مجموعة فين جروب العالمية تتوسع إلى سوق الإمارات العربية المتحدة
تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT
أعلنت مجموعة فين جروب الفيتنامية، الشركة الرائدة متعددة الصناعات في فيتنام، عن توسعها رسمياً في سوق دولة الإمارات العربية المتحدة، مدفوعة بالتزام الإمارات القوي بالاستدامة والتنقل الأخضر.
وتقود شركة VinFast، المختصة بقطاع السيارات والمركبات الصديقة للبيئة بمجموعة فين جروب، هذا التوسع؛ حيث تهدف المجموعة إلى ترسيخ وجودها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال إقامة شراكات استراتيجية مع العديد من الشركات الرائدة في دولة الإمارات العربية المتحدة ضمن قطاعات النقل والعقارات وغيرها، مع الحفاظ على التزامها الثابت بالاستدامة.
وتواصل مجموعة فين جروب من خلال محفظتها الاستثمارية المتنوعة في العديد من القطاعات التنموية، تقديم نظام متكامل يركز على المستهلك في فيتنام حيث استحوذت على أكثر من 90% من حصة محفظة المستهلكين الفيتناميين، وتغطي عملياتها التجارية قطاعات متنوعة تشمل النقل، العقارات السكنية، التجارية والصناعية. وبلغت إيرادات المجموعة العام الماضي ما نسبته 1.6% من إجمالي الناتج المحلي لفيتنام.
وتعليقاً على هذه الخطوة التوسعية، قال رئيس مجلس إدارة مجموعة فين جروب، فام نات فيونج: “تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة بيئة استثمارية مثالية بفضل سوقها المتنوّع والاستراتيجي الذي يوفر منصة فريدة لفين جروب لتوسيع نطاق حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وأضاف: “نحن متحمسون لتقديم مجموعة متنوعة من منتجاتنا وخدماتنا إلى هذا السوق الحيوي ونتطلع لاستكشاف فرص جديدة للنمو والتعاون؛ فاهتمامنا بسوق دولة الإمارات ليس مجرد قرار تجاري فحسب، بل هو التزام بتقديم حلول ومنتجات مستدامة للمجتمعات في جميع أنحاء المنطقة”.
وبفضل سياساتها الداعمة للنمو، وبنيتها التحتية ذات المستوى العالمي، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي الذي يربط بين الشرق والغرب، تظل دولة الإمارات العربية المتحدة وجهة رائدة للاستثمار الأجنبي المباشر. ويعزز التزام الدولة بالابتكار والاستدامة وتنويع الاقتصاد مكانتها كمركز مثالي للشركات العالمية، مما يرسخ دورها كوجهة عالمية رائدة لتوسيع الأعمال وتطويرها.
وفي إطار التزامها برؤيتها حول ”بناء حياة أفضل للجميع“، تواصل فين جروب القيادة والريادة في جميع القطاعات والمجالات التي تعمل بها، حيث تسعى لتعزيز نمط حياة عصري يقدم منتجات وخدمات ذات المعايير عالمية، مع التركيز على بناء مستقبل مستدام للجميع من خلال السيارات الكهربائية الذكية والصديقة للبيئة. وقد تم تصنيف فين جروب ضمن أسرع 300 شركة نموًا في آسيا وفقًا لمؤشر نيكاي آسيا..
ويمثل التوسع الاستراتيجي لفين جروب في أبوظبي خطوة هامة، خاصة مع المفاوضات الجارية بين فيتنام والإمارات العربية المتحدة لصياغة اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة (CEPA)، التي من المتوقع توقيعها قريبًا، مما سيسهم في تعزيز التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: دولة الإمارات العربیة المتحدة
إقرأ أيضاً:
التعليم في السودان.. تداعيات كارثية للنزاع ودعم إماراتي متواصل
أحمد مراد، أحمد عاطف (أبوظبي)
يُلقي النزاع الدائر في السودان منذ أبريل 2023 بظلاله الثقيلة على قطاع التعليم، وسط تحذيرات دولية وأممية من مخاطر انهيار المنظومة التعليمية بشكل كامل، بسبب تضرر مئات المدارس والجامعات من العمليات العسكرية التي تشهدها غالبية الولايات السودانية.
وأوضح خبراء ومحللون، تحدثوا لـ«الاتحاد»، أنه وسط الانهيار الهائل للقطاع التعليمي في السودان، تحركت دولة الإمارات بفاعلية كبيرة، وأنشأت فصولاً دراسية مؤقتة في مناطق اللجوء، وقدمت منحاً للطلاب السودانيين، ووفرت دعماً تعليمياً في أكثر من دولة مجاورة.
وأشار الخبراء والمحللون إلى أن المبادرات التعليمية التي تقدمها الإمارات لملايين السودانيين، سواء النازحين داخلياً أو اللاجئين في دول الجوار، تمثل جزءاً من التوجه الإنساني العميق للدولة، حيث لا تكتفي بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بل تستثمر في مستقبل الأفراد والمجتمعات.
