مخاوف من الآثار الجانبية لعقار مضاد لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
يثير عقار "أديرال" -وهو علاج مضاد لاضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD) يلقى إقبالا واسعا بالولايات المتحدة- مخاوف لدى الباحثين بشأن آثاره الجانبية النادرة الخطرة، في حين زادت الوصفات الطبية له بشكل كبير خلال العقدين الفائتين.
وأفادت دراسة، نشرت الخميس، بأنّ الذين يتناولون جرعات عالية من هذا المنشط أكثر عرضة 5 مرات للإصابة بالذهان (فقدان الاتصال بالواقع) أو الهوس (مرحلة الطاقة العالية بشكل غير اعتيادي، والسلوك غير المنتظم).
لكن لا توجد مبادئ توجيهية واضحة بشأن الجرعات القصوى التي ينبغي تناولها، وقد زاد عدد الشباب الصغار الذين يستخدمون الدواء منذ جائحة "كوفيد-19" غالبيتهم في إطار التطبيب من بعد.
وأجرى الدراسة فريق بقيادة الطبيبة النفسية لورين موران من مستشفى ماس جنرال بريغهام في بوسطن. وقد ركّزت الباحثة اهتمامها على هذا الموضوع في أولى مراحل مسيرتها المهنية، بعدما لاحظت أنّ عددا كبيرا من طلاب الجامعة يستشيرون متخصصين بشأن هذا الموضوع.
وقالت الطبيبة لوكالة الصحافة الفرنسية "كنا نرى نسبة كبيرة من الأشخاص من دون تاريخ نفسي كبير ويصابون بأول نوبة من الذهان أو الهوس في سياق استخدام المنشطات".
وعندما علمت إدارة الغذاء والدواء الأميركية (إف دي ايه) بهذه الحالات في العقد الأول من القرن الـ21، أضافت تحذيرا إلى ملصق الدواء. ولكن لم يُجرَ سوى عدد قليل من الأبحاث لتحديد معدلات الآثار الجانبية أو علاقتها بالجرعة.
وراجعت موران وزملاؤها السجلات الطبية لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و35 عاما أُدخلوا مستشفيات ماس جنرال بريغهام بين عامي 2005 و2019. وهذه الفئة العمرية هي السنّ الأبرز التي يُصاب خلالها الأشخاص بالذهان.
وتوصّل الباحثون إلى أنّ 1374 شخصا عانوا من أول نوبة من الذهان أو الهوس، وقارنوهم بـ2748 مريضا دخلوا المستشفى بسبب اضطرابات نفسية أخرى.
ومن خلال تحليل استخدام "أديرال" خلال الشهر السابق والأخذ بالاعتبار متغيرات أخرى مثل تعاطي المخدرات، تمكنوا من تحديد تأثير المنشطات على وجه التحديد.
ووجدوا أن الذين تناولوا "أديرال" كانوا أكثر عرضة بـ2.68 مرة لدخول المستشفى بسبب الذهان أو الهوس مقارنة بمَن لم يتناولوه، وقد ارتفع هذا الاحتمال إلى 5.28 مرة لدى الذين تناولوا جرعات أعلى (40 مليغراما وأكثر).
تطبيب من بعد
ولم تتوصل دراسة منفصلة إلى أي خطر متزايد مع عقار "ريتالين" وهو منشط آخر يوصف لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. وتُرجع موران سبب الاختلاف إلى طريقة عمل هذين العقارين.
وكلاهما يزيد من مستويات الدوبامين الذي يؤدي دورا في التحفيز والتعلّم. وبينما يزيد "أديرال" -وهو الأمفيتامين- من إفراز الدوبامين، يعمل "ريتالين" عن طريق منع إعادة امتصاصه.
ورأت الطبيبة أنّ الدراسة توضح ضرورة الإشارة بوضوح إلى الجرعات القصوى على الملصقات التي توصي راهنا بمعالجة المرضى عن طريق تناول 20 مليغراما، لكنّ الأطباء يصفون عمليا جرعات مختلفة بشكل كبير.
ويرجع ذلك جزئيا إلى أنّ أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه الأكثر تقدما تتطلب جرعة أعلى. لكنّ الباحثة لاحظت في بعض الأحيان "إهمالا بالوصفات الطبية".
وأضافت موران "قد يعتقد الناس، مثل بعض الأطباء، أنّ التخلّص من مختلف أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه ممكن، لكنّ هذا غير واقعي".
وتُنتقد خدمات التطبيب من بعد بسبب الإفراط في وصف عقار "أديرال" مما يساهم في النقص الذي قد يحرم مَن يحتاجون بالفعل إلى العلاج.
