الصادق الأمين.. ما أحوجنا إليه
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
تحتفل الأمة الإسلامية بالمولد النبوى الشريف فى 12 ربيع أول، يوم ميلاد المصطفى عليه الصلاة والسلام، الذى بعث فينا يكى يتمم مكارم الأخلاق، حيث بعثه الله عز وجل ليبين للناس مكارم الأخلاق ويؤكد الصالح منها، ويصلح ما فسد، وقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام، أعظم الناس خلقاً وأكملهم، ولذلك نحن بصدد الاحتفال بيوم مولده الذى يوافق غداً الأحد، نقول ما أحوجنا إلى أخلاق نبينا وهادينا الكريم.
لقد تحلى عليه الصلاة والسلام بصفات خلقية تحتاج إلى مئات من الكتب لكى نرصدها ونحللها، فهو الصادق فى أعماله وأقواله، ونياته مع المسلمين وغيرهم، والدليل على ذلك أنه لقب بالصادق الأمين.
كما أن سماحته وعفوه عن الناس وصفحه عنهم بقدر استطاعته، ومن القصص الواردة فى ذلك عفوه عن رجل أراد قتله وهو نائم، قال عليه الصلاة والسلام: «إن هذا اخترط علىّ سيفى، وأنا نائم فاستيقظت وهو فى يده صلتا، فقال: من يمنعك منى؟ فقلت: الله ــ ثلاثاً ــ ولم يعاقبه وجلس.
من صفات النبى عليه الصلاة والسلام أيضاً كرمه وجوده وعطاؤه، أيضاً تواضعه وعدم تعاليه وتكبره، كما أمره الله ــ سبحانه وتعالى ــ فالتواضع من الأسباب التى تسهم فى تآلف القلوب، فكان الرسول الكريم يجلس بين الناس لا يميز نفسه عنهم ولا يترفع على أحد منهم. كان يزور المرضى ويشارك فى الجنائز.
ومن الصفات الجميلة التى تحلى بها رسولنا الكريم عفة اللسان وحفظه وعزم نطقه بالقبيح والسيئ، روى عن أنس بن مالك ــ رضى الله عنه ــ لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا لعاناً ولا سباباً.
كان رضوان الله عليه يحترم الكبير ويعطف على الصغير، يقبل الأطفال ويحنو عليهم.. كان حياؤه يحفظه من ارتكاب الشرور من الأعمال وكان شجاعاً لا يخشى إلا الله سبحانه وتعالى لذلك كان يقول الحق دون أن يخشى أحدًا.
إن الله تعالى قد خص رسوله الكريم بأجمل الصفات وأحسنها وأتمها ظاهراً وباطناً وليس بالغريب فى هذا، فهو الذى يقول عن نفسه: إن الله بعثنى لأتمم حسن الأخلاق، ويقول أيضا: أدبنى ربى تأديباً حسناً إذ قال: «خذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» فلما قبلت ذلك قال: «وإنك لعلى خلق عظيم».
ولما سئلت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن خلقه قالت: كان خلقه القرآن، نعم.. كان خلقه القرآن الكريم أوجزت وجمعت أم المؤمنين فى وصفها لخلق رسولنا الكريم.
ما أحوجنا يا رسول الله إلى خلقك هذه الأيام التى انتشر فيها الكذب والضعف وقلة الحيلة والبخل وانتشار الكراهية بين الناس وعدم الأمانة والحسد والحقد والغيبة والنميمة.. كلها عيوب تحتاج أن نعيد النظر فيها، ونعود إلى أخلاق الرسول عليه الصلاة والسلام.
الاحتفال بمولد المصطفى هو تذكير للأمة الإسلامية بما قدمه لنا الرسول الكريم من رسائل وعظات تستحق أن نداوم عليها، ليس فى يوم مولده فقط، بل طوال العام، لعلنا بتطبيق أخلاق الرسول، ينصلح الحال بين ربوع الأمة العربية والإسلامية.
فى يوم مولدك.. اللهم صلى وسلم وبارك على سيد الخلق أجمعين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمة العربية والإسلامية الزاد أمجد مصطفى علیه الصلاة والسلام
إقرأ أيضاً:
"أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم" أمسية علمية بأوقاف الفيوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عقدت مديرية أوقاف الفيوم أمسية علمية بمسجد السعادة بمسجد السعادة اليوم، بعنوان:"أثر اللغة العربية في فهم القرآن الكريم"، أقيمت الأمسية بتوجيهات من وزير الأوقاف الدكتور أسامة السيد الأزهري ،بحضور الدكتور محمود الشيمي، وكيل وزارة الأوقاف، والشيخ جمال أحمد ،مدير إدارة بندر ثان، وعدد من الأئمة.
