بوابة الوفد:
2025-03-04@12:13:14 GMT

ميلاد... وميلاد

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

لا شىء عندى يعلو فوق لحظة استيقاظ روح من غفوتها، ضمير من مواته، قلب من صمته...
فهى بوقوعها إنما تمنح فرصة أخرى للحياة أن تستمر، وتثبت أن مردنا جميعا إليه وحده.. إلى خالق لا يغفل عن خلقه طرفة عين، مهما كان على قلوبٍ أقفالها، ففطرتنا هى السواء، وإليه يكون الانتهاء مهما مرت السنون وتعاقبت الظروف. 
وبينهما.

. بين ميلاد لنبى هادٍ، كان الاستيقاظ من غفوة الكفر والنسيان والعودة إلى فطرة الإيمان بخالق أوحد، هدفا أسمى، جاءت معه أهداف تحققت بالتبعية، أهمها وصول النفس البشرية للسلام الروحى، الذى به ومعه يمكنها أن تحقق ما لذ لها من أحلام فى الحياة الدنيا وتضمن مقعد صدق عند قدير مقتدر، ذلك السلام الذى لا يتحقق إلا بالمعرفة.. معرفة الطريق الحق، وبدء خطوات فى سبيله..
وذلك هو الميلاد الآخر..
ميلاد ذواتنا حين ندرك ما نبغى من حيواتنا، وأحلامنا، أن نصل للحظة الكشف الأهم، فهم أنفسنا.. عندها فقط يمكننا أن نكمل الطريق ونواجه عقباته برضا المؤمن والمسلم بحكمة الله وحسن تدبيره.
هناك حيدة أراها محاولة لتخطى أزمات ما كان تخطيها بالأمر السهل، بل ربما كان فى مواجهتها الخطر الأعظم، كان الانزواء عن الطريق هو الحل الأوحد لتلمس خطوات أهم ومن ثم الوصول ثانية إلى الطريق الصحيح، لكن من زاوية أكثر نضجا وتأثيرا، زاوية العارف، المجرب، ثم الراضى والمتفهم..
العودة إلى جادة الحق هى الميلاد الحقيقى للروح، العودة إلى بداية جديدة هى البداية الحقة، العودة إلى مسار آخر أقرب إلى الروح وأصح، تلك كلها هى الميلاد الحق..
لكل نفسٍ مرد، ومرد النفس اللوامة قريب، لا يغفل عنها مهما بعد واستكان، وبدا مستسلما وضعيفا.. هو فقط يرقب، ينتظر، ويثق.. 
منذ عامين تقريبا.. كانت اللحظة الأقسى، الأهم، الأكثر حيدة وبعدا وإقصاءً.. والآن يعود إليّ الشعور ذاته، لكنه لا يحمل معه خوفا ولا ثقلا ولا تصحبه دموع عجز وصراخ تمرد وعند منقلب، بل هدوء وفرحة وانتظار لوعد الله الذى وعدنيه، فالخير فى ركاب الخير، والأمل كله بين يدى رحمته. 
ميلاد ثان أرنو إليه بشغف الراجى، وعنفوان المقبل، وهدوء المؤمن، وإيمان المجرب.. أنتظره بكامل إرادتى، فلا إرادة تعلو اليوم فوق إرادتى، ولا سلطان على نفسى سواها، فلا ظروف استطاعت، ولا مرض أمالنى، ولا رغبة غيرى أثرت بى، فقط يكفينى أننى أردت ففعلت، ثم أردت ففعلت، واليوم أنصت إليه وحده، إلى صوت بداخلى يعلو، لكننى أقولها له وحده وأفعلها له وحده.. يا رب لك وحدك... وحدك يا رب.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم حكمة الله

إقرأ أيضاً:

ذكرى ميلاد إبراهيم أصلان.. حكاية رائد التنوير المهموم بالبسطاء والمهمشين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمر اليوم 3 مارس، ذكرى ميلاد الكاتب والروائي الكبير إبراهيم أصلان، الذي استطاع أن يحفر اسمه بحروف من نور في الأدب المصري، وأن يكون صوت البسطاء والمهمشين في كتاباته. 

وُلِد "أصلان" في طنطا ، عام 1935، لكنه نشأ وتربى في إمبابة والكيت كات، المكان الذي كان له تأثير واضح في أعماله، منذ   "بحيرة المساء" و"مالك الحزين" و"حكايات فضل الله عثمان" و"عصافير النيل" وغيرها من الأعمال التي كانت نابضة بالحياة والمشاعر البسيطة العميقة. 

رحلته الأدبية الإستثنائية 

لم يكن "أصلان" منتظمًا في التعليم، لكنه كان تلميذًا للحياة، عمل وسطجيًا في البريد، وقد ألهمه ذلك كتابة "وردية ليل"، وكان قريبًا من الأديب يحيى حقي الذي شجعه على النشر، حتى حققت روايته "مالك الحزين" شهرة واسعة وتحولت إلى فيلم "الكيت كات"، وأصبحت ضمن أفضل 100 رواية عربية. 

حصل على جوائز كثيرة، منها جائزة طه حسين وجائزة الدولة التقديرية وجائزة كفافي الدولية وجائزة ساويرس، لكنه فضل دائمًا أن يكون بسيطًا، قريبًا من الناس، ويكتب عنهم وعن تفاصيل حياتهم بحب وصدق. 

رحيل صوت البسطاء والمهمشين 

رحل عن عالمنا يوم 7 يناير 2012، لكنه ترك لنا إرثًا أدبيًا عظيمًا يجعلنا نشعر بقيمة التفاصيل الصغيرة في حياتنا.

مقالات مشابهة

  • محمد بن راشد في “مخيم دبي”: لا ننتظر المستقبل بل نذهب إليه بخطوات استباقية واثقة
  • عمر كمال عبد الواحد يحتفل بعيد ميلاد والدته بهذه الطريقة
  • ذكرى ميلاد إبراهيم أصلان.. حكاية رائد التنوير المهموم بالبسطاء والمهمشين
  • عالَمُ عبد السّلام ياسين قبل تحوّله الأوّل.. من الميلاد إلى ما قبل أزمته الرّوحية
  • قائد برشلونة: الفوز على سوسيداد كان مهما لاعتلاء قمة الدوري الإسباني
  • أرسلان: عمق الدروز كان ولا يزال وسيبقى عربياً أصيلاً مهما كثرت الأقاويل
  • هل يعلم ترامب بأن ميلاد اليمن القوي لم يكن ضربة حظ؟
  • خيط الجريمة.. عاطل يقتل زوجته لرفضها العودة إليه
  • مارك زوكربيرغ يحتفل بيوم ميلاد زوجته بطريقة استثنائية (شاهد)
  • في رمضان.. طريقة استخراج شهادة ميلاد 2025 من المنزل