لماذا تمثّل الطاقة المتجددة في البرازيل فرصة هائلة لصناعة الصلب الأخضر؟ (تقرير)
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
توفّر مصادر الطاقة المتجددة في البرازيل، بما في ذلك الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، فرصة كبيرة لوضع البلاد بين الرواد في مجال صناعة الصلب الأخضر العالمية، مع وفرة احتياطياتها من خام الحديد عالي الجودة.
وتواجه صناعة الصلب في البرازيل تحديات كبيرة في الحد من بصمتها الكربونية، في ظل اتباع الطرق التقليدية لخفض الانبعاثات، مع وجود ما يقرب من 75% من الإنتاج المعتمد على الكهرباء المنتجة من الفحم، بحسب تقرير حديث اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).
وتُعد البرازيل تاسع أكبر منتج للصلب في العالم، إذ تبلغ طاقتها التشغيلية 44 مليون طن موزعة على 21 مصنعًا للصلب، وهي الأولى في أميركا اللاتينية، ويأتي 11% من إنتاجها من الصلب من الفحم المشتق من الكتلة الحيوية، ما يجعلها أكبر منتج للصلب القائم على الفحم الحيوي.
وتمثّل موارد الطاقة المتجددة في البرازيل حلًا واعدًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع، الذي يمكن استعماله لتشغيل مصانع إنتاج الحديد المختزل المباشر (DRI) منخفض الانبعاثات.
ويمكن لهذا النهج أن يمكّن البرازيل من تطوير قدرات تصدير جديدة لمنتجات الصلب الأخضر ذات القيمة المضافة، مع خفض الانبعاثات من إنتاج الصلب المحلي في الوقت نفسه، بحسب التقرير.
تفوّق تشغيل الطاقة المتجددة في البرازيلبصفتها رائدة عالميًا في مجال الطاقة المتجددة، تفتخر البرازيل ببنية تحتية قوية، وضعتها في المركز الثاني عالميًا، في مجال الطاقة الكهرومائية والطاقة الحيوية المُشغلة.
كما تتمتع البرازيل بالريادة في مجال تشغيل طاقة الرياح والطاقة الشمسية على نطاق المرافق، وضعتها في المركز السابع والتاسع عالميًا على الترتيب، بحسب تقرير حديث صادر عن منظمة غلوبال إنرجي مونيتور.
ولدى البرازيل أكثر من 180 غيغاواط من مشروعات مزارع الرياح على نطاق المرافق في مراحل مختلفة من التطوير، سواء معلنة أو تحت الإنشاء أو قيد التشغيل، لتحتل المرتبة الثالثة عالميًا بعد الصين وأستراليا.
وبلغت حصة طاقة الرياح في البرازيل 13% من مزيج الكهرباء الوطني، وهو ما يزيد على المستهدف الذي وضعته البلاد، البالغ 12% المحدد لعام 2030.
وعلى نحو مماثل، يزدهر قطاع الطاقة الشمسية في البلاد، مع وجود 139 غيغاواط على نطاق المرافق متوقعة، ما يضعها في المرتبة الثانية عالميًا بعد الصين، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
إنتاج الهيدروجين الأخضرتبرز الطاقة المتجددة في البرازيل بصفتها قوة دافعة لنمو إنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يُسهم في صناعة الحديد المختزل المباشر منخفض الانبعاثات، ولكن هذا القطاع يحتاج إلى توافر كميات هائلة من الكهرباء المتجددة.
ولدعم هذا الهدف، أطلقت البرازيل برنامجًا وطنيًا للهيدروجين في عام 2021، وبعد ذلك، وقّع رئيس البلاد لولا دا سيلفا، إطارًا قانونيًا في أغسطس/آب 2024، لإنتاج الهيدروجين منخفض الكربون.
وتملك البرازيل القدرة على إنتاج 1.8 غيغاطن من الهيدروجين منخفض الكربون سنويًا بتكاليف أقل مقارنة بأي بلد آخر، بحسب تقرير غلوبال إنرجي مونيتور.
وتُعد المنطقة الشمالية الشرقية من البلاد مناسبة بصورة خاصة لهذا المسعى، بفضل مواردها الاستثنائية من الطاقة المتجددة في البرازيل (طاقة الرياح والطاقة الشمسية) التي توفر أساسًا واعدًا لتطوير إنتاج الهيدروجين الأخضر.
ومنحت الحكومة البرازيلية عقودًا لما يقرب من 4 آلاف و500 كيلومتر من خطوط النقل والمحطات الفرعية الجديدة، في أبريل/نيسان 2024، بهدف تعزيز موثوقية وكفاءة توزيع الكهرباء بين الشمال الشرقي والمناطق الصناعية في الجنوب الشرقي.
خام الحديد وإنتاج الصلب الأخضرتصنّف البرازيل ثاني أكبر منتج ومصدر لخام الحديد، وتسبقها فقط أستراليا، مع التميز بالجودة العالية مقارنة بأي دولة في العالم، وهو مكون رئيس في صناعة الصلب.
ويحتوي خام الحديد الموجود في البرازيل عادةً على 60% إلى 67% من مكون الحديد، ما يجعله مناسبًا بصورة خاصة لصناعة الصلب الأخضر.
إذ إن خام الحديد عالي الجودة يمثّل عنصرًا مهمًا لتقنية إنتاج الحديد المختزل المباشر المعتمدة على الهيدروجين الأخضر من أجل خفض الانبعاثات في الإنتاج.
