الغارديان: كابوس غزة بلا نهاية والسبب نتنياهو وعجز السياسة الأمريكية
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
صفا
نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، افتتاحية حول الاحتلال الإسرائيلي وغزة، قالت فيها إنه "كابوس بلا نهاية؛ فبعد 11 شهرا على 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ما زال الفلسطينيون والأسرى الإسرائيليون يتساقطون مع مخاطر توسع الحرب".
وأضافت الصحيفة أن "السلطات الصحّية في غزة تقدر عدد المُتوفّين حتى الآن بأنه 41,118 فلسطينيا و95,125 جريحا، عدد كبير منهم إصابتهم غيرت حياتهم".
وتقول الصحيفة، عبر مقال لها ترجمته "عربي21"، إن "وتيرة القتل ربّما تباطأت لكن الموت والمعاناة ليست أقل رعبا"، مشيرة إلى الغارة الإسرائيلية، الأربعاء الماضي، التي "قتلت 6 عمال إغاثة في الأمم المتحدة، الذين كانوا من بين 18 شخصا قتلوا بعد ضرب مدرسة بالنصيرات، وسط غزة، حيث لجأ إليها آلاف من النازحين. وقبل يوم قُتل 19 شخصا في منطقة يفترض أنها آمنة بخان يونس".
وفي السياق نفسه، تابعت الصحيفة، أن "الصفقة التي تدعمها الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى، هي على طاولة المفاوضات منذ أيار/ مايو. ولكن ما كان واضحا قبل 11 شهرا أصبح أكثر وضوحا الآن: لا يوجد مخرج بدون استراتيجية واضحة، وبرئيس وزراء يطيل أمد الحرب خدمة للاعتبارات السياسية".
وأردفت، بأن "هذا هو الحكم على بنيامين نتنياهو، ليس من منافسيه السّياسيين، ولكن من مواطنيه ومن رئيس الأمن الداخلي السابق، ومن الرئيس الحليف المنافح عنه".
وأوضحت الصحيفة، أن "النهاية لا تبدو قريبة. فلم تترك الاحتجاجات التي أعقبت مقتل الأسرى الستة تغيّرا في موقف نتنياهو، ويبدو أنه بانتظار عودة ترامب. ورغم النبرة المتعاطفة التي أظهرتها كامالا هاريس، تجاه الفلسطينيين، إلا أنها لم تقدم وصفة ناجعة لتخفيف معاناتهم لو فازت في انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر".
واختتم المقال نفسه، بالقول: "يتّضح عجز السياسة الأمريكية الحالية أكثر بالوضع المتدهور في الضفة الغربية، والمخاوف المتزايدة من انزلاق إسرائيل وحزب الله نحو الحرب الشاملة، وعليه فإن الكابوس مستمر".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
المفاوضات الأمريكية مع حماس.. بشارات تلوح بالأفق
تتزايد فرص نجاح المسار التفاوضي بين حركة حمـاس والإدارية الأمريكية، ومؤشرات ذلك واضحة؛ بالتصريحات المتفائلة الصادرة عن الجانبين، والتسريبات العبرية التي تتحدث عن "احتمالات تنفيذ اتفاق مؤقت، يتضمن الإفراج عن عدد من الأسرى الإسرائيليين" (بينهم أمريكي)، مقابل الإفراج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين، وربما فتح المعابر، وتنفيذ البروتوكول الإنساني الذي يتضمن إدخال البيوت المتنقلة والخيام وغيرها..
ويُرجّح نجاح المفاوضات الحمساوية الأمريكية، للأسباب التالية:
أسباب تتعلق بحـماس:
أولا: حماس حريصة بشكل كبير على إنجاح الجهود الأمريكية لإنهاء الحرب على غزة، وتجنيب الغزيين ويلاتها من جديد.
ثانيا: الحركة تريد إنجاح المفاوضات الأمريكية المباشرة معها؛ كونها الأولى تاريخيا مع قيادة الحركة. وينبع هذا الحرص من النقاط التالية:
- تقديرات حماس بأن نجاح المفاوضات له أثر كبير في تقوية العلاقة وتعزيز الثقة مع إدارة ترامب.
