كم تبقّى من القوة النارية لروسيا؟
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
لم تمض مغامرة روسيا في أوكرانيا كما كان مخططاً لها. وكان الفشل الذي مُنيت به الحملة العسكرية الروسية على كييف في الأيام والأسابيع الأولى من الاجتياح فاتحة متاعب موسكو.
ما زالت روسيا تمتلك ثالث أكبر قوة بحرية في العالم
وفضحت متطلبات حرب القرن 21 واسعة النطاق القوة الروسية التي يُفترض أنها محدّثة، برأي تقرير لمجلة "نيوزويك".
وفي المقابل، تمكنت كييف من تحرير حوالي 50 في المائة من الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية منذ فبراير (شباط) 2022. ورغم الأوجاع التي ألحقها المدافعون الأوكرانيون بالغزاة الروس، تستمر الحرب. وتنْبئ الطبيعة البطيئة والمكلفة للهجوم المضاد المستمر الذي تشنه كييف بعزيمة الجيش الروسي.
بلغ عدد أفراد قوة الغزو الأولية الروسية حوالي 190 ألف جندي قُتل الكثيرون منهم أو أُسروا أو أصيبوا بجراح بالغة لدرجة أنهم لا يستطيعون العودة إلى ساحة المعركة أبداً. وقدّرت وثائق مسربة للبنتاغون في وقت سابق من هذا العام تكبّد روسيا خسائر بشرية (قتيل وجريح) تراوحت بين 189500 و 223 ألف فرد حتى فبراير الماضي، من ضمنهم ما يصل إلى 43 ألف قتيل.
وسيكون هذا الرقم أعلى بعد ستة أشهر أخرى من القتال، وتزعم كييف أنها "صفّت" 251620 فرداً روسياً منذ فبراير 2022.
وأجبرت الخسائر الكرملين على توسيع حملته للتجنيد. ويبلغ عدد القوات المسلحة الروسية الآن حوالي 1.3 مليون جندي، مع استهداف زيادة هذا العدد إلى 1.5 مليون بحلول 2026.
وتعرضت قوات النخبة الروسية لضربات قوية، ومن سيحلون محلهم سيكونون أقل خبرةً، على الرغم من أن من نجوا من المراحل الأولى من الصراع خرجوا من التجربة أكثر صلابة وربما أكثر كفاءة.
وأضاف: "لا أعرف ما إذا كان الانهيار سيحدث أم لا، لكن حدوث المزيد من التدهور في الجيش الروسي أمر حتمي".
الدبابات الروسية
وتعرّض أسطول الدبابات الروسي لمشاكل شديدة في أوكرانيا، حيث يُعتقد أن أكثر من 2000 دبابة تم تدميرها أو الاستيلاء عليها، وهو ما يمثل حوالي ثلثي الدبابات التي كانت في الخدمة الفعلية قبل الحرب.
ومن ضمن هذه الدبابات عشرات القطع من دبابة القتال الرئيسية تي-90، المدرعة الروسية الأكثر تقدماً والمجربة في القتال. وتم إدخال المنظومة الأكثر حداثة تي-14 أرماتا، التي رُوّج لها كثيراً لكن نادراً ما رآها أحد، بأعداد صغيرة إلى ساحة المعركة لكنها لم تلعب دوراً محورياً.
ويبدو الموقف قاتماً بالنسبة للفرق المدرعة الروسية، لكن الدور المحوري للدبابة في العقيدة العسكرية السوفيتية والروسية معناه أن موسكو لديها رصيد هائل من هذه الأسلحة المسحوبة من الخدمة في المخزون. وقدّرت قاعدة بيانات التوازن العسكري 2021 وجود نحو 10,200 دبابة في المخزون، من ضمنها منظومات حديثة نسبياً مثل تي-72 وتي-80 وتي-90.
وشهدت واحدة من كبرى منشآت تخزين المدرعات في روسيا (مستودع فاغجانوفو الواقع في جمهورية بورياتيا السيبيرية الروسية) سحب حوالي 40 في المائة من المركبات المخزنة فيها منذ بداية الغزو الشامل.
لكن على الرغم من سخرية الأجانب من القطع التي نشرها الكرملين، فحتى الدفع بهذه الدبابات القديمة إلى الجبهة يشكل أخطاراً على القوات الأوكرانية.
