حكم شراء وتناول الحلوى في ذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 14th, September 2024 GMT
مع اقتراب الاحتفال بـ المولد النبوي الشريف 2024 ترتفع معدلات البحث من قبل الكثير من المسلمين عن حكم شراء الحلوى في ذكرى مولد النبي فنتطرق في هذا المقال عن الجواب الصحيح لدار الافتاء
حكم شراء الحلوى في ذكرى مولد النبي
وبالإضافة إلى حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فقد تطرقت دار الإفتاء إلى حكم شراء الحلوى، قائلة: ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فإن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام، فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى -صلى الله عليه وآله وسلم- كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًا؛ لأن للوسائل أحكام المقاصد، والقول بتحريمه أو المنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم.
الاحتفاء والاحتفال بمولد الرسول
ولفتت إلى إن الاحتفال بمولده - صلى الله عليه وآله وسلم- هو الاحتفاء به، والاحتفاء به -صلى الله عليه وآله وسلم- أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علِم الله -سبحانه وتعالى- قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ –بأسره- باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
وأوضحت أمانة الفتوى عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف: وقد دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم -صلوات الله عليه وسلامه- بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام، وتلاوة القرآن، والأذكار، وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
وأضافت: ونص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل؛ بحيث لا يبقى -لمن له عقل وفهم وفكر سليم- إنكارُ ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في «المدخل» في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه «المدخل» في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي، وللإمام السيوطي في ذلك رسالة مستقلة سماها «حُسن المَقصِد في عمل المولد».
وأكدت أن الاحتفال في لغة العرب: من حَفَلَ اللبنُ في الضَّرع يَحفِل حَفلا وحُفُلا وتَحَفَّل واحتَفَلَ: اجتمع، وحَفَل القومُ من باب ضرب، واحتَفَلوا: اجتمعوا واحتشدوا. وعنده حَفلٌ من الناس: أي جَمع، وهو في الأصل مصدر، ومَحفِلُ القومِ ومُحتَفَلُهم: مجتمعهم، وحَفَلهُ: جلاه، فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ، وحَفَل كذا: بإلى به، ويقال: لا تحفل به، متابعة «وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام، فهو لا يختلف كثيرًا عن معناه في اللغة؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه -صلى الله عليه وآله وسلم- وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وإعلانًا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-».
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: المولد النبوي المولد النبوي الشريف المولد النبوي الشريف 2024 تهنئة المولد النبوي تهنئة المولد النبوي الشريف تهنئة بالمولد النبوي الشريف تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف ذكرى المولد النبوي الشريف صور المولد النبوي الشريف عبارات عن المولد النبوي الشريف عيد المولد النبوي عيد المولد النبوي الشريف الاحتفال بالمولد النبوی الشریف صلى الله علیه وآله وسلم المولد النبوی الشریف شراء الحلوى حکم شراء
إقرأ أيضاً:
حديث النبي عن الزواج.. من استطاع منكم الباءة فليتزوج
الزواج في الإسلام من أسمى العقود التي تجمع بين الرجل والمرأة، وهو ميثاق غليظ يقوم على المودة والرحمة والسكن، شرّعه الله لحفظ النفس والمجتمع، وتحقيق الاستقرار الأسري، وصون الأعراض، وبناء أجيال صالحة تساهم في نهضة الأمة، وخلال السطور التالية نستعرض حديث النبي عن الزواج.
حديث النبي عن الزواجوأوضحت دار الافتاء المصرية بشأن حديث النبي عن الزواج أن النبي محمد ﷺ قد أولى الزواج أهمية كبيرة، وحثّ المسلمين عليه، فقال: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ" (متفق عليه)، ويشير الحديث إلى أهمية الزواج في حفظ النفس من الفتن، كما يرشد غير القادر عليه إلى الصيام كوسيلة لضبط الشهوة، كما ووضع الإسلام أسسًا قوية لبناء الزواج الناجح، كحسن الاختيار، وحفظ الحقوق، والتعامل بالمعروف، فقال النبي ﷺ: "خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيْرُكُمْ لِأَهْلِي" (رواه الترمذي).
الزواج ليس مجرد ارتباط جسديوأشارت دار الافتاء إلى أن الزواج ليس مجرد ارتباط جسدي، بل هو علاقة روحية وعاطفية قائمة على الرحمة والتفاهم، تهدف إلى بناء أسرة قوية متماسكة تكون لبنة صالحة في المجتمع الإسلامي، وأن في التزوُّجِ بركة عامة لمن طلبه لتحقيق العفاف؛ قال تعالى: ﴿وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النور: 32]، وأخرج الترمذي والنسائي وابن ماجه في "سننهم" عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمُ: الْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ، وَالْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللهِ»، ويروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «التمسوا الرزق بالنكاح»، قال الإمام المناوي في تفسير الحديث: "أي التزوج؛ فإنه جالب للبركة جارٌّ للرزق موسع إذا صلحت النية".