ما زالت توابع إعصار فرانسين تتوالى على مستوى صناعة النفط والغاز البحرية ومصافي التكرير وصادرات الخام عبر خليج المكسيك الأميركي، إضافة إلى انقطاع الكهرباء عن مئات الآلاف من المواطنين.

وأدى الإعصار الذي ضرب ساحل لويزيانا، الأربعاء الماضي، إلى انقطاع التيار الكهربائي عن 450 ألف عميل صباح الخميس، معظمهم يقطنون غرب الولاية، بحسب تقارير إعلامية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة (مقرها واشنطن).

كما تواجه بقية لويزيانا، إضافة إلى ولايتي مسيسيبي وألاباما، انقطاعات أخرى في التيار الكهربائي، ويُتوقع حدوث المزيد منها مع تقدم الإعصار الذي خفضت شدته إلى عاصفة استوائية، وسط توقعات باستمرار الانقطاعات لمدة 10 أيام.

ولم يُوقَف تشغيل مولدات الكهرباء حتى الآن، لكن محطات الطاقة النووية التابعة لشركة إنتيرجي (Entergy) في ولاية لويزيانا أعلنت دخولها إلى إجراءات الطقس السيئ في عمليات التشغيل.

تأثيرات إنتاج النفط والغاز والتكرير

امتدت تأثيرات إعصار فرانسين إلى عمليات إنتاج النفط والغاز البحري في الولايات المتحدة؛ إذ اضطر مشغلو الحقول إلى وقف الإنتاج مع اقتراب العاصفة.

وأدى ذلك إلى توقف 42% من إنتاج النفط الخام، و53% من إنتاج الغاز الطبيعي في خليج المكسيك حتى ظهر يوم الخميس، مع اضطرار مشغلي 169 منصة إنتاج بحرية في المنطقة إلى إجلاء موظفيهم، بحسب تقرير حديث نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

منصات إنتاج بحرية في خليج المكسيك الأميركي – الصورة من رويترز

كما اضطرت مصافي التكرير في لويزيانا بمدن باتون روج، وليك تشارلز، ونيو أورلينز، إلى العمل بمعدلات تشغيل منخفضة بسبب إعصار فرانسين؛ حيث اضطرت شركة إكسون موبيل إلى تخفيض نشاط التكرير في مصفاة باتون روج التي تبلغ طاقتها التكريرية وحدها 523 ألف برميل يوميًا.

وتبلغ طاقة التكرير المجمعة لهذه المصافي قرابة 3 ملايين برميل يوميًا؛ ما يمثل سدس طاقة التكرير في الولايات المتحدة، بحسب بيانات تفصيلية رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.

الرسم التاريخي التالي يوضّح أهمية منطقة خليج المكسيك في قطاع النفط والغاز الأميركي، فضلًا عن تداعيات الأعاصير على إنتاج النفط الخام تاريخيًا:

صادرات النفط الخام والغاز المسال

اضطر العديد من المواني على ساحل الخليج الأميركي إلى الإغلاق أو فرض قيود على عمليات الشحن جراء إعصار فرانسين، مع العلم بأن هذه المواني تتحكم في مرور 95% من صادرات النفط الخام الأميركي البالغة 4 ملايين برميل يوميًا.

أما بالنسبة لصادرات الغاز الطبيعي المسال؛ فقد تفاوتت تأثيرات إعصار فرانسين في محطات التصدير؛ حيث استمرت العمليات في المحطات الواقعة جنوب تكساس، كما ظلت المواني مفتوحة مع بعض القيود.

بينما انخفضت عمليات تسليم الغاز الطبيعي إلى محطة كاميرون للغاز المسال جنوب لويزيانا قبل وصول إعصار فرانسين إلى اليابسة، ثم انخفضت بنسبة 60% أو بمقدار 0.9 مليار قدم مكعبة يوم الخميس (12 سبتمبر/أيلول 2024)، مقارنة بنحو 1.5 مليار قدم مكعبة يوم الأحد (8 سبتمبر/أيلول)، أي قبل الإعصار بعدة أيام.

كما أغلقت مواني محطات كاميرون وليك تشارلز بسبب الإعصار، وتجري الآن عمليات تقييم لإعادة فتحها، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

تأثيرات إعصار بيريل في تكساس

عادة ما تكون تأثيرات الأعاصير والعواصف في البنية التحتية للطاقة مختلفة من إعصار إلى آخر، على حسب شدتها وموقعها.

ففي يوليو/تموز الماضي، ضرب إعصار بيريل اليابسة في تكساس، ورغم انخفاض شدته في غضون ساعات قليلة ونزوله إلى تصنيف العاصفة الاستوائية؛ فإن آثاره في البنية التحتية للطاقة ظلّت محسوسة لعدة أيام على طول ساحل الخليج الأميركي.

إعصار فرانسين على ساحل لويزيانا – الصورة من NBC News

وكان من آثار هذا الإعصار، انقطاع الكهرباء على 2.7 مليون عميل في تكساس، بعضهم عانى ذلك لمدة أسبوع كامل، بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية للكهرباء خاصة على مستوى خطوط النقل والتوزيع.

وواجهت شركة خدمات الكهرباء والغاز الطبيعي في تكساس سنتر بوينت إنرجي (CenterPoint Energy) تكاليف إصلاح باهظة نتيجة لذلك بلغت قيمتها 1.3 مليار دولار، بحسب إدارة معلومات الطاقة الأميركية.

ورغم ذلك؛ فقد كان تأثير إعصار بيريل ضعيفًا في عمليات إنتاج النفط والغاز البحري بخليج المكسيك ولم يتجاوز 10%؛ حيث ضمّت المنطقة الغربية القريبة من الإعصار عددًا قليلًا من منصات الإنتاج البحرية، في حين تفاوتت التأثيرات على مستوى مصافي التكرير وصادرات النفط الخام والغاز المسال.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

المصدر: الميدان اليمني

كلمات دلالية: إنتاج النفط والغاز إعصار فرانسین خلیج المکسیک النفط الخام

إقرأ أيضاً:

رويترز: أميركا تسعى لشراء 6 ملايين برميل نفط لدعم الاحتياطي

نقلت رويترز عن مصدر مطلع، الثلاثاء، أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، ستسعى للحصول على ما يصل إلى ستة ملايين برميل من النفط لدعم الاحتياطي الاستراتيجي، وهي عملية شراء ستضاهي إذا اكتملت أكبر عملية شراء حتى الآن لإعادة ملء المخزون بعد سحب تاريخي في عام 2022.

وأضاف المصدر أن الإدارة ستعلن عن طلب الشراء بحلول، الأربعاء، للتسليم إلى موقع بايو تشوكتاو في لويزيانا، وهو أحد أربعة مواقع للاحتياطي الاستراتيجي تخضع لحراسة مشددة على طول سواحل تلك الولاية وتكساس.

وأوضح المصدر أن الولايات المتحدة ستشتري النفط من شركات الطاقة للتسليم في الأشهر القليلة الأولى من عام 2025.

وتسعى وزارة الطاقة للاستفادة من أسعار النفط الخام المنخفضة نسبيا والتي تقل عن السعر المستهدف البالغ 79.99 دولار للبرميل الذي تريد إعادة شراء النفط عنده، بعد بيع 180 مليون برميل من المخزون الاستراتيجي عام 2022.

وبلغ سعر برميل النفط من خام غرب تكساس الوسيط 71.70 دولارا،  الثلاثاء، وسجل ارتفاعا بعد أن تسبب الإعصار فرنسين في اضطراب إنتاج الخام في خليج المكسيك الأسبوع الماضي، لكن المخاوف بشأن الطلب أبقت الأسعار منخفضة نسبيا في الأسابيع القليلة الماضية.

وأعلن بايدن عن عمليات بيع في 2022، وهي الأكبر على الإطلاق من الاحتياطي، بعد الغزو الذي شنته روسيا أحد أكبر ثلاث دول منتجة للنفط في العالم على أوكرانيا. وقاد الغزو أسعار البنزين إلى مستوى قياسي تجاوز خمسة دولارات للجالون.

ووفقا لوزارة الطاقة، أعادت الإدارة الأميركية حتى الآن شراء أكثر من 50 مليون برميل، بعد بيع 180 مليون برميل بمتوسط ​سعر عند نحو 95 دولارا للبرميل.

مقالات مشابهة

  • ارتفاع احتياطيات النفط والغاز في باكستان يغري بمزيد من الاستثمارات
  • رويترز: أميركا تسعى لشراء 6 ملايين برميل نفط لدعم الاحتياطي
  • صعود أسعار النفط وسط مخاوف بشأن تداعيات «فرنسين»على الإنتاج
  • سعر برميل النفط الكويتي ينخفض 31 سنتا ليبلغ 73.70 دولار
  • أسعار النفط ترتفع وسط توقعات بخفض أسعار الفائدة
  • النفط يرتفع قليلا مدعوما بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
  • النفط يرتفع مدعوماً بتوقعات خفض الفائدة الأمريكية
  • توقف 30% من إنتاج أميركا النفطي و41% من غازها بخليج المكسيك
  • "فرنسين" يوقف 30% من إنتاج النفط الأميركي بخليج المكسيك
  • صناعة النفط والغاز في الجزائر ستظل داعمة لأوروبا.. والطاقة المتجددة سلاح دبلوماسي