واقترحت إدارة مكافحة المخدرات وقف السماح بوصف دواء "أديرال" من خلال خدمات التطبيب من بعد، لكنّها مددت هذا الاقتراح حتى نهاية عام 2024 بسبب الاحتجاج عليه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات من بعد
إقرأ أيضاً:
كيف مات هتلر؟.. لوفيغارو: تحقيق مضاد مثير من قبل طبيب شرعي
موت المستشار الألماني أدولف هتلر من أشهر حالات الوفاة في التاريخ، ولكنه من أكثرها غموضا، وقد راجت كثير من الأقاويل والمزاعم حول ظروفه، إذ نفى الاتحاد السوفياتي السابق طويلا العثور على جثة هتلر تحت أنقاض برلين، ثم ادعى وجودها دون تقديم دليل قوي، وأخفى تشريح الرفات الذي يفترض أنه يعود إلى الديكتاتور النازي والمقربين منه.
بهذه المقدمة بدأت صحيفة لوفيغارو مقالا -بقلم سولين روا- تروي فيه المراجعة المثيرة التي قام بها الطبيب إريك لورييه، رئيس الوحدة الطبية القضائية في مستشفى فالنسيان، الذي فحص عمليات التشريح التي أجريت عام 1945 على الجثث المزعوم أنها تعود للمستشار الألماني أدولف هتلر وإيفا براون وعائلة غوبلز، واكتشف الكثير من التناقضات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صنداي تايمز تكشف معلومات مثيرة عن أقارب الأسد وثرواتهمlist 2 of 2غارديان: العالم خذل سوريا وعليه أن يترك أمر مستقبلها لشعبهاend of listوفي تحقيقه المضاد، ومراجعته بعناية للعناصر كشف عنها مؤخرا، أظهر إريك لورييه، مدى الأكاذيب والأخطاء وأسرار الدولة والمنافسات، وخلص إلى أن التلاعب العسكري والدعائي والسياسي منذ البداية أدى إلى عرقلة الحقيقة بشأن وفاة "الفوهرر" ومن كانوا معه.
المنزل الذي ولد فيه القائد النازي أدولف هتلر في براوناو بالنمسا (رويترز) سباق نحو الجثةفبمجرد سقوط برلين في مايو/أيار 1945 خلال الحرب العالمية الثانية، شرع الحلفاء في رحلة محمومة من أجل الحصول على جثة هتلر، وقد استخرج الجيش الأحمر، عند وصوله إلى المخبأ الذي دفن فيه زعيم ألمانيا النازية قبل عدة أشهر، 13 جثة من المخبأ وحديقة المستشارية، وقامت أجهزة مكافحة التجسس السوفياتية بتشريح تلك الجثث التي ينسبونها إلى هتلر ورفيقته إيفا براون ووزير الدعاية جوزيف غوبلز وزوجته وأطفالهما الستة، ورئيس الأركان العامة للجيش البري هانز كريبس، وكلبين واحد منهما بلوندي، المفضل لدى الدكتاتور.
غير أن التقارير التي كتبها أطباء الطب الشرعي بالجيش الأحمر عام 1945 ظلت من أسرار الدولة حتى كشف عنها مؤرخ روسي عام 1968، مع العديد من الاستجوابات التي أجرتها المخابرات الأميركية والسوفياتية.
ولأكثر من 30 عاما، بقي الدكتور إريك لورييه مهتما بجثة هتلر، وأجرى "دراسة نقدية تتعلق بتقرير تشريح الجثة التي يُفترض أنها لأدولف هتلر"، نشرت عام 1993، وحققت نجاحا طفيفا، ولكن معرض "احتضار الرايخ الثالث" في موسكو عام 2000، إضافة إلى قراءته لعمل قام به صحفيان عام 2018، جعلا الطبيب يرغب في الغوص من جديد في التحقيق.
إعلان شظايا الفك والجمجمةلم يبق من القائد النازي الذي طلب حرق رفاته مباشرة بعد انتحاره -كما يقول التقرير- سوى شظايا الفك المأخوذة أثناء تشريح الجثة عام 1945، وقطعة من الجمجمة عثر عليها بعد عام في حديقة المستشارية النازية، وهي محفوظة تحت حراسة شديدة من قبل السلطات الروسية التي تؤكد أنها أصلية، وقد أحرقت المخابرات السوفياتية بقية الرفات عام 1970 حتى لا تترك فرصة لمن يشعرون بالحنين إلى الرايخ.
