السودانيون يخوضون حرباً جديدة ضد «الكوليرا» وعدد الوفيات يقترب من 200
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة
اعداد وتحرير : سودان تربيون
مع استمرار المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ عام ونصف، وتحت الرصاص والمدفعية والقصف الجوي، يكافح كثير من المواطنين لتوفير احتياجاتهم اليومية، ويواجهون نقصاً حاداً في السلع والخدمات الاستهلاكية، فضلاً عن تدهور الأوضاع الصحية بسبب نقص الخدمات في أغلب المستشفيات، ونقص الأدوية، وتفشي الأوبئة في الآونة الأخيرة، خاصة مع انتشار الكوليرا.
وأعلن وزير الصحة السوداني هيثم محمد إبراهيم في السابع عشر من أغسطس الماضي رسميا أن هناك وباء كوليرا في السودان. وجاء في الإعلان أن البلاد “موبوءة” رسميا بالكوليرا، بعد وفاة نحو 316 شخصا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وبدأ تفشي الوباء في السودان منذ 12 أغسطس الماضي، بعدما اجتاحت سيول جارفة وأمطار غزيرة مناطق واسعة، ويتوقع استمرارها حتى نهاية سبتمبر الحالي.
وبداية هذا الأسبوع أعلنت وزارة الصحة السودانية، عن ارتفاع إجمالي الحالات إلى 5,081 إصابة، تشمل 176 حالة وفاة”. ، فيما دفع تزايد الحالات في القضارف السلطات المحلية إلى الاستنجاد بالمنظمات الإنسانية لإقامة مراكز عزل.
منظمة الصحة العالميةوأكد مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم، الأحد الفائت، في مؤتمر صحفي عند ختام زيارته للعاصمة الادارية بورتسودان انهيار الوضع الصحي في السودان، حيث توقفت 70 إلى 80% من المؤسسات والمرافق الصحية عن العمل”.
وأفاد بأن منظمة الصحة العالمية وثقت وقوع أكثر من 100 هجوم على الكوادر الصحية والعاملين في المجال الإنساني، كما تحدث عن توافر معلومات بأن ضحايا الحرب في السودان، تجاوز عددهم الـ20 ألفاً .
وأشار إلى أن زيارته إلى السودان تهدف إلى الدعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة لحشد الدعم والموارد لمواجهة الأزمة الإنسانية، مشددًا على احتياج 14.7 مليون شخص إلى مساعدات بتكلفة 2.7 مليار دولار، تأمَّن أقل من نصفها لمواجهة “الكابوس المرير”.
وذكر تيدروس أن السودان بحاجة إلى رفع قدرته على التصدي للأمراض، وزيادة تغطية التطعيمات، ومزيد من الدعم من المجتمع الدولي، بالإضافة إلى تفعيل فرق الاستجابة والتقصي لمكافحة الأوبئة.
تفشي الأوبئةومع مكافحة السودانيين للحرب فهم يكافحون أيضا أمراضًا وبائية مرتبطة بموسم الأمطار، مثل الكوليرا والملاريا والتهاب العيون وحمى الضنك.
ويحذر اخصائي علم الوبائيات الدكتور كمال الدين عزام، في حديث لـ”سودان تربيون” من تصاعد الإصابات بالكوليرا، وحالات الوفاة المرتبطة بها، مؤكدا ان الانتشار الحاد للمرض بسبب الماء الملوث.
وقال عزام، إن الحرب تسببت واجبرت الناس على شرب الماء الملوث اضطراريا خاصة في مناطق النزاع والقتال وهو ما أدى إلى تفاقم أزمة الإصابات وعدم وجود مستشفيات عاملة زاد من عدد الوفيات لأن المرض يسبب اسهال وجفاف حاد، ويمكن أن يسبب الموتةفي حال عدم علاجه سريعا وفي وقت قصير.
