لجريدة عمان:
2025-03-15@14:42:16 GMT

هل قلوبنا كبيرة .. فعلا؟

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

يتحدث الناس كثيرا عن القلوب، وينيخون رحال ركابهم التي أعياها السير على مشارف هذه القلوب «الحاضرة الغائبة» وأصفها بهذا الوصف، لأنها أعضاء غير ملموسة، وبالتالي فهي غائبة، ولأنها تعقد عليها كل هذه الآمال فهي حاضرة، وبين هذا الحضور والغياب تعيش قصة إنسانية متسلسلة منذ ذلك الزمن البعيد، حيث النشأة الأولى، وإلى يومنا هذا، والحال لا يزال يراوح مكانه، ولا تزال الآمال منعقدة على أن تكون القلوب هي الملاذ الأخير لـ(تجاوز الزلات، التغاضي عن الأخطاء، غفران الذنوب، العفو عند المقدر،ة مسح الدموع الهاطلة من أثر الندم، اتساع الأحضان بعد طول غياب، ميلاد عمر جديد، بدأ مرحلة أكثر آمانا عما كان) وقس على ذلك أمثلة كثيرة، فالقلوب تتسع، ألم نقل لآخر: أنت قلبك كبير؟

من جميل ما قرأت: «قلوبنا كبيرة ولكن لا تستهينوا بحجم أخطائكم فالبحر لا يحمل السفينة إن ثقبت»- انتهى النص - حيث تلعب الضنية هنا دورا كبيرا، لأنه من الغباء أصلا أن يتوقع أحدنا أن مجموعة الأخطاء والمآسي التي يرتكبها في حق الآخرين سوف «تذروها الرياح» ومن اعتاد ألا يلمس إلا الصمت من أي طرف آخر يتعامل معه، فليس معنى ذلك أن الطرف الآخر يستنشق عطر المباهج، وهو يتلقى ضرباتنا القاسية بصمت، فكل تغريدة تكون خارج السرب -والسرب هنا المساحة الآمنة للتفاعل- هي بلا شك تقضي على الأخضر واليابس، وتوسع دائرة تخزين التحمل، ومعنى هذا أن الحالة معرضة للانفجار، ومتى يحصل الانفجار، فعلينا ألا نتفاجأ مما حدث، لأن مساحة التفاعل المتاحة بين الطرفين قد امتلأت بما فيه الكفاية، وحينها آن الأوان أن ترسو السفينة على رصيف الذكريات، فهذا يكفي، لأن في الخطوة التالية، لبناءات جديدة في العلاقة معناه انتحار.

عندما نشاهد حالة التشنج بين طرفين متنازعين، فإن ذلك يعبر عن كمية المخزون القاسي الذي تحمله القلوب «الكبيرة» وليست المسألة فقط مرتبطة بالحالة الصدامية تلك، والناتجة عن خطأ جسيم وقع في تلك اللحظة الزمنية، فالزمن بدوره يقوم بمعالجات نفسية كثيرة، حيث يستنجد دائما بصديقه «النسيان» والحالات النفسية تهدأ مع تحقق هذا النسيان وتسيده على الموقف حيث يأمل الجميع أن تكون «سحابة صيف» وهي الغطاء الذي يوفره طول الزمن، ولكن هذه المعالجات التي يقدمها الزمن مع أهميتها لن تستطيع أن تكون بديلا مطلقا لما تختزنه القلوب، ولذلك يتم استدعاء كل الأرصدة في لحظات النزاع الحرجة، ولعل الصدمة تصل ذروتها هنا، لأنه يتوقع كل طرف من الآخر، قلبه كبير، وأن ما حدث قد طواه الزمن، ولم يعد له أثر، والحقيقة أن الزمن معالج نفسي في بعده الأفقي، وهذا البعد الأفقي يسيرا تكونه، وإزالته في آن واحد، لكن ما تختزنه القلوب يلعب على الوتر العمودي، وهذا ليس بالأمر اليسير اقتلاعه، فاقتلاع الأعمدة يحدث كثيرا من التشققات الجانبية، ويؤثر بصورة مباشرة على كل الجوانب المحيطة، وبالتالي فالقلوب الكبيرة على الرغم من أهميتها في إيجاد مساحة للنور، إلا أن ما تختزنه - بناء على كبرها - يوجه دفتها في لحظات التصادم القاتلة حيث يتم استدعاء كامل الرصيد لتعزيز موقع الدفاع.

تحدث مغازلات كثيرة لاستمالة القلوب على أنها كبيرة، ولا يمكن أن تعصف بها الزلات الصغيرة، وينسى هؤلاء المغازلون أن الزلات الصغيرة لا تقف عند حد، بدءا من كلمة جارحة، غير محسوبة، أو موقف يراد منه «الفرفشة» وأحيانا حتى نظرة مصوبة تجاه حركة معينة، يجعل من اتساع القلوب ضيق وكدر، فلتهنأ القلوب الكبيرة إن استطاعت تجاوز معضلات حامليها.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفي عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

مساعد وزير الخارجية: مصر كانت تُسابق الزمن لتنظيم كوب 27

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

قال السفير الدكتور أشرف إبراهيم، مساعد وزير الخارجية، والأمين العام للوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، إنه كان منسق عام النواحي المالية والتنظيمية لمؤتمر التغيرات المناخية كوب 27 والذي عُقد في شرم الشيخ، مؤكدًا أنه كان سعيدًا بالمؤتمر باعتباره أكبر المؤتمرات التي تتم في العالم.

وأضاف “إبراهيم”، خلال لقائه مع الإعلامي عبدالباقي عزوز، ببرنامج "توك شو العرب"، المذاع عبر فضائية "الحدث اليوم"، أن المؤتمر كان الأكبر في حينه سواء في العدد أو المنظمات المشاركة والوفود وكان تحديًا كبيرًا، لافتًا إلى أن هناك لجنة وزارية مسؤولة عن التنظيم.

وأشار إلى أنه رغم ضيق الوقت للتنظيم كانت مصر تُسابق الزمن، وتكللت الجهود بنجاح المؤتمر الذي شهد أكبر حضور، مؤكدًا أن مسألة تغير المناخ مسألة صعبة جدًا، مشيرًا إلى أن أحد أهم الإنجازات هو صندوق الخسائر والأضرار بعد جهد كبير، موضحًا أن مصر دائمًا ما تُدافع عن الدول النامية، وبالفعل استطاعت الرئاسة المصرية الوصول إلى هذه النتيجة بإطلاق الصندوق في اللحظات الأخيرة.


 

مقالات مشابهة

  • مريم بنت محمد بن زايد: أطفالنا مستقبلنا والأمل الذي نحمله في قلوبنا لغدٍ أكثر إشراقاً
  • جمال شعبان يعلن فوائد كثيرة للتمر.. ترعف عليها
  • مساعد وزير الخارجية: مصر كانت تُسابق الزمن لتنظيم كوب 27
  • أخطر ما تصاب به القلوب.. خطيب المسجد النبوي يحذر من 4 أفعال شائعة
  • الركراكي يفرج عن لائحة المنتخب المغربي لمباراتي النيجر وتنزانيا من دون مفاجآت كثيرة
  • رئيس جامعة الأزهر: القرآن يصوّر المنافقين بأبلغ التشبيهات ويحذر من نفاق القلوب
  • محمد بن راشد: رمضان يجمعنا.. وحب الوطن والعطاء من أجله يوحد قلوبنا
  • محمد بن راشد: يجمعنا رمضان.. ويوحد قلوبنا حب هذا الوطن
  • جومانا مراد: عشقي للأرز لا حدود له والرياض مدينة تأسر القلوب .. فيديو
  • ريم سامي تخطف القلوب برسالة حب لزوجها .. ماذا قالت؟