موقع 24:
2025-02-21@22:45:14 GMT

قصة ممرّ الشقاق بين روسيا وإيران

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

قصة ممرّ الشقاق بين روسيا وإيران

قال كامران بخاري، الأكاديمي المتخصص في شؤون الأمن القومي والسياسة الخارجية في جامعة أوتاوا، إن حرب أوكرانيا قرّبت بين روسيا وإيران، لكن العلاقة المتطورة بينهما أكثر تعقيداً مما تبدو.

يتضح وجود تباعد استراتيجي بين روسيا وإيران

وأضاف الكاتب في تحليله بموقع "جيوبولتيكال فيوتشرز": كانت طهران الشريك الأضعف حتى العام الماضي، ولكن مع تزايد اعتماد موسكو على الطائرات المسيرة والصواريخ الإيرانية في حربها ضد أوكرانيا، زاد نفوذ إيران.

ومع ذلك، يتضح وجود تباعد استراتيجي، حيث تحتاج إيران إلى التفاوض مع الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه تتعارض سياسة روسيا في جنوب القوقاز مع المصالح الإيرانية.

التباعد الاستراتيجي

عندما اتهمت الولايات المتحدة إيران هذا الأسبوع بإرسال صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا، غفلت عن تطور أكثر أهمية في العلاقات الروسية الإيرانية. وانتقد العديد من المسؤولين الإيرانيين روسيا علناً في الآونة الأخيرة لدعمها خطة أذربيجان لإقامة ممر في أرمينيا على الحدود مع إيران. 

⚠️ ???????????????????????????????? ???????????????? ⚠️

???????? | ???????????????? ???????????????????? ???????????????? ???????? ????????????????????????: ???????????????????????????????????? ???????????????????? ???????????????? ???????????????????????????????????????? ???????????????????????? ???????? ???????????????????????????? ????????????????

This move will Facilitate a new route of Trade from Asia towards Russia / Central Asia to… pic.twitter.com/qpSTeEznYr

— Iran Spectator (@IranSpec) June 20, 2024

ووصف وزير الخارجية الإيراني الجديد، عباس عراقجي، الممر المعروف باسم "ممر زانجيزور" بأنه "إعادة رسم للحدود" ووصفه بأنه "خط أحمر لإيران". كما قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني والرئيس الأسبق للحرس الثوري الإيراني اللواء محسن رضائي "إن سلوك روسيا يتناقض بوضوح مع صداقتها المعلنة مع إيران".

تزايد المخاوف الإيرانية

ولفت الكاتب النظر إلى تزايد مخاوف إيران بشأن حدودها الشمالية منذ انتصار أذربيجان على أرمينيا، حليف إيران، في الحرب الثانية على ناغورنو قره باغ في عام 2020. وكانت المنطقة تحت إدارة أرمينيا منذ الحرب الأولى في عام 1994، وسقوطها في يد أذربيجان أدى إلى توسيع الحدود الأذربيجانية الإيرانية بشكل كبير.
دفع مسعى أذربيجان لتأمين ممر زانجيزور، الذي يربطها بمنطقتها المستقلة ناخيتشيفان، إلى تهديد بخلق حزام تركي متصل على طول الحدود الشمالية الغربية لإيران، وهو ما يشكل تهديداً أمنياً كبيراً لطهران، خاصةً مع وجود أقلية أذرية كبيرة في إيران تمثل ربع سكانها تقريباً وتتركز في الشمال الغربي للبلاد، إضافة إلى التحولات السياسية الداخلية في إيران وحملتها عالية المخاطر لتوسيع نفوذها في الشرق الأوسط. 

Iran and Russia are going to invest about $38 billion in the development of Trans Caspian shipping lines as part of the International North-South Transport Corridor (INSTC)

This corridor is key infrastructure for Russia and allows it to circumvent Western sanctions pic.twitter.com/8VsMEVZXml

