كيف هزت حرب غزة صورة سانت باولي اليساري المقاوم؟
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
يعد "سانت باولي" -الوافد الجديد هذا الموسم على البوندسليغا- من بين أقدم الأندية في ألمانيا، إذ يعود تاريخ تأسيسه إلى عام 1910، ومع ذلك فإن شهرته ترددت أكثر خارج ملاعب كرة القدم، حيث عرف بالتزامه السياسي العلني بمناهضة العنصرية والفاشية والتمييز الجنسي ومناصرة قضايا المهاجرين واللاجئين.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وتزايد أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين وتفاقم الأزمة الإنسانية، تعرضت سمعة هذا النادي اليساري لضربة قوية بين مؤيديه في العالم.
بالعودة إلى التاريخ، تعد منطقة سانت باولي ذات هوية يسارية مقاومة ومتمردة منذ القدم. فالحي الواقع على الجزء الشمالي من ميناء هامبورغ كان معقلا للمهمشين والفقراء والمرضى والحرفيين وكل الأنشطة الصناعية الملوثة، مثل مصنع التقطير أو مزرعة الطاعون التي أحدثت أثناء تفشي وباء الطاعون بالبلاد.
ولطالما عرف حي سانت باولي بتواتر الاضطرابات الاجتماعية بما فيها تلك التي رافقت الثورة الألمانية عام 1848. ولم يكن متاحا لسكانه عبور الأبواب المقفلة لهامبورغ دون دفع رسوم.
وفي القرن العشرين، استقطب الحي العائلات المهاجرة التي ظلت تعيش هناك لأجيال متتالية جنبا إلى جنب مع المتقاعدين والطلبة ومتلقي الرعاية الاجتماعية والعاملين المستقلين بقطاع الثقافة والفن، ليشكلوا جميعا مزيجا من الرواسب الاجتماعية والثقافية المختلطة.
وقد بدأ أنصار الفريق يلفتون انتباه العالم في ثمانينيات القرن عندما بلغ النادي الآخر بالمدينة "إف سي هامبورغ" ذروة المجد مع جيل ذهبي بحصوله على دوري أبطال أوروبا، ولكن مشجعي سانت باولي -وعلى عكس موجة المشجعين اليمنيين المتطرفين التي تفشت بملاعب أوروبا تلك الحقبة- اختاروا الطريق المعاكس في المدرجات لإعلاء القيم اليسارية وتحويل لعبة الكرة إلى عنصر معزز للاندماج وليس العكس.
ومن العلامات الفارقة في تاريخ النادي مطالبة جماهيره بتغيير اسم ملعبه "فيلهلم كوخ ستاديوم" عام 1988 بسبب انتماء الرجل السياسي فيلهلم كوخ في الماضي لحزب العمال الاشتراكي القومي النازي (NSDAP) اليميني المتطرف. وأصبح الملعب بعد ذلك تحت اسم "ميلرنتور".
ميلرنتور الملعب الرئيسي لنادي إف سي سانت باولي (شترستوك) حاضنة للمهاجرينحتى وقت قريب، كان سانت باولي ومشجعيه إحدى أيقونات الأندية الأوروبية التي تناضل ضد الكرة التجارية، وكانت إحدى مبادراته اللافتة إطلاقه نادي إف سي لامبيدوزا عام 2014 عبر حملة تبرعات من المشجعين الملتزمين، في خطوة رمزية لدعم للمدينة التي تمثل خط الواجهة الأول لموجات التدفق للمهاجرين واللاجئين، والذين يحط أعداد منهم نهاية المطاف في مدينة هامبورغ.
وبالنسبة لسانت باولي، فإن إف سي لامبيدوزا ليس مجرد ناد للكرة فهو حاضنة للمهاجرين واللاجئين الذين عاشوا قصصا إنسانية معقدة وملهمة في رحلاتهم المأساوية، حيث يوفر لهم النادي دورات في تعلم اللغة والاندماج. وبفضل التزامه بالقضايا الإنسانية والاجتماعية نجح النادي في أن يكون ملهما للكثير من روابط المشجعين.
