لا تزال أزمة المصرف المركزي تتصدر المشهد الليبي، وسط ضبابية بالموقف وحلول شبه غائبة حتى الآن، ما تسبب بآثار جمّة على سعر الصرف، فكيف يبدو المشهد اليوم في المصرف المركزي، وإلى أين تتجه الأمور؟

وحول ذلك، قال رجل الأعمال والخبير الاقتصادي حسني بي لشبكة “عين ليبيا”: “تمر ليبيا بأزمة تلو الأخرى منذ الانقسام السياسي واتقسام مجلس إدارة مصرف ليبيا في أكتوبر عام 2014، وتوجت بأزمة مشروعية تكليف إدارة السلطة النقدية لمصرف ليبيا المركزي المتمثلة في محلس إدارتها”.

وأضاف الخبير الاقتصادي: “مسيرة أزمات المركزي قديمة وتتجدد منذ عام 2014 عندما انقسم مجلس الإدارة غربا وشرقا، ورغم الآمال بالفرحة بتوحيد مجلس الإدارة في ديسمبر 2020، إلا أنها فرحة لم تدوم وعام 2023 قرر مجلس النواب أن يقتصر مجلس إدارة مصرف ليبيا المركزي في (محافظ ونائب محافظ) مع منح الاثنان كامل صلاحيات سلطات (مجلس الإدارة)”.

وتابع حسني بي: “بعد سنة دخلنا بأزمة أخرى وانتهى أمر مجلس إدارة المركزي لترك المحافظ المشهد ومغادرة الوطن بسبب تكليف (مجلس إدارة) من قبل السلطات التنفيذية”.

وتابع حسني بي: “صحيح أن الإجراءات حسب الدستور وبناء على التعديل الدستوري بالاتفاق السياسي وبناء على مواد القانون المنظمة لإدارة السلطة النقدية ومنها محافظ مصرف ليبيا المركزي ومجلس الإدارة، ترجع إلى السلطات التشريعية و توافق مجلس النواب والدولة وللأسف لم يتفقان حتى الآن رغم مرور قرابة 3 أسابيع على انفجار الأزمة”.

وأردف: “نحن جميعا نمر بأزمة ثقة وأزمة نقدية وأزمة موارد مالية بسبب توقف إنتاج وتصدير النفط، والضحية الحقيقية لهذه الأزمات هو المواطن والوطن”.

وأضاف: “كلما طال أمد الأزمة بدون التوافق لإقرار آلية مصرف ليبيا واستئناف تصدير النفط، كلما انخفضت قيمة الدينار وارتفع التضخم وانهارت القوة الشرائية للمواطن ومنها عامة اقتصاد الدولة”.

وتابع حسني بي: “طلبنا التوافق الفوري والسريع لإقرار مجلس إدارة متكامل كان من كان المختار للمهمة”، مضيفا: “شخصيا لا يهمني أية صفة إلا كونهم ذو قدرات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإخراجنا من الانهيار”.

وقال الخبير الاقتصادي: “للعلم الركن الضعيف بالمعادلة والضحية الحقيقية والوحيدة تتمثل في إفقار 95% من الشعب حتّى”، مضيفا: “إن الصراع بين 1000 شهص لا يخسرون الكثير، مع العلم بأن المستفيد من الأزمة لا يتعدى 1% من الشعب”.

واستطرد حسني بي: “الدينار الليبي فقد 95% من قيمته الحقيقية خلال عام 1982 حيث كان قيمة الدولار 330 درهم والآن السعر الحقيقي يتجاوز 7.000 دينار”، مضيفا: “لا يمكن إلغاء الرسم المفروض على سعر الصرف 27% في ظل هبوط أسعار النفط إلى ما يقارب 66$ للبرميل وتوقف إنتاج وتصدير النفط بنسبة 81%” .

وختم الخبير الاقتصادي بالقول: “لاحتواء الأزمة بأقل الأضرار على الاقتصاد وعلى القطاع المالي، نطالب مجلس النواب والدولة التوافق لإقرار مجلس إدارة للمركزي متكامل، كما أتمنى أن يكون المحافظ اقتصادي وأغلب الأعضاء (تكنوقراط مستقلين واقتصاديين)، ونائب المحافظ مصرفي ومن تبقى ما لا يقل عن واحد مالي وواحد قانوني”.

