موقع النيلين:
2024-09-18@04:23:58 GMT

???? الجنرال البرهان .. ليس امامك سوى هذا الحل!!

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

مازال المجتمع الدولي بأممه المتحدة ومجلس أمنه وخوفه يقدم في كل يوم دليلاً جديداً على عدم حياده في الحرب التي يشهدها السودان بين قواته المسلحة الباسلة ومليشيات تمردت على الدولة وأعملت قتلاً وتشريداً لشعب اعزل توزع بين القتل واللجوء والنزوح بعد أن فقد كل شئ.

والمجتمع الدولي المستبد الظالم، يطالب الجيش بمنح المليشيا التي اقترفت كل هذه الجرائم وروداً وهدايا وشهادات شكر وتقدير، ويتعامى عن حقيقة موضوعية تقول: الطبيعي جداً ان يستخدم الجيش سلطة القانون وقوة الردع لحماية وطنه وحدوده وصيانة أمنه واستقراره بإرغام الخارجين على الكف عن جرائمهم الموثقة ضد المدنيين والدولة.

وبدلاً من معاقبة الدول التي تدعم المليشيا المتمردة بالعتاد والمال والسلاح، وفي مقدمتها الإمارات وبالأدلة الموثقة، ها هي لجنة تقصي الحقائق التي اقرها مجلس حقوق الإنسان بجنيف في أكتوبر من العام المنصرم توصي بنشر قوة لحماية المدنيين وتوسيع نطاق حظر السلاح ليشمل كل السودان.

لم تعد المؤامرة خافية على أحدٍ،بيد أننا نحاول إرضاء المجتمع الدولي، ونركض خلف مؤسساته التي تعمل جهد إيمانها الآن على مساعدة المليشيا وفرضها كأمر واقع على السودانيين، غير آبهٍ بمعاناتهم جراء الحرب اللعينة التي تشنها دول يعلمها العالم بأسره، لكن المؤسسات الدولية تسعى باستمرار لتوفير غطاء قانوني وإنساني لإبادة ما تبقى من شعب يحصده عسف وقصف وانتهاكات المليشيا المجرمة في كل يوم بلا رحمة..!

لو كانت واشنطن والمجتمع الدولي يمارسان أدنى درجات الصدق والتجرد في سعيهما لإيقاف الحرب بالسودان، لما اقترحا مساراً بديلاً لـ(جدة)، انحراف المسار التفاوضي نحو جنيف كان اول طعنة تم تسديدها لجهود إنهاء التمرد، وشكل إشارات كافية على حرص امريكا ومشايعيها لإيجاد موطئ قدم للدعم السريع في حكم السودان، ولو ضغط العالم من أجل تنفيذ الاتفاق لما احتاج أساساً للجنة او تقرير يوصي بحماية المدنيين، فعن أي مجتمع دولي تتحدثون؟!.
وحسناً فعل السودان وهو يرفض تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة ويصفها بأنها سياسية تفتقر للحياد والمهنية، وقد جاءت بتوصيات كنا نعلم سلفاً كيف ستكون، ولكن السؤال هل يعتبر الرفض كافياً لمواجهة باب الخطر الذي فتحته اللجنة على السودان وهي تضعه لقمة سائغة أمام المجتمع الدولي الذي ظل يبحث لسنوات عن ذرائع للتدخل في بلادنا.

المطلوب الآن وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الحرب، تعول على الحسم العسكري والميداني للمليشيا وبأي ثمن، حتى نقطع الطريق امام التدخلات الخارجية، ونسد باب الذرائع التي تنفذ منها الأجندة الخبيثة الرامية الى تقسيم بلادنا وتقديمها للمليشيا وكفلائها على طبق من ذهب، وجعل السودان وطناً بديلاً لمجموعات (البدون) وعربان الشتات الذين جلبهم الهالك حميدتي من غرب أفريقيا لاحتلال السودان وتشريد أهله..!

