تتحدث صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن أهمية حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسلام كخيار استراتيجي يؤدي للحفاظ على دولة إسرائيل من الانهيار..

ويقول الكاتب عوزي بارام ان : “الانشغال بالأساسيات التي أدت إلى الحرب وتقود الآن إلى الفشل الذريع للحكومة الإسرائيلية، يجعلنا ننسى الحقيقة البسيطة التي كانت ترافقنا طوال سنوات وجودنا كدولة: وهي مفهوم وجود دولة يهودية في قلب شرق أوسط عربي معادي”.

ويضيف في المقال الذي عنونه بـ”الإسرائيليون يسعون للسلام لأنه الطريق الوحيد لضمان بقاء الدولة”: أن بقاء إسرائيل يعتمد على “قوتها العسكرية، وقدراتها الاقتصادية والاستراتيجية، وصورتها الأخلاقية، وتنوعها الثقافي، وإمكانية كسب الحلفاء، مع جعل السعي للسلام مبدأً يرشدها في سياساتها. وهذا هو النموذج الذي وجه إسرائيل طوال معظم سنوات وجودها”.

“ضمان بقاء الدولة” Getty Imagesتنتشر آليات عسكرية إسرائيلية على مدخل مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين خلال اقتحام مستمر للمخيم شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 12 سبتمبر 2024

ويقول الكاتب إن إسرائيل سعت إلى سبل السلام مع الفلسطينيين وتقدمت “بشجاعة” باتجاه اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، مما ساهم في تعزيز مكانتها كدولة تسعى للسلام ومستعدة لدفع أثمان باهظة لتحقيقه. إلا أن هذا النموذج تعرض لانتقادات حادة من اتجاهين، بحسبه.

ويشرح “من جهة، هناك مجموعات هامشية متطرفة تطالب بسياسة عدوانية وتقييد حقوق العرب. تستند نظرتهم إلى الإيمان بأن السيطرة تأتي من خلال القوة. ومن جهة أخرى، هناك من ينتقدون عدم استعداد إسرائيل للسعي للتقارب مع الشعب الفلسطيني ومحاولة تحقيق السلام بدافع البقاء”.

ويرى بارام أن الإسرائيليين العلمانيين منهم أو التقليديين، “دعموا كل حكومة تسعى للسلام. دعم الشعب مناحيم بيغن على الرغم من أنه أضر بصورة حزبه المتطرفة عندما وقع اتفاقية السلام مع مصر، التي صاحبتها تنازلات استراتيجية كبيرة، كما دعم الشعب اتفاقية السلام مع الأردن بقيادة إسحاق رابين، وأكثر من نصف الأمة أيدت المحاولة الشجاعة، التي فشلت، للوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين”.

لكن وكما يقول فإن النموذج المؤيد للسلام بدأ بالانحراف حتى قبل حرب السابع من أكتوبر 2023، عندما تخلى عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحالف مع من وصفهم الكاتب بالأشخاص المتطرقين، بعد أن وجد أنهم “هم الأشخاص المستعدون لدعمه انتخابيًا في أوقات صعبة إذا تكيف معهم”. “نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر”.

ويخلص الكاتب إلى أن دعم رؤية “الانتقام والثأر”، وشن حرب إسرائيلية على جميع أنحاء الشرق الأوسط، سيحول إسرائيل إلى “جزيرة صحراوية، تعيش بالسيف.

لكنه يختم بالقول أن هذه الرؤية لن تتحقق “إذ يسعى مواطنو إسرائيل للحياة، ولن يوافقوا على حكومة يقودها رجال دين. بل سيدفعون نحو اتفاقيات سلام تعيدنا إلى النموذج القديم، النموذج الوحيد الذي يمكنه ضمان بقاء دولة إسرائيل”.

المصدر: جريدة الحقيقة

إقرأ أيضاً:

هآرتس: هل مهد ترامب الطريق أمام نتنياهو لضم الضفة؟

قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن فكرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ضاعت وسط الضجيج تظهر أن الجائزة الحقيقية التي سيقدمها لإسرائيل قد تأتي في المستقبل القريب، وذلك في وقت يستعرض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة الاستيلاء على قطاع غزة باعتبارها الإرث الفوري لرحلته إلى واشنطن.

