فك غموض لغز الوجه المبتسم على سطح المريخ
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
اكتشف علماء وكالة الفضاء الأوروبية تجمع صخري على سطح كوكب المريخ يشبه "وجه مبتسم"، صرح العلماء إنه يشير إلى وجود حياة على الكوكب.
وبحسب صحيفة "اندبيندنت" البريطانية، لا يمكن رؤية الوجه المبتسم إلا باستخدام تقنية الأشعة تحت الحمراء، لكنه يرمز إلى بقايا بحيرة قديمة جفت منذ مليارات السنين.
يتكون الوجه من "عينين" فوهة ورواسب ملح قديمة، والتقط الصورة مسبار ExoMars Trace Gas Orbiter التابع لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA) ، والذي كان يبحث في مستويات الميثان والغازات الأخرى في الغلاف الجوي للمريخ منذ عام 2016.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية في منشور على موقع إنستجرام : "بعد أن كان كوكب المريخ عالمًا من الأنهار والبحيرات وربما المحيطات، يكشف الآن أسراره من خلال رواسب ملح الكلوريد التي اكتشفها مسبار ExoMars Trace Gas Orbiter.
وأكمل العلماء في البيان: " تشير هذه الرواسب، وهي بقايا من المسطحات المائية القديمة، إلى مناطق صالحة للسكن منذ مليارات السنين، إن اكتشاف ما يقرب من ألف موقع محتمل يقدم رؤى جديدة حول مناخ المريخ وإمكانية وجود حياة سابقة عليه."
ويعتبر المريخ حاليًا عالمًا صحراويًا كان مغطى بالأنهار والبحيرات وربما المحيطات منذ حوالي 3.5 مليار عام، وفقًا لمدونة من وكالة الفضاء الأوروبية .
ومع اختفاء هذه المياه مع مرور الوقت، تركت وراءها رواسب من الملح، ونشر العلماء ورقة بحثية جديدة في مجلة Nature's Scientific Data والتي كشفت عن بيانات لم يسبق لها مثيل من شأنها أن تساعد العلماء على فهم توزيع المياه في المريخ القديم بشكل أفضل.
الجدير بالذكر أن العصر البارد بدأ على المريخ عندما فقد المريخ مجاله المغناطيسي، ولم يعد قادرًا على الاحتفاظ بغلافه الجوي، فتبخر الماء أو تجمد أو حوصر داخل السطح.
وتسمح التركيزات العالية من الملح للماء بالبقاء سائلاً في درجات حرارة منخفضة تصل إلى -40 درجة مئوية، مما يعني أن هذه المياه ربما كانت ملاذًا للحياة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المريخ الفضاء الأوروبي الأشعة تحت الحمراء إنستجرام الفضاء الأوروبیة
إقرأ أيضاً:
مجزرة الكامب الخامس – الوجه الحقيقي للحرب
لقد كشف انسحاب قوات الدعم السريع من ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، الوجه الحقيقي للحرب الذي ظل الطرف المعتدى عليه يصرف النظر عنه، طمعاً في تماسك اللحمة الاجتماعية، وذلك بارتكاب مليشيات الاخوان المسلمين المختبئين خلف راية الجيش، لأبشع المجازر البشرية في تاريخ السودان الحديث والقديم، بذبح المواطنين ونحرهم نحر البعير في الكامب الخامس، واطلاق النار على المدنيين العزل ورميهم في النهر، في إعادة للسيناريو الأكثر قسوة لجريمة فض الاعتصام، بربط أقدام المعتصمين بالطوب البلوك واسقاطهم في مياه النيل الأزرق، فالقوم هم القوم لم يتبدلوا ولم يخرجوا من نفق الإرهاب والقتل خارج نطاق القانون، وهذا المسلك المتجاوز لأبسط قواعد الاشتباك في الحروب قد لفت انتباه الكثيرين ممن غيب وعيهم الإعلام المضلل لفلول النظام البائد، لخطورة التماهي مع من نصبوا أنفسهم حماة للوطن في حربهم المنزوعة الكرامة، ومن أهم ردود الأفعال الغاضبة التي سوف تقلب الطاولة على وجه حراس النظام القديم، فقدان المختطفين لسيادة الدولة للسند السياسي والأخلاقي، للمضي قدماً في الادعاءات والمزاعم التي خدعوا بها البسطاء من الناس، فجرائم الحرب المرتكبة من قبل المليشيات التابعة لهم بود مدني، سحبت البساط من تحت أقدامهم وعرّت مشروعهم الجهوي المستهدف لقطاعات اجتماعية عزيزة، من المواطنين السودانيين الذين فرض عليهم الظرف الاقتصادي الاستقرار في أواسط البلاد، من أجل العمل وكسب العيش، ومن ارهاصات هذا الاستهداف الجهوي أنه لا أحد يمكنه أن يضمن سلامة المقيمين في الجغرافيا التي قدم منها سكان الكامب الخامس بالجزيرة، فالنظام القديم السارق لجهاز الدولة قد دشن حملات الكراهية منذ اندلاع الحرب، وختمها بالمذابح العرقية قصداً منه مع سبق الإصرار والترصد جر الناس للصراع العرقي والجهوي الصارخ.