ويساعد توافر إمكانات الطاقة المتجددة بالبرازيل في نجاح جهود البلاد لإزالة الكربون من صناعة الصلب، وسط توقعات بحدوث تأخير في خروج الاستثمارات الأخيرة في أفران الصهر القائمة على الفحم عن العمل.
بالإضافة إلى ذلك، تمثّل الإمدادات المحدودة والمتقلبة من الخردة المعدنية تحديًا كبيرًا أمام تطوير أفران القوس الكهربائي ذات الانبعاثات المنخفضة، التي تمثّل 24% فقط من قدرة صناعة الصلب في البلاد.
ومن المتوقع أن ترتفع انبعاثات صناعة الصلب في البرازيل بمقدار الثلث بحلول 2050، ما لم يجرِ اتخاذ تدابير استباقية لتعزيز تطوير منتجات الصلب الخضراء، ومع ذلك، وبفضل نقاط القوة الحالية في مجال الطاقة المتجددة بالبرازيل، فإن الطريق نحو خفض الانبعاثات في صناعة الصلب يبدو ممهدًا، بحسب التقرير.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.Source link مرتبط
المصدر: الميدان اليمني
كلمات دلالية: إنتاج الهیدروجین الأخضر ل الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة الصلب الأخضر صناعة الصلب طاقة الریاح خام الحدید على نطاق عالمی ا فی مجال
إقرأ أيضاً:
خريطة عالمية تكشف أخطر المناطق المهددة بـ زلازل هائلة.. اعرف الأماكن
كشف علماء من مركز GFZ هيلمهولتز لعلوم الأرض بالتعاون مع جامعة كوينزلاند الأسترالية عن خريطة تكتونية عالمية جديدة توضح مستوى الإجهاد داخل القشرة الأرضية، وتشير إلى وجود مناطق أصبحت على شفا الانهيار، ما يرفع احتمالات حدوث زلازل مدمرة خلال السنوات المقبلة.
وتعد هذه الخريطة الأكثر شمولاً منذ إصدار النسخة السابقة عام 2016، إذ اعتمدت على أكثر من 100 ألف قياس جمعت من مصادر متنوعة حول العالم.
طفرة في جمع البيانات 3 آلاف قياس جديد من أعماق الأرضيمثل المشروع خطوة علمية مهمة، بعدما ضاعف فريق الباحثين حجم البيانات المستخدمة، وأضافوا 3,000 قياس جديد من آبار عميقة كانت تفتقر إلى بيانات دقيقة، ما ساهم في سد فجوات معرفية واسعة.
ووفقت لتقرير نشره موقع ديلي جالكسي، فإن هذه الإضافات مكنت العلماء من رسم خريطة غير مسبوقة في دقتها واتساعها.
كيف تعمل الخريطة؟ فهم اتجاه الإجهاد الأفقي (SHmax)تعتمد الخريطة الجديدة على تحليل اتجاه وشدة الإجهاد الأفقي الأقصى (SHmax) داخل القشرة الأرضية، وهو مؤشر رئيسي يساعد على تحديد المناطق الأكثر عرضة للتصدعات والزلازل.
وقد صنفت الخريطة أنماط الصدوع باستخدام ترميز لوني واضح:
أحمر: صدوع عادية
أخضر: صدوع انزلاقية جانبية
أزرق: صدوع عكسية
يمنح هذا التصنيف العلماء والمختصين رؤية أعمق لطبيعة القوى التكتونية في كل منطقة، ويساعد على تحديد أماكن يمكن أن يؤدي أي تغير بسيط في إجهادها إلى حدوث زلازل قوية.
تغير حاد في قوى القشرة شرق أستراليامن أبرز النتائج التي أثارت دهشة الباحثين ما رصدوه في حوض بووين شرق أستراليا، حيث لوحظ تغير مفاجئ في اتجاه الإجهاد الأفقي الأقصى بأكثر من 50 درجة عبر مسافة لا تتجاوز 100 كيلومتر.
ويشير هذا التحول السريع إلى أن خصائص الصخور المحلية، مثل كثافتها وبنيتها، قد تعيد توجيه القوى التكتونية العالمية بشكل مفاجئ، مما يمثل تحدياً كبيراً أمام أساليب التنبؤ الزلزالي التقليدية.
أهمية الخريطة لصناعة الطاقة والحفرتحمل الخريطة الجديدة أهمية كبرى لصناعة الحفر، سواء في مجالات الطاقة الحرارية الجوفية أو النفط والغاز، حيث يمكن للعمليات البشرية أن تتسبب في نشوء زلازل مستحثة.
وتساعد قراءة اتجاهات الإجهاد في:
اختيار مواقع أكثر أماناً لحفر الآبار
تحديد وزن الطين وأدوات الحفر المناسبة
تقليل مخاطر انغلاق المواسير أو انفجارات الآبار
كما تعد الخريطة أداة ضرورية للحد من مخاطر الزلازل الناتجة عن عمليات حقن السوائل، حيث يمكن لضغط المسام المرتفع أن يفعل صدوع خامدة.
خطوة لتعزيز الاستعداد العالمي للزلازليمثل هذا العمل نقلة نوعية في علم الزلازل المعتمد على البيانات إذ ستخضع الخريطة لتحديثات مستمرة عبر منصة بيانات جديدة، ما يوفر لصناع القرار ولجان الطوارئ معلومات حديثة تساعدهم على إعداد سيناريوهات محاكاة دقيقة، خاصة في المناطق ذات البنية التحتية الحساسة.
وبذلك، تتحول هذه الخريطة إلى أداة أساسية في تعزيز جاهزية العالم للتعامل مع المخاطر الزلزالية المتزايدة.