بوابة الوفد:
2025-02-16@21:16:16 GMT

اعتداءات على المخطوطات العربية

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

أمام تلك الوفْرة من المخطوطات اهتمت الأجيال بها فخصصوا لها الأماكن لاستيعاب الكتب والمخطوطات، حتى لقد اتسمت هذه الحضارة بحب الكتب والمكتبات، والعلم والعلماء.
ويذكر المؤرخون أن «الإسكندر المقدونى» لما غزا الشرق وأخضعه للسيطرة الثقافية، والسياسية، والعقلية قرابة ألف سنة (330ق.م - 632م) ظن الناس أنه لم يعد شرقًا ولا غربًا، وأن شخصية الشرق قد امّحتْ برغْم ردود الفعل التى قام بها الشرق لاسترجاع شخصيته وتحرره من ربقة الغرب حسب تعبير المؤرخ الشهير «توينبى»، غير أن الذى أعاد للشرق شرقيته وشخصيته كان الإسلام، لقد وقفت اللغة العربية فى مواجهة اللغة اليونانية، والعادات اليونانية، ووقف الإسلام من الحضارات موقفا حضارياً من لغات: يونانية، وقبطية، وهندية، وأشورية، وفارسية، وكلدانية، وسريانية، وحرصا على المخطوطات، وحفْظا لها استمرتْ عادة إخفاء الكتب، ويذْكر «روكسن بن زائد العزيزى « أنه عثر فيى أوائل القرن الرابع الهجرى على مخابئ فى رستاق (جي) بفارس على أزج (وهو بيت مبنى طولا) مقصورة بالحجارة، فوجدوا فيه كتبا كثيرة فى لحاء التّوز (شجر)، وفيها من علوم الأوائل بالفارسية القديمة (الفهلوية)، وعثروا على مخطوطات فى ( أزج) آخر، وهكذا كانت عادة إخفاء الكتب فى الكهوف، وكان ابن النديم قد ذكر فى (الفهرست): « والذى رأيته أنا بالمشاهدة أنّ « أبا الفضل بن العميد» أنْفذ إلى هنا سنة نيّف وأريعين كتبا مقطّعة أصيبتْ فى « أصفهان» فى سور المدينة فى صناديق» روكسن بن زائد العزيزى، الفيصل، العدد 32، ص 26.