أما بالنسبة لدراسة الجثث الباقية، فيتساءل الدكتور لورييه "هل هي تحقيق طبي حقيقي قانوني أم وهمي ملوث بالدعاية السوفياتية؟"، وقد أعاد قراءة تقرير تشريح الجثث الذي أجراه الجيش الأحمر بين 7 و9 مايو/أيار 1945، على الجثث الـ13، نقطة تلو الأخرى، بنفس الدقة التي يتمتع بها الطبيب الشرعي، وأكد الدكتور أن التحليل الدقيق يسمح بالتشكيك في "موضوعية النتائج الطبية والقانونية".
وعندما نبدأ بالقصة المذهلة لاكتشاف الجثث، نجد أن جثة أخرى تم تقديمها لأول مرة على أنها جثة أدولف هتلر عرضت داخل القبو، ولكن المحققين الروس رفضوها بكل بساطة لأن صاحبها كان يرتدي جوربا مرتقا، وهي تفاصيل تعتبر غير لائقة بزعيم الرايخ الثالث، يوضح مقال لوفيغارو.
سم السيانيدأما بالنسبة لتقارير التشريح نفسها، فهناك شيء واحد مؤكد بالنسبة لإيريك لورييه، وهو أن مؤلفيها اضطروا إلى "الرضوخ للمطالب السياسية"، ولذلك خلصت التقارير إلى أن أسباب وفيات هذه الشخصيات كلها كانت "التسمم بالسيانيد"، وإذا كانت التحليلات توصلت إلى العثور على السيانيد في الجثث المرقمة من 1 إلى 11، فإن الجثتين الأخيرتين وهما اللتان يفترض أنهما خاصتان بأدولف هتلر وإيفا براون لم ينفذ التحليل عليهما.
ونبه الطبيب إلى أنه تقرر عندما جمع العديد من الشهادات من قبل كل من الروس والأميركيين أن هتلر أطلق النار على رأسه، وكذلك جوزيف وماغدا غوبلز، وتم تجاهل المسدسات التي عثر عليها بجوار جثتيهما، ولم يتم فتح الجمجمة للبحث عن آثار الرصاص.
إعلانأما الجنرال كريبس فقد تم تقديم تقرير إلى زعيم الاتحاد السوفياتي جوزيف ستالين على أنه انتحر بسلاح ناري، وهو ما يتجاهله تقرير تشريح الجثة. التفسير بحسب إيريك لورييه هو "رغبة شديدة في تأكيد الموت بالسيانيد، الذي كان يعتبر على الجانب السوفياتي موتا شائنا لا يلجأ إليه إلا الجبناء".
وبالمثل، فإن تشريح جثة إيفا براون يشير إلى "وجود شظايا معدن في بطنها ونزيف حاد وجرح خطير في الصدر ناجم عن قذيفة روسية على ما يبدو"، وهو "السبب المباشر للوفاة" -حسب إيريك لورييه- لكن الكشف عنه كان سيظهر رفيقة هتلر على أنها "مقاتلة"، وهو أمر غير مقبول بالنسبة للسلطات السوفياتية.
قطعة من فك بشري يقول الخبراء إنها تعود لأدولف هتلر وهي موجودة في موسكو (رويترز) جسر الفك العُلويأما بالنسبة لتحديد هوية أدولف هتلر رسميا، فلا يزال الغموض قائما، إذ لم يتم تصوير الجسم -كما يتعجب إريك لورييه- ولا تصويره بالأشعة السينية، مع أن صورة للرأس بالأشعة، كإجراء شائع خلال التحقيق الطبي القانوني، كان من الممكن أن تتيح مقارنة بالأوصاف الدقيقة لأسنانه كما جاءت في صورة الأشعة السينية التي التقطت خلال حياته من قبل طبيب أسنانه، وقد وجدت في وقت لاحق.
ومع أنه لا أحد يشك في مقتل هتلر ورفيقته أثناء الاستيلاء على برلين، فإنه من المشروع التساؤل هل الجثث التي تم تشريحها تعود لهما -كما يقول الطبيب- وهل ما حمل في الصندوق إلى غرفة التشريح يوم 8 مايو/أيار 1945 " كان بقايا كاملة تقريبا أم لا؟
ويبدي الطبيب اهتماما خاصا بجسر الفك العلوي لأن الوصف الذي قدمه علماء الطب الشرعي الروس لا يتطابق تماما مع ما قدمه طبيب أسنان هتلر ومساعده، متسائلا هل قامت السلطات السوفياتية بتزوير تقرير تشريح الجثة؟