آمنة الكتبي (دبي) 
كشف المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء أنه سيُطْلَق القمر العربي 813 على متن صاروخ صيني في يونيو 2025، حيث طوّره نخبة من المهندسين والباحثين العرب، الذين يمتلكون شغفاً واهتماماً بمجال الفضاء وتطبيقات الاستشعار عن بُعد، إلى جانب الكادر الوطني.
ويعد القمر الاصطناعي العربي جزءاً من مشروع فضائي عربي مشترك يهدف إلى تعزيز التعاون العلمي بين الدول العربية، وعلى الرغم من إطلاقه على متن صاروخ صيني، فالقمر 813 هو نتاج جهود خالصة من الباحثين والعلماء العرب، حيث طُوِّر وصُمم بالكامل في إطار مبادرة عربية لتطوير القدرات الفضائية، كما يعد هذا القمر إنجازاً علمياً عربياً يسعى لدعم الأبحاث والاستشعار عن بُعد، ما يرسخ مكانة العالم العربي في مجال الفضاء ويعكس طموحات العرب في الابتكار والاستقلال العلمي.

أخبار ذات صلة مبادرة وطنية تعالج 130 طفلاً من فاقدي السمع «التعليم والمعرفة»: 1000 مقعد جديد لمرحلة ما قبل الروضة

تجري عملية التجميع والاختبار في مرافق المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، والمجهزة بغرف نظيفة، وأجهزة اختبار التوافق المغناطيسي، والراديوي، وأجهزة محاكاة البيئة الفراغية والحرارية، وأجهزة محاكاة اهتزاز مركبة الإطلاق، ويضم فريق المشروع 10 مهندسين إماراتيين، ومن المتوقع أن يصل عدد الفريق إلى 22 مهندساً وباحثاً ومحللاً إماراتياً، كما يضم عدداً من المهندسين والباحثين من 5 دول عربية، تتضمن السعودية والبحرين ومصر والأردن ولبنان.
ويساعد القمر الاصطناعي من الناحية العلمية على رسم الخرائط البيئية، ورصد وأرشفة الظواهر والموارد الطبيعية، وديناميكيات الغطاء الأرضي، والتعرف إلى حالة المحاصيل وتوقع جودتها وكميات إنتاجها، إضافة إلى التعرف إلى نوع المياه الجوفية وانتشارها، ورصد تآكل الأرض وتلوث التربة بسبب تغيرات المناخ، والتعرف إلى حالة مواقع التعدين، وتعزيز الاستكشاف الجيولوجي والكشف عن المعادن والأتربة النادرة والمعادن الأساسية.
ويعمل الفريق على تفعيل وتجهيز المحطة الأرضية في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في العين، وذلك من أجل استقبال البيانات والصور الفضائية، وبالتالي معالجتها وتخزينها، حتى يتسنى لهم مشاركتها مع الجهات المستفيدة منها، بما فيها الدول العربية المشاركة في المشروع.

تحقيق الاستدامة 
ويدعم القمر أهداف تحقيق الاستدامة ومكافحة التغيرات المناخية، إذ يركز على تطبيقات الاستشعار من بُعد، إضافة إلى تحليل الظواهر البيئية الجوية والأرضية في الغلافين الجوي والأرضي، كما يهدف المشروع لمواجهة التغيرات المناخية، ويسهم في بناء القدرات الوطنية في قطاع الفضاء وتطوير القدرات والإمكانات الخاصة بها، إذ يعد ذلك أولوية أساسية في هذا المشروع المهم. 
ويجري تجميع القمر ضمن المرافق المتطورة في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء، والذي يعد أول مركز بحث فضائي على مستوى منطقة الشرق الأوسط، كما سيُرَاقَب بعد عملية الإطلاق في المركز، والذي يضم 3 محطات أرضية، ستوفر مختلف البيانات العلمية لمختلف الدول العربية المشاركة في المشروع.

متعدد الأطياف
ويتميز القمر بأنه متعدد الأطياف، وسيعمل على مراقبة الأرض وقياس العناصر البيئية والمناخية في عدد من الدول العربية، ومن بينها الغطاء النباتي والتعرف إلى أنواع التربة والمعادن والمياه ومصادرها، إلى جانب قياس الغازات الدفيئة والتلوث والغبار في الهواء، حيث إن كل هذه المستهدفات من شأنها دعم خطط الدول العربية التنموية والحضرية.
ويعتبر القمر الاصطناعي العربي 813 فريداً من نوعه بين الأقمار الاصطناعية الطيفية من ناحية الوزن والحجم وكذلك الكفاءة، حيث رُكِّز في الاختيار على عوامل عدة، ومنها أنه يتم تصنيع القمر داخل الدولة من خلال المراكز العلمية والمختبرات بحيث يتم بناء الكوادر العربية في مجال التصميم، والتصنيع، والتجميع والاختبار ومن بعد ذلك التشغيل وتحليل البيانات.

