- تنشئة جيل واعٍ ماليًا وإعداده للتفاعل الإيجابي مع المجتمع في شؤون التعاملات المالية.

- الثقافة المالية تتطلب امتلاك المهارات والمعرفة الضرورية لاتخاذ قرارات مالية مستنيرة.

أكد مختصون و تربويون على ضرورة تعزيز مفهوم الثقافة المالية لدى طلبة المدارس وأهمية غرس العادات المالية الصحيحة ودعم تشجيع الناشئة على اتخاذ القرارات وتعزيز الثقة المعنوية والنفسية لديهم، كما أوضح الخبراء أن اكتساب المهارات المالية يحفز الطلبة على الادخار والاستثمار وإيجاد الحلول المالية.

ويقول الدكتور قيس السابعي خبير اقتصادي: إن غرس الثقافة المالية لدى الطلبة عبر المدارس له أهمية كبرى، وتُعد المدرسة هي البيت الأول المثالي للعمل والتعليم والتلقي لدى الطلبة، وهي البيت الثاني للطلاب كأخلاق وتربية إن لم تكن لها الأولوية في طبيعة الحال، والبيت هو المسكن والإقامة والأهل والمدارس سيان يتشاركان في ذات الفكر في التربية والتعليم والأخلاق والتهذيب، وإثراء مفهوم الثقافة المالية في المدرسة هذا من شأنه أن يطور الفكرة المالية لدى الطلبة وأن يعزز الثقة المعنوية والنفسية والإدارة الحقيقية في نفوسهم من حيث التعلم في المجال المالي والاستفادة من الأمور الثقافية المالية في مختلف جوانبها، فالمدارس هي بيوت العلم والخبرة والتربية هي الملاذ الأول والأمان للأطفال الجدد، ومن الضرورة تعلم الطلبة للثقافة المالية وكيفية تطبيق التعليم العلمي إلى تطبيق عملي في واقع الحياة اليومية وتصرفاتنا المالية.

فيما يتعلق بالرؤية المستقبلية للثقافة المالية أوضح الدكتور قيس بقوله: وجود مواد تتعلق بالمال والاقتصاد في المدرسة، لها فوائد كثيرة منها تهدف إلى نشر الثقافة المالية وتوعية فئات المجتمع المختلفة وعلى قائمتهم الأطفال وتعزيز فهمهم في إدارة الشؤون المالية ومساعدة الأفراد والشباب على إعداد وتكريس أنفسهم للحياة بتوفير إدارة مالية أفضل لهم سواء على المستوى الشخصي أو الفردي أو المجتمعي في إدراج أفضل الخطط المالية مستقبلاً وتنظيم مثل هذه البرامج يؤدي لمنح هؤلاء الطلبة نوعًا من المهارات الأساسية في الإدارة المالية وتعزيز الثقة والمشاركات في اتخاذ القرارات قد تكون حكيمة أو ملائمة تختص بهم كأفراد وطلاب في هذه المراحل المتقدمة من العمر واكتساب المهارات المالية تساعدهم على موضوع الادخار والاستثمار والاقتصاد والتحسن والتفكير في الأمور المالية والحلول والأفكار حول أهمية المال والاقتصاد والتوفير وغيرها بطرق جديدة ومبتكرة.

وأضاف: قد يرى الطالب ما لا نراه من انتظار من قدرة على مواكبة التطورات المالية والاقتصادية بشكل عام وذلك من خلال عصر العولمة والذكاء الاصطناعي والرقمنة ومن مختلف وسائل التواصل الاجتماعي أو من خلال التسويق والترويج كل هذا رفدًا مستقبلاً فريدًا، ومن المهم أن نعد أبناءنا منذ نعومة أظافرهم إلى أن يكونوا مفكرين في تقوية اقتصاد البلد وجلب استثمارات لهم وفي عملية توفير وإدارة مالية وتسويق وترويج لبلدهم، من خلال استقطاب مثل هذه الدراسات للثقافة المالية وغرس الثقة والثقافة في نفوس الجيل الواعد وأن تُعطى لهم فسحة الثقة من أجل إبراز ذواتهم على إدارة أموالهم وتعريفهم على مشاق الحياة وأهمية المال.

