يجلس وحيدًا بعيدًا عن أقرانه، لا يهوى الحديث أو اللعب، يجد في العزلة ملاذه الآمن دومًا، هكذا يظهر بعض الأطفال في عامهم الدراسي الأول، ليجدوا صعوبة في التواصل مع أقرانهم أو التعامل معهم.

وجب على الآباء التعامل بالطريقة الصحيحة في تلك الحالة، لمحاولة الوقوف على المشكلة والعمل على حلها سريعًا، وذلك عبر اتباع مجموعة من الخطوات السهلة البسيطة التي قدمها المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة عبر موقعه الرسمي ويمكن إيضاحها في التقرير التالي.

خطوات دمج الطفل في عامه الدراسي الأول

الطفل الذي لا يلعب ولا يندمج مع أقرانه، يستوجب على أولياء الأمور فهم طبيعته أولًا، ومن ثم البحث عن الأسباب التي تمنعه من التفاعل مع أقرانه والتي تتعدد ويمكن إبرازها فيما يلي:

في بعض الأحيان يتعلق الأمر بعدم وصول الطفل إلى المرحلة التي ينسجم فيها مع الأطفال، ليتعاون معهم أو يرغب في التواصل وخلافه، أو ربما يتعلق الأمر بوجود مشكلة جسدية تجعل الطفل غير قادر على الاستجابة أو التجاوب مع الأطفال الآخرين كما في حالات الإعاقات الجسدية المختلفة.

قد يكون سبب عدم اندماج الطفل في عامه الأول في الدراسة، إلى تعرضه للعنف أو الضرب من قبل الأطفال، أو في حال تنمر أحدهم عليه مما يؤثر على شخصيته ويجعله يرغب في العزلة دومًا أو عدم التعامل مع الآخرين.

أسباب تتعلق بأولياء الأمور 

توجد بعض الأسباب التي تؤدي إلى عدم اندماج الطفل مع أقرانه أو الرغبة في التعامل معهم تتعلق بأولياء الأمور ويمكن إيضاحها فيما يلي:

خوف الأم الزائد

خوف الأم الزائد على طفلها، يجعلها تمنعه تدريجيًا من اللعب أو التفاعل مع أقرانه، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان إلى تأخير ذهابه إلى الحضانة، وبمجرد ذهابه يشعر بالخجل والانطواء ويكون غير قادر على التفاعل مع أقرانه أو التواصل معهم.

انشغال الأهل عن الطفل

في بعض الأحيان قد يتسبب انشغال الأهل وكثرة مهامهم، إلى كثرة وضع الطفل أمام شاشات التلفاز والهواتف المحمولة، الأمر الذي يؤثر بدوره على مهاراته الإدراكية ويؤخر لديه القدرة على التفاعل مع أصدقائه أو الاندماج معهم.

تجاهل الطفل وعدم تخصيص وقت للتحدث معه

ربما يكون السبب وراء رغبة الطفل في عدم الإندماج، هو شعور الطفل دومًا بالوحدة، الأمر الذي ربما بدأ من منزله، فالأهل دومًا منشغلون عنه ولا يعطونه قدرًا كافيا من الرعاية والاهتمام، أو إصرار الأهل والضغط على الطفل ليتكلم أو يلعب مع أقرانه، لأنهم بتلك الطريقة يعملون على تعقيد المشكلة.

ومن جانبه، قدَّم وليد هندي، استشاري الطب النفسي، خلال حديثه لـ«الوطن»، بعض النصائح والإرشادات التي يمكن اتباعها من أجل علاج مشكلة عدم اندماج الطفل مع أقرانه عبر محاولة فهم حاجات الطفل ونفسيته، ومحاولة مساعدته تدريجيًا للتخلص من خجله وعدم اقترانه مع الأصدقاء وعدم لومه أو توبيخه بأي شكل، إلى جانب الحرص على اختيار ألعابا جماعية تشجع الطفل على اللعب والمشاركة مع أقرانه.

وتابع «هندي» ضرورة الحرص على رواية قصص للأطفال، تحثهم على التعاون والمشاركة مع الأصدقاء، فذلك الأمر يعزز من قدراتهم ويزيد ثقتهم بأنفسهم، إلى جانب الاستماع للطفل وإعطائه فرصة للحديث عن مخاوفه وسبب رفضه الاقتران مع أصدقائه، والعمل على تشجيع الطفل ومكافأته في كل مرة يندمج مع أقرانه، وعدم إجباره على التحدث أو اللعب مع الآخرين في حال عدم رغبته في ذلك، وأخيرًا الحرص على اصطحاب الطفل إلى الطبيب المختص في حال وجود أي مشكلة صحية، لمحاولة تقديم الدعم النفسي له ومحاولة دمجه مع الآخرين.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: التفاعل مع الطفل فی

إقرأ أيضاً:

من اللعب إلى البتر.. قصة جيل ضائع بين حقول الألغام

7 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: امتد المشهد الحزين  في البصرة، مطلع هذا العام، حين انفجر مخلف حربي ليودي بحياة ثلاثة طلاب في قضاء أبي الخصيب.