ومع بداية الألفية أطلق عدد كبير من نوادي المعجبين بسانت باولي في الخارج، مثل بريطانيا واليونان وكتالونيا وإيطاليا ونيويورك وكندا والأرجنتين وعشرات البلدان الأخرى. وتشير إحصائية إلى وجود حوالي 500 رابطة من روابط المشجعين في العالم التي تتشارك مع سانت باولي نفس القيم.
ومع أن المشجعين المنتشرين في المدارج بأقمصة القرصان يرفعون بكل فخر شعار "لا يوجد إنسان غير قانوني" إلا أن هذا الشعار تعرض لشرخ كبير عندما وضع على المحك أثناء سقوط الآلاف من الأطفال والنساء تحت الآلة العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.
معايير مزدوجةومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، شهد هذا الانتشار الدولي -غير المسبوق لناد من الدرجة الثانية- انحسارا متسارعا تعرضت معه صورة الجيب اليساري المتمرد على خارطة الكرة لأضرار بالغة قد لا يكون متاحا رتقها مستقبلا.
ويوضح محمد أمين الكناني المتخصص الإعلامي في شؤون الرياضة بألمانيا بمؤسسة "سكاي سبورت" -في حديثه مع الجزيرة نت- أن صوت الألتراس بألمانيا لا يختلف في العموم عن صوت الساسة في هذه النقطة بالذات، والسبب في ذلك هو الربط الوثيق والمتعمد لكل الانتقادات التي توجه لدولة الاحتلال بمعاداة السامية وتعريض وجود دولة إسرائيل للخطر.
وتابع في تحليله "لم تظهر هذه المجموعات، ولا سيما ألتراس سانت باولي التي تدعي النضال من أجل الأقليات والحريات، مواقف مشرفة كتلك التي صدرت عن روابط مشجعي السلتيك ومجموعات اللواء الأخضر الداعمة لفلسطين. ولا يستبعد الكناني وجود ضغوط سياسية ألمانية على مواقف الألتراس ومن بينها خصوصا موقف روابط مشجعي سانت باولي.
وسواء كان ذلك صحيحا أم لا، يعتبر الكناني أن مصداقية روابط مشجعي سانت باولي تلقت في كل الحالات ضربة في مقتل على مدى نحو عام.
تعاطف مع قتلى إسرائيلخلال طوفان الأقصى، أصدر النادي الألماني بيانا أعلن من خلاله تعاطفه مع القتلى الإسرائيليين، وأعلن رفضه لهذه العملية مرسلا في نفس الوقت بتعازيه إلى نادي هابويل تل أبيب الذي تربطه به صداقة.
ولكن البيان لم يمر مرور الكرام وكان منطلقا لإحداث انشقاقات في صفوف نوادي المشجعين، والسبب في ذلك أن سانت باولي أغمض عينيه عما لحق بالمدنيين الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلي المكثف لاحقا على مدى عدة أشهر لقطاع غزة، ولم يصدر بشأنهم أي بيان يشجب فيه عمليات الفتل والعقاب الجماعي.
ولم يقف الأمر عند هذا الحد، ففي 12 أكتوبر/تشرين الأول تلقت المجموعات المؤيدة لفلسطين -على الموقع الخاص للمجلس المتحدث باسم روابط المشجعين- تحذيرا جديدا من إبداء التعاطف مع حركة حماس أو تبرير هجومها، واعتبرت التعليقات بهذا الاتجاه أنها قد "تجاوزت الحدود".
وكان البيان بمثابة كعب أخيل في نادي روابط مشجعي سانت باولي، حيث أعلنت العديد من الروابط الأجانب حل نفسها لاحقا، من بينها مجموعات من ليفربول وخانيا وغلاسكو وكتالونيا.
سانت باولي ومشجعوه تعرضوا للنقد لإغماض أعينهم عما لحق بالمدنيين الفلسطينيين تحت القصف الإسرائيلي (غيتي) رسالة ألتراس سلتيكوتواصلت ردود الفعل مع إعلان مجموعة مشجعي بلباو عبر بيان صحفي الوقف الفوري لأنشطتها المرتبطة بسانت باولي، بسبب تبني النادي الألماني "رواية واحدة للأحداث، وتجاهل القتل العشوائي للمدنيين والفصل العنصري والاحتلال للأراضي الفلسطينية". وأردف المشجعون في بيانهم "توصلنا إلى نتيجة مفادها أننا بالتأكيد لسنا في مكاننا".
وألقت أزمة النوادي بظلالها على الصداقة القوية بين ألتراس سانت باولي ونظرائهم مشجعي سلتيك الأسكتلندي المعروفين بمناهضتهم للاستعمار وتعاطفهم مع الفلسطينيين. ووصل الأمر حد التراشق العلني بالشعارات بين المشجعين.
ونهاية أكتوبر/تشرين الأول 2023، عرض مدرج لمشجعي سانت باولي رسالة "من غلاسكو إلى غزة: حارب معاداة السامية، حرر فلسطين من حماس". وجاء الرد سريعا من اللواء الأخضر برفع لافتة تقول "اللعنة على سانت باولي.. حرر هامبورغ من محبي موسيقى الجاز".
وبعد ذلك لم يتأخر اعلان "نادي مشجعي إف سي سانت باولي في غلاسكو" الذي تأسس عام 2016 وأعلن حل نفسه في 11 يناير/كانون الثاني 2024.
وعلق موقع "هابورغ مورغن بوست" -على الأزمة المحيطة بالنادي- بأنه بات من الواضح أن مشاهد الود بين روابط المشجعين أصبحت أمام معضلة، فبقدر ما كان تموقع سانت باولي واضحا بقدر ما كان موقف الآخر مناقضا تماما. وحتى في شبكة "أليرتا" التي ينتمي إليها ألتراس سانت باولي، تميل العديد من مجموعات المشجعين للوقوف إلى جانب معارضي إسرائيل.
St Pauli fans respond to their international fan clubs after criticism for their statements regarding the war in Israel, during their match against Schalke tonight. pic.twitter.com/Xvmt7rGuOc
— ???????????????????????? ???????????????????? ???????????????????????????????? (@thecasualultra) October 31, 2023
وقد لفت موقع إنفو ليبرتار -المتخصص بالصحافة المقاومة والمناهضة للفاشية والداعم للصحافة البديلة- إلى أزمة هوية داخل سانت باولي، فمن جهة يقدم النادي نفسه كقلعة اليسار الراديكالي الألماني "المناهض لألمانيا" وللقومية الألمانية، وهي موجة ظهرت عقب توحيد شطري ألمانيا بداية تسعينيات القرن الماضي. ومن جهة ثانية لا يتردد في الدفاع عن إسرائيل وممارسات الاستعمار والاستيطان فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وكتب نادي مشجعي "إم إف سي 1871" الباريسي تعليقا على هذه المعضلة "إنهم يعانون من قراءة ألمانية مركزية للاستعمار الإسرائيلي. ويؤدي هذا إلى موقف رجعي وعنصري، النتيجة المنطقية للدعم المستمر لدولة إمبريالية ويمينية متطرفة".
وفي حين يميل أغلب مشجعي سانت باولي داخل ألمانيا في الغالب إلى تبني موقف ناديهم، فإن المشجعين خارج البلاد يجدون صعوبة في قبول فكرة أن النادي لا يبدي توازنا موضوعيا في التعاطف بنفس القدر مع الضحايا الفلسطينيين.
وجاء إعلان مشترك وقعته 13 مجموعة من الروابط العالمية المشجعة للنادي قالوا فيه إنهم "يتفهمون موقف اليسار الحساس والحذر تجاه إسرائيل" لكنهم في نفس الوقت عبروا عن شعورهم بالحزن لأن النادي لم يتخذ موقفاً بشأن المدنيين الفلسطينيين في غزة التي تعيش تحت الحصار منذ 14 عاماً، ودعوا إلى "إيجاد حل دائم يضمن الحرية والتعايش السلمي بين إسرائيل وفلسطين".
ألمانيا تدافع عن إسرائيلوعلى الرغم من انقضاء نحو عام على العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن ألمانيا فشلت في الدفع بحل سياسي ينهي معاناة المدنيين في غزة والقتل المستمر، وكانت على العكس من ذلك الدولة الأكثر عرضة للانتقادات الدولية في تعاطيها مع الوضع الكارثي للفلسطينيين.
وكان الإعلامي الألماني المتخصص بشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كيرستن كنيب قال للجزيرة نت -خلال الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي- إن بلاده تشعر أن عليها دينا تاريخيا وواجبا في حماية إسرائيل، بل إن "أمن إسرائيل ووجودها سبب وجود الدولة في ألمانيا، لذا فهما يمثلان معا جوهر المصالح الألمانية".
وفي هذا السياق، يعترف رئيس سانت باولي أوكي غوتليش في إحدى تصريحاته بأن "هناك وجهة نظر ألمانية بشأن معاداة السامية، بسبب تاريخ ألمانيا النازي، وهو ما يبرر الدفاع عن الشعب الإسرائيلي ودولته" لكنه يشير في نفس الوقت إلى أن النادي يعارض السياسات "المعادية للإنسان" و"اليمين المتطرف" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأشار أيضا إلى أن سانت باولي "يساعد سكان غزة من خلال التبرع للبرامج الإنسانية" ويذهب إلى حد القول "لو كنت سياسيا، كنت سأقاتل من أجل حل الدولتين، لكن لست أنا من يقرر. وهنا نحن نصل إلى أقصى حدودنا. وفي بعض الأحيان لا يمكننا أن نكون سوى نادي كرة قدم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
فيرستابن يتطلع إلى دخول «النادي المغلق»!
لاس فيجاس (أ ف ب)
يدنو سائق ريد بول الهولندي ماكس فيرستابن خطوة إضافية نحو الانضمام إلى نادٍ مغلق يضم سائقين أحرزوا لقب بطولة العالم لـ «الفورمولا -1» أربع مرات، هذا الأسبوع، في حال نجح في التفوق على صديقه ومطارده المباشر سائق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس في جائزة لاس فيجاس الكبرى.
ويحتاج بطل العالم في الأعوام الثلاثة الماضية الذي أنهى فترة عجاف استمرت 10 جوائز كبرى من دون فوز، بانتصار تاريخي بعد انطلاقه من المركز السابع عشر في جائزة البرازيل الكبرى في البرازيل قبل ثلاثة أسابيع، للاحتفاظ بلقبه، إما إلى الفوز بالمرحلة الثانية والعشرين، أو إنهائها أمام نوريس، أو عدم حلول سائق ماكلارين بين المراكز الثمانية الأولى.
وبعد بداية صاروخية للموسم شهدت فوزه بسبعة من أول 10 سباقات، تراجع أداء «ماد ماكس» خلف مقود سيارة فقدت الكثير من قوتها وسرعتها، ما طرح العديد من أسئلة التشكيك بأسلوبه التسابقي العدواني.
ورغم ذلك، بدد الهولندي هذه الشكوك بعدما اجتاز خط النهاية على حلبة إنترلاجوس البرازيلية في المركز الأول، ليعود مجدداً إلى سكة الانتصارات، وتحديداً منذ صعوده إلى أعلى عتبة لمنصة تتويج جائزة إسبانيا الكبرى في 23 يونيو، الجولة العاشرة من الفئة الأولى.
ويتسلّح فيرستابن بالخبرة التي اكتسبها من فوزه في شوارع مدينة لاس فيجاس خلال النسخة الافتتاحية العام الماضي، ما يجعله المرشح الأوفر حظاً لانتزاع لقبه العالمي الرابع توالياً.
ويحتل الهولندي صدارة الترتيب العام للسائقين برصيد 393 نقطة، متقدماً بفارق 62 عن نوريس (331)، مع بقاء 60 نقطة أخرى للفوز بها بعد سباق لاس فيجاس، وتحديداً في الجولتين الأخيرتين (قطر وأبوظبي).
وأمام هذه المعطيات، يدرك فيرستابن جيداً، واقع عدم حاجته للمقامرة في سعيه للانضمام إلى نادٍ مغلق يضم فائزين باللقب 4 مرات أو أكثر، وهم البريطاني لويس هاميلتون، والألماني ميكايل شوماخر (7 ألقاب لكل منهما)، والأرجنتيني خوان مانويل فانجيو (5)، والفرنسي ألان بروست، والألماني سيباستيان فيتل (4 لكل منهما).
كما يدرك ابن الـ 27 عاماً على غرار الحظيرة النمساوية التي يدافع عن ألوانها، أن فريق ماكلارين الذي يسعى إلى تحقيق أول لقب للصانعين منذ عام 1998، يريد تأجيل ما يبدو أنه لا مفر منه مع دخول بطولة العالم في فصل ثلاثي أخير للموسم الحالي، مع إقامة الجولتين الأخيرتين تباعاً بين الأول والثامن ديسمبر المقبل.