معالجة المعلومات
ويتميز مشروع القمر العربي 813 بوجود حمولة لصور فائقة الأطياف تتميز بقدرتها على التقاط ومعالجة المعلومات عبر مجموعة واسعة من الأطوال الموجية داخل الطيف الكهرومغناطيسي. على عكس الكاميرات التقليدية، تستطيع هذه الحمولة التقاط معلومات في العديد من النطاقات الضيقة والمتجاورة عبر الطيف، مما يمكنها من تحليل التفاصيل بدقة فائقة، وبالتالي المساهمة في فهم أعمق للمشاهد الملتقطة بواسطتها.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الاستشعار عن بعد الإمارات الأقمار الاصطناعية القمر الاصطناعي الفضاء صناعة الفضاء استكشاف الفضاء جامعة الإمارات الدول العربیة

إقرأ أيضاً:

ظاهرتان فلكيتان مميزتان تزينان سماء الأردن والوطن العربي

#سواليف

أفاد الأستاذ الدكتور علي الطعاني، رئيس قسم الفيزياء بجامعة البلقاء التطبيقية، أن #سماء_الأردن والمنطقة العربية ستشهد حدثين فلكيين مميزين يوم الأربعاء الموافق 18 أيلول 2024. أول هذه الظواهر هو #الخسوف_الجزئي للقمر، الذي سيتحقق على مرحلتين. تبدأ المرحلة الأولى عند الساعة 3:41 صباحاً بتوقيت الأردن، حيث يدخل #القمر_العملاق في منطقة شبه ظل #الأرض، ما يؤدي إلى فقدانه لمعانه تدريجياً، وتحوله إلى لون داكن بشكل غير ملحوظ. ثم في تمام الساعة 5:12 صباحاً، يبدأ الخسوف الجزئي عندما يدخل حوالي 8% من قرص القمر في ظل الأرض، حيث يستمر هذا الخسوف حتى الساعة 6:15 صباحاً. ويغيب القمر عن الأفق وهو في مرحلة شبه الظل عند الساعة 6:27 صباحاً، ثم يستمر في هذه المرحلة حتى الساعة 7:47 صباحاً.

وأضاف الدكتور الطعاني أن كوكب زحل سيظهر بجوار القمر المكسوف خلال هذه الفترة، ليبدو كأنه نجم ساطع، حيث سيستمر هذا المشهد الفلكي لما يقارب الساعة ودقيقتين.

الظاهرة الثانية هي ظهور القمر العملاق، حيث يتزامن اكتمال بدر شهر ربيع الأول مع الخسوف الجزئي للقمر. وخلال هذه الظاهرة، سيصل القمر إلى أقرب نقطة له من الأرض، والمعروفة بـ “الحضيض”، حيث سيكون على بعد حوالي 357 ألف كيلومتر. نتيجة لذلك، سيبدو القمر أكبر بنسبة 10% وأكثر سطوعاً بنسبة 15% مقارنة بالأشهر السابقة. وتعرف هذه الظاهرة باسم “القمر العملاق”.

مقالات ذات صلة فيروس نيباه.. وفاة طالب في الهند تثير مخاوف عالمية 2024/09/17

وأشار الدكتور الطعاني إلى أن هذا البدر يسمى “قمر الحصاد”، نسبة إلى موسم حصاد الذرة في أوروبا وأمريكا، حيث كان الفلاحون يستغلون ضوء القمر البدر للعمل ليلاً. ومع ذلك، هذا الاسم لا يرتبط بموسم الحصاد في المنطقة العربية، الذي يحدث في شهري حزيران وتموز.

ومن المتوقع أن يكون هذا القمر العملاق الأبرز مع اقتراب موعد الاعتدال الخريفي في 22 أيلول 2024، ما يجعله مميزاً بشروقه المبكر وغروبه المتأخر، إضافة إلى قربه من الأفق مقارنة بأطوار البدر الأخرى. وفي الختام، دعا الدكتور الطعاني الجميع للاستمتاع بمشاهدة هذا الحدث الفلكي النادر، مشيراً إلى ضرورة اختيار مواقع مظلمة وبعيدة عن أضواء المدن للاستمتاع بالمشهد بأفضل صورة

مقالات مشابهة

  • ينطلق الجمعة.. اتحاد الكرة العراقي يجري سحب دوري نجوم العراق للموسم 2024-2025
  • "الشارقة للخط" ينطلق 2 أكتوبر ويكرّم 3 مبدعين
  • ظاهرتان فلكيتان مميزتان تزينان سماء الأردن والوطن العربي
  • مركز محمد بن راشد للفضاء يناقش أحدث مستجدات المشاريع الفضائية
  • طالب من جامعة خليفة يطور منظومة للهبوط على القمر
  • مجلس إدارة «مركز محمد بن راشد للفضاء» يناقش الخطط الإستراتيجية
  • الجامعة العربية تكرم الإمارات لدعمها مكافحة الإتجار غير المشروع للأسلحة الصغيرة والخفيفة
  • الجامعة العربية تكرم الإمارات لدعمها مكافحة الاتجار والانتشار غير المشروع للسلاح
  • المملكة تشارك في اجتماع قادة اقتصاد الفضاء لـ "مجموعة الـ 20" في البرازيل
  • عودة أول رحلة سياحية إلى الفضاء في تاريخ البشرية