حادثة ليست جديدة في عراق ما بعد الحروب، لكنها ترمز إلى إرث قاتل لم ينتهِ بانتهاء العمليات العسكرية.

واستعرضت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، في تقريرها الصادر في 4 نيسان 2025، الأرقام والتفاصيل التي تؤكد عمق الأزمة. أُعلن أن مساحة التلوث بالألغام والمخلفات الحربية في العراق بلغت 2,100 كيلومتر مربع، أي ما يعادل 300 ألف ملعب كرة قدم.

هذا الحجم الهائل من التلوث لا يعكس خطر الموت فقط، بل يشكل حاجزًا أمام التنمية وإعادة الإعمار وعودة النازحين إلى قراهم وحقولهم.

وروت اللجنة عبر تقاريرها قصصا حقيقية من قلب المعاناة.

حسين، ابن محافظة الديوانية، لم يكن قد تجاوز الحادية عشرة عندما فقد ساقه في حادثة عبث طفولية بجسم لم يعرف أنه قاتل.

وعلى بعد مئات الكيلومترات، خطت سندس على لغم وهي تهرب مع عائلتها من جحيم الحرب في نينوى، فانتهت طفولتها على عتبة كرسي متحرك.

وغرّد الصحفي العراقي مصطفى سعدون قائلًا: “مئات الضحايا سنويًا في جنوب وشمال العراق بسبب تركة الألغام.. الملف بحاجة إلى تحرك سياسي ومجتمعي، لا بيانات سنوية فقط”.

وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن 78 شخصًا وقعوا بين قتيل وجريح بين عامي 2023 و2024 بسبب هذه المخلفات، وأشارت إلى أن الأطفال ما زالوا الفئة الأكثر تعرضًا للموت أو الإعاقة نتيجة هذه الأجسام المنسية.

وتحدثت نورا مراد، وهي مختصة في إزالة الألغام في سنجار، عن مفارقة العمل الإنساني: “في كل مرة أغادر إلى العمل، تبكي ابنتي، لكننا نفرح حين نرى أرضًا خُلّصت من الموت، تُزرع من جديد”.

ودعمت اللجنة جهود المؤسسات الوطنية، ففي عام 2024 وحده، سُلمت أكثر من 2,440 قطعة من معدات إزالة الألغام، فيما حضر قرابة 6,000 شخص جلسات توعوية مباشرة في المناطق المتأثرة. لكن ذلك لا يوازي حجم الأزمة.

وأبرز التقرير أن الفرق الميدانية تواجه مخاطر الموت مثلها مثل المدنيين، في ظل تضاريس معقدة، وخرائط منقوصة، وميزانيات لا تواكب التحديات.

وأكدت المنظمة الدولية أن المعركة ضد هذا “الإرث المميت” ما زالت بعيدة عن نهايتها، داعية جميع الجهات المحلية والدولية إلى التكاتف والعمل على تحويل هذه الأراضي الملوثة إلى حقول أمل بدلًا من ساحات فزع.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • «المعاهد الأزهرية» تنشر الجداول الصحيحة لامتحانات النقل والشهادتين الابتدائية والإعدادية
  • مفيدة شيحة ترفض انضمام زيزو لـ الأهلي وتطالبه بهذا الأمر العاجل
  • من اللعب إلى البتر.. قصة جيل ضائع بين حقول الألغام
  • مروحية خاصة لنقل شيخ الطريقة البودشيشية للمستشفى العسكري بأوامر من جلالة الملك
  • السجن 15 عاما و 8 سنوات للمتهمين بإنهاء حياة صغير من ذوى الهمم بالشرقية
  • السجن 15 و8 سنوات للمتهمين بقتل طفل من ذوي الهمم داخل حظيرة مواشي بالشرقية
  • تقرير: فتح تعرض على مصر خطة لدمج غزة والضفة وإنهاء حكم حماس في القطاع
  • القومي للأمومة والطفولة: دعم الطفل نفسيًا هو خط الدفاع الأول ضد التحرش
  • موقفنا لله وحده
  • «الخارجية الفلسطينية»: العالم خذل أطفال فلسطين في ظل صمته عن معاناتهم التي لا تنتهي