الحربُ في السودان تتسبّب في نهب المتاحف والآثار
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
بورت سودان (السودان) "أ.ف.ب": وصلت تداعيات الحرب المدمرة في السودان المتواصلة منذ أكثر من 17 شهرا إلى المتاحف التي تتعرّض للنهب والقطع الأثرية التي تُعرض للبيع على الإنترنت، ما يثير قلقا لدى الباحثين والمنظمات الدولية.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) من أن "التهديد للثقافة (في السودان) وصل إلى مستوى غير مسبوق في الأسابيع الأخيرة، خصوصا في ظل ورود تقارير عن نهب المتاحف والمواقع التراثية والأثرية والمجموعات الخاصة".
وقالت مديرة المتاحف في الهيئة القومية للآثار ورئيس لجنة استرداد الآثار السودانية إخلاص عبد اللطيف لوكالة فرانس برس "نعم تعرّض متحف السودان القومي لعملية نهب كبيرة".
وأضافت أنه تمّ رصد عبر الأقمار الصناعية "خروج شاحنات كبيرة محمّلة بكل القطع الأثرية المخزّنة في المتحف عن طريق أم درمان متجهة نحو الغرب".
وأشارت إلى أن هذه المسروقات تباع في المناطق الحدودية وخصوصا على الحدود مع جنوب السودان.
واندلعت المعارك في السودان في أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو، لتنزلق البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ"واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة".
ولم يتبين بعد حجم المسروقات أو قيمتها لصعوبة وصول المسؤولين إلى المتحف الذي يقع في منطقة سيطرة الدعم السريع. وتقول عبد اللطيف إن مخازن المتحف القومي "تعتبر مستودعا رئيسيا لجميع آثار السودان".
وتم افتتاح المتحف القومي عام 1971، وهو يقع في العاصمة ويطل مدخله على ضفة النيل الأزرق، ويضم مقتنيات وقطعا تؤرّخ لجميع فترات الحضارة السودانية بدءا من من العصور الحجرية وحتى الفترة الإسلامية مرورا بالآثار النوبية والمسيحية.
ومن بين الأسباب التي دفعت إلى إنشاء المتحف إنقاذ القطع الأثرية وبقايا بعض المعابد سواء من الحضارة النوبية أو المصرية القديمة من أن تغمر بالمياه في فترة بناء السدّ العالي في أسوان في جنوب مصر.
ولم يجب المتحدث باسم قوات الدعم السريع على اتصال من وكالة فرانس برس للتعليق على الأمر. ولكن في مايو، أكدت هذه القوات في بيان "حرصها على حماية آثار الشعب السوداني والحفاظ عليها".
خلال الأيام الماضية، تداول العديد من السودانيين على منصات التواصل الاجتماعي إعلانا نقلا عن موقع التجارة الإلكترونية "إي باي" لبيع قطعة تضم ثلاثة تماثيل على قاعدة واحدة (رجل وامرأة وطفل) وكُتب عليها أنها من القطع الأثرية المصرية القديمة معروضة للبيع بسعر 280 دولارا.
وندّد هؤلاء ببيع تراث السودان عبر الإنترنت، إلا أن أحد خبراء الآثار السودانية أكد لفرانس برس، وقد طلب عدم ذكر اسمه، أن "التمثال المعروض (على الانترنت) تقليد لقطعة موجودة بالمتحف".
إلا أنه أشار إلى أن هناك إعلانات لـ"قطع فخارية وذهبية ولوحات كانت موجودة بالمتحف" معروضة للبيع عبر الإنترنت.
وأَضاف "هناك مخاوف أنه إذا حاول سارقو المتحف تحريك التماثيل الضخمة قد تتعرض للدمار لأنها تحتاج إلى متخصصين".
ودعت اليونسكو السودانيين "من الجمهور والوسط الفني.. في المنطقة والعالم إلى الامتناع" عن الاتجار بالقطع الفنية السودانية.
في العام 2020، أغلقت الحكومة السودانية المتحف لصيانته وظلّ مغلقا إلى أن نجحت السلطات مطلع عام 2023 - وقبل ثلاثة أشهر من الحرب - في نقل تمثال الملك ترهاقا من مدخل المتحف إلى داخله بمساعدة فريق عمل إيطالي متخصّص.
وترهاقا هو خامس ملوك مملكة كوش كما كان يطلق على السودان قديما، وحكمها قبل حوالى 2700 عام.
ولكن لم يفتتح المتحف مجددا بسبب اندلاع المعارك.
في يونيو، تأكدت اليونسكو، بحسب بيان لها، "من تعرّض أكثر من عشرة متاحف ومراكز ثقافية ومؤسسات ذاكرة للنهب والتخريب" في السودان.
وحذّرت من ضياع "ذاكرة آلاف السنين من الحضارة والمعرفة والتقاليد الأصلية في البلد".
ولم يتوقّف نهب التراث عند المتحف القومي. وقالت عبد اللطيف إنه "تمّ نهب ممتلكات متحف نيالا في جنوب دارفور ومجموعاته المتحفية وحتى أدوات العرض".
كذلك أشارت إلى سرقة متحف الخليفة عبد الله التعايشي في أم درمان، وتدمير أجزاء من مبناه الذي يعود إلى حقبة الدولة المهدية في السودان قبل الاستقلال.
وأرجع الباحث في الآثار السودانية والمدير الأسبق لهيئة الآثار حسن حسين سبب السرقات إلى أنه "لا توجد حراسة للمتاحف والآثار السودانية بسبب الحرب".
وأطلق باحثون في الآثار حملة لاسترداد القطع الأثرية السودانية المنهوبة. وقال حسين إنه يسعى إلى تسليط الضوء على أزمة سرقة تاريخ السودان خلال مؤتمر سيعقد في مدينة مونستر الألمانية.
وقال "أوضاع الآثار السودانية في الوقت الراهن تشغل كل المهتمين بالتراث الإنساني".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الآثار السودانیة القطع الأثریة فی السودان إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير: مقتل 61 ألف شخص بولاية الخرطوم السودانية في 14 شهرا
كشف تقرير جديد مشترك أصدره باحثون في بريطانيا والسودان عن أن التقديرات تشير إلى مقتل أكثر من 61 ألف شخص في ولاية الخرطوم خلال 14 شهرا من الحرب في السودان.
اقرأ ايضاًبعد حصار الدعم السريع ... 79 قتيلا بولاية الجزيرة السودانيةوذكر التقرير وجود أدلة تشير إلى أن العدد الكلي لضحايا الصراع في السودان أعلى بكثير مما سجل من قبل مشيرا إلى مقتل نحو 26 ألف شخص متأثرين بجروح خطرة أصيبوا بها بسبب العنف، وهو رقم أعلى من الرقم الذي سجلته الأمم المتحدة حتى الآن لحصيلة ضحايا الحرب في كل أنحاء السودان.
كما أفادت مسودة التقرير الذي صدر أمس الأربعاء عن مجموعة أبحاث السودان في كلية لندن، إلى أن الجوع والأمراض المستشرية في البلاد أصبحا ضمن الأسباب الرئيسية للوفاة في شتى أنحاء السودان.
ميدانيا،أفادت مصادر سودانية بأن طيران الجيش قصف مواقع الدعم السريع شمال وشرق مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور تزامنا مع قصف متبادل بين الطرفين.
هذا وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
المصدر: وكالات
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com)
محرر البوابةيتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة
الأحدثترند تقرير: مقتل 61 ألف شخص بولاية الخرطوم السودانية في 14 شهرا الحوثي: أطلقنا خلال أسبوع 29 صاروخا وطائرة مسيرة نصرة لغزة تركيا: تحييد 48 إرهابيا من تنظيم "بي كي كي" في العراق وسوريا العطس المتكرر: الأسباب، وطرق الوقاية منها في رقم قياسي جديد ... الكويت تقرر إسقاط الجنسية عن 1535 شخصًا Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا فريقنا حل مشكلة فنية اعمل معنا الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTubeاشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
© 2000 - 2024 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter