قراءة في كتاب عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين (1-3)
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
يمن مونيتور/ من د.لمياء الكندي
منذ أكثر من أحد عشر قرنا لم يخوض اليمنيون صراع ضد الإمامة والكهنوت بكل فئاتهم الإجتماعية كحال صراعهم معها اليوم، فعلى الرغم من تكرر حلقات الثورة اليمنية عبر التاريخ ضد قوى الكهنوت الإمامية الا أن ما يميز صراعنا مع الإمامة اليوم أنه صراع شمل نواحي الخلاف والاختلاف العقائدي لكشف كذب وإدعاء الزيف السلالي الذي تم الترويج لعقائده الباطلة تحت مسمى المذهب الزيدي.
فالزيدية في اليمن لم تكن مذهب ديني يمثل طائفة دينية فقط بل كان ولا يزال مذهب سياسي يسعى كهنته إلى فرض عقائدهم الدينية التي أصبحوا هم بذواتهم وانتمائهم السلالي أصلا منها على كل اليمنيين، عبر اشتراطات خاصة تتيح لهم الحكم وتشرع لخلق الفوضى واستباحة الدماء وانتهاك الأموال تحت ذريعة محاربة الظلم وإقامة الإمامة ضمن شرط الخروج الذي أتاح لادعياء الحكم الإلهي تقويض الدولة اليمنية وأمثلة ذلك كثيرة في التاريخ اليمني الذي كانوا فيه أدوات هدم وتدمير للدول والممالك اليمنية المتعددة .
لقد أفاق اليمنيين كما أفاق كهنة البيت العلوي وسدنتهم من أتباع على واقع جديد لاتؤخذ فيه وسائل الغلبة والصراع من خلال السيطرة العسكرية فحسب فمعركة اليمنيين اليوم معركة فكر وعقيدة لنقض خرافة الكهنوت واصبح لها من الأدوات والوسائل وحملة مشاعل الحق والكرامة مالا يقوون على مواجهته أو مقاومة آثاره.
وبين أيدينا اليوم واحدا من أهم وأكثر الاسهامات الفكرية والدينية التي سعى من خلالها الدكتور حمود الخرام إلى فضح عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين.
ومن خلال عنوان الكتاب نجد قوة طرح المؤلف عبر ربطه للمذهب الزيدي وعقائده بأئمة المذهب، فالأساس الذي يقوم عليه المذهب الزيدي يقوم على الأشخاص بذواتهم السلالية وانتمائهم العنصري القائم على النسب فهم قاعدة هذا المذهب وأساس قيامه وهذه حاله خاصة ومنفردة تفرد بها المذهب الزيدي عن كل ما سواه من المذاهب الاسلامية، كونه مذهب قائم على أساس الحكم المرتبط بالأشخاص والعنصرية السلالية، وليس تنظيم أمور المسلمين الشرعية والأحكام المتعلقة بهم.
لقد أصبحت مهمة التعريف بالعقائد الزيدية الباطلة ضرورة شرعية تضمن لنا تدارك مواضع الزيف الكهنوتي وعقائدهم وتحصن قوى المجتمع ضد مشاهد الاستبداد الديني والسياسي والعسكري والفكري الذي يمارسه أدعياء الكهنوت السياسي ضد أبناء الشعب بقوة السيطرة لا بالحجة والإقناع والقبول والرضى.
وفي كتابه ( عقائد أئمة الزيدية في اليمن المخالفة لعقائد المسلمين) يضعنا الدكتور اللواء حمود الخرام أمام عشرات العقائد الباطلة لادعياء المذهب الزيدي ويمضي بنا الكاتب نحو تأكيد بطلان تلك العقائد وفق منهج نقدي واستقصائي يسرد الحقائق ويقارن بينها ويثبت من خلال وسائل النقد الشرعي والعقلي حقيقة ما ارتبط به المذهب الزيدي من عقائد وأقوال وفتاوى ومواقف لأئمة المذهب تم تدوين وجمع ونشر أبرزها في هذا الكتاب الذي تجاوزت عدد صفحاته الست مائة صفحة او بالأصح ست مائة حجة اختزلتها صفحات هذا الكتاب.
تم صياغة أخبار وتعليقات ومواضيع هذا الكتاب في خمسة مباحث يحتوي كل مبحث فيه على عدد من الفصول التي قدمت لنا مجموعاً كبيرا من عقائد أئمة الزيدية والردود عليها و وجدنا من خلال قراءتنا لها ضرورة إيراد عناوين أغلبها والتعليق على بعضها وإبراز رأي المؤلف وبعض مصادر الاستدال حول ماتم طرحه.
