4 أسباب تدفع «ترامب» لعدم تغيير سياساته
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
لم يعد يخفى على أحد اختلاف شخصية الرئيس الأمريكى السابق والمرشح حاليا للعودة للبيت الأبيض دونالد ترامب كثيرا عن السياسيين عالميا، حيث يظل متفردا فى أسلوبه وهجومه وإثارته المعتادة للجدل، حتى ذهب الأمر إلى عدم قدرة مستشاريه السيطرة عليه مما قد يتسبب فى انهياره ويفسد مجهود حملته الانتخابية.
وكان الأكثر إزعاجا لهؤلاء هو سوء أدائه خلال مناظرته مع كامالا هاريس نائبة الرئيس، ليوضح أحد كبار المستشارين أن الفريق الخاص به لم تكن لديه القدرة على توجيهه لذا سمح لترامب أن يكون ترامب دون لمسات رسمية أملا منهم أن ينجح فى ذلك.
ولا تسعى الحملة أن تضع شخصيته «الغريبة» فى صندوق بحسب وصف أحد كبار مستشاريه نقلا عن وكالة اكسيوس الأمريكية، وفى حالة من الإنكار لفشل ترامب أضاف المستشار أن المناظرة «سارت بشكل جيد للغاية – فقط اسألوا الناخبين الفعليين» فى إشارة إلى المحادثات مع الناخبين غير المقررين التى أجرتها صحيفة نيويورك تايمز وهيئة الإذاعة البريطانية ورويترز.
ويفسر تقرير اكسيوس الأسباب التى تجعل ترامب غير قادر على التغيير واتباعه للتعليمات وأنه لن يتغير بحسب أصدقائه ومستشاريه حيث قالت إنه مسكون بالأرواح الشريرة. فهو لا يستطيع أن يتحمل أن يُنظَر إليه باعتباره خاسراً. لذا فمن المستحيل أن يعترف تماماً بأنه لم يفز فى عام 2020. وهو يتطلع إلى عوامل تشتيت الانتباه مثل حجم الحشد والتغطية الإعلامية المعجبة به كوسيلة للتسلية. لذا فإن الاستهزاءات السخيفة على ما يبدو مثل «يبدأ الناس فى مغادرة تجمعاته الانتخابية مبكراً بسبب الإرهاق والملل» تضربه فى الصميم.
بالإضافة إلى أنه يقع فريسة للأخبار الكاذبة. فبالنسبة لرجل جعل من «الأخبار الكاذبة» مصطلحاً مألوفاً، فقد وقع فريسة لها بسهولة وفى كثير من الأحيان. ولم يكن من الصعب أن ندرك أن مزاعم أكل الهايتيين للكلاب والقطط الأليفة كانت سخيفة وخاطئة. ولكن الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر كانت معه فى رحلة الطائرة إلى المناظرة، وشجعته على ذلك.
ويضيف التقرير أنه عجوز. أخبرنا رجل حكيم أن ثلاثة أنواع من الناس لا يتغيرون أبدًا: الرجال المسنون. والأغنياء. والرجال الذين تحمل مبانيهم أسماءهم. لذا فإن فرص تغير ترامب وهو رجل يبلغ من العمر 78 عامًا ويطلق على نفسه لقب الملياردير ويحمل اسمه على المبانى والزجاجات وملاعب الجولف معدومة.
وأخيرا أن فقاعته التى يعيش بها تكذب عليه. ويعيش كل الساسة فى فقاعات تحمى أنفسهم. ولكن فقاعات ترامب، التى تمتد من شرنقته على وسائل التواصل الاجتماعى إلى منتجع مار إيه لاغو الفاخر الذى يقطنه، من المستحيل تقريبا اختراقها بالحقيقة القاسية. فهناك دائما من يخبر ترامب بأنه فائز حتى عندما لا يكون.
كل هذه العوامل استدعت استدراجه من جانب هاريس التى ذهبت إلى فلاديفيا محددة الهدف بمناظرتها القاسية فى حين وصول ترامب إلى مركز الدستور الوطنى دون استراتيجية واضحة أو على الأقل ليس باستراتيجية يمكن أن تستمر لأكثر من أول 15 دقيقة أو نحو ذلك من اللقاء. فى حين كانت هاريس تتلقى تدريبات مكثفة حتى عينيها، كان ترامب مرتجلاً إلى حد عدم القدرة على التحكم فى نفسه.
وربما لم يستفد ترامب كثيرا من حكم قاضى جورجيا برفض ثلاث تهم جنائية فى قضية التخريب فى انتخابات عام 2020 إذا استمر على نفس نهجه وسياساته بحسب محللين والتى منحته فرصة انتصار مؤقت وسط سلسلة من الهزائم التى يواجهها منذ استبدال منافسه جو بايدن بهاريس.
وتتعلق التهم الثلاث التى تم رفضها من جانب سكوت مكافى قاضى مقاطعة فولتن بمحاولات ناخبين مزيفين تقديم وثائق مزورة للدولة. واثنتان من التهم الثلاث التى تم رفضها تنطبق على ترامب.
