أخبارنا المغربية ـــ الرباط 

عقد المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار اجتماعا، بمدينة أكادير يوم أمس الخميس، برئاسة الرئيس عزيز أخنوش، تدارس خلاله مجموعة من القضايا الوطنية-السياسية والتنظيمية.

وأوضح بلاغ صحفي توصل به موقع "أخبارنا" أنه في مستهل الاجتماع، تقدم المكتب السياسي بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بأصدق التهاني، لأمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ولكافة الأسرة الملكية الشريفة، وعموم الشعب المغربي والأمة الإسلامية.

وتابع البلاغ في سياق آخر، أن الحزب إذ يستبشر بأمطار الخير التي عرفتها بلادنا الأسبوع الماضي، لما لها من آثار إيجابية على الفرشة المائية وحقينة السدود والأنشطة الفلاحية، فإنه في مقابل ذلك يتقدم بأحر التعازي وصادق المواساة لأسر ضحايا الفيضانات التي ضربت مجموعة من أقاليم المملكة، وخلفت وفاة وفقدان عدد من الأشخاص، مع متمنياته بدوام الأمن والطمأنينة لوطننا.

كما ترحم أعضاء المكتب السياسي على مجموعة من قيادييه ممن أسلموا الروح لبارئها في الفترة الأخيرة، على غرار الفقيد أحمد الكرافس، والفقيد محمد القندوسي، والفقيد مصطفى سلامة، والفقيد محمد العروي، سائلين العلي القدير أن يشملهم بواسع رحمته وكريم غفرانه ويسكنهم فسيح جناته.

وارتباطا بنتائج الانتخابات الجزئية التشريعية التي تم تنظيمها بدائرتي المحيط بالرباط والفقيه بنصالح، عبر المكتب السياسي عن اعتزازه بنتائج الدائرتين الانتخابيتين. مضيفا أنه إذ يشكر الساكنة على تجديدها الثقة في مرشحي الحزب، فإنه يحيي التزام الأغلبية الحكومية وانضباط هياكلها على دعم مرشحيها في مختلف المواعيد السياسية، مما يؤكد تماسكها وانسجامها وإيمان مختلف مكوناتها بأهمية هذا التمرين الديمقراطي وبالاحتكام الشفاف والكامل لمخرجات صناديق الاقتراع.

وعلى المستوى الحكومي، وتفاعلا مع الدخول المدرسي، توقف المكتب السياسي على تعبئة الحكومة لإنجاح هذه المرحلة، في إطار سعيها لبناء مدرسة عمومية ذات جودة، من خلال تبني إصلاحات هيكلية في قطاع التعليم، باعتباره أحد مداخل تدعيم ركائز الدولة الاجتماعية، خاصة وأن الدخول المدرسي لهذا العام ينطلق بفلسفة جديدة في تنزيل ورش الدولة الاجتماعية، من خلال تقديم الحكومة لدعم مالي مباشر إضافي للأسر، بغية مساعدتها على اقتناء الكتب واللوازم المدرسية، تنفيذا للتعليمات الملكية السامية،  الذي ينضاف إلى الدعم المباشر الذي يستفيد منه ملايين الأطفال المتمدرسين، والذي ستعرف قيمته المالية ارتفاعا مع مطلع السنة المقبلة.

وارتباطا بالدخول السياسي والبرلماني الجديد، جدد المكتب السياسي انخراطه الكامل وتعبئته المطلقة من أجل مواصلة جهوده في إثراء النقاش العمومي المنتج للحلول والمساهمة في الرقي به إلى مستوى التحديات التي تواجهها بلادنا على مختلف المستويات والأصعدة، في إطار من التركيز المسؤول على مناقشة القضايا التي تهم الأمة، والتحلي بمستوى عالٍ من الأخلاق السياسية النبيلة، وتوفير بيئة سياسية حاضنة للنقاش الهادئ والجدي الذي ينشد بالأساس المصلحة العليا للوطن.

كما استحضر الحزب في هذا الدخول السياسي مختلف التوجيهات الاستراتيجية التي رسمها جلالة الملك، خاصة تلك التي تضمنها الخطاب الملكي لعيد العرش 2024، باعتباره بوصلة للعمل السياسي يستلهم منها الحزب توجهاته الكبرى لتجديد انخراطه في خدمة المشروع المجتمعي لبلادنا، لاسيما في الملفات الاستراتيجية الكبرى، على غرار إشكالية الماء. 

وأكد في سياق متصل على محورية التشغيل في البرامج الحكومية وعلى أهمية تجانس السياسات العمومية الموجهة لهذا القطاع، وذلك لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشود في بلادنا، كما يريده صاحب الجلالة، نصره الله.