وأوضحت الصحيفة في مقال بقلم بن سامويلز أن ترامب أجاب في الساعات التي سبقت وصول نتنياهو عن سؤال حول ضم الضفة الغربية، بمقارنة حجم إسرائيل في الشرق الأوسط برأس قلم على مكتبه، وقال لاحقا إلى جانب نتنياهو "الناس يحبون فكرة الضم وسنعلن عن ذلك في الأسابيع الأربعة المقبلة".

ومن الطبيعي -حسب الكاتب- أن يضيع هذا التصريح وسط الضجة التي أعقبت إعلان ترامب "استيلاء بلاده على غزة" التي يعدها نتنياهو "أول فكرة جديدة منذ سنوات" في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن نظرة سريعة إلى التقويم تُظهر أن ترامب بعد 4 أسابيع من ذلك الاجتماع سيُلقي خطاب حالة الاتحاد في الكونغرس.

وذكرت الصحيفة أن نتنياهو اختتم زيارته إلى واشنطن بالإصرار -خلال اجتماعاته مع ترامب والمشرعين الجمهوريين وقادة النفوذ الذين يشاركونه أيديولوجيته- على أن ترامب صحح أخيرا مسار العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد تصرفات الرئيس السابق جو بايدن، مناقضا بذلك مزاعمه السابقة بأن بايدن يعمل كواحد من أكثر المؤيدين التاريخيين لإسرائيل أهمية في أميركا.

إعلان

وفسرت الصحيفة مدح نتنياهو المتلهف لترامب بأنه من ناحية، تملق الأنا الضروري المطلوب من أي زعيم عالمي يطلب بركات الرئيس، ومن ناحية أخرى دفعة أولى من الشكر لخطة ترامب المذهلة للترحيل الجماعي للفلسطينيين والاستيلاء الأميركي على غزة.

وبغض النظر عن هذا، يقول الكاتب إن نتنياهو يغادر واشنطن حاملا مجموعة متنوعة من إجراءات ترامب ليستعرضها في الوطن، مثل الأوامر التنفيذية بشأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمحكمة الجنائية الدولية، والإعلان عن بيع أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار، وإعادة الالتزام بممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران.

وبالإضافة إلى ذلك، يشعر نتنياهو بالتشجيع بسبب إلقاء ترامب الشكوك على جدوى وقف إطلاق النار في غزة وتحويل انتباه العالم بعيدا عن عشرات الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو خطة غزة المروعة التي تترك أسئلة أكثر مما تقدم إجابات.

وفي غضون ذلك، سيستخدم ترامب خطته بشأن غزة كوسيلة ضغط على الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع على أمل تجنب أي كوارث دبلوماسية أخرى، وإذا رفض الملك استقبال الفلسطينيين من غزة وانهار وقف إطلاق النار فقد يستخدم ترامب استئناف المساعدات الأميركية للأردن كجزرة والضم كعصا.

مقالات مشابهة

  • اليونسكو تحذّر من كارثة ذوبان “الأنهار الجليدية”
  • إصدار أكثر من 41 ألف “شهادة منشأ” خلال شهر
  • وزارة الصناعة والثروة المعدنية تصدر أكثر من 41 ألف “شهادة منشأ” يناير الماضي
  • “عِلم” توقع اتفاقية تعاون مع شركة الاتصالات المتكاملة (سلام) لتعزيز الابتكار في المجال التقني وتطوير حلول المدن الذكية
  • سيطرة “إسرائيل” على سوريا.. مقدّمة لحرب ضدّ إيران
  • نتنياهو يحاول اقتلاع حزب الله (كاريكاتير)
  • هآرتس: هل مهد ترامب الطريق أمام نتنياهو لضم الضفة؟
  • عمرو موسى: إسرائيل تعلم أن حكومة نتنياهو والوجوه الموجودة فيها لا يمكن معها أن يكون هناك سلام
  • اليمن يدين تصريحات نتنياهو “الاستفزازية” ضد السعودية ويحذر من خطورتها
  • اليمن يحذر من خطورة التصريحات الاستفزازية الصادرة عن نتنياهو ضد السعودية