لماذا تريد كييف استخدام صواريخ "ستورم شادو" في روسيا؟
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
أفادت تقارير غربية، الجمعة، بأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سترفعان خلال أيام القيود التي فرضتاها على أوكرانيا لاستخدام صواريخ "ستورم شادو" (ظل العاصفة) طويلة المدى ضد أهداف داخل روسيا.
وأوكرانيا ظلت تطالب بهذا الأمر منذ أسابيع، فلماذا إذن كان الغرب متردداً، ولماذا الإصرار الأوكراني على استخدام تلك الصواريخ في العمق الروسي؟
وبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" بقلم جون بول راثبون، فإن الصواريخ البريطانية بعيدة المدى والصواريخ الفرنسية قادرة على تدمير القوة الجوية الروسية في دقائق، لكن البعض في الولايات المتحدة يخشون التصعيد.
ووفق التقرير، فإن صاروخ كروز ستورم شادو الذي يتم إطلاقه من الحدود الأوكرانية باتجاه مطار خالينو خارج مدينة كورسك الروسية سيغطي مسافة 100 كيلومتر في 6 دقائق فقط،
وهو أسرع بكثير من معظم الطائرات بدون طيار الأوكرانية.
في الوقت الحالي، لم تحصل كييف علناً على إذن من حلفائها الغربيين بنشر هذا النوع من الصواريخ على أهداف داخل روسيا.
ومن المقرر أن يناقش الرئيس الأمريكي جو بايدن إمكانية رفع القيود مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر خلال زيارته للبيت الأبيض الجمعة.
قيمة صواريخ ستورم شادووفي هذا الشأن، يقول رومان كوستينكو، القائد العسكري الأوكراني الذي يترأس لجنة الدفاع في البرلمان الأوكراني إن "سرعة صواريخ ستورم شادو هي التي تجعلها مفيدة للغاية، حيث أصبحت طائراتنا بدون طيار أبطأ بكثير".
President Biden could allow Ukraine to fire long-range Storm Shadow missiles into Russia in the future, according to reports
The UK should let Storm Shadow cruise missiles be unleashed by Ukraine inside Russia, @HamishDBG has argued
Read more ????https://t.co/qdpvK7vF8c
وأضاف: "إذا كانت مروحية أو طائرة عسكرية روسية على وشك الإقلاع، فسنكون قادرين على الوصول إلى الميدان بسرعة، كما يمكن استخدام تلك الصواريخ كسلاح وقائي".
لطالما ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حلفائه السماح باستخدام الصواريخ الغربية عالية الدقة وبعيدة المدى، مثل صواريخ "ستورم شادوز" البريطانية، أو نظيرتها الفرنسية سكالبس، أو الصواريخ الأمريكية أتاكمس، لضرب أهداف داخل روسيا للحد من قدرة موسكو على شن ضربات جوية.
وتريد كييف أن تكون قادرة على استخدام الأسلحة بعيدة المدى لتدمير القواعد الجوية الروسية وأساطيل القاذفات التي تنفذ هجمات على أراضيها، بالإضافة إلى مستودعات الذخيرة الروسية وتجمعات القوات ومراكز القيادة والسيطرة.
لقد استخدمت أوكرانيا بالفعل صواريخ "ستورم شادو" بتأثير مدمر في شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، حيث ضربت منشآت بحرية ومنشآت دفاع جوي.
تحرك إيرانووفق التقرير، فإن قيام إيران بشحن أكثر من 200 صاروخ باليستي قصير المدى من طراز فتح-360 إلى روسيا، وفقاً لمسؤولين استخباراتيين غربيين ومسؤولين أوكرانيين، قد زاد من إلحاح مناقشاتهم حول استخدام الأسلحة الغربية لضرب أهداف داخل روسيا، وليس فقط داخل الأراضي التي تحتلها روسيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة: "بوتين لم يحتاج إلى طلب أي إذن لاستخدام تلك الصواريخ أو الطائرات بدون طيار [الإيرانية]".
Putin: Long-range missile deal could mean war with UK and US https://t.co/Lu8zArNCrU
— Barbara Ward #FPBE❤️ (@greenwichwriter) September 13, 2024واكتسبت هذه القضية مكانة رمزية وأصبحت بمثابة مؤشر سياسي على مدى المخاطر التي يستعد الغرب لتحملها في دعمه لأوكرانيا، بحسب الصحيفة.
ويقول مسؤولون غربيون إن إحدى المشاكل هي أن روسيا بدأت في نقل أصولها الجوية إلى عمق أكبر داخل روسيا منذ حوالي 3 أشهر، إلى ما وراء مدى 250 كيلومتراً لصواريخ ستورم شادو وما يصل إلى 300 كيلومتر لصواريخ أتاكمز.