البطء العسكري في حسم المعارك هو الذي اوصلنا الى هذه المرحلة، وكلما تمددت المليشيا في مناطق جديدة، انفتحت شهية المجتمع الدولي لاستهداف سيادة واستقرار ووحدة السودان على نحو ما رأينا وتابعنا، فقبل سقوط الجزيرة، وقّعت المليشيا على (اتفاق جدة)، وحينما توسعت وأسقطت مناطق بالولاية وزحفت نحو سنار تمردت على الاتفاق وبحثت مع وكلائها عن صيغة جديدة يُخرجها من ورطة ما وقعت عليه، وها هي تحاول الآن إسقاط الفاشر لتوسيع رقعة وجودها وإدخال الحكومة في معادلة تفاوض من المؤكد أنّها ستختلف عن (جدة وجنيف) نفسها. المطلوب سعادة الفريق البرهان تحرك عاجل الآن لتحرير الجزيرة وسنار وعندها ستختلف لغة المليشيا والمجتمع الدولي، ولن يجرؤ أحدٌ على تجاوز شروط الجيش في أي تفاوض او تسوية لإيقاف الحرب.

توصية اللجنة الأممية لإرسال قوة لحماية المدنيين طبيخٌ قديمٌ في آنية جديدة غير معقمة يتشرف عليه مجموعات (مقاولي واشنطن) لإرباك جهود استقرار السودان، وعلينا أن نستبق مكرهم بفرض معادلة ميدانية جديدة، تعيدهم الى نقطة جدة، لأنه اتفاق محكوم بمناخات الحرب ومعادلة السيطرة، ولن نجعله واقعاً إلا بإعادة الوضع على ما كان عليه، بل القفز فوقه باسترداد كامل أراضي الخرطوم ودارفور بعد تحرير سنار والجزيرة بحول الله.

توصيات اللجنة الفطيرة والمجربة ذات النوايا السيئة والأجندة الخبيثة، تشير الى صدق ما حذّر منه السودان وهو يؤكد أن أي انحراف عن اتفاق جدة وخلق مسارات جديدة ستعرض جهود شعب السودان لإنهاء التمرد للخطر.

وبدلاً من التوصية بتنفيذ قرارات (جدة)، لجأ مقاولو واشنطن ولندن لتوصيات مخجلة تهدف الى تحقيق ما عجز التمرد عن تنفيذه بالانتهاكات والمعارك.

وعِوضاً عن مُعاقبة الدول التي تستبيح البلاد وتغذي التمرد بالسلاح، جنحت توصيات اللجنة الأممية لحماية هؤلاء المتورطين ودعمهم وإدخال الجيش في توصية الحظر، فانظروا كيف يكون الانحطاط والترصد..!

لا حل إلا باستعجال الحسم العسكري، وتحرير المناطق التي توجد بها المليشيا، وعدم انتظار الحلول من المجتمع الدولي المتواطئ مع التمرد وكفلائه لفرض معادلة احتلال السودان وتفكيك الجيش، إذ لم يعد كافياً مجرد رفض التوصيات الأممية التي لن نجني منها سوى المزيد من الحروب والدمار وسنفقد معها السودان الى الأبد..!

محمد عبدالقادر
محمد عبدالقادر
إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: المجتمع الدولی

إقرأ أيضاً:

???? بعد نهاية الحرب ستكون هنالك دولةً جديدةً في السودان وعاصمةً غير مُكتظة

(نجوم في الحرب)
سلسلة حوارات يجريها:
محمد جمال قندول
الزعيم القبلي مصلح نصار لـ(الكرامة):
(…..) هذا ماحدث حين قبضت علي قوة تشادية من المليشيا بقري….
مُســـيرة أصابت منزلي بنهــــر النيـــل (والله ستر)
(تقــــــــــدم) خططت لتمرد الميليشيا وأصبحت (منبـــوذة)
(….) هــؤلــاء هددونــي بالقتل..
(….) كانت خطــــة أبوظبي لتفكــــيك الجيـــــش
سينتهي (اللـــوبــي الاقتصـــادي) المتحكم بالبـــــلد
ستكــــون هنالك دولـــــةً جديـــدةً وعاصمة غير مُكتظـــة
ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.
ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.
ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.
وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الزعيم القبلي مصلح نصار، الذي سرد لنا تجربته مع الحرب وكيف نجا من قبضة الميليشيا المتمردة:
أول يوم الحرب؟
يوم 14 لبيتُ دعوة “كباشي” وبعدها أصبحنا بالحرب وصَحونا على صوت الرصاص.
كيف تلقيت نبأ الحرب؟
استيقظت على اتصالاتٍ من الأُسرة في شندي تخبرني بوجود حرب.
هل توقعت اندلاع الحرب؟
من العام 2021 وأنا توقعت هذه الحرب.
ما هي الدلالات؟
لأنني أعلم بأنّ أبوظبي لديها خطةً طموحةً لتفكيك الجيش والاستعانة بالدعم السريع بدلًا عنه.
اليوم الأول للحرب كيف عبر؟
كنا نعمل مع المنصات على دعم الجيش من داخل الخرطوم، وبقيتُ في المنزل منذ اليوم الأول السبت وخرجت يوم الثلاثاء في الهدنة.
أين كانت الوجهة؟
إلى سوبا عبر شرق النيل ومنها مباشرةً إلى شندي، وقبض عليّ التمرد في “قري”، لكنهم لم يعلموا هُويتي لأنّ تلك القوات كانت تشاديةً.
ثم ماذا حدث؟
ألقوا القبض عليّ وسألوني عن تفاصيل العربة التي أقودها وبعض الاستجواب، وكانوا مستهدفين العربة لاعتقادهم بأنّها حكوميةً ثم أطلقوا سراحي.
يوميات الحرب؟
كانت أيامًا صعبةً ونحن صائمون، وأكل وشراب ما في وتم قصف المنزل.
الحرب طالت؟
“الناس ديل كانوا قوات موجودة واستأجروا بيوتًا في كافوري”، وأماكن عديدةً، وهي كانت قواتًا مجهزة ومدعومة من الخارج، لكنّ الجيش بعد فضل الله سبحان وتعالى امتص الصدمة، وإطالة الحرب طبيعي لأنّ هذا أنجح انقلاب يفشله الله.
فوائد الحرب؟
أعادت المواطنين للجذور وشعروا بنعمة الأمن وعلموا بقيمة الوطن والجيش، لأنّ كل من خرج ذهب لمناطق الجيش بحثًا عن الأمان، وحتى هنالك من ينتمون للدعم السريع خرجوا عبر الولايات الآمنة والجيش لم يسألهم لحكمته الكبيرة في التعامل مع الشعب.
مأساة عايشتها أيام الحرب؟
عايشت تجربةً صعبةً حينما هاجمت الميليشيا مستشفى إبراهيم مالك الذي أسكن بالقرب منه، رأيتُ المرضى والمرافقين في حالةٍ صعبةٍ “يعني ما كان في ديمقراطية يفتشوا ليها في مستشفى”، وبعض المرضى ماتوا.
هذه الحرب مختلفة عن سابقاتها؟
ستنتهي من اللوبي الاقتصادي المتحكم في سياسات البلد المالية، وستنهي التغيير الديمغرافي، وستكون هنالك دولةً جديدةً وعاصمةً غير مُكتظة.
ماذا تتوقع بعد نهاية الحرب؟