تداعيات كارثية
بحسب تقديرات منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، فإن نحو 17 مليون طفل سوداني حُرموا من الالتحاق بالمدارس، بعدما أجبرتهم الحرب على النزوح مع أسرهم 3 مرات، في ظل توسع رقعة القتال، وإغلاق المدارس في أكثر من ثلثي مناطق السودان، ما جعل البلاد تُعاني «أسوأ أزمات التعليم في العالم».
مبادرات إماراتية
مع تفاقم أزمات القطاع التعليمي في السودان، وقعت الإمارات في أغسطس 2024، اتفاقية مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف» لتقديم 7 ملايين دولار لدعم الجهود الإنسانية في السودان وجنوب السودان، منها 6 ملايين دولار مخصصة لعمليات المنظمة الأممية في السودان، بما يشمل ترميم المدارس، وتوفير خيم مدرسية مؤقتة في مناطق النزوح.
وقالت المحللة السياسية، نورهان شرارة، إن دولة الإمارات تحرص منذ سنوات على ترسيخ دورها الإنساني على المستويين الإقليمي والدولي، ولم تكتفِ فقط بدورها السياسي الفاعل، بل سعت لأن تكون نموذجاً في العمل الإنساني المستدام، من خلال مبادرات مؤثرة امتدت إلى مناطق عديدة حول العالم. وأضافت شرارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الإمارات نجحت في ترسيخ مكانتها كواحدة من أكبر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية عالمياً، ليس فقط عبر الاستجابة السريعة للأزمات، بل من خلال مشاريع تنموية مستدامة ساهمت في إعادة بناء المجتمعات، مثل إنشاء المدارس والمستشفيات، وتطوير البنية التحتية، ما منحها طابعاً إنسانياً قوياً، وعزز من مكانتها كقوة ناعمة مؤثرة في المشهدين الإقليمي والدولي.
ولفتت إلى أن المبادرات التعليمية التي تقدمها الإمارات لملايين السودانيين، سواء داخل السودان أو في دول الجوار التي تستضيف اللاجئين السودانيين، تمثل جزءاً من التوجه الإنساني العميق للدولة، وتُظهر كيف أنها لا تكتفي بتقديم المساعدات الإغاثية العاجلة، بل تستثمر في مستقبل الأفراد والمجتمعات.
وأشادت شرارة بالدور الحيوي الذي تلعبه الإمارات للحفاظ على استقرار منظومة المساعدات الدولية، بعدما تمكنت، خلال السنوات الماضية، من ترسيخ دورها كفاعل إنساني لا غنى عنه، وتحصد اليوم ثمار هذا النهج من خلال سمعة دولية مرموقة، ومكانة متقدمة في مؤشرات القوة الناعمة.
دعم تعليم اللاجئين
في إطار المبادرات الإماراتية الداعمة للقطاع التعليمي في السودان، خصصت الدولة تمويلاً بقيمة 4 ملايين دولار لدعم تعليم اللاجئين السودانيين في جمهورية تشاد بالتعاون مع «اليونيسف». كما أطلقت «الهلال الأحمر الإماراتي» برامج إغاثية للطلبة السودانيين وأسرهم، تضمنت توزيع حقائب مدرسية وقرطاسية، ودعماً نفسياً واجتماعياً للأطفال المتضررين من الحرب، ومساعدات غذائية لعائلات الطلاب لتخفيف العبء عليهم.
بدورها، أوضحت الباحثة والمحللة الإماراتية، ميرة زايد، أن ما يحدث في السودان ليس مجرد حرب، بل كارثة إنسانية شاملة طالت كل تفاصيل الحياة، وفي مقدمتها التعليم، حيث أُغلقت المدارس، وتدمرت الجامعات، وتُرك الملايين من الأطفال بلا مستقبل.
وذكرت زايد لـ«الاتحاد» أنه وسط هذا الانهيار للقطاع التعليمي في السودان، لم تقف الإمارات مكتوفة الأيدي، بل تحركت بفاعلية، وأنشأت فصولاً دراسية مؤقتة في مناطق اللجوء، وقدّمت منحاً للطلاب السودانيين، ووفّرت دعماً تعليمياً في أكثر من دولة مجاورة، من خلال الهلال الأحمر الإماراتي ومبادرة «التعليم لا ينتظر»، وهذا ليس ترفاً، بل استثمار حقيقي في مستقبل السودان.
وأشارت إلى أن الإمارات لا تسعى لتحقيق مكاسب سياسية، بل تؤمن بأن التعليم هو طوق النجاة الوحيد لشعب أنهكته الحرب، وليس من قبيل المصادفة أن تكون في طليعة الدول الداعمة للسودان، إذ إنها ترى أن إنقاذ الإنسان يبدأ من الكتاب، لا من البندقية، ومن الفعل الصادق لا من الخطاب الزائف.