وقال أحد المسؤولين الغربيين إن المسافة الإضافية التي يتعين على طياري القاذفات الروسية قطعها الآن "أضافت المزيد من الصلابة إلى النظام الروسي".
لكن هذه الخطوة أدت أيضاً إلى تقليص فعالية الأسلحة الغربية حيث أصبح عدد الأهداف الجوية في متناولها أقل.
ووصف المحلل العسكري مايكل كوفمان الموقف بأنه موقف "نعم يا وزير"، على غرار المسلسل الكوميدي البريطاني الذي يسخر من عمل البيروقراطيات الحكومية.
وقال كوفمان في برنامج "روسيا كونتينجينسي" الذي يستضيفه إن القرار بشأن تصاريح الصواريخ نوقش على نطاق واسع واستغرق وقتاً طويلاً لدرجة أنه بحلول الوقت الذي قد يتم فيه اتخاذه "لم يعد هناك أي معنى".
وتتمثل مشكلة أخرى في أن مخزونات صواريخ ستورم شادو وسكالبس منخفضة، وبالتالي حتى مع السماح بشن ضربات عبر الحدود فإن كييف لن تكون قادرة على نشرها بأعداد كبيرة ضد أهداف روسية متعددة.
وقال مسؤول غربي آخر إن "الصواريخ لا تشكل حلاً استراتيجياً للوضع العسكري الاستراتيجي في أوكرانيا".
#Biden poised to approve #Ukraine's use of #LongRange #western #weapons against #Russia https://t.co/rxfpmXfnSg
— Economic Times (@EconomicTimes) September 13, 2024مشكلة أكبر
وتتمثل المشكلة الثالثة والأكبر في أنه، حتى لو وافق بايدن على استخدام الصواريخ البريطانية والفرنسية التي تحتوي على مكونات أمريكية داخلها، فمن غير المرجح أن يعطي الضوء الأخضر لاستخدام صواريخ أتاكم، خوفاً من أن تصعد روسيا في المقابل.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" يوم الخميس أنه إذا سمح الرئيس الأمريكي باستخدام صواريخ ستورم شادو وسكالبس، فقد يفعل ذلك بشرط عدم استخدام أي صواريخ أمريكية.
وإذا تراجعت واشنطن عن صواريخها الموجهة المضادة للسفن، فمن غير المرجح إلى حد كبير أن تغير ألمانيا ــ التي اتبعت حتى الآن خطى الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بتزويد أوكرانيا بالأسلحة ــ موقفها بشأن تزويد كييف بصواريخ كروز من طراز توروس.
وكما قال زيلينسكي منذ فبراير (شباط) الماضي، عندما بدأت كييف في الضغط على ألمانيا لشراء صواريخ توروس: "هذا السلاح مهم للغاية بالنسبة لنا، ولكن دعوني أقول هذا: الولايات المتحدة ثم ألمانيا... الأمر دائماً على هذا النحو".
Tensions rise as Sir Keir Starmer and President Biden prepare to hold talks about allowing Ukraine to use UK-made Storm Shadow missiles against targets across the border
Follow for live updates ⬇️ https://t.co/zbjdriQTAK
وتشير التقارير إلى أن برلين تمتلك مخزونات وفيرة من صواريخ توروس، التي يبلغ مداها 500 كيلومتر، أي ضعف مدى صواريخ ستورم شادو و3 أضعاف مدى صواريخ أتاكمس. كما تمتلك هذه الصواريخ رأساً حربياً أثقل وزناً قادراً على اختراق المخابئ.
ومن المتوقع أن يطرح زيلينسكي قضيته على بايدن عندما يسافر إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وفي استغلال لمخاوف الولايات المتحدة بشأن التصعيد، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس إن الغرب سيكون في صراع مباشر مع روسيا إذا سمح لأوكرانيا بتنفيذ ضربات على الأراضي الروسية بصواريخ غربية ــ وهي الخطوة التي قال إنها ستغير طبيعة ونطاق الحرب.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية أوكرانيا روسيا إيران روسيا أوكرانيا إيران صواریخ ستورم شادو الولایات المتحدة أهداف داخل روسیا استخدام صواریخ
إقرأ أيضاً:
FP: لماذا يعتبر انتخاب ترامب خبرا مفرحا بالنسبة إلى السيسي؟
نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تقريرا، أعدّته نسوموت غابادموسي، قالت فيه إنّ: "رئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، سوف يستفيد من انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يصبح مرة أخرى ديكتاتوره المفضل".