كان ذلك حصاد جهود الإنسانية منذ أقدم العصور؛ إذْ تمثّل العرب ما استوعبوه ولم يقتصروا على ذلك بل أضافوا إليه، ووقف الإسلام وريثاً - آنذاك - لحضارات البحر الأبيض المتوسط القديمة العظيمة السامية، على الرغم من أننا إذا رجعنا بذاكرتنا إلى الوراء عند فجر الإسلام فى مكة المكرمة، لوجدنا انتشار الأمية بحيث لم يوجد فى قريش من يحسن القراءة والكتابة إلا بضعة عشر نفرا.
مضت مسيرة المخطوطات العربية فى طريق بناء صرح المعرفة الإنسانية منذ العصور الوسطى، ولم يكن طريقها مفروشا بالورود. بل داهمته أحداث وويلات وكوارث وحروب وعداوات، كان أشدها هولا ما صنعه هولاكو، وجنكيز خان من إعدام المخطوطات حتى شكلتْ جسرا بين ضفّتيْ دجلة بالعراق، حيث كانت بغداد العاصمة الذهبية لعصر الذهبى للعلوم والمعارف آنذاك.
وكما عدا المغول والتتار عدا الإسبان على المخطوطات العربية، ونقلوها إلى الأسكوريال، عدا الفرنسيون على المخطوطات العربية المحفوظة فى المساجد والمدارس وبيوت الأعيان من الأمراء المماليك، وكبار التجار والعلماء، ونقلوها من مصر إلى المكتبة الأهلية بباريس، ويوجد فى أمريكا وأوربا نحو 160 مكتبة كبرى تحوى أعدادا من المخطوطات العربية، تقدّر بنحو 40 ألْف مخطوطة، على الرغم من صعوبة حصر المخطوطات المنهوبة فى أنحاء العالم، منذ ما حل بنا وبأمتنا وتراثنا من نكبات منذ الهجوم البربرى الذى شنه «هولاكو» (نحو 1217ـ 1265م) على بغداد، عاصمة الخلافة العباسية سنة656هـ/ 1258م، والشام، حتى قضى عليه المصريون فى الشام وأبادوا جيشه سنة 1260م، بعد ما أحدثه من تدمير للحضارة والتراث والمكتبات، حتى صار ماء دجلة بالعراق مكسوّا بالحمرة، وشذلتْ الكتب جسرا بين ضفذتيْ النهر عبرتْ عليه خيوله، ثم كانت الحروب التى اتصلت فى ثمانى حملات صليبية طيلة قرنين (1096 ـ1299م) التى شنها الغرْب المسيحى للاستيلاء على الأراضى المقدسة، حتى طردهم المماليك فى أواخر القرن الثالث عشر الميلادى، بعد أن عاثوا فى الأرض والحضارة والتؤاث فسادا، فأحرقوا طرابلس كلها سنة 503هـ/1110م، ضمْن ما أحرقوا من مدن وكتب ومكتبات ومخطوطات فى الساحات، كان ذلك تكملة لما حلّ بالمسلمين مع خروجهم من الأندلس بعد سقوط غرناطة، فضاع معظم ما صنفه المصنفون، وانتهز الأوربيون الفرصة قتسارعوا إلى نهب المخطوطات، وساعدهم، من بعْد، الاحتلال بأنواعه، ومنه حملة «نابليون بونابرت» 1798م، ورحلات المستشرقين والمستعربين ورجال المخابرات الأجنبية، ويكفى أنْ نضرب مثلا بشراء جامعة برنستون الأمريكبة مجموعة مخطوطات، قدّرتْ بستّة آلاف مخطوطة سنة 1942م مرة واحدة. تلك المخطوطات التى تمثّل حصاد محاولات الإنسان العربى توثيق المعرفة باللغة العربية برغم ما جابه ذلك من تحديات وصعوبات واعتداءات.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المخطوطات العربية مكة المكرمة لغتنا العربية جذور هويتنا د يوسف نوفل المخطوطات العربیة على المخطوطات

إقرأ أيضاً:

جازان للكتاب 2025.. فعاليات متنوعة منصة توقيع الكتب تجذب القراء وكتابهم المفضلين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ضم  معرض جازان للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، في مركز الأمير سلطان الحضاري،  منصة توقيع الكتب والتي تعتبر  فرصة فريدة للكتّاب والمؤلفين للقاء قرائهم مباشرة.

إذ شكلت هذه المنصة نقطة إشعاع ثقافي تجمع بين الإبداع والتفاعل، وسط إقبال من زوار المعرض، حيث تنوّعت الإصدارات الموقعة على هذه المنصة بين الأعمال الأدبية والعلمية والثقافية، إضافة إلى عناوين حديثة تناولت موضوعات معاصرة تلبي احتياجات وتطلعات القراء.

وأسهمت هذه اللقاءات المباشرة في تعزيز العلاقة بين المؤلفين وجمهورهم، في أجواء اتسمت بالحوار المفتوح والتفاعل الإيجابي.

وتأتي هذه الخطوة ضمن جهود هيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز مكانة الكتاب ودوره في المجتمع، عبر مساحات تفاعلية تهدف إلى إثراء تجربة زوار المعرض الذي يجمع أكثر من 300 دار نشر ووكالة سعودية وعربية ودولية.