وفى السياق تدور معركة أخرى حول ظهور الناشطة اليمينية المتطرفة لورا لومر إلى جانب ترامب فى الأيام الأخيرة والتى فرضت تساؤلات حول نفوذها وقدرًا كبيرًا من الانتقادات من الشخصيات المتحالفة مع المرشح الرئاسى للحزب الجمهورى حيث انتقد السيناتور ليندسى غراهام وهو حليف قوى لترامب فى مجلس الشيوخ، لومر بسبب تعليقاتها العنصرية حول نائبة الرئيس هاريس، والتى استخدمت فيها صورًا نمطية فظة لمهاجمة التراث الهندى لهاريس. كما انتقد جرين هذه التصريحات.
كانت لومر قد وصفت الإسلام فى السابق بأنه «سرطان». وتم حظرها من تطبيقات مشاركة خدمة أوبر وليفت فى عام 2017 بعد أن غردت بأنها «لا تريد أبدًا دعم سائق مهاجر مسلم آخر». وتم حظرها من تويتر بعد سلسلة من المنشورات المناهضة للمسلمين وتمت إعادتها بعد أن اشترى إيلون ماسك المنصة.
وانتقد الديمقراطيون، بما فى ذلك البيت الأبيض، تعليقات لومير الأخيرة، وجادلوا بأن ارتباط ترامب بها يجب أن يكون بمثابة علم أحمر للشعب الأمريكى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الرئيس الأمريكي السابق صحيفة نيويورك مجلس الشيوخ
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يدرس تحولًا في سياساته للطاقة باستخدام الغاز الطبيعي المسال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يدرس الاتحاد الأوروبي دعم الاستثمارات في البنية التحتية للوقود الأحفوري في الخارج والتحول إلى عقود طويلة الأجل لخفض أسعار الطاقة المرتفعة التي تضر بالصناعات الأوروبية، وفقًا لمقترح اطلعت عليه مجلة "بولتيكو" الأوروبية.
وذكرت المجلة أن هذا التحرك يمثل تحولًا كبيرًا في سياسات الطاقة للاتحاد الأوروبي، مما يعزز ارتباطه بالغاز الطبيعي المسال عالي الكربون الذي كان يسعى للتخلص منه.
ويوقع الاتحاد الأوروبي - فقط - عقودًا قصيرة الأجل للغاز الطبيعي المسال ويعمل على الحد من استخدام الأموال العامة لتوسيع استخراج الوقود الأحفوري.
وثير الخطة احتمالا أن تساعد الأموال الحكومية الأوروبية في تمويل مشاريع الغاز الطبيعي المسال الأمريكية - تمامًا كما يحاول مسؤولو بروكسل التوصل إلى اتفاق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشراء المزيد من الطاقة الأمريكية وتجنب حرب تجارية.
ويشكل هذا المقترح جزءًا من خطة عمل قادمة للطاقة، من المقرر إصدارها في 26 فبراير. وتظهر المسودة أن الاتحاد الأوروبي يريد أيضًا قوانين جديدة لتسريع تحديثات شبكات الطاقة، وسيشجع على خفض ضرائب الكهرباء والحصول على تصاريح سريعة للتقنيات النووية الناشئة.
وتعتبر هذه العروض جزءًا أساسيًا من رد بروكسل على شكاوى الصناعات التي ترى أن ارتفاع تكاليف الطاقة يجعلها متخلفة عن منافسيها الأمريكيين والصينيين.
وتقول الوثيقة إن الخطة ستعمل على "خفض فواتير الطاقة على المدى القصير، بينما تسارع الإصلاحات الهيكلية اللازمة لتوفير التكاليف وتعزيز أنظمة الطاقة للتخفيف من صدمات الأسعار المستقبلية."
ومن المرجح أن تؤدي الاقتراحات الخاصة بدعم مشاريع الغاز الطبيعي المسال إلى إثارة المخاوف من أن جهود إنقاذ الاقتصاد البطيء في القارة تأخذ الأولوية على مكافحة تغير المناخ.
كما تشير الوثيقة - التي أعدتها المفوضية الأوروبية، الجهاز التنفيذي للاتحاد في بروكسل - إلى استكشاف "خيار الانخراط في عقود طويلة الأجل لجعل الأسعار أكثر استقرارًا"، وقد تشمل هذه المخططات "التي يتم من خلالها مرافقة الاتحاد الأوروبي و/أو الدول الأعضاء للمستوردين في الاتحاد الأوروبي للاستثمار مباشرة في البنية التحتية للتصدير في الخارج، وتقديم قروض تفضيلية للمستثمرين الخاصين أو تأمين حقوق التسييل للغاز".
وشير المسودة إلى "النموذج الياباني"، الذي يتضمن شراء الحكومة حصصًا في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الخارجية مقابل استمرار الوصول إلى الغاز بأسعار تفضيلية. ومن خلال هذا النهج، أصبحت طوكيو أكبر مستثمر عام في مشاريع الغاز الطبيعي المسال الأمريكية، حيث أنفقت عشرات المليارات من الدولارات واستوردت مستويات قياسية من الغاز الأمريكي في السنوات الأخيرة.
ويضغط ترامب - أيضًا - على الاتحاد الأوروبي لشراء المزيد من الغاز الطبيعي المسال الأمريكي، مهددًا بفرض تعريفات جمركية شديدة إذا لم يلتزم الاتحاد بذلك وبمتطلبات أخرى. وقد أرسلت بروكسل مبعوثين إلى واشنطن للتفاوض، وهي حريصة على إبرام صفقة للغاز الطبيعي المسال.
وقد أشادت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بذلك باعتباره وسيلة للتخلص من الغاز الطبيعي المسال الروسي.