- نجاح المرحلة الأولى من المفاوضات سيفتح الباب واسعا لمفاوضات جديدة حول ملف الأسرى تحديدا، وملفات أخرى أكثر تعقيدا.
- ربما تمتد المفاوضات للتباحث في عقد هدنة طويلة الأمد، وربما تتطرق لرفع حـماس من قوائم الإرهاب الأمريكية، والاعتراف بها كأحد الفواعل الرئيسية في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
- حماس تسعى لإنجاح المفاوضات لإفشال مخططات كيان الاحتلال الذي يسعى لتجديد العدوان على غزة.
- تهدف الحركة لتفكيك وخلخلة الموقف الأمريكي السابق الداعم للحرب، والداعي للقضاء على حماس، وتحويله لموقف لديه قناعة بإمكانية الاعتراف بها والتعايش معها، عبر المفاوضات والتوصل لتفاهمات.
- نجاح المفاوضات الحالية سيشكل ضربة قوية من حماس لنتنياهو وحكومته، اللذين خططا وسعيا لإفشاله المسار التفاوضي، ورفضوا الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، والعودة لمسار الحرب.
ثالثا: المفاوضات الأمريكية مع "حماس" بمثابة اعتراف دولي بها، سيفتح -في قادم الأيام- لمفاوضات واسعة معها من قبل الاتحاد الأوروبي وبشكل معلن.
رابعا: وفقا للقناة 14 العبرية، فقد مدد الوفد الإسرائيلي إقامته في قطر، مما يشير إلى وجود تقدم في المفاوضات بين الطرفين، وإلا كان انسحب وعاد إلى إسرائيل كعاداته سابقا.
أسباب تتعلق بالإدارة الأمريكية:
أولا: تصريحات مبعوث الرئيس الأمريكي آدام بولر -والذي قاد المفاوضات المباشرة مع حماس- كانت إيجابية جدا أثارت غضب واستهجان كيان الاحتلال.
ثانيا: تراجع ترامب عن تصريحاته بتهجير الفلسطينيين من غزة، وحديثه بأن واشنطن تعمل "بجد" للتوصل إلى حل للوضع في غزة.
ثالثا: من الصعب على الإدارة الأمريكية تجاوز موقف الأنظمة العربية والإسلامية جمعاء؛ والداعية لإعمار غزة، وقد عرض وزراء خارجية عرب على ويتكوف أمس بالدوحة خطة لـ"إعمار غزة"، وهذا يضغط باتجاه الحل ونجاح المفاوضات.
رابعا: اقتناع إدارة ترامب باستحالة نجاح الخيار العسكري بغزة بالقضاء على حماس واسترجاع الأسرى، وكذلك استحالة تطبيق خطة التهجير.
خامسا: ترامب يسارع الزمن لتنفيذ وعوده للناخبين بإنهاء الحربين في غزة وأوكرانيا، وهذا يزيد فرص نجاح المسار التفاوضي.
تداعيات نجاح المفاوضات على حكومة نتنياهو:
- نجاح المفاوضات سيعدّ فشلا سياسيا جديدا لنتنياهو، يضاف لفشل جيشه العسكري، وبالتالي سيُحمّل فشل مزدوج؛ بهزيمة 7 أكتوبر، والهزيمة فيما بعدها وعدم تحقيق الأهداف!
- نجاح المفاوضات سيعني أن السقوط المدوي سياسيا لنتنياهو؛ مسألة وقت، فوفقا لأحدث استطلاعات الرأي، أجرته القناة 13 العبرية، ترى أن ترامب حريص وقلق على الأسرى الإسرائيليين أكثر من نتنياهو!!
- نجاح المسار التفاوضي سيزيد من احتمالية تفكك حكومة نتنياهو بعد تهديدات سموتريتش بالانسحاب من الحكومة إذا لم تتجدد الحرب على غزة.
الخلاصة:
حركة حماس بعد المفاوضات الأمريكية المباشرة معها، تحولت لرقم صعب لا يمكن تجاوزه لكل من يريد التدخل في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وقد تحولت الحركة فعليا لصاحبة الكلمة والقرار الفصل، في الشأن الفلسطيني في السلم والحرب؛ وكل ذلك بفضل قوافل الشهداء العظام والتضحيات الجسام.