مجزرة الكامب الخامس أرسلت رسالة واضحة المعالم للحركات المسلحة الخارجة عن الحياد، والمقاتلة جنباً إلى جنب مع كتائب الاخوان المسلمين المختطفين لقرار الحكم، وأحرجتهم مع مناصريهم ومستنيريهم الذين ينتمي جلهم لحركات البان أفريكانزم والآفريكان سنترزم، وما يثير قلقهم المشروع الاستئصالي الصريح الذي يسوقه فلول النظام البائد، وهو التطهير العرقي للمجموعات الزنجفونية القاطنة لمراكز المشاريع الزراعية بوسط البلاد – الجزيرة، وهذا المشروع بالضرورة يصب في المشروع الأمني والاستراتيجي الكبير لمصر داعمة فلول النظام البائد في حربهم ضد السودان، فإنّ الكيانات الاجتماعية المتمسكة بإرثها الإفريقي، غير الخاضعة للتعريب والاستلاب، تمثل أكبر عائق يقف أمام أطماع الجارة الشمالية في حصة السودان من مياه النيل، وخططها المستقبلية لتكريس بقاء البلاد كمزرعة خلفية (جبراكة)، ومن الرسائل الأكثر بلاغة من جريمة التطهير العرقي لسكان الكامب الواردة في بريد تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، انقشاع السحابة الرومانسية التي كانت تظلل هذا التحالف المدني، وتساقط زخات مطر الفرز العرقي الذي يباركه بعض ممن طرحوا أنفسهم أيقونات لتحقيق هدف دولة المواطنة، فانسحاب قوات الدعم السريع من مركز الجزيرة نقل الحرب لمربعها الأخير، والآن أمسى الحياد عار وخطيئة لكل فاعل سياسي، فالطرق جميعها التقت عند طريقين لا ثالث لهما، الأول طريق التحرير والاستقلال، والثاني الركون وإعادة انتاج الدولة الثيوقراطية الراديكالية الداعشية القديمة، لو تخاذل أنصار الطريق الأول، فظهور كتائب الإرهاب وهي تحمل رايات الوعيد والانتقام السوداء، أنهى جدوى الأحزاب والتنظيمات القديمة الساكتة عن الحق.
كرنفالات الفرح الأسطوري التي عمت قرى وحضر وشتات الذين (كانوا) يتمتعون بامتيازات جهاز الدولة حصراً، وهم بالضرورة رموز دولة السادس والخمسين، من العاضين بالنواجذ على إرث الدولة القديمة، والمكرّسين للطبقية والممكّنين للبرجوازية وسطوة الأقليات والرأسمالية الطفيلية، ودخول الفلول عاصمة الجزيرة بعد انسحاب الأشاوس منها يؤرخ لمرحلة قاتمة من مراحل الحرب، ويؤكد على جديّة الحرب لا هزلها، وأن الواقع لن يكون كما يحلم المناصرون لقوات الدعم السريع، بأن الحمامة البيضاء سوف يطلق سراحها، وأن بيارق السلام سترفرف قريباً على أسطح المنازل، وأن اللحمة المجتمعية ستعود على أقل تقدير لما كانت عليه، فعلى عكس ذلك تماماً قد بدأ فصل جديد من فصول الحرب، الذي الغى كل الخطوط الحمراء المرسومة رأفة بالناس والضامنة لخروجهم لبراح الأمن، والجاعلة الطرق البرية والجوية والبحرية ميسورة، للوصول إلى البيوت والمكاتب والساحات والميادين العتيقة، فبعد إحدى وعشرين شهرا من تنفيذ الفلول لقرار الحرب المتخذ منذ إسقاط رأس النظام، ينقلون الحرب للمربع الذي أرادوه، ألا وهو (الحرب العرقية)، فهم يعلمون دون غيرهم، لو أنهم استجابوا للتغير سيكون مآلهم مآل من سبقهم من الطغاة، لذلك قرروا نحر الدولة، ونحر الدولة لا يكون إلّا بنحر العرق وذبح الإنسان الذي هو رأس مال الدولة، وهو ما حدث بالضبط في الكامب الخامس، ومن حسن حظ المجتمعات المستهدفة بالذبح والنحر أن جهابذة مشروع النهر (النحر) لم يخفوا أجندتهم، وقالوها صراحة في الماضي القريب، واليوم يطبقونها دون خفقة قلب ولا إنابة ضمير، فهو مشروعهم الاستراتيجي، فهل استوعب المقهورون الدرس؟، وهل حددوا مع من سوف يقفون؟.
إسماعيل عبد الله
ismeel1@hotmail.com