— Iran Observer (@IranObserver0) October 28, 2023

وشعرت إيران بالأمان لعدة سنوات لأن أرمينيا كانت تسيطر على الوضع أمام أذربيجان، وكانت منطقة جنوب القوقاز تحت النفوذ الروسي بشكل راسخ. ومع ذلك، شهدت المنطقة تحولاً استراتيجياً خلال السنوات الأربع الماضية. فقد أدى الدعم التركي الهائل إلى تمكين القوات الأذربيجانية من التغلب على خصومها الأرمن والسيطرة على ناغورنو قره باغ، مما قلب موازين القوة التي كانت موجودة منذ انهيار الاتحاد السوفيتي في عام 1991.
ورغم تحالفها مع أرمينيا في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، لم تقدم موسكو أي مساعدة ليريفان، مما دفع أرمينيا إلى التهديد علناً بالانسحاب من التحالف والبحث عن شراكات جديدة مع دول مثل فرنسا والولايات المتحدة. وفي هذه الأثناء، استغلت تركيا انشغال روسيا في أوكرانيا لتعزيز نفوذها في المنطقة وزيادة روابطها مع آسيا الوسطى.

تركيا تتحدى النفوذ الروسي

وتابع الكاتب: مع تحدي تركيا للاحتكار الروسي حول بحر قزوين وصعود أذربيجان كقوة رئيسة في جنوب القوقاز، لم يكن أمام الكرملين خيار سوى مد يد التعاون إلى باكو، رغم أن علاقاتها مع الغرب ما زالت باردة. كانت روسيا بحاجة إلى تأييد ممر زانجيزور لضمان موقعها في المشهد الذي ترسمه تركيا وأذربيجان، وهو ما وضع موسكو في مواجهة مع طهران، التي تخشى أن تؤدي هذه التغييرات إلى قطع وصولها إلى طريقها البري نحو أوراسيا.

نقطة تحول

وسيطر الفرس على معظم جنوب القوقاز وأجزاء كبيرة من شمال القوقاز، بما في ذلك داغستان وأجزاء من الشيشان، منذ أوائل القرن السادس عشر. ولكن بدأت روسيا القيصرية في الاستيلاء على هذه الأراضي من الإمبراطورية القاجارية في عام 1801.
وبموجب معاهدة غوليستان لعام 1813، تنازل الفرس عن داغستان وجورجيا الشرقية ومعظم أذربيجان وأجزاء من أرمينيا الشمالية للروس. احتفظت إيران بأجزاء من أرمينيا وناخيتشيفان وجنوب أذربيجان حتى معاهدة تركمانشاي في عام 1828، التي رسمت الحدود الشمالية الغربية الحالية لإيران على طول نهر آراس.
وسيطرت موسكو على جنوب القوقاز حتى انهيار الاتحاد السوفيتي، عندما استقلت جورجيا وأرمينيا وأذربيجان، لكن الاتحاد الروسي استمر في التمتع بنفوذ قوي في المنطقة. وترى إيران أن الوضع لم يتغير كثيراً على مدى أكثر من قرن ونصف، باستثناء أن التاريخ والجغرافيا جعلا من أرمينيا المستقلة حليفاً طبيعياً لإيران.
وسيطرت أرمينيا حديثة الاستقلال على ناغورنو قره باغ، التي تبلغ مساحتها 4400 كيلومتر مربع داخل أذربيجان، لمدة تقارب الثلاثة عقود، وهو ما كان يناسب إيران تماماً. لكن حرب أذربيجان وأرمينيا في عام 2020 شكّلت نقطة تحول. فتركيا، التي لم تسيطر أبداً على معظم جنوب القوقاز حتى في ذروة الإمبراطورية العثمانية، أصبحت الآن قوية الحضور على الحدود الشمالية لإيران، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لإيران. ومع انضمام روسيا إلى تركيا في التحالف مع أذربيجان، أصبحت إيران في موقف أكثر حرجاً.

مستقبل التحالفات

تعترف إيران بأن روسيا في حالة تراجع طويل الأمد، وأن تركيا في أفضل وضع لملء الفراغ. تتمتع تركيا بروابط عرقية مع أذربيجان ومع معظم دول آسيا الوسطى. وعلى الرغم من ذلك، ستظل إيران تحتفظ بعلاقاتها مع روسيا، لكنها تدرك تراجع النفوذ الجيوسياسي لموسكو. 

