كتب - محمود مصطفى أبوطالب:

أكد الدكتور ربيع الغفير، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه يجب علينا في هذه الأيام المباركة تضيء علينا أنوار ذكرى عظيمة وعزيزة على القلوب والأرواح، ذكرى ميلاد العزة والكرامة والشرف لهذه الأمة، في شخص نبيها وسيدها محمد ﷺ، الذي اصطفاه ربه على سائر الخلق، فيوم ميلاده ﷺ إشارة إلى قدوم النور الذي بدد ظلمات الباطل والجور، فهذا المولود المبارك ﷺ جاء ليكون رحمة للعالمين، ومنقذًا للبشرية؛ ليقودها إلى طريق الحق والعدل، ويطهرها من الظلم والفساد.

وأوضح خلال خطبة الجمعة بالجامع الأزهر، أن احتفال الأمة الإسلامية بميلاد نبيها ﷺ، هو فرح بكرم الله وفضله عليه لأن مَنّ عليهم بالرحمة في شخص رسولهم الكريم، الذي هداهم إلى الله وعرفهم على طريقه المستقيم، وفي هديه لهم السعادة في الدارين، مضيفًا، أن نظر البعض بسطحية للاحتفال بمولد النبي ﷺ ، هو الذي يذهب بهم إلى فكرة القول بأن الاحتفال بميلاد النبي ﷺ بدعة، ولو نظر هؤلاء إلى المعاني العميقة من وراء الاحتفال، لكان هؤلاء في مقدمة المحتفلين والفرحين بميلاد نبيهم، وواجبنا أن نأخذ بيد هؤلاء إلى الفهم الحقيقي للمغزى من وراء الاحتفال ولا نتركهم عرضة لأفكار شاردة لا تمت لمنهجنا بصلة.

وبين الغفير، أن هذه الأفكار الشاردة تُلبس على الناس دينهم، من قال إن كل ما لم يفعله النبي ﷺ يعد بدعة وضلالة يقود إلى النار، فليخبرنا كيف جُمع المصحف في عهد أبي بكر وعثمان، وهو أمر لم يفعله رسول الله ﷺ؟ هل كان ذلك بدعة؟!، فهناك حالة من التلبيس تظهر في مجتمعاتنا مع قدوم هذه الذكرى العطرة، مضيفًا أن البدعة التي تدخل صاحبها النار، هي كل ما أُحدث بعد رسول الله ﷺ فيما لا أصل له في الدين أو يصادم أصلاً من أصول الدين، فهل الاحتفال بمولده والفرح به ليس له أصل في الدين؟! هذا كلام خاطيء. من قال إنه ﷺ لم يحتفل بمولده؟! إذاً لماذا كان يصوم ﷺ الاثنين والخميس؟! ولما سُئل عن صيام الاثنين قال: " ذاك يوم ولدت فيه"، وفي هذا دليل علي أنه كان يحتفل بمولده كل أسبوع وليس كل عام.

وفي ختام الخطبة أكد الدكتور ربيع الغفير، على أهمية أن تحتفل الأمة الإسلامية بذكرى مولد النبي ﷺ، وأن تجعل من سيرته العطرة منارة تضيء طريق الأمل والتفاؤل في حياتها، فالاقتداء بالنبي ﷺ في كل جوانب الحياة هو حاجة ملحة في هذا الزمان التي تكثر فيه التحديات أمام هذه الأمة، حيث إن اتباع سنته ﷺ ليس مجرد شعار ديني، بل هو أساس للرقي والازدهار، ولقد شهدت الأمة الإسلامية في أوج تقدمها على أهمية هذا التمسك، حيث إنها وصلت لما وصلت إليه من مكانة ورقي بفضل تمسكها بمنهج النبي ﷺ وسنته العطرة، لما تمثله من ضمانة للنجاح والتوازن في مختلف نواحي الحياة، سواء كانت دينية أو اجتماعية أواقتصادية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: محور فيلادلفيا الدوري الإنجليزي الانتخابات الرئاسية الأمريكية سعر الدولار إيران وإسرائيل الطقس أسعار الذهب التصالح في مخالفات البناء سعر الفائدة فانتازي خطيب الجمعة بالأزهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

حكم تلقين المتوفى بعد دفنه.. دار الإفتاء تحدد الطريقة الشرعية

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: ما حكم تلقين الميت بعد دفنه؟.

وأجابت الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن تلقين الميت بعد الدفن سنة نبوية شريفة.

وأكدت أن تلقين الميت من السنن المستحبات بعد الدفن، بل عدها جماعة مِن العلماء من المسائل التي تميَّز بها أهل السنة والجماعة عن أهل الفرق الأخرى كالمعتزلة وغيرهم، واستدل أهل العلم على مشروعية التلقين بالكتاب والسنة وعمل السلف وإجماع المسلمين العملي من غير نكير.

واستشهدت بحديث أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه حيث قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «إِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ ليَقُلْ: يَا فُلَان بْنَ فُلَانَةَ. فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَكَ اللهُ، وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا، فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ وَاحِدٌ مِنْهُمْا بِيَدِ صَاحِبِهِ وَيَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا» رواه الطبراني.

وأشارت الى أنه قوَّى هذا الحديثَ جماعةٌ مِن المُحدِّثين، ونص على مشروعيتها ما لا يُحصَى كثرةً من علماء الأمة وفقهائها المتبوعين، واتصل الخلف فيها بموصول السلف، وأطبقت الأمة الإسلامية عليها عملًا واستحسانًا؛ لا ينكرها منها مُنكِرٌ، بل سَنَّهَا الأولُ للآخِرِ، ويَقتدي فيها الآخرُ بالأولِ، وممن استحسنها إمامُ أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه,

أفضل 150 دعاء للميت.. ينير قبره ويضمن له الجنةدعاء للميت بالجنة .. ردده يسعد به المتوفى ويغفر له ويضيء قبرههل الأموات يسمعون كلام الأحياء؟.. الإفتاء تكشف الحقيقةحكم كتابة الأذكار على كفن الميت.. الإفتاء توضح

ونوهت انه احتج عليها باتصال العمل عبر الأمصار والأعصار من غير إنكار، ولم يقل بتحريم هذا التلقين أحدٌ مِن علماء الأمة في قديم الدهر أو حديثه، حتى إن من لم يُثبِتْ منهم حديثَ التلقين نظر إلى فعل السلف له فاستحبه أو أباحه، فكان القول بتحريمه وتأثيم فاعليه قولًا مرذولًا مبتدَعًا مخترَعًا لم يُسبَق إليه صاحبُه إلَّا مِن قِبَل أهل البدع والأهواء.

واوضحت أنَّ مُرادَ مَن نُقِل عن  بعض العلماء عدمُ استحباب التلقين بعد الموت هو أنه ليس من السنن النبوية الثابت ورودُها؛ بناءً على ترجيحهم ضعفَ الحديث الوارد، وليس مرادهم انتفاء مشروعيتها؛ ولذلك فقد صرَّح كثيرٌ منهم بالإباحة، ولم يقل أحدٌ من علماء الأمة عبر العصور إن هذا التلقين حرام أو بدعة ضلالة يأثم فاعلُها كما يدَّعيه بعض جهلة هذا الزمان؛ إذ القول بتحريمه وتضليله يستلزم الطعنَ في السلَف والتجهيلَ للخلَف، وهي دعوى مبتدَعةٌ مخترَعةٌ لم يعرفها التراث الإسلامي ولا أرباب المذاهب السنية المتبوعة، فلا عبرة بها ولا التفات إليها، ولمَّا لحظ جماعة من العلماء ابتناء دعوى المنع على قول المعتزلة النافين للسؤال في القبر جعلوا القول بمشروعية التلقين من مسائل العقيدة في مذهب أهل السنة والجماعة.

وشددت على ان القول بتحريمه وتأثيم فاعليه، قول مرذولٌ مبتدَعٌ مخترعٌ لم يُسبَق إليه صاحبُه إلَّا مِن قِبَل أهل البدع والأهواء؛ كالمعتزلة ونحوهم، فلا يصح التعويل عليه ولا الالتفات إليه، وشيوعُ ترك هذا التلقين في بعض الأمكنة هو مِن إماتة السنن وإظهار البدع، أما اتهامُ فاعليه بأنهم قد ابتدعوا ضلالةً خرجوا بها على الشريعة فهو البدعة المنكرة التي يلزم صاحبَها تضليلُ سلفِ الأمة وخلفِها، وعلمائِها وعوامِّها، ولا يعدو أن يكون اتهامُه هذا ضربًا من الكذب على الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.

مقالات مشابهة

  • حكم تلقين المتوفى بعد دفنه.. دار الإفتاء تحدد الطريقة الشرعية
  • سلاح الجو النوعي الذي أرعب الحركة الإسلامية
  • بحلم على طول إني وقعت من مكان مرتفع؟.. أستاذ طب نفسي بالأزهر يفسر الظاهرة
  • 12 مايو.. مؤتمر علمي دولي بكلية العلوم الإسلامية والعربية للوافدين بالأزهر
  • هل يحاسب الآباء على تربيتهم للأبناء؟.. أستاذ بالأزهر يجيب
  • هل النبي محمد ولد في 22 أبريل؟.. اعرف القول الراجح عند العلماء
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشارك فى احتفالية كلية البنات الإسلامية بأسيوط بيوم اليتيم
  • محمود مهنا: دعوة الرئيس السيسي لتحويل المساجد لمراكز علمية تجسد سنة النبي محمد
  • كيف يفتح الاستغفار والصلاة على النبي أبواب البركة والرزق؟.. الإفتاء توضح
  • كيف تحصن نفسك قبل النوم كما فعل النبي؟.. آيات وأذكار تحميك من الأذى