وبين يدينا مجموعة من الفصول الخاصة بالمبحث الاول للكتاب الذي جاء بعنوان (الإمامة، تعريفاتها ومفهومها وتاريخها ) ناقش من خلالها المؤلف الإمامة عند كهنة الزيدية بركنيها الإمامة الكبرى أي الولاية العامة والإمامة الصغرى، وايضاحا لهذا المعنى طرح المؤلف ضمن هذا المبحث اثنى عشر فصلا ناقشت في محتواها عددا من المسائل المتعلقة بالمذهب الزيدي كتوضيح معنى آل النبي ومفهوم الإمامة عند أئمة الزيدية وعقيدة حصر الإمامة في البطنين إضافة إلى بطلان مقولة الزيدية أقرب فرق الشيعه إلى السنة وإثبات أنهم أبعد الفرق عن السنة.
وكانت العنصرية السلالية القائمة على الأفضلية محورية في فصول هذا الكتاب حيث أورد المؤلف ضمن الفصل السادس والسابع صور من أنواع التفاضل عند أبناء السلالة العنصرية الزيدية ونماذج من ازدراء واحتقار كهنة وأئمة الزيدية لأبناء القبائل اليمنية وأتباعهم.
في حين ناقش الفصل الثامن من هذا الكتاب، عقيدة أئمة الزيدية في يوم الغدير وتسميتهم له بيوم الولاية.
في حين تطرق الفصل العاشر إلى الهاشمية السياسية وعلاقتها التاريخية مع العنصرية الفارسية.
في حين تطرق الفصل الحادي عشر والثاني عشر إلى خلافات كهنة وأئمة الزيدية وطعوناتهم في بعضهم واقتتالهم فيما بينهم من أجل الإمامة والسلطة.
ويأتي المبحث الثاني من كتاب عقائد أئمة الزيدية ليسرد لنا المؤلف نماذج من العداوات والحروب التي شنها أئمة المذهب الزيدي ضد مخالفيهم من المسلمين .
وجاء المبحث الثاني بعنوان ( قواعد انطلاق أئمة الزيدية في حروبهم ضد المسلمين وفسادهم في الأرض) ليؤكد على عددٍ من المسائل حول هذه الحقيقة التي تشمل عقيدة أئمة الزيدية في تكفير المخالفين وتكفيرهم للأمة الاسلامية جمعاء ولرموزها.
إضافة إلى استحلال أئمة الزيدية سفك دماء مخالفيهم من المسلمين ونهب أموالهم وفرض الإتاوات والجبايات والأعشار والأخماس والزكوات والمجهود الحربي على اتباعهم ومن يقبعون تحت سيطرتهم إضافة إلى استحلال أئمة الزيدية لهدم وتخريب بيوت وقرى ومصالح المسلمين وجميعها حقائق وممارسات تم التشريع لها ضمن الإطار العقائدي للزيدية التي أعطت مبررا دينياً لأئمة المذهب في شرعنة ممارساتهم واغتصاب الحقوق وهدر كرامة الناس بمسوغات دينية تبرؤهم من الجريمة والمسآئلة.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق فكر وثقافةتم مشاهدة طائر اللقلق مغرب يوم الاحد 8 سبتمبر 2024 في محافظة...
يا هلا و سهلا ب رئيسنا الشرعي ان شاء الله تعود هذه الزيارة ب...
نرحو ايصال هذا الخبر...... أمين عام اللجنة الوطنية للطاقة ال...
عندما كانت الدول العربية تصارع الإستعمار كان هذا الأخير يمرر...
أريد تفسير للمقطع من اغنيه شل صوتك وأحكم المغنى ماذا يقصد ون...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: هذا الکتاب من خلال
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن
اجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم قراءة سورة الفاتحة وأول خمس آيات من سورة البقرة بعد ختم القرآن الكريم؟".
لترد دار الافتاء موضحة: انه يستحب للقارئ إذا فرغ من ختم القرآن الكريم أن يقرأ سورة الفاتحة وأول سورة البقرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أن قراءتهما من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين في كافة الأمصار.
أخبرنا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن الكريم من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى؛ قال الحافظ جلال الدين السيوطي في "الإتقان" (2/ 714-715، ط. مجمع الملك فهد): [يُسَنُّ إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم؛ لحديث الترمذي وغيره: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؛ الَّذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ الْقُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»، وأخرج الدانيُّ بسند حسن عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ افتتح من الحمد، ثم قرأ من البقرة إلى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ثم دعا بدعاء الختمة، ثم قام] اهـ.
