"الدفاعية".. كيف ينخرط زملاء العمل في محادثة بلا لوم؟
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
يميل بعض الناس إلى اتخاذ موقف دفاعي، إنها طريقة طبيعية للحماية من الانتقادات سواء في العلاقات الزوجية أو علاقات العمل، وغالباً ما يتخذ الطرف الآخر موقفاً دفاعياً بدوره، لكن توجد استراتيجيات نفسية لنزع سلاح "الدفاعية" وتجنّب الانفجارات العاطفية.
وبحسب عيادة "ثيرابي تشانغيز" في كاليفورنيا، توجد 3 خطوات رئيسية للخروج من الجمود الذي تولده "الدفاعية"، هي:
"ذكر الملاحظة" في بداية المحادثة، مع تجنب إلقاء اللوم على الشخص، فبدلاً من أن تقول "أنت لا تصل في الوقت المحدد أبداً" يمكن أن تقول "يبدو أنني أول من يصل إلى المكتب".
لقد وجدت أبحاث في علم النفس الشخصي أن العبارات التي تبدأ بـ"أنا" أقل عرضة للانتقاد، وتجعل المستمع يشعر بأنه أقل دفاعية عند مقارنتها بالعبارات التي تبدأ بـ"أنت".
النصيحة الثانية هي "وصف المشاعر"، بأن يتابع المتحدث ملاحظته بوصف كيفية شعوره بسبب هذا السلوك.
هذا مهم للتواصل بشكل أفضل مع الشخص الذي تتحدث معه وتوفير سياق مهم للمشكلة.
مثلاً، بدلاً من أن يقول "أنا منزعج"، يمكن أن يقول "أنا قلق وخائف"، وبدلاً من "أنت تجعلني غاضباً" يمكن قول "أنا محبط أو محاصر". يساعد الوصف الدقيق للمشاعر عقب إعطاء الملاحظة على الحد من تحول المحادثة إلى مواجهة.
أما الجزء الأكثر أهمية في أي محادثة تتجنب "الدفاعية"، فهو تقديم طلب حول كيفية القيام بالأشياء بشكل مختلف في المستقبل.
من خلال القيام بذلك، فأنت تخبر الشخص الآخر أنك لست مهتماً بحمل الضغائن أو الشكوى. بل أنت مهتم بالعمل نحو حل بناء للمشكلة.
الاستراتيجية الإيجابيةمن ناحية أخرى، ينصح خبراء "تشوز ثيرابي"، باستراتيجيات إيجابية لتحسين التواصل وجعله أكثر فاعلية وأقل "دفاعية".
فبدلاً من "توبيخ الموظف على الطريقة التي استجاب بها لموقف ما، اشرح كيف أدى هذا الرد إلى تصعيد الموقف أو التأثير على العمل. وقدم استجابة بديلة ولماذا من شأنها أن تنتج نتيجة أكثر إيجابية لجميع الأطراف".
وتتضمن خطوات الاستراتيجية الإيجابية "التخطيط المسبق، فلا شيء يضاهي الاستعداد عندما يتعلق الأمر بإدارة الموظفين العاطفيين".
ويبدأ هذا التخطيط بأن يسأل الشخص نفسه ما إذا كان هذا الشخص يميل إلى الحساسية للنقد أو سريع الغضب. هل لدى الموظف سبب معروف؟ هل تعرض لقدر كبير من التوتر، سواء في العمل أو المنزل؟
ولضمان الإيجابية، فكر مسبقاً فيما تريد قوله وكيف تقوله، وخطط للخصوصية، فلا تجعل المحادثة في متناول سمع الموظفين الآخرين.
وفي بداية المحادثة ابدأ بالإيجابية، خاصة إذا كنت تعتقد أن المحادثة يمكن أن تتجه إلى العاطفة.
ستساعد الإيجابية في تحديد نغمة المناقشة بأكملها، ويمكن أن تساعد الموظف على الانخراط المهني فيما يسمعه حتى لو كان من الصعب سماعه.
وأخيراً، أخبر الموظف بما يفعله بشكل صحيح، وبما تقدره بشأن مساهماته في المشاريع أو ديناميكيات الفريق، سيساعد ذلك التقدير على الحد من الآلية الدفاعية.
التخلص من الدفاعيةوللتخلص من "الدفاعية" في أسلوب التعامل، تنصح الباحثة ليز لي في ورقة بحثية من جامعة سنغافورة بأن يبدأ الشخص بالتعرف على المواقف التي يتخذ فيها موقفاً دفاعياً، ويرصد المشترك بينها، ويعمل من خلال الخطوات التالية على إدارة مشاعره بطريقة أخرى.
أول طرق إدارة مشاعره لتجنب الانفجارات العاطفية أن يكون صادقاً مع قيمه.
ثانياً أن يتذكر أن المنتقدين يؤمنون به أو بدوره في العمل، والأهم لتجنب الانفعال ألا يتفاعل في اللحظة، ليفسح المجال للتحكم في التوتر.
كذلك ينبغي العمل على تحسين مهارات الاستماع، واستخدام عبارات تبدأ بـ "أنا" بدلاً من "أنت". والأهم في التواصل الجيد أن يحاول ألا يقاطع.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الصحة العقلية والنفسية یمکن أن
إقرأ أيضاً:
أبرز أعراض الإجهاد وطرق فعالة للتعامل معه
الإجهاد هو حالة تؤثر على الجسم والحالة النفسية، وتؤثر سلبًا على جودة الحياة وتؤدي إلى تكوين اضطرابات مستقبلية وأوضحت عالمة النفس يلينا غوريلوفا ما هو الإجهاد وكيفية التعامل معه وحددت الطرق الفعالة لتحقيق راحة البال، مشيرة إلى أن الخطوة الأولى في التغلب عليه هي إدراك المشاعر وقبولها.
ووفقا لها، الإجهاد (التوتر)، هو رد فعل طبيعي للجسم تجاه المؤثرات الخارجية والداخلية المختلفة يمكن أن ينشأ استجابة لعوامل جسدية أو عاطفية أو نفسية، ويتجلى في القلق والتعب والسخط، وفي بعض الحالات حتى في أمراض خطيرة، لذلك من المهم أن يتعلم الشخص كيفية إدارة مشاعره وإيجاد طرق للاسترخاء، مثل ممارسة النشاط البدني والتأمل وقضاء الوقت مع الأحبة يقلل مستوى الإجهاد كثيرا، ويساعد على استعادة التوازن الداخلي، كما يجب الحصول على قسط كاف من الراحة والنوم المنتظم لأنهما يلعبان دورا مهما في الوقاية من التوتر المزمن، ويمكن أن يكون الإجهاد عدوا وحليفا في نفس الوقت، يسمح للشخص بإدارة مظاهره بشكل أفضل واستخدامه لمصلحته.
ويمكن ان تنشأ المواقف العصيبة نتيجة مجموعة أسباب متنوعة ومختلفة.
- العمل: المواعيد، وحجم العمل الكبير، والنزاعات مع الزملاء؛
- الحياة الشخصية: مشكلات عائلية، انفصالات، صعوبات مالية؛
- الصحة: الأمراض والإصابات وعملية إعادة التأهيل الطويلة؛
- المجتمع: القضايا البيئية والتغيرات الاجتماعية.
ويمكن أن يظهر الإجهاد في مجموعة متنوعة من الأعراض الجسدية والنفسية:
- جسديا: الصداع، تشنج العضلات، اضطرابات الجهاز الهضمي؛
- عاطفيا: الانفعال والقلق والاكتئاب؛
- عقليا: مشاكل في التركيز والذاكرة واتخاذ القرار.
وتقدم عالمة النفس عدة توصيات عملية للتغلب على الإجهاد واستعادة التوازن الداخلي:
وتقول: "الخطوة الأولى للتغلب على الإجهاد هي تعرف الشخص على مشاعره وقبولها. أي عليه منح نفسه الإذن بالشعور بالإجهاد وعدم الحكم على نفسه بسبب ذلك لأن فهم ردود الأفعال الداخلية يعد عنصرا مهما على طريق تحسين الحالة النفسية والعاطفية".
ووفقا لها، يساعد النشاط البدني على خفض مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، ويحفز إنتاج هرمون الإندورفين، هرمون السعادة. لذلك يجب تخصيص وقت للمشي أو ممارسة التمارين الرياضية أو ممارسة اليوغا للاسترخاء واستعادة التوازن النفسي".
ويعتبر التأمل وتمارين التنفس والاسترخاء العضلي التدريجي وسائل رائعة لإدارة التوتر. لذلك توصي بتخصيص 10 إلى 15 دقيقة فقط يوميا للتأمل أو لممارسة تمارين التنفس البسيطة.
ويجب على الشخص أن يتعلم قول "لا" وحماية وقته وموارده لأن حماية الحدود الشخصية يساعد على تجنب الإرهاق والضغط النفسي، ما يقلل مستوى الإجهاد لديه. كما عليه عدم الخوف من طلب مساعدة الأقارب والأصدقاء أو المختصين لأن هذا الدعم يؤثر إيجابيا في حالته. وبالإضافة إلى ذلك عليه تخصيص وقتا لممارسة الأنشطة التي تجلب له الفرح والسرور، فهي تجعله يهرب من همومه والتركيز على المشاعر الإيجابية.
وتختتم الأخصائية حديثها، مشيرة إلى أن الإجهاد يعتبر أمرا لا مفر منه في حياتنا، ولكنه ليس حكما بالإعدام.