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية روسيا أوكرانيا جنوب القوقاز فی عام وهو ما

إقرأ أيضاً:

شيخ الإسلام في أذربيجان: الوحدة الإسلامية تتطلب الحوار والوسطية وتوحيد الجهود

أكد شيخ الإسلام الله شكر باشازادة، القائد الروحي للمسلمين في أذريبجان وعموم القوقاز، عضو مجلس حكماء المسلمين، أن الوحدة الإسلامية لا يمكن تحقيقها إلا من خلال الحوار والالتزام بمنهج الوسطية وتوحيد الجهود بين المسلمين بمختلف مذاهبهم، مبينا أن المسلمين يشتركون في عبادة الله الواحد ويتلون كتابا واحدا ويتوجهون إلى قبلة واحدة، مما يفرض عليهم تجاوز الخلافات والعمل معًا لتحقيق التضامن والتفاهم.

من جانبه أكد الدكتور بشار عواد، المفكر والمؤرخ العراقي، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة، بعنوان " أمة واحدة ومصير مشترك"، أنَّ الخلاف بين مدارس الفكر الإسلامي يتغذى على ثلاث ركائز أساسية، الأولى: خلاف في النظر إلى الوقائع التاريخية بعد وفاة النبي ﷺ وتفسيرها.

والثانية: خلاف في بعض فروع العقائد التي عَدَّها بعضهم أصولًا وكفّروا المخالفين استنادًا إليها نحو الخلافة والإمامة وغيرها.

والثالثة: خلاف في تصحيح الأحاديث النبوية وتضعيفها، وفي قبولها وردها، موضحا أنه لا بديل عن تحقيق وحدة إسلامية، وإزالة فكر التعصب الأعمى الذي نشاهده اليوم مسيطرًا على أصحاب المدارس المختلفة، لافتًا إلى أن كثيرًا من مقولات أو تهم التكفير والتفسيق والتبديع لم تكن معروفة عند مؤسسي هذه المدارس الفكرية، ولا عند من تلقوا منهم العلم تلقيًا مباشرًا، وإنما نجم ذلك عند المتأخرين الذين سعوا إلى نشر مثل هذه الأفكار والأباطيل لأغراض سياسية اتخذت من الدين ستارًا لها.

ومن جانبه، أكد سماحة الشيخ حميد شهرياري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية بالجمهورية الإيرانية، أن الحوار الإسلامي هو الحل المثالي الذي يعزز الوحدة الإسلامية ويحل محل الفرقة بين المذاهب والأمم، موضحًا أن العلماء يجب أن يتحملوا مسؤوليتهم في تعزيز هذه الوحدة، من خلال إقامة إطار مفهومي شامل يعزز اتحاد البلدان الإسلامية ويبعث الأمة الإسلامية من جديد، مشيرًا إلى أهمية اتخاذ خطوات تعزز الوحدة والتقارب، وتفعيل دور البرلمان العربي الإسلامي، واحترام التنوع والقيم الثقافية والدينية للمجتمعات العربية والإسلامية.

جدير بالذكر أنَّ المؤتمر يأتي استجابة لدعوة فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رئيس مجلس حكماء المسلمين، خلال ملتقى البحرين للحوار في نوفمبر عام 2022م، وبرعاية كريمة من جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، وبمشاركة أكثر من ٤٠٠ شخصية من العلماء والقيادات والمرجعيَّات الإسلامية والمفكرين والمثقفين من مختلف أنحاء العالم، حيث يهدف إلى تعزيز وحدة المسلمين، والتأسيس لآلية حوار علمي دائمة على مستوى علماء ومرجعيات العالم الإسلامي.

مقالات مشابهة

  • طارق الطاير يبحث التعاون البرلماني مع أذربيجان
  • في موقف شجاع وحكيم : السعودية مستعدة للتوسط بين ترامب وإيران
  • العلاقات الاقتصادية بين قطر وإيران.. آفاق وتحديات
  • سعود بن صقر يبحث مع وزير اقتصاد أرمينيا تعزيز علاقات التعاون
  • سعود بن صقر يستقبل وزير الاقتصاد في جمهورية أرمينيا
  • خامنئي: نعتبر قطر دولة صديقة وشقيقة لإيران رغم بعض القضايا العالقة
  • شيخ الإسلام في أذربيجان: الوحدة الإسلامية تتطلب الحوار والوسطية وتوحيد الجهود
  • تقرير: تركيا تخطط لضربة اقتصادية ضد إيران
  • أمير قطر يصل إلى طهران في زيارة رسمية لإيران
  • الحكيم ينعي السيد مرتضى المستجابي الإصفهاني عميد أسرة آل الصدر في العراق وإيران ولبنان