وعملت قوات كييف على سد الفجوة ببطء، مسلحةً بشكل متزايد بمدفعية أنبوبية وصاروخية من إنتاج الناتو.
وكان أداء الأسلحة الجوية الروسية أفضل من الأسلحة البرية، لكنها هي الأخرى تكبّدت خسائر كبيرة. ويمثل استمرار عجز موسكو عن تحقيق تفوق جوي على سلاح الجو الأوكراني الأصغر بكثير واحداً من أكبر إخفاقاتها في الغزو الشامل حتى الآن.
وتدعي أوكرانيا أنها أسقطت 315 طائرة روسية و 312 مروحية روسية. ورصد موقع التتبع أوريكس تدمير 76 طائرة وعطب ثماني طائرات، من ضمنها 21 طائرة سوخوي سو-34 و 11 طائرة سو-30 و 4 طائرات سو-35.
ويمكن القول إن ترسانة روسيا من الصواريخ الباليستية طويلة المدى تشكل تهديداً أكثر إلحاحاً من طائرات موسكو. وصارت الهجمات الصاروخية على المدن والبنية التحتية الأوكرانية أمراً شائعاً، بما في ذلك ضربات طالت أهدافاً مدنية كمراكز التسوق والبنايات السكنية الشاهقة.
البحرية الروسية ورغم بعض الخسائر الكبيرة، لم تلحق أضرار كبيرة بالبحرية الروسية. ولم يشارك في الغزو الشامل سوى أسطول البحر الأسود، الذي خسر سفينته الكبيرة موسكفا في هذه العملية.
ويعد طراد الصواريخ من الفئة سلافا من بين ثماني سفن أكد موقع أوريكس تدميرها، إلى جانب خمسة زوارق دورية من الفئة رابتور، وزورق هجومي واحد عالي السرعة، وسفينة الإنزال ساراتوف من الفئة تابير، وسفينة إنزال واحدة من الفئة سيرنا، وقاطرة الإنقاذ فاسيلي بيخ.
ثالث قوة بحرية عالمياً هذا وما زالت روسيا تمتلك ثالث أكبر قوة بحرية في العالم بعد الولايات المتحدة والصين، وفقاً لقاعدة بيانات الدليل العالمي للسفن الحربية العسكرية الحديثة لسنة 2023. ومن ضمن قطعها البحرية حاملة طائرات واحدة و 58 غواصة وأربعة طرادات و 12 مدمرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي ثريدز وتويتر محاكمة ترامب أحداث السودان مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الحرب الأوكرانية الجیش الروسی من الفئة
إقرأ أيضاً:
ميدفيديف: نرحب بانضمام مناطق جديدة لروسيا
صرح الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، اليوم السبت، خلال مؤتمر حزب روسيا المتحدة الجاري، بأن الاتحاد الروسي قد يرحب بمزيد من الأراضي في البلاد في المستقبل.
وفي تعليقه على جهود الحزب الحاكم في المساعدة في دمج وتطوير المناطق الجديدة التي انضمت إلى البلاد، اقترح ميدفيديف، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي ورئيس حزب روسيا المتحدة، أن هذه التجربة قد تكون مفيدة مرة أخرى يومًا ما.
ميدفيديف أشار إلى أن هذه التجربة قد تكون مطلوبة في المستقبل إذا ظهرت مناطق جديدة قريبة جدًا منا في بلدنا، لأن هذا ممكنا.
يذكر أنه في عام 2022، أجرت أربع مناطق أوكرانية سابقة، بما في ذلك جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين بالإضافة إلى منطقتي خيرسون وزابوروجي، استفتاءات عامة حيث قررت الانفصال عن أوكرانيا والانضمام إلى روسيا.
قبل ذلك، في عام 2014، صوت مواطنو شبه جزيرة القرم، وهي منطقة روسية تاريخية، على مغادرة أوكرانيا والعودة إلى موسكو.
بدورها، رفضت أوكرانيا وداعموها الغربيون الاعتراف بشرعية هذه الاستفتاءات، وواصلت كييف المطالبة بالسلطة على هذه الأراضي وتعهدت باستعادة جميعها.
ومع ذلك، حثت موسكو كييف مرارًا وتكرارًا على قبول الحقائق الجديدة "على الأرض"، حيث وصف الرئيس فلاديمير بوتن الانسحاب الكامل لجميع القوات الأوكرانية من جميع الأراضي الروسية بأنه شرط أساسي لمحادثات السلام.