ومن الضرورة أيضًا تعريفهم إلى أمر مهم هو الربط العائلي، عندما يدرك الابن في الوقت الحالي كيفية الصرف وماهيّة الصرف وكيف أن الأب والأم يكرسان أنفسهم لهذه الحياة من أجل توفير لقمة العيش للأبناء، هنا ينمي لدى الابن أهمية الحس الإدراكي وكيفية تحصيل واكتساب المال.

معرفة ووعي

قال الدكتور خالد بن خميس السعدي أستاذ مشارك بجامعة صحار: إن هناك حاجة لتعزيز جوانب التعليم المالي التي تتماشى مع أهداف وتمكين الطلبة والخريجين من المساهمة في النمو الاقتصادي والتنمية المالية المسؤولة، مشيرًا إلى أن وضع الثقافة المالية في المناهج العمانية يعاني من نقص المعرفة والوعي بأهمية التعليم المالي فيما يتعلق بالميزانيات وإدارة النفقات والادخار والاستثمار والتخطيط للمستقبل، ولا بد من الفصل بين المعرفة النظرية والتطبيق العملي من أجل التقليل من فعالية اكتساب مهارات التفكير النقدي، بالإضافة إلى انفصال التعليم عن سوق العمل بسبب الافتقار إلى الأنشطة والفعاليات التي تتيح للطلاب التطبيق في سياقات مالية واقعية، وأيضًا نقص في المعرفة الرقمية التي تتمثل في التعامل مع العملات الورقية وفهم مخاطر الأمن السيبراني واتخاذ القرارات حكيمة بشأن الاستثمارات عبر الإنترنت، كما يعاني وضع الثقافة المالية من ضعف الممارسات المالية السليمة بسبب صعوبة تطبيق الطلاب لمفاهيم المالية في حياتهم اليومية في ظل انتشار ثقافة الاستهلاك المفرط والإعلانات المغوية، وقلة الكوادر المؤهلة لتدريس المهارات المالية.

وأوضح السعدي: لتعزيز الثقافة المالية بشكل فعال لا بد من وجود تخطيط ودمج وإشراك الطلبة في التعلم من خلال إعادة تصميم المناهج لتعزيز الثقافة المالية وجعل التعلم نشطًا وهادفًا وبالإضافة إلى جعل التعلم مفيدًا حتى يشعر المتعلم بأهميته واستخدام مجموعة متنوعة من التكنولوجيا وبرامج الذكاء الاصطناعي الفعالة في مجال المال والأعمال حتى تتوافق مع رؤية عُمان 2040.

النجاح المالي

وقالت الدكتورة عالية الفورية أستاذة مساعدة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس: إن إحدى أكثر الوسائل فعالية لضمان تزويد الأفراد بالمهارات اللازمة لتحقيق النجاح المالي مدى الحياة هي تعريضهم للتعليم المالي في سن مبكرة، أي على مستوى المدرسة، بالإضافة إلى دمج الثقافة المالية في المناهج الدراسية يمكن أن يساعد في غرس العادات المالية الصحيحة لدى الطلاب كمهارات مدى الحياة.

وأضافت الفورية: تتطلب الثقافة المالية امتلاك المهارات والمعرفة الضرورية لاتخاذ قرارات مالية مستنيرة مدى الحياة تتعلق بالقيم والأهداف الشخصية، وتعليم الثقافة المالية كمنهج مدرسي يساعد على نشأة أفراد مثقفين ماليًا مجهزين بشكل أفضل للاستثمار والادخار وإدارة الديون وبالتالي الوصول إلى مستقبل مالي صحي ومستقر مما سينعكس أثره الإيجابي على الاقتصاد الوطني.

مشروع خزنة

ومن توجهات وزارة التربية والتعليم في هذا الجانب أصدرت الدليل التعريفي حول مشروع "خزنة" والذي يهدف إلى تعريف المبادئ الثقافة المالية لدى الطلبة وإكسابهم المهارات المالية.

وجاء الإصدار بناءً على التوجيهات السامية لجلالة السلطان –أعزه الله – في منتصف عام 2022 بضرورة اتخاذ منهجية واضحة في نشر الوعي حول الثقافة المالية لدى طلبة المدارس ووضع خطة متكاملة لآلية تطبيقه في مختلف مدارس سلطنة عُمان.

قامت وزارة التربية والتعليم بتشكيل لجنة رئيسية للمشروع بناءً على القرار الوزاري رقم 105 /2022 برئاسة معالي الدكتورة وزيرة التربية والتعليم وعضوية وكيلَي الوزارة وعدد من المختصين والفنيين بالجهات المعنية بالمشروع من داخل وخارج الوزارة.

جاء الدليل لرفع مستوى الوعي بالثقافة المالية لدى طلبة المدارس وإيجاد جيل واعٍ قادر على مواكبة التطورات الاقتصادية، لذا حرص الدليل على وضع خطة إجرائية لنشر الوعي المالي بين طلبة المدارس في سلطنة عُمان من خلال تنفيذ مجموعة من الأنشطة والبرامج والفعاليات التربوية المختلفة، للوصول باستراتيجية في مجال الثقافة المالية إلى تحقيق الغايات والأهداف المرجوة.

وكشف الدليل عن أهداف مشروع خزنة الثقافة المالية نشر الوعي بين طلبة المدارس في كل ما يتعلق بالتعاملات المالية في شتى نواحي الحياة، وتنشئة جيل واعٍ ماليًا وتهيئتهم للتفاعل الإيجابي مع المجتمع في شؤون التعاملات المالية، وإكساب طلبة المدارس المفاهيم والقيم والاتجاهات المرتبطة بالثقافة المالية وتعويدهم على الاقتصاد والتوفير واستثمار كل ما لديهم من مهارات في هذا المجال، بالإضافة إلى إعداد جيل يشارك في تحقيق التنمية الاقتصادية للبلاد واكتسابهم المهارات القيادية التي تؤهلهم لتحمل مسؤولية بناء وطنهم ومجتمعهم، وتثقيف الطلبة بالجهات ذات العلاقة بالتعاملات المالية ودور كل جهة، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات التعليمية ومؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المحلي في مجال نشر الثقافة المالية لدى طلبة المدارس.

وأوضح الدليل أن أهداف المشروع جاءت لتتواءم مع رؤية عُمان 2040 في توجهاتها الاستراتيجية في توفير تعليم شامل وتعلم مستدام وبحث علمي بقوة إلى مجتمع معرفي وقدرات وطنية منافسة وبالإضافة إلى إيجاد مناهج تعليمية مواكبة لمتطلبات التنمية المستدامة، ومهارات المستقبل وبناء قوة اقتصادية ديناميكية بكفاءات متجددة تعمل في إطار مؤسسي متكامل وفق أطر واضحة وشاملة وتنافسية مستوعبة للثورات الصناعية، ومحققة للاستدامة المالية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: المهارات المالیة التربیة والتعلیم لدى الطلبة المالیة فی من خلال مالی ا

إقرأ أيضاً:

%90 نسبة حضور الطلاب مع انطلاق الفصل الدراسي الثالث

دينا جوني (دبي) 

أخبار ذات صلة «بيئة أبوظبي» ترصد بدء موسم التعشيش لسلاحف منقار الصقر نورة الغيثي لـ«الاتحاد»: أبوظبي ترسي منظومة رعاية صحية أكثر ذكاءً وكفاءةً عالمياً

شهدت مدارس الدولة انتظاماً ملحوظاً في أول أيام الفصل الدراسي الثالث والأخير من العام الدراسي الحالي، حيث سجلت نسبة حضور الطلبة نحو 90 %، وسط أجواء إيجابية واستعدادات مكثفة لضمان انطلاقة سلسة ومنظمة للفصل الجديد.
وتم تنظيم الدوام المدرسي وفق نظام الحصص، حيث يبدأ يومياً من الساعة السابعة و20 دقيقة صباحاً ويمتد لغاية الساعة الثالثة بعد الظهر بالحدّ الأقصى وفق ترتيب كل إدارة مدرسة وبالاعتماد على الدوام المرن وجدول زمني يراعي التوازن بين العملية التعليمية والراحة النفسية للطلبة.
وأكدت إدارات المدارس على الالتزام الكامل بالدوام الحضوري لجميع الطلبة، مشددة على ضرورة التقيد بالزي الوطني الرسمي، مع السماح بارتداء الزي الرياضي المعتمد فقط خلال حصص التربية البدنية، ومنع ارتداء السترات الرياضية أو أي زي آخر غير معتمد، حفاظاً على الانضباط والمظهر العام.
وشددت إدارات المدارس على أهمية الالتزام بالمظهر الشخصي والنظافة العامة، بالإضافة إلى حظر استخدام الهواتف المحمولة داخل الصفوف أو أي أجهزة إلكترونية غير مصرح بها داخل الحرم المدرسي، وتطبيق الإجراءات المتبعة بحسب لائحة السلوك المعتمدة.
وفي إطار حرصها على تنظيم الحركة المرورية وضمان سلامة الطلبة، دعت إدارات المدارس أولياء الأمور إلى الالتزام بمواقع النزول والتوقيتات المحددة. كما تم تخصيص بوابات دخول وخروج لكل منطقة لضمان انسيابية حركة المرور وتفادي الازدحام.
وأكدت المدارس على ضرورة إحضار الأدوات المدرسية اللازمة، إلى جانب جهاز الحاسوب على أن يكون مشحوناً بالكامل، مع التأكيد على منع استخدام أجهزة «الآي باد»..
وتأتي هذه الإجراءات في إطار حرص وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية على ترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية لدى الطلبة، وضمان بيئة تعليمية محفزة وآمنة تعزز من جودة العملية التربوية خلال الفصل الدراسي الأخير.

التقويم المدرسي
وفقاً للتقويم المدرسي المعتمد، تبلغ مدة الفصل الدراسي الثالث 11 أسبوعاً بما يعادل 53 يوماً دراسياً. وبحسب التقويم الأكاديمي المعتمد من وزارة التربية والتعليم، والذي يستمر حتى 30 يونيو 2025 للطلبة، على أن تمتد فترة تحليل نتائج الفصل الدراسي الثاني وإصدارها من 16 لغاية 18 أبريل.
وتعقد امتحانات المجموعة «ب» العملية من 2 إلى 4 يونيو المقبل، على أن ينظم في الفترة نفسه الاختبار التجريبي لنهاية العام. وبعدها تبدأ إجازة عيد الأضحى التي من المتوقع أن تمتد من 5 إلى 8 يونيو.
ومن المقرر أن تُعقد الامتحانات الختامية لطلبة الصفوف من الرابع إلى الثاني عشر من 10 إلى 19 يونيو، حيث ستحدد الوزارة لاحقاً الجداول الزمنية لكل مرحلة دراسية، على أن تسبقها فترة مراجعة شاملة لتدعيم استعدادات الطلبة وضمان تحقيق نتائج متميزة تعكس مستوى التحصيل.
وتصدر نتائج نهاية العام بعد تحليلها في الفترة من 30 يونيو لغاية 2 يوليو. وتنظم الوزارة امتحانات الإعادة من 4 إلى 10 يوليو، ليكون تحليل وإصدار النتائج في 14 يوليو الذي يأذن ببداية إجازة الصيف للهيئات التعليمية والإدارية.

مقالات مشابهة

  • معارض التعليم.. بوصلة الطلبة لاستشراف وظائف المستقبل
  • أكاديمية ربدان تستقبل طلبة من إندونيسيا والولايات المتحدة
  • ترجيح تفعيل منصة تسجيل طلبة الصف الأول منتصف حزيران
  • أطلقها القصبي وتشمل 13 قطاعًا اقتصاديًا.. مبادرة «مهارات المستقبل» لتعزيز الشراكة السعودية – البريطانية
  • %90 نسبة حضور الطلاب مع انطلاق الفصل الدراسي الثالث
  • فتح باب التسجيل في منصة المهارات الوطنية
  • رئيس جامعة كفر الشيخ يفتتح فعاليات الملتقى الرياضي لطلاب المدارس | صور
  • مدير تعليم بورسعيد يفتتح المعرض السنوي لتوجيه التربية الفنية بمشاركة 75 مدرسة
  • “الخريف”: نولي عناية كبيرة لتمكين الشباب وإكسابهم المهارات اللازمة لوظائف المستقبل
  • أبوزريبة يطَّلع على أوضاع ومتطلبات طلبة كلية طيران الشرطة