“نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر” – هآرتس
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
تتحدث صحيفة هآرتس الاسرائيلية عن أهمية حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والسلام كخيار استراتيجي يؤدي للحفاظ على دولة إسرائيل من الانهيار..
ويقول الكاتب عوزي بارام ان : “الانشغال بالأساسيات التي أدت إلى الحرب وتقود الآن إلى الفشل الذريع للحكومة الإسرائيلية، يجعلنا ننسى الحقيقة البسيطة التي كانت ترافقنا طوال سنوات وجودنا كدولة: وهي مفهوم وجود دولة يهودية في قلب شرق أوسط عربي معادي”.
ويضيف في المقال الذي عنونه بـ”الإسرائيليون يسعون للسلام لأنه الطريق الوحيد لضمان بقاء الدولة”: أن بقاء إسرائيل يعتمد على “قوتها العسكرية، وقدراتها الاقتصادية والاستراتيجية، وصورتها الأخلاقية، وتنوعها الثقافي، وإمكانية كسب الحلفاء، مع جعل السعي للسلام مبدأً يرشدها في سياساتها. وهذا هو النموذج الذي وجه إسرائيل طوال معظم سنوات وجودها”.
“ضمان بقاء الدولة” Getty Imagesتنتشر آليات عسكرية إسرائيلية على مدخل مخيم طولكرم للاجئين الفلسطينيين خلال اقتحام مستمر للمخيم شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 12 سبتمبر 2024ويقول الكاتب إن إسرائيل سعت إلى سبل السلام مع الفلسطينيين وتقدمت “بشجاعة” باتجاه اتفاقيات سلام مع مصر والأردن، مما ساهم في تعزيز مكانتها كدولة تسعى للسلام ومستعدة لدفع أثمان باهظة لتحقيقه. إلا أن هذا النموذج تعرض لانتقادات حادة من اتجاهين، بحسبه.
ويشرح “من جهة، هناك مجموعات هامشية متطرفة تطالب بسياسة عدوانية وتقييد حقوق العرب. تستند نظرتهم إلى الإيمان بأن السيطرة تأتي من خلال القوة. ومن جهة أخرى، هناك من ينتقدون عدم استعداد إسرائيل للسعي للتقارب مع الشعب الفلسطيني ومحاولة تحقيق السلام بدافع البقاء”.
ويرى بارام أن الإسرائيليين العلمانيين منهم أو التقليديين، “دعموا كل حكومة تسعى للسلام. دعم الشعب مناحيم بيغن على الرغم من أنه أضر بصورة حزبه المتطرفة عندما وقع اتفاقية السلام مع مصر، التي صاحبتها تنازلات استراتيجية كبيرة، كما دعم الشعب اتفاقية السلام مع الأردن بقيادة إسحاق رابين، وأكثر من نصف الأمة أيدت المحاولة الشجاعة، التي فشلت، للوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين”.
لكن وكما يقول فإن النموذج المؤيد للسلام بدأ بالانحراف حتى قبل حرب السابع من أكتوبر 2023، عندما تخلى عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالتحالف مع من وصفهم الكاتب بالأشخاص المتطرقين، بعد أن وجد أنهم “هم الأشخاص المستعدون لدعمه انتخابيًا في أوقات صعبة إذا تكيف معهم”. “نتنياهو، مهندس كارثة 7 أكتوبر، يحاول اليوم بكل قوته التمسك بقوى الانتقام والثأر”.
ويخلص الكاتب إلى أن دعم رؤية “الانتقام والثأر”، وشن حرب إسرائيلية على جميع أنحاء الشرق الأوسط، سيحول إسرائيل إلى “جزيرة صحراوية، تعيش بالسيف.
لكنه يختم بالقول أن هذه الرؤية لن تتحقق “إذ يسعى مواطنو إسرائيل للحياة، ولن يوافقوا على حكومة يقودها رجال دين. بل سيدفعون نحو اتفاقيات سلام تعيدنا إلى النموذج القديم، النموذج الوحيد الذي يمكنه ضمان بقاء دولة إسرائيل”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
هآرتس: لا يلومن نتنياهو إلا نفسه في تفاوض أميركا مباشرة مع حماس
أخطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هي التي لم تترك خيارا للبيت الأبيض، إلا التحدث مباشرة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). هذا ما انتهى إليه الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون في تحليل له نشرته صحيفة "هآرتس".
وأضاف تيبون أن قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإجراء محادثات مباشرة مع حماس حول مصير الأسرى الـ59 المتبقين في غزة، بمن فيهم 5 مواطنين أميركيين، كان ينبغي أن يكون بمثابة دعوة للاستيقاظ لحكومة نتنياهو.
دموع التماسيح
وبدلا من ذلك، يقول الكاتب، بدأت الحكومة الإسرائيلية وأبواقها في وسائل الإعلام، ومنذ أن تم الإبلاغ عن وجود القناة الدبلوماسية لأول مرة من قبل الصحفي باراك رافيد الأسبوع الماضي، تهاجم واشنطن، وتبكي بدموع التماسيح، ولا تفعل شيئا أكثر من ذلك.
وعلق تيبون بأن الهجمات التي تشنها حكومة نتنياهو وأبواقها وأجزاء من الجالية اليهودية الأميركية على المحادثات المباشرة لإدارة ترامب مع حماس هي ذروة الوقاحة والنفاق.
ليس من خيار آخرودعا الكاتب القراء إلى تفهم السبب وراء بدء المحادثات بين مبعوث ترامب للرهائن، آدم بولر، وكبار قادة حماس، قائلا، بعد توضيحه لكثير من التفاصيل والتواريخ والاتفاقات، إن نتنياهو خالف شروط الاتفاقات ورفض استئناف المحادثات مع حماس، واختار بدلا من ذلك إضاعة الوقت.
إعلانوتساءل الكاتب عما يمكن أن تفعله إدارة ترامب إذا رفضت إسرائيل الدخول في مفاوضات حقيقية من شأنها أن تؤدي إلى الإفراج عن بقية الرهائن وتمديد وقف إطلاق النار؟