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن "ترامب لم يول اهتماما كبيرا لقارة أفريقيا في ولايته الأولى. ومع ذلك، هناك رابحون وخاسرون أفارقة، واضحون الآن، بعد أن أصبح على استعداد للعودة إلى الرئاسة".
وتابع: "تعد جنوب أفريقيا وكينيا من بين الدول التي تشعر بالقلق إزاء العلاقات المتدهورة المحتملة، على عكس نيجيريا وأوغندا والمغرب ومصر، التي تتوقع زيادة التجارة وصفقات الأسلحة، بدون تلقي محاضرات عن حقوق الإنسان".
وبحسب التقرير: "كان السيسي من بين أول زعماء العالم الذين هنأوا ترامب على فوزه، حتى قبل أن تعلن وكالة أسوشيتد برس عن الانتخابات، في صباح يوم 6 تشرين الثاني/ نوفمبر".
"نشر السيسي منشورا على مواقع التواصل الإجتماعي جاء فيه: "نتطلع إلى تحقيق السلام معا والحفاظ على السلام والاستقرار الإقليمي". ولاحقا في مساء ذلك اليوم، اتّصل السيسي بترامب وقدم له المزيد من التهاني" وفقا للتقرير نفسه.
وأردف: "إن كلا الزعيمين يحترمان سياسة الرجل القوي. وأثار ترامب الجدل خلال ولايته الأولى عندما نادى بصوت عال في 2019: أين ديكتاتوري المفضل؟؛ بينما كان ينتظر وصول السيسي إلى اجتماع خلال قمة مجموعة السبع، التي عقدت في فرنسا؛ في ذلك الوقت، أشاد ترامب بالسيسي لكونه "رجلا قويا جدا" وأضاف: "لقد فهمنا بعضنا البعض جيدا".
واسترسل التقرير: "كانت مصر سابع أكبر مستورد للأسلحة في العالم من عام 2019 إلى عام 2023، وفقا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام. استوردت القاهرة العديد من تلك الأسلحة من الولايات المتحدة خلال إدارة ترامب، ولكن في السنوات الأخيرة، استوردت المزيد من روسيا وإيطاليا وألمانيا".
وأبرز: "تعرضت مصر لتدقيق كبير واتهامات بمحاولات التأثير على السياسة الأمريكية. فيما ذكر تحقيق نشرته صحيفة "واشنطن بوست" أن نظام السيسي عرض على ترامب 10 ملايين دولار لتعزيز حملته الرئاسية لعام 2016".
ووفق التقرير ذاته، "دعا بايدن إلى: "عدم منح المزيد من الشيكات الفارغة لـ"الديكتاتور المفضل" لترامب" خلال حملته الانتخابية في عام 2020. كما جمّد بعض أموال المساعدات في أيلول/ سبتمبر الماضي بسبب سجل مصر في مجال حقوق الإنسان".
وأردفت: "دور مصر كوسيط بين إسرائيل وحماس على مدار العام الماضي عزّز أهميتها كحليف للولايات المتحدة، مما دفع واشنطن إلى تجاهل النظام الاستبدادي للسيسي، حيث منحت القاهرة 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية السنوية هذا العام. وهناك الآلاف من السجناء السياسيين في مصر، بما في ذلك مواطنون أمريكيون، وفقا لتقرير وزارة الخارجية لعام 2023 عن البلاد".
وقالت وزارة الخارجية في أيلول/ سبتمبر الماضي إنّ: "واشنطن تدير حوارا صارما مع الحكومة المصرية بشأن إجراء تغييرات ملموسة لحقوق الإنسان والتي تعد حاسمة للحفاظ على أقوى شراكة ممكنة بين الولايات المتحدة ومصر".
وفي عهد ترامب، لا يمكن لمصر أن تتوقع مثل هذه التوبيخات بشأن حقوق الإنسان. من خلال التركيز على اتفاقيات -إبراهام- كمحرك رئيسي للسياسة الخارجية في المنطقة، يمكن لترامب أن يمنح مصر عن غير قصد حرية التصرف لتعزيز دورها كلاعب مهم في الجغرافيا السياسية في القرن الأفريقي.
وتدعم مصر عسكريا ما يوصف بـ"مظالم" الصومال وإريتريا ضد إثيوبيا. كما تدعم الجيش السوداني وحربه ضد قوات الدعم السريع. ويأمل المسؤولون المصريون أن يؤدي أسلوب ترامب إلى نهاية حاسمة لحروب الاحتلال الإسرائيلي على غزة ولبنان، والتي أدت خلالها هجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض مستوى الملاحة الدولية عبر قناة السويس وألحقت ضررا بالاقتصاد المصري.