وقد جرى على ذلك عمل الناس، وصح ذلك من قراءة ابن كثير رحمه الله تعالى:
قال الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 30، ط. دار عالم الكتب): [ومن حرمته: أن يفتتحه كلما ختمه؛ حتى لا يكون كهيئة المهجور، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ختم يقرأ من أول القرآن قدر خمس آيات؛ لئلا يكون في هيئة المهجور، وروى ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْحَالِّ الْمُرْتَحِلِ، قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: صَاحِبُ الْقُرْآنِ؛ يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِهِ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ فِي أَوَّلِهِ؛ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»] اهـ.
وقال الإمام ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" (2/ 411، ط. المطبعة التجارية الكبرى): [قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "جامع البيان": كان ابن كثير من طيق القواس والبزي وغيرهما يكبر في الصلاة والعرض من آخر سورة ﴿وَالضُّحَى﴾ مع فراغه من كل سورة إلى آخر ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، فإذا كبر في (الناس) قرأ فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين إلى قوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ثم دعا بدعاء الختمة، قال: وهذا يُسَمَّى (الحال المرتحل)، وله في فعله هذا دلائل مستفيضة؛ جاءت من آثار مروية ورد التوقيف بها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين] اهـ.
ثم قال ابن الجزري (2/ 444): [وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين؛ في قراءة ابن كثير وغيرها، وقراءة العرض وغيرها، حتى لا يكاد أحد يختم إلا ويشرع في الأخرى؛ سواء ختم ما شرع فيه أو لم يختمه، نوى ختمها أو لم ينوه، بل جعل ذلك عندهم من سنة الختم، ويسمون مَن يفعل هذا (الحال المرتحل)؛ أي الذي حلّ في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى] اهـ.
وعند الحنابلة: يستحب للقارئ إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى، لكنهم نقلوا عن الإمام أحمد المنع من قراءة الفاتحة وأول البقرة، مع نصهم على أنَّ القارئ إن فعل ذلك فلا بأس:
قال الشيخ الرحيباني الحنبلي في "مطالب أولي النهى" (1/ 605، ط. المكتب الإسلامي): [ويستحب إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى؛ لحديث أنس رضي الله عنه: «خَيْرُ الْأَعْمَالِ: الْحِلُّ وَالرِّحْلَةُ»، قيل وما هما؟ قال: «افْتِتَاحُ الْقُرْآنِ وَخَتْمُهُ».. (ولا يقرأ الفاتحة وخمسًا) أي: خمس آيات (من) أول (البقرة عقب الختم نصًّا)؛ لأنه لم يبلغه فيه أثر صحيح، (فإن فعل) ذلك (فلا بأس)، لكن تركه أولى] اهـ.
وقال الإمام ابن الجزري في "النشر" (2/ 449-450): [لا نقول إن ذلك لازم لكل قارئ، بل نقول كما قال أئمتنا فارس بن أحمد وغيره: من فعله فحسن، ومن لم يفعله فلا حرج عليه] اهـ.
وقد ذكر الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه "المغني" (2/ 126، ط. مكتبة القاهرة) أن أبا طالب صاحب الإمام أحمد قال: [سألت أحمد: إذا قرأ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ يقرأ من البقرة شيئًا؟ قال: لا. فلم يستحب أن يصل ختمة بقراءة شيء. انتهى. فحمله الشيخ موفق الدين على عدم الاستحباب، وقال: لعله لم يثبت عنده فيه أثر صحيح يصير إليه. انتهى.
وفيه نظر؛ إذ يحتمل أن يكون فهم من السائل أن ذلك لازم، فقال: لا، ويحتمل أنه أراد قبل أن يدعو؛ ففي كتاب "الفروع" للإمام الفقيه شمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي: ولا يقرأ الفاتحة وخمسًا من البقرة، نص عليه، قال الآمدي: يعني قبل الدعاء، وقيل: يُستَحَبُّ. فحمل نص أحمد بقوله (لا) على أن يكون قبل الدعاء، بل ينبغي أن يكون دعاؤه عقيب قراءة سورة الناس كما سيأتي نص أحمد رحمه الله، وذكر قولًا آخر له بالاستحباب. والله أعلم] اهـ.
وقال العلّامة إسماعيل حقي البروسوي في "روح البيان" (10/ 425، ط. دار إحياء التراث العربي): [رُويَ عن ابن كثير رحمه الله أنه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ قرأ سورة ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفي، وهو إلى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ لأن هذا يُسَمَّى (الحالَّ المُرْتَحِلَ)، ومعناه: أنه حلَّ في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى؛ إرغامًا للشيطان، وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين، في قراءة ابن كثير وغيرها، وورد النص عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن مَن قرأ سورة الناس يدعو عقب ذلك؛ فلم يَسْتَحِبَّ أن يصل ختمه بقراءة شيء، ورُوِيَ عنه قولٌ آخرُ بالاستحباب] اهـ.