وتتصدر الحظيرة الإنجليزية سباق لقب الصانعين برصيد 593 نقطة في صراع متقارب مع فريقي فيراري الذي تتقدم عليه بفارق 36 نقطة (557)، و49 نقطة عن ريد بول في المركز الثالث (544).
قال فيرستابن: «كان سباق البرازيل مذهلاً بالنسبة لنا».
وتابع، «لقد كانت لحظة خاصة بالنسبة لي وللفريق، وكان من الرائع أن نعود إلى مستوانا الذي كنا عليه سابقاً».
وأضاف، «لقد قام الفريق بعمل مذهل، ونأمل في أن نستمر في ذلك في السباقات المقبلة، هي الدفعة الأخيرة للجميع».
واستطرد قائلاً بشأن سباق لاس فيغاس: «لقد قدمنا أداءً جيداً هنا العام الماضي، إنها حلبة سريعة مع خطوط مستقيمة طويلة، والعديد من فرص التجاوز».
في المقابل، يتعيّن على نوريس التغلب على فيرستابن، ليكون بين الثمانية الأوائل، للحفاظ على آماله في انتزاع اللقب العالمي للمرة الاولى في مسيرته.
وسيجلس البريطاني خلف المقود، وفي جعبته تعليمات واضحة من فريقه بعدم المخاطرة المفرطة، وتناسي تعرضه لحادث في اللفة الثانية في نسخة العام الماضي، والفشل الذريع في البرازيل هذا العام، حيث شاهد العلم المرقط في المرتبة السادسة، بعد انطلاقه من المركز الأول في سباق «درامي» أقيم تحت الأمطار الغزيرة.
قال نوريس في إشارة إلى موعد الانطلاق المقرر ليلة السبت: «سنكون تحت الأضواء في لاس فيجاس».
وتابع، «القيادة على طول الشريط أمر رائع، وأنا أتطلع إلى التسابق هناك، كانت لدينا سيارة جيدة هذا العام، ولا أطيق الانتظار لمعرفة ما يمكننا فعله».
من ناحيته، حثّ زاك براون، مدير فريق ماكلارين سائقه نوريس على الدفع إلى أقصى حدوده، ولكن ليس تجاوزها هذا الأسبوع، بعد معركتين حاسمتين بينه وفيرستابن في تكساس والمكسيك.
قال، في إشارة إلى الحادث بين البريطاني، والهولندي على حلبة أوستن أثار حوله الكثير من الجدل: «لقد قاد ببراعة في أوستن، والشيء الوحيد الذي كان بإمكانه فعله بشكل مختلف هو القيادة باتجاه سيارة ماكس، لكن هذا ليس أسلوبنا، ولا هو أسلوب لاندو».
وتابع «لاندو يقود بقوة، ولكن بطريقة عادلة، لكن ماكس يدفع القواعد إلى أقصى حد، عليك أن تظهر له أين توجد الحدود، وإذا لم يتم ذلك، فستكون هناك مشاهد مثل تلك التي شاهدناها بين لويس هاميلتون وماكس في عام 2021 عندما قال لويس لنفسه كفى، ولا أعتقد أننا نريد العودة إلى ذلك».
في منافسة متقاربة، سيعتمد الفريقان كلاهما على سائقيهما الآخرين، الأسترالي أوسكار بياستري من ناحية ماكلارين، والمكسيكي سيرخيو بيريس من ناحية ريد بول في محاولتهما صد محاولات فيراري بقيادة شارل لوكلير من موناكو الذي سجل العام الماضي أسرع توقيت في التجارب التأهيلية وانهى السباق في المركز الثاني.
ومع وجود الكثير على المحك في المدينة المعروفة عالمياً بحياتها الليلية الصاخبة والوجهة المفضلة لرواد ألعاب الميسر، سيكون مدير السباق الرسمي المعيّن حديثاً البرتغالي روي ماركيش في دائرة الضوء بعد الرحيل غير المتوقع للألماني نيلز فيتيش.
يسعى منظمو السباق إلى تلميع صورته أمام سكان مدينة اعترضوا مراراً على إقامته لأسباب بيئية، من خلال تقديم 10 آلاف تذكرة مجانية.