 "جازان تقرأ" 

كما حرصت هيئة الأدب والنشر والترجمة على اختيار شعار (جازان تقرأ) ليكون العنوان العريض لمعرض جازان للكتاب 2025  والذي حظي بإقبال واسع من أهالي المنطقة حيث عُرف سكانها بالثقافة الواسعة والرغبة في الاطلاع والحرص على القراءة.
وتصدر عنوان "جازان تقرأ" واجهات الأجنحة المشاركة في المعرض والتي تجاوز عددها 300 دار نشر ووكالة محلية وعالمية، وكان هذا الاسم حاضرا في البرنامج الثقافي الذي شهد ما يزيد على 350 فعالية. 
جازان تقرأ
تزينت جوانب معرض جازان للكتاب 2025 بعبارة " جازان تقرأ "، وكذلك على واجهة المركز الحضاري، وشاشات العرض في شوارع المدينة، والصور المعبرة التي لفتت أنظار سكان المنطقة وزوارها، وجاء هذا العنوان لما تتمتع به منطقة جازان من إرث ثقافي وتاريخي عريق، إضافة إلى التنوع الحضاري والثقافي.

فعاليات متنوعة

ومن أبرز ما امتازت به فعاليات معرض جازان للكتاب 2025  تلك المجموعة المتنوعة من الندوات الحوارية وورش العمل التي تتناول مواضيع شتى في الجانبين الأدبي والثقافي، والجلسات النقاشية والأمسيات الشعرية الماتعة، التي يشارك فيها متحدثون سعوديون وعرب، مما يثري تجربة الزوار.

وتأتي هذه الفعاليات ضمن جهود الهيئة لتعزيز الحراك الثقافي بالمملكة وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 من خلال نشر قيم المعرفة والإبداع، وتحفيز صناعة النشر المحلية. كما تهدف الفعاليات لتسليط الضوء على الإرث الثقافي الغني لمنطقة جازان.

كما يمتد معرض جازان للكتاب 2025 ليشمل 350 برنامجًا ثقافيًا متنوعًا، يضم العديد من الفعاليات، تشمل ندوات وجلسات حوارية وأمسيات شعرية وورش عمل يقدمها متخصصون من أبرز الأدباء والمفكرين؛ ما يجعله نافذة ثرية لاكتشاف أحدث الإصدارات والانغماس في فعاليات إبداعية وثقافية مميزة، كما يسلط المعرض الضوء على الإبداع السعودي من خلال عرض أحدث إصدارات المؤلفين السعوديين.

ويعكس معرض جازان للكتاب 2025 تطلعات المملكة العربية السعودية الثقافية نحو ترسيخ مجتمع معرفي رائد، في احتفالية أدبية تجمع بين الناشرين والمؤلفين والقراء في أجواء ملهمة تعزز الحوار الثقافي وتبرز أهمية الكتاب في بناء أجيال واعية، وتعزز حضور الكتاب السعودي في المشهد الثقافي العالمي.

ويُذكر أن معرض جازان للكتاب 2025 يفتح أبوابه للزوار يوميًّا من الساعة 11 صباحًا وحتى 12 مساءً، ما عدا يوم الجمعة من الساعة 2 ظهرًا إلى 12 مساءً.

 

مقالات مشابهة

  • مباحث المصنفات تنجح فى ضبط امبراطور الكتب المقلدة بالأزبكية
  • جمال السويدي: الكتب مصدر إلهام وأداة للنقاش الفكري
  • خبير علاقات دولية: المبادرة «المصرية - العربية» لإعمار غزة تحمل رسائل سياسية واضحة للعالم برفض المخططات الإسرائيلية
  • اعتقال 26 شخصاً في لبنان بعد اعتداءات على ممتلكات
  • ” أسامة المسلم” يخطف الأنظار في منصة توقيع الكتب بمعرض جازان للكتاب 2025
  • «فن تسجيل الكتب الصوتية» في مكتبة محمد بن راشد
  • «مركز جمعة الماجد» يشارك في ندوة «المخطوطات العربية»
  • منصة توقيع الكتب في معرض جازان للكتاب 2025 تستقطب القرّاء والمؤلفين
  • إصابة 16 فلسطينيا فى اعتداءات المستوطنين بمنطقة المنيا فى بيت لحم
  • جازان للكتاب 2025.. فعاليات متنوعة منصة توقيع الكتب تجذب القراء وكتابهم المفضلين