لجريدة عمان:
2024-09-18@04:04:23 GMT

الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار

بورت سودان (السودان) "أ.ف.ب": وصلت تداعيات الحرب المدمرة في السودان المتواصلة منذ أكثر من 17 شهرا إلى المتاحف التي تتعرّض للنهب والقطع الأثرية التي تُعرض للبيع على الإنترنت، ما يثير قلقا لدى الباحثين والمنظمات الدولية.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أن "التهديد للثقافة (في السودان) وصل إلى مستوى غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، خصوصا في ظل ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة".

وقالت مديرة المتاحف في الهيئة القومية للآثار ورئيس لجنة استرداد الآثار السودانية إخلاص عبد اللطيف لوكالة فرانس برس "نعم تعرّض متحف السودان القومي لعملية نهب كبيرة".

وأضافت أنه تمّ رصد عبر الأقمار الصناعية "خروج شاحنات كبيرة محمّلة بكل القطع الأثرية المخزّنة في المتحف عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب".

وأشارت إلى أن هذه المسروقات تباع في المناطق الحدودية وخصوصا على الحدود مع جنوب السودان.

واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، لتنزلق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة".

ولم يتبين بعد حجم المسروقات أو قيمتها لصعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف الذي يقع في منطقة سيطرة الدعم السريع. وتقول عبد اللطيف إن مخازن المتحف القومي "تعتبر مستودعا رئيسيا لجميع آثار السودان".

وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.

ومن بين الأسباب التي دفعت إلى إنشاء المتحف إنقاذ القطع الأثرية وبقايا بعض المعابد سواء من الحضارة النوبية أو المصرية القديمة من أن تغمر بالمياه في فترة بناء السدّ العالي في أسوان في جنوب مصر.

ولم يجب المتحدث باسم قوات الدعم السريع على اتصال من وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر. ولكن في مايو، أكدت هذه القوات في بيان "حرصها على حماية آثار الشعب السوداني والحفاظ عليها".

خلال الأيام الماضية، تداول العديد من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي إعلانا نقلا عن موقع التجارة الإلكترونية "إي باي" لبيع قطعة تضم ثلاثة تماثيل على قاعدة واحدة (رجل وامرأة وطفل) وكُتب عليها أنها من القطع الأثرية المصرية القديمة معروضة للبيع بسعر 280 دولارا.

وندّد هؤلاء ببيع تراث السودان عبر الإنترنت، إلا أن أحد خبراء الآثار السودانية أكد لفرانس برس، وقد طلب عدم ذكر اسمه، أن "التمثال المعروض (على الانترنت) تقليد لقطعة موجودة بالمتحف".

إلا أنه أشار إلى أن هناك إعلانات لـ"قطع فخارية وذهبية ولوحات كانت موجودة بالمتحف" معروضة للبيع عبر الإنترنت.

وأَضاف "هناك مخاوف أنه إذا حاول سارقو المتحف تحريك التماثيل الضخمة قد تتعرض للدمار لأنها تحتاج إلى متخصصين".

ودعت اليونسكو السودانيين "من الجمهور والوسط الفني.. في المنطقة والعالم إلى الامتناع" عن الاتجار بالقطع الفنية السودانية.

في العام 2020، أغلقت الحكومة السودانية المتحف لصيانته وظلّ مغلقا إلى أن نجحت السلطات مطلع عام 2023 - وقبل ثلاثة أشهر من الحرب - في نقل تمثال الملك ترهاقا من مدخل المتحف إلى داخله بمساعدة فريق عمل إيطالي متخصّص.

وترهاقا هو خامس ملوك مملكة كوش كما كان يطلق على السودان قديما، وحكمها قبل حوالى 2700 عام.

ولكن لم يفتتح المتحف مجددا بسبب اندلاع المعارك.

في يونيو، تأكدت اليونسكو، بحسب بيان لها، "من تعرّض أكثر من عشرة متاحف ومراكز ثقافية ومؤسسات ذاكرة للنهب والتخريب" في السودان.

وحذّرت من ضياع "ذاكرة آلاف السنين من الحضارة والمعرفة والتقاليد الأصلية في البلد".

ولم يتوقّف نهب التراث عند المتحف القومي. وقالت عبد اللطيف إنه "تمّ نهب ممتلكات متحف نيالا في جنوب دارفور ومجموعاته المتحفية وحتى أدوات العرض".

كذلك أشارت إلى سرقة متحف الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان، وتدمير أجزاء من مبناه الذي يعود إلى حقبة الدولة المهدية في السودان قبل الاستقلال.

وأرجع الباحث في الآثار السودانية والمدير الأسبق لهيئة الآثار حسن حسين سبب السرقات إلى أنه "لا توجد حراسة للمتاحف والآثار السودانية بسبب الحرب".

وأطلق باحثون في الآثار حملة لاسترداد القطع الأثرية السودانية المنهوبة. وقال حسين إنه يسعى إلى تسليط الضوء على أزمة سرقة تاريخ السودان خلال مؤتمر سيعقد في مدينة مونستر الألمانية.

وقال "أوضاع الآثار السودانية في الوقت الراهن تشغل كل المهتمين بالتراث الإنساني".

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الآثار السودانیة القطع الأثریة فی السودان إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدفاع عن الحضارة تنشر 20 صورة بتلفيات في قصر محمد علي بشبرا.. والآثار: سنحقق


كتب- محمد شاكر ومحمد أبوبكر:
أكد الدكتور جمال مصطفى رئيس قطاع الآثار الإسلامية والمسيحية واليهودية، في تصريحات خاصة لمصراوي، أنه سيتحقق من صحة ما تردد خلال الساعات الماضية عن وجود تلفيات في الآثار الموجودة بقصر محمد علي بشبرا.

وذلك بعد أن نشرت حملة الدفاع عن الحضارة المصرية برئاسة الدكتور عبدالرحيم ريحان، عن وجود تلفيات عديدة بقصر محمد على بشبرا بعد إنفاق 750 مليون جنيه على الترميم.

وقالت الحملة، إن المستثمر الذي تسلم القصر تسبب في تلف عناصر أثرية مهمة جدًا، حيث حاول إنشاء مسارح داخل البحيرة، وتعرّضت المزهريات وكل ما حول البحيرة للتلف.

وأضافت الحملة في بيان منشور على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن المفتش الموجود في القصر لم يبلغ عن هذه التلفيات أو يقوم بتحرير محضر وطلب قطاع المشروعات للمعاينة، وأي تلفيات يتحملها المستثمر بالطبع، وتم استدعاء "صنايعية رخام"، لإصلاح الأشياء المتضررة باستخدام مواد غير مناسبة، بينما كانت هذه العناصر الأثرية مُصنعة بخامات عالية الجودة، مما يمثل جريمة بحق الأثر.

من الجدير بالذكر أن قصر محمد علي باشا بشبرا الخيمة، افتتح في 26 ديسمبر2005، بعد انتهاء وزارة الثقافة من ترميمه وتطويره كمركز عالمي لاستضافة المؤتمرات وكبار الزوار وكمزار سياحى.

وشهد قصر محمد علي باشا أحداثا تاريخية مهمة في تاريخ مصر الحديثة فهو في حد ذاته تحفة معمارية نادرة على مستوى العالم خاصة أنه جمع في عمارته وفنونه بين العالمين الغربي والإسلامي. و يبلغ عمره 200 عام.

وتم تطوير قصر محمد علي بشبرا الخيمة، والذي يعد تحفة معمارية أثرية نادرة على أرض القليوبية بل على مستوى العالم، من خلال وزارة السياحة والآثار، حيث قامت بمشروع ترميم وإعادة تأهيل القصر بالتعاون مع الهيئة الهندسية، طبقًا للبروتوكول الموقع بين الوزارة والهيئة في عام 2017 ، بعد إعداد الدراسات اللازمة بواسطة مركز هندسة الآثار والبيئة جامعة القاهرة مع قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالوزارة.

وتتضمن أعمال التطوير بالقصر مبنى قصر الفسقية والغرف التي يتكون منها القصر، منها "غرفة العرش والأسماء (أسماء أسرة محمد علي) والطعام والبلياردو والحديقة والممشى السياحي والمرسى"، كما يتم عمل سياج شجرى حول البرجولة الواقعة في هذه المنطقة لإضفاء مظهر جمالي عليه، وعمل بطاقات تعريفية للأشجار النادرة بالحديقة تشرح أنواعها وأعمارها بالجزء الخلفي لمبنى الفسقية.

مقالات مشابهة

  • أول توثيق للمأساة السودانية بقلم ناشطة نسائية
  • امتحانات الشهادة السودانية ستنعقد (قريبا جدا)
  • جبريل يتهم أمريكا بالتورط في الحرب السودانية
  • الدفاع عن الحضارة تنشر 20 صورة بتلفيات في قصر محمد علي بشبرا.. والآثار: سنحقق
  • الكشف عن تفاصيل الآثار المنهوبة من السودان.. معروضة للبيع
  • تأثير الحرب السودانية على التراث الثقافي: نهب المتاحف والمواقع الأثرية
  • «التايمز البريطانية»: الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الإنترنت بشكل غير مسبوق
  • مليشيا الدعم السريع تبيع الآثار السودانية المنهوبة على الإنترنت
  • الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الإنترنت بشكل غير مسبوق
  • الآثار السودانية المنهوبة تُباع على الانترنيت بشكل غير مسبوق