عقب ذلك، انتقل المكتب السياسي إلى الاستماع لعرض قدمه لحسن السعدي، رئيس الفيدرالية الوطنية للشبيبة التجمعية، تمحور حول آخر استعدادات شباب الحزب لتنظيم الدورة الخامسة لــ"جامعة الشباب الأحرار" يومَي 13 و14 شتنبر الجاري بمدينة أكادير، في أكبر تجمع فكري شبابي على المستوى الوطني، حيث ستتم مناقشة مجموعة من المواضيع الراهنة على غرار: الدولة الاجتماعية، والديمقراطية الاجتماعية، ومحورية الأسرة في المجهود الاجتماعي لبلادنا، وإصلاح منظومتي التعليم والصحة، وميثاق الاستثمار... وكلها مواضيع تؤكد المشاركة القوية لشباب الأحرار في البناء الحزبي، وانخراطهم في التأطير والنقاش العمومي والمجتمعي الذي يفيد الأمة وشبابها، يضيف البلاغ. 

كما صادق المكتب السياسي بعد نقاش مستفيض على مشروع الميثاق الأخلاقي الذي قدمه الأخ مصطفى باتياس، والذي يأتي وفاءً لروح "التجمع الوطني للأحرار" وعقيدته السياسية، التي جعلت المعنى السياسي ممتزجاً بالأفق الأخلاقي والوطني. وهو الميثاق الذي يلزم في توجهاته المنخرط (ة) التجمعي(ة) بالانضباط لقيم العمل الحزبي والتنظيمي، والتقيد بأخلاقيات الانتداب المحلي والتمثيل الوطني، والالتزام بمبادئ المسؤولية العمومية، وهي القيم الفضلى التي تتقاطع مع نفس الأفق الذي رسمه الآباء المؤسسون للحزب وهو: ربط السياسة بالأخلاق. 

وفي الختام، وطبقا لمقتضيات النظام الأساسي للحزب، وبعد التداول، صادق المكتب السياسي على تعيين: 

محمد اليربوعي، منسقا للحزب بدائرة أيت باها – إقليم اشتوكة أيت باها؛

زكرياء ابن كيران، منسقا للحزب بعمالة الفداء مرس السلطان؛

ياسر قنديل، منسقا للحزب بإقليم سيدي بنور.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: المکتب السیاسی مجموعة من

إقرأ أيضاً:

ما حدث في المكتب البيضاوي رسالة أخرى للحكام العرب

كشفت المناوشة التي حصلت داخل المكتب البيضاوي بين ترامب وزيلنسكي والتي غادر هذا الأخير أمريكا مطرودا، عن أن العالم دخل مرحلة مختلفة عما سبقها. فكل من يفكر في الذهاب إلى واشنطن عليه أن يهيئ نفسه لكل الاحتمالات، لأنه سيلتقي هناك بشخصية استثنائية لا تعترف بالعديد من القيم وتقاليد العمل الدبلوماسي التي استقرت بعد هزيمة أدولف هتلر.

فالرئيس الأوكراني كان الأضعف بكل المقاييس، ولم تكن بين يديه أوراق مهمة يمكن أن يغري بها مضيفه وتجعله يتعامل معه بندية. حتى الثروات المعدنية المدفونة في تراب بلاده فرض عليه أن يتنازل عن نصفها مقابل الحرب المجنونة التي لا يزال يخوضها ضد روسيا، ولم يبق له في رصيده سوى تعاطف أوروبا مع بلاده، وهو تعاطف لن يمكنه من الصمود طويلا أمام القوة الروسية الزاحفة، فلولا الدعم الأمريكي الواسع لانهار الجيش الأوكراني في وقت سريع. والجميع يدركون الحاجة الأكيدة لاستمرار هذا الدعم، خاصة مع قرب انطلاق المفاوضات لإنهاء هذا النزاع غير المسبوق منذ الحرب العالمية الثانية.

أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها
لقد انهارت بلاده، وتضاعفت ديونها، وتقلص جيشها، وضعفت حيلتها، مما جعلها تحت رحمة الدائنين، وفي مقدمتهم أمريكا. وإذا توقفت واشنطن عن دعمها، أصبحت أوروبا مطالبة بوضع 300 ألف جندي لمواجهة روسيا حتى لا تبتلع أوكرانيا. وهو السيناريو الذي يتجنبه القادة الأوربيون نظرا لكون النتيجة المتوقعة من وراء الحرب غير المضمونة، وقد تؤدي إلى انهيار القارة العجوز.

في ظل هذا التحول الكبير في السياسة الأمريكية التي تمضي بشكل متسارع نحو الدوران في فلك بعيد عن بقية الأفلاك، وبالأخص الفلك الأوروبي، حيث يعتقد ترامب بأن الاتحاد الأوروبي تأسس للنيل من أمريكا، وهو ما جعل إيلون ماسك يدعو صراحة إلى انسحاب الولايات المتحدة ليس فقط من حلف الناتو، بل أيضا من منظمة الأمم المتحدة.. أصبح مطلوبا من العالم العربي تدقيق النظر في المسار الذي يجب اختياره مستقبلا. ليس من المصلحة أن يعادي أمريكا، إلى جانب أنه غير قادر على ذلك نظرا لتشابك اقتصاديات معظم الدول العربية مع الاقتصاد الأمريكي، لكن يمكن للعرب أن يستفيدوا من الأزمة القائمة حاليا بين المحاور الكبرى للرأسمالية العالمية المتنافسة بشدة فيما بينها دون القطع مع أي طرف من أطرافها.

ما حدث مع الرئيس الأوكراني يمكن أن يتكرر مع أي رئيس أو ملك عربي ينوي القيام بزيارة إلى واشنطن، وكلما كانت بلاده في حاجة للمساعدات الأمريكية عليه أن يتوقع كل أشكال الضغط والابتزاز والإهانة. ترامب لا يرحم أحدا، ولا يحترم إلا الأقوياء، وهو مستعد أن يلعب بمصائر الضعفاء سواء أكانوا أفرادا أم شعوبا، فيعمل على استغلال نقاط الضعف فيهم من أجل إشعارهم بكونه الأقوى والأقدر والأحق بأن يحقق أعلى المكاسب في لعبة القمار الدولية.

أمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب
أصبح تكتيكه مكشوفا لدى الجميع، وتتمثل استراتيجيته في رفع السقف عاليا، وانتظار ما يعرضه الطرف المقابل، فإن رآه مناسبا قبله، أو زاد في التصعيد حتى يحصل على ما يرضيه، إنها إستراتيجية كبار المحتكرين في السوق السوداء.

يمكن للحكام العرب التصرف فيما هو خاضع لصلاحياتهم، لكن عليهم الابتعاد كل البعد عما هو ليس تابعا لهم. هذا ما يراد لهم أن يفعلوه، فالتلويح بمصادرة غزة هو بمثابة رفع السقف إلى الأعلى، والمطلوب من الحكام العرب أن يقدموا البديل حتى لا يتم تهديدهم والإطاحة بعروشهم. وحتى لا يتيهوا في الصحراء، قُدمت لهم بعض البدائل، من بينها تجريد حماس من سلاحها وإخراجها من غزة مقابل الإبقاء على المدنيين لكي يتم وضعهم في أتعس الظروف والأوضاع. كما طرح عليهم أيضا أن تتولى مصر من جديد الإشراف على غزة لبضع سنوات حتى يستتب الأمر لإسرائيل. وهو لغم آخر من بين ألغام عديدة ستكون مهيأة للانفجار في كل لحظة.

فأمريكا وإسرائيل تقذفان بكرات النار واحدة تلو الأخرى داخل المجال العربي، وعلى الحكام العرب تلقف هذه الحمم المتساقطة هنا وهناك، والبحث عن التصدي لها، وما سيصدر عن القمة العربية سيحدد مؤشرات المستقبل ويكشف ضيق الهامش الذي بقي للعرب. ليست حماس هي المستهدفة فقط، وإنما ما تبقى من فلسطين، إلى جانب الدول المجاورة لها. فما يجري حاليا هو الخطوة الأخيرة قبل الإعلان عن قيام إسرائيل الكبرى، فلا تساهموا في بنائها.

مقالات مشابهة

  • اللواء محمد إبراهيم لـ (أ ش أ): مصر قادت بنجاح القمة العربية الطارئة غير المسبوقة
  • نائب وكيل الملك: شبكة التشهير والابتزاز المعلوماتي التي تنشط انطلاقا من كندا تضم مشتبه فيهم تلقوا تحويلات مالية من ضحايا الابتزاز
  • ما هي الرسائل السياسية التي تحملها زيارة الرئيس اللبناني إلى السعودية اليوم؟
  • المصريين الأحرار: مصر تقود معركة العدالة.. والسيسي يؤكدها في القمة العربية الطارئة
  • ما حدث في المكتب البيضاوي رسالة أخرى للحكام العرب
  • المسرح المدرسي ما له وما عليه.. في العدد الجديد لجريدة مسرحنا
  • محمد بن راشد يعزي في وفاة عبد الله بن ضاحي العميمي
  • محمد بن راشد يعزي في وفاة عبدالله بن ضاحي العميمي
  • حزب المصريين الأحرار بأسيوط ينظم حملة إفطار صائم بالمداخل العامة
  • الجبهة الوطنية يختار 10 أمناء للأمانات المركزية