خلال اللقاء أشار العلماء ،إلى أن العلوم الإسلامية متنوعة، فهناك علوم وسائل، وهناك علوم مقاصد، ولا نستطيع فهم مقاصد الذكر الحكيم إلا بعد فهم علوم الوسائل، فعلوم الوسائل: كاللغة والمنطق، وما إلى ذلك، وعلوم المقاصد: هي علوم أصول الدين، أي الفقه الأكبر في العقائد، والفقه الأصغر في الشرائع ؛ ولذلك قام المنهج العلمي في علوم المسلمين منذ البدء على إحياء العلوم اللغوية، والقاعدة الأصولية تقول : " ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، فإذن لا يتم فهم القرآن الكريم إلا بفهم اللغة العربية والإحاطة بها علمًا، فصارت علوم اللغة علومًا واجبة التعلم، وواجبة الفهم، لمن يريد أن يَرِدَ حِيَاضَ القرآن الكريم ، وأن يقفَ على هذا البحر ، المأدبة الكبرى التي لا يمكن أن تدانيها مأدبة،ومن هنا كان أول علم نشأ في علوم المسلمين في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ثم امتد في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) هو علم النحو ؛ لأن أبا الأسود الدؤلي أشار عليه علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) أن يكتب مسائلَ النحو، فكتب مسائلَ الفاعل، وكتب بابَ المفعول ، وكتب بابَ المبتدأ ، وكان ذلك في القرن الأول الهجري ؛ لحاجة الناس حينذاك إلى فهم علوم اللغة العربية ، فحاجتنا اليوم إلى فهم علوم اللغة العربية أشد ضرورة لفهم القرآن الكريم .
كما أشاروا، إلى حديث رسول الله(صلى الله عليه وسلم) : "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ"، حيث فهمت جماعات العنف والتطرف أن الرسول(صلى الله عليه وسلم) يأمرنا أن نقاتل الناس حتى ينطقوا بالشهادتين، وهذا فهم غير صحيح؛لأن الله(عز وجل) قال: "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ"، فدخول الإسلام يكون بالرغبة لا يكون كرهًا أبدًا، لأن الله لا يقبل أن يعبده كارهٌ له، فلو أخذنا الحديث على محمله الذي يأخذونه عليه، ترتب على ذلك دماء، بل إنهم يخرجون المسلمين إلى الكفر بناء على هذا الفهم غير الصحيح للغة الحديث الشريف
واوضحوا ان هناك فرق كبير بين: " أمرت أن أقاتل" ولم يقل : أمرت أن أقتل ؛ لأن" أقتل" فعل صادر واقع من فاعل على مفعول به، وأما "أقاتل" فهي صيغة مشاركة، أي : أقاتل من يقاتلني،فالحديث لوقف الدماء وليس لإراقة الدماء،من أجل ذلك استخدم رسول الله(صلى الله عليه وسلم)صيغة المشاركة التي تدل على طرفين،إذن فالفهم الصحيح للغة هو الذي يبلغ المقاصد ، ولذلك تجد القرآن الكريم قائم على أمر ونهي، افعل ولا تفعل، فلا غنى لمسلم يريد أن يفهم القرآن من تعلم علوم اللغة العربية، مشيرين إلى أنه لا تؤخذ الفتوى إلا من أصحابها ممن يحيطون بعلوم الوسائل وعلوم المقاصد ، المشهود لهم بالاجتهاد.
وأكد العلماء،أن القدر المطلوب من تحصيل علوم اللغة العربية يكون على حسب الغرض ، فهو يختلف من العامة، إلى الداعية إلى الفقيه، فإذا ارتقينا للإمام والخطيب فنقدم له أبواب النحو العامة كلها التي تجلي له النمط القرآني، وكذلك قدر من البلاغة لفهم حلاوة القرآن،وأيضًا علم المعاجم الذي يستطيع به أن يصل إلى معاني الألفاظ ، وكذلك علم الصرف الذي يهتم ببنية الكلمة،وأما الفقيه فيأخذ علوم اللغة كلها،وقد قال الإمام الشافعي:وَلِسَانُ الْعَرَبِ أَوْسَعُ الْأَلْسِنَةِ مَذْهَبًا، وَأَكْثَرُهَا أَلْفَاظًا، وَلَا يُحِيطُ بِجَمِيعِ عِلْمِهِ إنْسانٌ غَيْرُ نَبِيٍّ ".