دولةً جديدةً بشرائح جديدة في كل المجالات وعاصمةً حضاريةً.
السودانيون هل فقدوا الثقة في القوى السياسية بعد الحرب؟
للأسف القوى السياسية أصبحت كشركات العلاقات العامة، وأصبح أغلبها بيوتاتٍ متوارثة، ولم تكن لها لمسةٌ أو يدٌ فيما حدث بالسودان، والحَراك السياسي الموجود الآن مصطنع ولديه ارتباطاته الخارجية، وأي قوًى سياسية لديها علاقاتٍ خارجية في المستقبل لن يكون لها أيُ دورٍ، بالمقابل حراك الشعب كان صادقًا في هذه الحرب، حيث استشعر الشعب بأنّ هذه الحرب وجوديةً وأن نكون أو لا نكون، لأنّ هنالك سكانًا جددًا اُستجلبوا من دول الشتات.
ماذا خسرت في الحرب؟
لم أكن أفضل من الآخرين وخسرت ما خسره الناس، عرباتٍ ومالٍ وبيت وآخرها مسيرةٌ أصابت منزلي بولاية نهر النيل ولكن “الله ستر”.
بخصوص هذه الحادثة ماذا تقول؟
هذه ضريبة وأنا فخورٌ بها وإذا لم يكن لدي دورٌ لما استهدفوني.
هل تلقيت تهديدات بالقتل من الميليشيا؟
تلقيت من آل دقلو نفسهم كثيرًا طيلة أيام الحرب، لكنني أؤمن بأنّ الظرف الحالي للبلاد معقدٌ وكلي ثقةٌ بأنّ القوات المسلحة والأجهزة النظامية الأخرى والمستنفرين و”المشتركة” قادرون على حسم المعركة قريبًا.
على ضوء ما جرى بالفاشر قبل يومين، هل تتوقع تغييرًا في مسار العمليات للأفضل؟
الميليشيا تمضي بسرعة شديدة نحو الانتحار وهلاك جيلٍ كاملٍ من الحاضنة الاجتماعية لها، وأتوقعُ تحرير مناطق بدارفور والولايات الأخرى قريبًا.
عادة فقدتها مع الحرب؟
كنا قريبين للعاصمة، والآن أصبحنا نهاجر لها.. “زمان ساعة عايز ليك ساعة ونص تكون جوة الخرطوم، هسي عايزين يوم كامل عشان نصل العاصمة الإدارية الجديدة ببورتسودان”، ولكنّ ما فقدناه في الحرب ربنا عوضه لنا في أهلنا النازحين، وبعد أن كانت اللقاءات قبل الحرب محدودةً، الآن يلتقي السودانيون في كل بقاعِ الأرض بشكل يومي وبصورة مستمرة لبحث هموم الوطن.
مصير مجموعة “تقـــدم”؟
هذه المجموعة أصبحت منبوذةً وإذا كان لديها تصالح يجب أن تذهب للشعب السوداني المتضرر وليس الحكومة، لأنها الآن الخصم أمام السودانيين، والخطر الأكبر لم يكن من التمرد وإنما من خططوا له وهي مجموعة “تقـــدم”.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لماذا يظل السودان تحت أضواء المجتمع الدولي الكاشفة
  • البرهان: تجاوز السودان مرحلة الحرب يمثل إختبارًا حقيقيًا لفعالية التعاون الدولي
  • السودان يحترق والقوى الأجنبية تستفيد.. ما المكاسب التي تجنيها الإمارات من الأزمة؟
  • وزير المالية يؤكد دعمه لهيئة علماء السودان
  • البرهان يوافق على مبادرة من سلفاكير بشأن الحرب مع الدعم السريع
  • قمة رئاسية ثلاثية تجمع البرهان مع رئيسي جنوب السودان وإريتريا في جوبا
  • ???? هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟
  • البرهان إلى جوبا لحضور قمة ثلاثية حول تداعيات الحرب بالسودان
  • ???? بعد نهاية الحرب ستكون هنالك دولةً جديدةً في السودان وعاصمةً غير مُكتظة
  • هل سيحمل البرهان العالم لتصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية؟