وقالت منظمة إنقاذ الطفولة في تقرير الشهر الماضي، إن آلاف الأطفال في شرق السودان معرضون لخطر الإصابة بالكوليرا بعد تفشي المرض على نطاق واسع بسبب الفيضانات واسعة النطاق والمياه الملوثة وتدمير النظام الصحي بعد 16 شهرًا من الصراع.
احصائيات وزارة الصحةوتشير احصائيات وزارة الصحة السودانية ومنظمات دولية إلى الإبلاغ عن ما يقرب من 2900 حالة إصابة بالكوليرا و112 حالة وفاة في الفترة ما بين 22 يوليو وبداية سبتمبر، حيث أعلنت وزارة الصحة السودانية رسميًا عن تفشي المرض. ومع ذلك، قد تكون الأعداد الفعلية أعلى بسبب محدودية الوصول إلى المرافق الصحية وتأخر الإحالات المجتمعية. ويؤدي النقص الكبير في الإبلاغ إلى تفاقم الأزمة، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن مجموعة الصحة السودانية – وهي شراكة تضم الأمم المتحدة ووزارة الصحة الفيدرالية والمنظمات غير الحكومية بما في ذلك منظمة إنقاذ الطفولة.
وأظهرت تلك التقارير أن معدل وفيات الحالات (CFR) بنسبة 3.9 في المائة – من خمس ولايات، بما في ذلك كسلا (1703 حالة)، والقضارف (699)، ونهر النيل (408)، والجزيرة (65)، والخرطوم (20)، والتي تأثرت جميعها بالفيضانات.
انتشار الكوليراوأفادت مصادر طبية “سودان تربيون” بأن الكوليرا اجتاحت محليات الفاو، المفازة، وقلع النحل في ولاية القضارف شرقي السودان، حيث سجلت هذه المناطق 266 إصابة، يُضاف إليها 26 حالة وفاة مرتبطة بالوباء.
وأشارت المصادر إلى أن الوباء تفشى في قرى وأحياء هذه المحليات وسط نقص في المحاليل الوريدية، وتدهور في صحة البيئة، وانتشار نواقل الأمراض. وأفادت بأن القرية ( 5) التابعة للفاو سجلت 54 إصابة بالكوليرا و13 حالة وفاة، فيما سجلت القرية( 3 ) نحو 17 حالة وفاة.
وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة التربية والتعليم في الولاية الشمالية الأسبوع الماضي تمديد تعليق الدراسة بالولاية بكافة المراحل الدراسية لمدة اسبوع اخر واستئناف الدراسة يوم الاحد وذلك حفاظا علي سلامة الطلاب والطالبات بالولاية جراء السيول والامطار التي اجتاحت الولاية.
غرفة طوارئ الخريفوعلى ذات الصعيد، كشفت غرفة طوارئ الخريف الإتحادية في اجتماعها الراتب يوم الأحدىالماضي، تقارير فصل الخريف، من بينها الكوليرا، بتسجيل (234) إصابة جديدة، وكلها من ولايتي كسلا (186) إصابة،والقضارف (48) إصابة، ليصبح تراكمي الإصابات بالولايات الخمس من (33) محلية، (2583) إصابة، معلنة عن وفاة (8) من المرضى، بالولايتين، وفاة(6) من المرضى بكسلا ، ووفاة (اثنين) من المرضى بالقضارف، ليكون التراكمي (98) وفاة.
وأعلن مدير الإدارة العامة للطوارئ الصحية ومكافحة الاوبئة بالإنابة د. الفاضل محمد محمود في تصريح صحفي الأسبوع المنصرم، زيادة عدد الأسرة بمراكز العزل، ومكافحة العدوى، فضلا عن مكافحة الذباب والإصحاح البيئي، والاستمرار في أنشطة تعزيز الصحة بمحلية كسلا خاصة عبر المسرح الجوال، منوها إلى تكوين فرق إشراف من العاملين بالصحة الإتحادية مكتب كسلا للعمل الميداني والذين باشروا عملهم.
الوضع بمحلية المفازةومن جهته، أكد مدير الشؤون الصحية بمحلية المفازة الدكتور محمد عبدالسلام ابكر في تصريح صحفي بداية الاسبوع، وجود حالات إصابة بمرض الإسهال بمحلية المفازة، وأوضح ان الإصابات بلغت ١٨ إصابة، توفي منها ٥ أشخاص جميعهم بقرية حلالى بمنطقة العطيفات.
وأعلنت وزارة الصحة بولاية نهر النيل نهاية الأسبوع الفائت، عن تسجيل حالات اصابة جديدة بوباء الكوليرا وذلك في التقرير اليومي الذي يجريه قسم التقصي والمعلومات بادارة الطوارئ ومكافحة الاوبئة.
وحسب التقرير فقد سجلت الولاية 122 اصابة جديدة بوباء الكوليرا اعلاها كانت في محلية الدامر 50 حالة تليها محلية عطبر 38 حالة ثم محلية بربر 31 حالة محلية أبوحمد 3 حالات، وبلغ عدد المنومين في مراكز العزل 188 حالة.
ووصل عدد الإصابات التراكمي بالولاية 1042 حالة وعدد الوفيات حالتين، ليرتفع عدد الوفيات التراكمي إلى 38 حالة وتراكمي التعافي 816 حالة.
انتشار في (11) ولايةوتشير مصادر طبية في حديث لـ”سودان تربيون” إلى انتشار الكوليرا في 11 ولاية بشكل كامل، بينما يتفاوت معدل الانتشار بنسب مختلفة في بقية الولايات، وتجي ولاية كسلا في مقدمة الولايات وتحل ولاية نهر النيل في المرتبة الثانية وبعدها البحر الأحمر.
وتوفي ستة وعشرين شخصا وأصيب مئتان وستة وستين اخرين بوباء الكوليرا في محليات الفاو والمفازة وقلع النحل بولابة القضارف شرقي السودان وتفشي المرض في عدد من قرى وأحياء تلك المحليات في ظل تردي صحة البيئة ونقص المحاليل الوريدية وانتشار الذباب خلال الخمسة ايام الفائتة.
الولاية الشماليةوبداية هذا الأسبوع أعلنت اللجنة الفنية لطوارئ الخريف بوزارة الصحة بالولاية الشمالية عن إرتفاع حالات الإصابة بوباء الكوليرا إلى 12 حالة بالفحص السريع و46 حالة اشتباه بالوباء ولم تسجل حتى الآن أي حالة وفاة بالمرض.
وأشارات اللجنة في تقريرها التراكمي الصادر السبت الماضي أن الحالات المؤكدة بالفحص السريع منها أحد عشر (١١) حالة بمنطقة الديم وحالة واحدة (١) بمركز الشهيد أحمد قاسم للإيواء بمحلية دنقلا وأوضح التقرير أن الإثني عشر (١٢) حالة منها ستة (٦) مؤكدة بالفحص السريع وستة (٦) بالتسريع ICT .
وذكر التقرير التراكمي للغرفة الفنية لطوارئ الخريف بوزارة الصحة بالولاية الشمالية أن تراكمي حالات الإصابة بإلتهاب ملتحمة العين الفيروسي الحاد وصل إلى (٥٠٣٠) حالة إصابة فيما سجلت (٦٥٥) حالة إصابة بمرض إلتهاب الجلد البكتيري وأوضح التقرير أن الحالات في إستقرار مقارنة بالأيام الفائتة وفقا لإحصائيات دقيقة اعتمدتها الوزارة في تقاريرها الرسمية اليومية .
جبال النوبةوفي منطقة جبال النوبة بجنوب كردفان قال الدكتور جوزيف يعقوب، أن مستشفى لويري يستقبل ما يفوق 10 آلاف مريض شهريا، منوها إلى أن سوء التغذية يفتك بالأطفال في ظل تحديات كبيرة تواجه المستشفى.
