السوري ملؤه السلام والأمنهل يعود السوريون في المهجر إلى بلادهم؟يتناول المؤتمر أيضًا مستقبل الشتات السوري في أوروبا وإمكانية عودتهم إلى وطنهم. ويدرس الاتحاد الأوروبي إطلاق برامج لزيارة استطلاعية تتيح للسوريين تقييم الوضع في بلادهم دون فقدان وضعهم القانوني في دول المهجر.
ووفقًا لمسح أجرته مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، فإن 27% من اللاجئين السوريين خارج بلادهم أعربوا عن رغبتهم في العودة خلال العام المقبل، مقارنة بـ2% فقط قبل سقوط النظام السابق.
ومع استمرار المفاوضات في بروكسل، يراقب المجتمع الدولي عن كثب مدى قدرة الحكومة الانتقالية السورية على تحقيق الاستقرار ومعالجة التحديات السياسية والاقتصادية، وسط آمال بإعادة بناء البلاد بعد سنوات من الصراع والمعاناة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية بين إعادة الإعمار وتحقيق العدالة... كيف يمكن للاتحاد الأوروبي دعم مستقبل سوريا؟ مجلس الأمن يدين "عمليات القتل" في سوريا ويطالب بحماية المدنيين التحقيق في مجازر الساحل: خطوة نحو العدالة أم مناورة لتجنب العقوبات؟ سورياألمانياالمفوضية الأوروبيةالاتحاد الأوروبيالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةبلجيكا