مستشار بايدن يتجه لإسرائيل لبحث التوتر مع لبنان وسط مخاوف من التصعيد
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
أفاد موقع "أكسيوس" نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن آموس هوكستين، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن، سيصل إلى إسرائيل يوم الاثنين المقبل في زيارة تهدف إلى مناقشة التوتر المتزايد مع لبنان ، تأتي هذه الزيارة في ظل تصاعد القلق من الخطاب المتشدد الصادر عن الجيش الإسرائيلي بشأن احتمالية نشوب حرب مع حزب الله.
وأعربت الإدارة الأمريكية عن قلقها البالغ من تصاعد الخطاب العسكري الإسرائيلي تجاه لبنان، حيث يشير مسؤولون في البيت الأبيض إلى أن زيارة هوكستين تهدف إلى تهدئة التوترات ومنع أي تصعيد قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق.
وتسعى الولايات المتحدة إلى الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، خصوصًا في ظل التوترات السياسية والأمنية المحيطة بالحدود الإسرائيلية اللبنانية، والتي ازدادت حدتها في الأشهر الأخيرة. وتعتبر واشنطن أن اندلاع حرب جديدة في هذه المنطقة سيؤدي إلى تداعيات خطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.
ومن المتوقع أن يناقش هوكستين خلال زيارته التطورات الأمنية على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، بما في ذلك مخاوف إسرائيل من التهديدات المتزايدة من حزب الله. ويُعتقد أن المحادثات ستركز أيضًا على المسائل المتعلقة بالحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، والتي تمثل نقطة حساسة في العلاقات بين البلدين منذ فترة طويلة.
وتلعب الولايات المتحدة دورًا محوريًا في الوساطة بين لبنان وإسرائيل بشأن النزاعات الحدودية، وتحديدًا فيما يتعلق بمسألة حقول الغاز في البحر المتوسط. ومن المتوقع أن يحاول هوكستين توجيه الحوار بين الجانبين نحو حلول سلمية تحول دون التصعيد العسكري.
في الوقت نفسه، يستمر الجيش الإسرائيلي في تعزيز استعداداته لأي مواجهة محتملة مع حزب الله، حيث يشير العديد من المسؤولين الإسرائيليين إلى أن التوترات في الشمال قد تتحول إلى صراع شامل في حال استمرار التهديدات. وقد عبر الجيش الإسرائيلي مؤخرًا عن مخاوفه من أن حزب الله يخطط لتكثيف هجماته على المناطق الحدودية، مما يعزز المخاوف من نشوب مواجهة عسكرية مفتوحة.
جنوب إفريقيا: لم نتلقَ طلبًا لإسقاط قضية الإبادة الجماعية في غزة وسنمضي قدمًا في اتهام إسرائيل
أكد رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا، أن بلاده لم تتلقَ أي طلب رسمي من الولايات المتحدة أو أي حكومة أخرى للتراجع عن موقفها في قضية اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة. جاء هذا التصريح في ظل تصاعد الانتقادات الدولية بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية في القطاع.
وفي تصريحاته، أشار رامافوزا إلى أن جنوب إفريقيا ماضية في تقديم قضيتها أمام المحافل الدولية، مشددًا على أن حكومته ترى أن هناك أدلة واضحة تشير إلى ارتكاب إسرائيل لجرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة. وأضاف: "لا نرى أي أسباب تدفعنا للتوقف عن متابعة هذه القضية، بل نحن ملتزمون بمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وفقًا للقوانين الدولية".
وتأتي هذه الخطوة في إطار موقف جنوب إفريقيا الثابت والداعم للقضية الفلسطينية. وأوضح رامافوزا أن بلاده ترى أن العدالة يجب أن تأخذ مجراها، وأنه من الضروري أن يتوقف المجتمع الدولي عن غض النظر عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تجري في غزة. وأضاف: "نحن نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل حقوقه الأساسية وكرامته".
وفيما يتعلق بالعلاقات الدولية، أكد رامافوزا أن موقف بلاده لا يعني معاداة أي دولة، بما في ذلك الولايات المتحدة أو الدول الغربية الأخرى. وبدلاً من ذلك، أوضح أن جنوب إفريقيا تؤكد على أهمية تعزيز قيم العدالة وحقوق الإنسان في السياسة الخارجية. وأضاف أن بلاده لن تسمح بالضغوط الخارجية لتغيير موقفها المبدئي من القضية الفلسطينية.
يُذكر أن جنوب إفريقيا تسعى لرفع القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية، حيث تُتهم إسرائيل بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية خلال النزاع في غزة. ومن المتوقع أن تستمر جنوب إفريقيا في دفع جهودها الدبلوماسية والقانونية من أجل تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإيجاد حل للنزاع المستمر في المنطقة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن سيصل إلى إسرائيل لبنان الخطاب المتشدد الجيش الإسرائيلي الولایات المتحدة جنوب إفریقیا حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
مفاوضات وقف النار بين تفاؤل هوكشتاين وتواصل التصعيد الميداني
بيروت- وصل المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين إلى بيروت صباح اليوم الثلاثاء، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وذلك بعد أيام قليلة من وصول مسودة مقترحات أميركية للتسوية، رد عليها لبنان بإيجابية، مع إشارة إلى أن بعض النقاط الواردة فيها بحاجة إلى مزيد من النقاش.
ووفقا للتسريبات، تشمل مسودة الاتفاق المقترحة بين لبنان وإسرائيل 13 نقطة، أبرزها:
انسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني. وانتشار الجيش اللبناني في الجنوب، مع التأكيد على عدم إقامة مواقع جديدة للجيش في المنطقة. إلى جانب منع نقل السلاح عبر سوريا إلى الحزب.ومع ذلك، تتمسك إسرائيل بحقها في مهاجمة حزب الله في لبنان حتى بعد توقيع الاتفاق، وهو ما يرفضه لبنان بشكل قاطع، ويؤكد مفاوضوه أن أي تفاوض غير مباشر مع إسرائيل يجب أن يكون قائمًا على وقف العدوان وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل وغير منقوص.
ومن المتوقع أن يتجه هوكشتاين إلى إسرائيل غدًا الأربعاء للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمتابعة هذه الجهود.
تحت النارالتقى هوكشتاين في بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري في اجتماع دام نحو ساعتين، وهو الأطول من نوعه، كما التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.
وبعد لقائه مع الرئيس بري، صرح هوكشتاين بأن الاجتماع كان "بنّاء"، مؤكدًا التزام بلاده ببذل أقصى جهد للعمل مع لبنان وإسرائيل لإنهاء هذا الصراع، وأضاف "لقد قلصنا الفجوات، ونحن في لحظة اتخاذ القرار"، معربًا عن تفاؤله بإمكانية الوصول إلى حل قريب، ومؤكدًا بأن القرار النهائي يعود للأطراف المعنية.
وفي موازاة ذلك، استمر التصعيد العسكري الإسرائيلي، وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو إلى أن "المفاوضات تتم تحت النيران والقصف"، حيث استهدفت الغارات الإسرائيلية مناطق في بيروت خارج نطاق الضاحية الجنوبية، بما في ذلك مار إلياس ورأس النبع وزقاق البلاط، ونفذت عمليات اغتيال لمسؤولين في حزب الله، كما استمرت الغارات الجوية في البقاع والضاحية الجنوبية والجنوب، مع التركيز على تفخيخ الأحياء وتدمير المباني والتوغل البري.
من جانبه، وسّع حزب الله دائرة استهدافاته، حيث أطلق صواريخ نحو تل أبيب مساء الاثنين، في رسالة مزدوجة إلى هوكشتاين وإسرائيل، مؤكدًا قدرته على استهداف العمق الإسرائيلي.
وفي وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، أطلق الحزب صواريخ أخرى نحو مواقع إسرائيلية في الجليل، وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بتعرض موقع عسكري للقصف من طائرة مسيرة أُطلقت من لبنان.
لقاء هوكشتاين (يسار) برئيس مجلس النواب نبيه بري اعتُبر الأطول من نوعه واستمر لمدة ساعتين (رويترز) رسائل موجّهةيشير الخبير العسكري والإستراتيجي العميد حسن جوني، إلى أن المقاومة أظهرت مرة أخرى -من خلال هجماتها الصاروخية الأخيرة على تل أبيب- قدرتها على إطلاق أنواع مختلفة من الصواريخ، وتنفيذ مناورات مفاجئة باستخدام الطائرات المسيّرة.