وفتكت الكوليرا بسكان محلية شرق النيل بمدينة بحري في العاصمة الخرطوم حيث اكدت غرفة الطوارئ بالمحلية اصابة أكثر من 400 شخص بالاسهالات المائية كما سمتها في تصريح صحفي، وأوضحت أن من بين الحالات إصابات بالدسنتاريا والقارديا وطفيليات أخرى وتسمم غذائي.
وكشفت، بحسب ملاحظات المكتب الطبي بالمحلية، عن وجود حالات من النزلات المعوية غير مُعروفة السبب في فحص الفسحة العام تُعزى غالباً لعدوى فيروسية.
ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني
#ساندوا_السودان
#Standwithsudan
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: 11 ولاية الكوليرا مستشفى عطبرة
إقرأ أيضاً:
دراسة.. آلاف الوفيات في العالم بسبب منتجات البلاستيك
أظهرت دراسة حديثة أن المنتجات البلاستيكية الشائعة ترتبط بملايين حالات الإصابة بأمراض القلب وآلاف السكتات الدماغية، ومئات الآلاف من الوفيات في جميع أنحاء العالم.
وربط الباحثون هذه الحالات بالمواد الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية الشائعة، ما يشير إلى أن فرض لوائح أكثر صرامة على مثل هذه السموم قد يفيد الصحة العامة.
وبحسب "نيو ساينتست"، اعتمد فريق البحث من جامعة ماريلاند على بيانات أكثر من 1700 دراسة منشورة سابقاً، لتقدير مدى تعرض الأشخاص لـ 3 فئات من المواد الكيميائية البلاستيكية في 38 دولة، تمثل حوالي ثلث سكان العالم.
3 مواد كيميائيةوقامت الباحثة مورين كروبر وزملاؤها بتقييم التأثير الصحي العام للتعرض لـ 3 أنواع من المواد الكيميائية: بيسفينول أ (BPA)، وفثالات ثنائي (2-إيثيل هكسيل) (DEHP)، وإيثر ثنائي الفينيل متعدد البروم (PBDEs).
ويوجد بيسفينول أ وDEHP في عبوات الطعام البلاستيكية، كما أن مركبات ثنائي الفينيل متعدد البروم هي مثبطات للهب تستخدم في بعض السلع المنزلية، مثل الأثاث والإلكترونيات.
من جهة أخرى، تضمنت البيانات من 3 دول، هي الولايات المتحدة وكندا وكوريا الجنوبية، قواعد بيانات عامة تراقب مستويات هذه المواد الكيميائية في عينات البول والدم، ما يوفر بيانات أكثر دقة.
واستناداً على السجلات الطبية وتقارير السموم، حسب الباحثون النتائج الصحية المنسوبة إلى هذه المواد الكيميائية.
النتائجووجدوا أنه في عام 2015، ارتبط حوالي 5.4 مليون حالة من مرض الشريان التاجي و346 ألف سكتة دماغية بالتعرض لـ BPA، وأن ما يقرب من 164 ألف حالة وفاة بين من تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً ربما كانت بسبب DEHP.
وبفضل اللوائح التي تم سنها في أواخر العقد الأول من القرن الـ 21، انخفض انتشار هذه المواد الكيميائية في عديد من البلدان، مثل الولايات المتحدة وكندا وبعض دول أوروبا.
وقدّر الباحثون أنه كان من الممكن تجنب حوالي 515 ألف حالة وفاة إذا كانت مستويات التعرض لـ BPA وDEHP في الولايات المتحدة عند مستويات ما بعد التنظيم منذ عام 2003.
وهذا يؤكد على أهمية قيام الحكومات والشركات المصنعة بالحد من استخدام المواد الكيميائية السامة في المنتجات البلاستيكية قبل وصولها إلى المستهلكين، كما تقول كروبر.
وعلى الرغم من أن هذه النتائج تقريبية فقط، كما تقول كروبر، تعتقد الباحثة أن مراقبة مدى التعرض لهذه المواد سيوفر بيانات أكثر دقة، وفهماً أفضل للعبء الصحي الناتج عنها.