آخر تحديث: 13 سبتمبر 2024 - 19:57

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: المجلس الأعلى للدولة المجلس الرئاسي حسني بي مجلس النواب مصرف ليبيا المركزي مجلس الإدارة مجلس إدارة مصرف لیبیا حسنی بی

إقرأ أيضاً:

مؤسسة النفط تناقش صعوبات زيادة الإنتاج وتثني على جهود الشركات التابعة

ناقشت الجمعية العمومية للمؤسسة الوطنية للنفط في جلستها الأولى ببنغازي الصعوبات التي تواجه شركات الخليج العربي، والوطنية، للإنشاءات والجوف، والتي تعيق تنفيذ خطط المؤسسة لزيادة إنتاج النفط.

كما استعرضت الجلسة خطط وبرامج هذه الشركات، ومشاريعها الإستراتيجية المنفذة، وميزانياتها للعام 2024، بالإضافة إلى المشاريع المزمع إقامتها خلال العام الجاري.

وأوضح رؤساء لجان إدارة الشركات أن مشاريع زيادة الإنتاج تواجه صعوبات كبيرة بسبب النقص الحاد في الميزانيات التشغيلية، محذرين من أن استمرار التأخير في صرف الميزانيات اللازمة سينعكس سلبًا على استقرار عملية الإنتاج، التي وصلت إلى 1.4 مليون برميل يوميًا بنهاية العام 2024.

من جانبه، ثمّن رئيس مجلس إدارة المؤسسة المكلف، مسعود سليمان، جهود شركة الخليج العربي في نجاح مشروع (L63) الذي أضاف وحدتي قدرة كهربائية بسعة 36 ميغاوات، وربطهما بالشبكة في حقلي مسلة والسرير، مما سيعزز إنتاج الطاقة ويسهم في زيادة الإنتاج، داعيًا إلى الإسراع في استكمال مشروع استغلال غاز حقلي مسلة والسرير.

كما وأشاد أعضاء مجلس إدارة المؤسسة بجهود الشركة الوطنية للإنشاءات النفطية المساهمة، لإنجازها العديد من الأعمال، من بينها صيانة الخزان رقم 1 في شركة سرت، وتنفيذ أعمال الإنشاءات التجهيزية لمشروع محطة الإنتاج المبكر لشركة المبروك، وربط خطوط الإنتاج للبئرC-335، وزيادة القدرة التخزينية بشركة الواحة.

وفي سياق آخر، أكد أعضاء مجلس إدارة المؤسسة على نجاح شركة الجوف في زيادة معدلات الإنتاج، من خلال المشاركة في مشروعات الإنتاج المبكر مع شركتي زلاف ونفوسة، وكذلك دعم شركات القطاع بالمواد اللازمة المستخدمة في عمليات الإنتاج.

المصدر: المؤسسة الوطنية للنفط.

المؤسسة الوطنية للنفطبنغازي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: غياب التوافق المالي يهدد الاستقرار الاقتصادي في ليبيا
  • المركزي: استئناف العمل بخدمة نقاط البيع بالعملة الأجنبية
  • محافظ "المركزي المصري": المجموعة الاستشارية تعزز التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء
  • المركزي يستضيف اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية لمجلس الاستقرار المالي
  • "المركزي" يستضيف اجتماع المجموعة التشاورية الإقليمية
  • الإنفاق الحكومي في 2025 يتصدر مباحثات المركزي والنواب
  • «الوطنية للنفط» تستعرض أداء مجموعة شركات وسبل تطوير عملها
  • المركزي يصدر مجموعة قرارات بخصوص «مكاتب صرافة»
  • أفريكان مانجر: وفد تونسي في ليبيا لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين
  • مؤسسة النفط تناقش صعوبات زيادة الإنتاج وتثني على جهود الشركات التابعة