ورأى جوني في حديثه للجزيرة نت، أن هذه الهجمات استهدفت مناطق متفرقة وعلى مسافات متباينة، وصولا إلى تل أبيب ومحيطها الجنوبي، مما يعكس تطورا ملحوظا في إمكانياتها العسكرية، وأوضح أن التصعيد الأخير يحمل رسائل موجهة في 3 اتجاهات رئيسية:
أولا: الرد المباشر على استهداف العاصمة بيروت، لا سيما بعد الاعتداء على منطقة زقاق البلاط بذريعة وجود غرفة عمليات، والدخول في إطار جديد من التبريرات لتغطية الاعتداء بهذا الادعاء، لكن رد المقاومة جاء متوازنا، ويعكس تمسكها بمعادلة "عاصمة مقابل عاصمة"، في مواجهة محاولات فرض تغييرات على قواعد الاشتباك. ثانيا: يشكل الرد تفنيدا لادعاءات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تدمير 80% من القدرات الصاروخية لحزب الله، مما يظهر زيف هذه الادعاءات أمام الجمهور الإسرائيلي. ثالثا: يعتبر هذا الرد رسالة تفاوضية تؤكد أن المرونة التي أظهرها الجانب اللبناني -بما فيه حزب الله- تجاه الوساطة الأميركية، ليست علامة ضعف، وإنما هي جزء من إستراتيجية تهدف إلى وقف الحرب مع الحفاظ على القوة.وشدد العميد جوني على أن المقاومة ما تزال تمتلك قدرات صاروخية متطورة، وأنها مستعدة للجوء إلى خيارات أكثر تقدما إذا لزم الأمر، كما أوضح جوني أن إستراتيجية المقاومة تقوم على توازن القوة والثبات، مع الحفاظ على مرونة تفاوضية لا تعني التراجع عن المواقف الأساسية.
تفاوض أو تصعيديرى الكاتب والباحث السياسي الدكتور علي أحمد، أن النقطة الجوهرية في المفاوضات تكمن في السؤال "هل يسعى نتنياهو لإنهاء الحرب؟"، مشيرا إلى أن تصريحات رئيس الوزراء الأخيرة تعكس رغبته في مواصلتها بدلا من إنهائها، بهدف تحقيق مكاسب إضافية.
وفيما يخص التصعيد الميداني، يوضح أحمد، في حديث للجزيرة نت، أنه جزء من العملية التفاوضية، حيث تعتبر المقاومة أن التصعيد امتداد للحرب التي شنّتها إسرائيل، فيما هي تدافع عن نفسها. ورغم وجود مفاوضات، ترى المقاومة أن الحرب لا تزال مستمرة وتتصاعد، وهو ما يتجلى في الضربات الأخيرة التي استهدفت بيروت وتل أبيب، والتي تعكس استمرار المواجهات.
ويشير أحمد أيضا إلى أن "إسرائيل تساهم في التصعيد"، مما يثير تساؤلات حول نيتها لوقف الحرب، معتبرا أن "ردودها على التصعيد قد تكون جزءا من العملية التفاوضية أو تعبيرا عن تصعيد متعمد".
مناورة مستمرةوفي حديثه للجزيرة نت، يعتبر المحلل السياسي جورج علم، أنه رغم الأجواء الإيجابية التي تروّجها بيروت بشأن المقترحات الأميركية لوقف إطلاق النار، فإنه لا يتوقع أن تثمر هذه المبادرات عن أي تقدم، حيث يعتقد أن هذه المقترحات سترفض في تل أبيب فور وصول الموفد الأميركي إليها من بيروت.
ويشير علم إلى أن نتنياهو الذي كان يراوغ بشأن المقترحات المتعلقة بغزة، يناور الآن بشأن المقترحات الأميركية المتعلقة بلبنان، مضيفا أنه لا يبدو أن هناك أي تقدم نحو وقف إطلاق النار، ما لم يمارس ضغط أميركي حقيقي من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على نتنياهو لقبول هذه المقترحات، مع تهديد بفرض عقوبات مثل حجب الأسلحة أو القنابل الأميركية، وهو ما يبدو غائبا في الوقت الراهن.
ويوضح علم أنه رغم الحديث عن مقترحات قد تكون قابلة للنقاش، فإنها لن تؤدي إلى أي تقدم ملموس، ويرى أن نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف سيستمران في تحقيق أهدافهم الإستراتيجية إلى تاريخ 20 يناير/كانون الثاني المقبل، أي موعد تسلُّم الرئيس المنتخب دونالد ترامب مهامه في البيت الأبيض.