موقع النيلين:
2024-09-18@03:52:57 GMT

تحت ظل النيمة .. عهدنا

تاريخ النشر: 13th, September 2024 GMT

يا محمد محجوب، أنا لله وانا اليه راجعون ، فقد كنت مثل لقبك ” النيمة” شجرةٌ ظليلة ممتدة الجذور والفروع. شامخة ، تفئ اليها الأجيال المختلفة تنهل منك العلم حديثاً واقتداء ، تتعلم منك الشجاعة والمرؤة ومكارم الاخلاق..

يا ايها الاخيار ..الباسلون ..العاشقون لهذا التراب ..المتفانون لاجل هذا الدين ..الباذلون الروح في سبيل هولاء الغبش .

.حمايةً لهم ونصرةً … با أيها الساهرون لاجل الحق والعدل والحرية ، يتنافس غيركم وهم خِفافٌ لاهثون على الدرهم والدولار والقِيان والدور !! ، ويا سعدكم انتم ثِقالٌ مترفعون عن هموهم الصِغارُ مثلُهم ، تقفون هاماتكم عالية وهمتكم أعلى وهمومكم ساميّة ، يصّعد نظركم للسماء رجاء لحظة لقاء تسألون الله ان تكون شهادةً في سبيله …
يا ” النيمة ” ، ان قلت الفارس فما أنصفتك فأنت فوق هذا الوصف ، وان قلت الزاهد فأنت فقت حد الزهد ، وان قلت العالم الدكتور ، فانت كنت خُلقاً يسير بين الناس تزيّنت بك الشهادات ،وان قلت ” يا سعادتك ” فلمثلك كانت الألقاب ، للمأمون المقدام عند الفزع والثقيل عند الطمع كحالك دوماً واخوتك ، وليس للخونة والبؤساء !! .

لقد عشت حيياً تتجنب مظان الظهور إلا في مكانٍ يحبه الله ورسوله ، لقد اسرعت لتلبية نداء ” أن يا خيل الله اركبي” ، منذ اول يوم ..تركت بيتك وعيالك لله ، والتزمت حوشك الذي تُحب ..و الذي نحب نحن اهل الصحافة وجبرة وطه الماحي واللاماب و الشجرة والحماداب والعزوزاب والرميلة ، التزمت المدرعات …ولم تغادرها إلا مدافعاً عنها او باحثاً عن إمداد لها او تشوين لجندها ، او مقداماً مهاجماً ..منقذاً لأسيرات منتهكات او لأسرً مغلوبة على امرها او دحراً لغازٍ استباح كل حدٍ وفاق شرّه حد كل وصف …

يا النيمة .. وقد ارتقيت اليوم وانت مقتحمٌ لمكامن العدو .. فأعلم ان رحيلك مُوجعٌ ..مُوُجع..
يا محمد ..بك وبمحامدٍ معك كنا نطمئن ، فبمثلكم تتنزل البركات .. لقد عجِلت لاحقاً برفيقك عمر النعمان ، وبينكما اقل من يوم .. انت من جبرة وهو أبن الصحافة رغم رحيله منها لزمان .. ورحيل مثلكما وصحبكما يهدُ الرواسي ، غير ان عهدنا مع الله دوماً انه بُخلفنا خيراً وفتحاً ..
يا محمد كان يومي مختلفاً فقط ، لأن زوجي هاتفني قائلاً النيمة يسلم عليك !! ثم بعد سويعات فجعني برحيلك !! كيف لا نبكي عليك !! ، لقد كنت مختلفاً حتى في رقيّك إلى حيث سعيت ..

تعرف فكرت ” أكيد ناس المدرعات وناس الصحافة وجبرة عاملين غلبة فوق … عاوزين النيمة .. ولذلك صعد !! ” …
ولكنك تركت خلفك حزانى ويتامى كُثُر !! انت مستعجل ليه !! ..
رب اتاك خيارنا فانصر دينهم وبلادهم واهلهم بهم ..

و يا ايها السودان متى يستقيم عودك وأمرك ..ولا تحتاج لنا كي نسندك بدمائنا وأجسادنا …متى ؟!
متى يفهم اهل هذه البلاد ، ان ثمن حريتهم وأمانهم ثقيل..ثقيل ..فلا يفرطوا فيه ولا يسلموا عقولهم ومصيرهم بسهولة !! .. متى ؟!

اعلموا انه حين يجِد الجد وتبلغ الروح الحناجر ، وتتلفتون وقد بلغ الخوف مبلغه ، لن تجدوا تلك الأصوات العالية ، ولا اولئك المتشدقون بالنضال وحب الوطن ، لن تجدوا أولئك الذين يحدثونكم عن الديمقراطية وحقوق الانسان وحرية المرأة وحقوق المثليين ،!! يتحدثون حتى ملتهم المنابر ، يتدافعون نحو الكراسي والمناصب والأضواء حتى أحرقتهم !! ، و هم يدٌ سُفلى للطامعين في بلادكم وهم سترٌ لكل مجرمٍ هتك ستركم ، لن تجدوهم!! ، بل ستجدون هذه الوجوه المتوضئة ، والقلوب الخاشعة ، والسمت الذي يشبه طين هذه الارض ، وتسكنه روحها الأبيّة وقد تشّرب باخلاق اهلها وعرف حقها ، ستجدون رجالاً ونساءً لا يدخرون وسعهم في حماية الارض والعرض ، وملء صدورهم فخر ، لا يعطون الدنيّة في دينهم وبلادهم واهلهم ، وعينهم على ما عند الله مثل ” محمد اخوي” كما يناديه حيدر ، والنيمة كما ينادينه اخوانه وأترابه والأجيال التي غرسها ورعاها .

يا محمد طبت حيّاً وصاعداً …
وان عهدنا معكم هو .. هو .. لن يصلوا لبلادنا وديننا .. وفينا عينٌ تطرُف.

سناء حمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ان قلت

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر: كان محمد ﷺ رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة

أكد الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أن المتأمل في صفات رسول الله محمد ﷺ، يحار فلا يدري بأيها يبدأ ولا بأيها يختم، ولا ماذا يأخذ من هذا الوابل الصيب من صفات الجمال وصفات الجلال، ولا ماذا يدع.. وكيف لا! وقد وصف الله سعة أخلاقه الشريفة بوصف العظم، فقال في كتابه الكريم: "وإنك لعلى خلق عظيم"، كما وصفته أخبر الناس به، زوجه السيدة عائشة أم المؤمنين - حين سئلت عن أخلاقه، فقالت: «كان خلقه القرآن»، مبينا أنها -رضوان الله عليها- قد أدركت الأفق المتعالي لهذا الخلق النبوي، وصعوبة بيانه للناس: عدا وحصرا واستقصاء، فأحالت البيان إلى أخلاق القرآن الكريم، وما بينها وبين أخلاقه -صلوات الله وسلامه عليه- من تطابق وتماثل، وبما يعني أن الخلق القرآني إذا لم تكن له نهاية في حسنه وكماله، فكذلك «الخلق المحمدي» لا نهاية لحسنه وكمالاته، ولا حدود لسعته واستيعابه العالمين بأسرهم.

وأوضح شيخ الأزهر خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، والمنعقد بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية بالتجمع الخامس، وتنظمه وزارة الأوقاف بحضور فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، أن المطابقة بين أخلاق القرآن الكريم وأخلاقه ﷺ هي السر في اختصاص نبي الإسلام برسالة تختلف عن الرسالات السابقة، حيث جاءت رسالة خاتمة للرسالات الإلهية، ورسالة عامة تتسع للعالمين جميعا: إنسا وجنا، وزمانا ومكانا، بينما جاءت الرسالات السابقة رسالات محدودة بأقوام بعينهم وفي زمان معين ومكان محدد لا تتجاوزه لمكان آخر.

وبين فضيلته أن أخلاق محمد ﷺ وإن تنوعت عددا ومنزلة وعلو درجة وكمال شأن، حتى وصف بالإنسان الكامل - فإن صفة من صفاته هذه قد انفردت بالذكر في القرآن الكريم، وهي: صفة «الرحمة» التي وصف بها ﷺ في قوله تعالى في آواخر سورة التوبة، في معرض الامتنان الإلهي على المؤمنين، حيث بعث فيهم رسولا منهم، وصفه بأنه حريص على هدايتهم، وأنه «رؤوف رحيم» بهم، ثم ذكرت صفة «الرحمة» مرة ثانية في قوله تعالى في آواخر سورة الأنبياء: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، وجاءت بأسلوب القصر الذي يدل على أن هذا الرسول اتحد ذاتا وأفعالا بصفة: «الرحمة» حتى صارت سجية راسخة متمكنة في مشاعره، ومتغلغلة في أطوائه، ومسيطرة على تصرفاته.

وتابع شيخ الأزهر أنه ﷺ قد أكد اتصافه بالرحمة بقوله في سنته الشريفة: «إنما أنا رحمة مهداة»، وطبقه في كل تصرفاته مع البشر ومع جميع الكائنات والمخلوقات، وكان ينزع في كل تصرف من تصرفاته من معين هذه «الرحمة» التي فطره الله عليها، وألان بها قلبه، وكان ذلك من أقوى أسباب دخول المشركين في الإسلام: "فبما رحمة من الله لنت لهم.. "، بل إنه كان رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة بين الأمم والشعوب.

وأشار فضيلته إلى أن أول ما يطالعنا من تجليات الرحمة النبوية في مواطن الحروب والاقتتال هو: أن القتال في شريعة الإسلام لا يباح للمسلمين إلا إذا كان لرد عدوان على حياتهم أو دينهم أو أرضهم أو عرضهم أو مالهم، أو غير ذلك مما يدخل تحت معنى: «العدوان» بمفهومه الواسع، أما القتال نفسه، أو حرب العدو، أو: الصراع المسلح، فله في شريعة الإسلام خطر وأي خطر، وله قواعد وضوابط وتشريعات شرعها الله تعالى!، وطبقها رسوله ﷺ تطبيقا عمليا وهو يقود بنفسه جيوش المسلمين في معاركهم مع أعدائهم، وأمر أمته بالتقيد بها كلما اضطرتهم ظروفهم وألجأتهم إلى مواجهة عدوهم..

وأوضح شيخ الأزهر أن أول ما يلفت النظر من قواعد الاقتتال لرد العدوان في الشريعة الإسلامية: قاعدة «العدل»، وهي قاعدة كلية بعيدة الغور في شريعة الإسلام، أمر الله بالالتزام بها في معاملة الصديق والعدو على السواء: "وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"، ثم إن قاعدة العدل هذه تستدعي قاعدة ثانية تلازمها ولا تفارقها في أي تطبيق، وهي قاعدة: «المعاملة بالمثل» والتي تعني أول ما تعني حرمة تجاوز حدود العدل إلى حدود الظلم والعدوان على الغير، يتبين ذلك من قوله تعالى: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين".

وتابع فضيلته أن من قواعد الإسلام العامة في القتال التزام مبدأ «الفضيلة» ومبدأ «الإحسان» الذي كتبه الله على كل شيء سواء تعلق هذا الشيء بالإنسان أو بالحيوان، وقد ترجم أمراء المسلمين وقادة جيوشهم، مبدأ «الفضيلة» هذا إلى لوحة شرف في قوانين الحروب، لا يعرف التاريخ لها نظيرا في غير معارك المسلمين، وها هو الخليفة الأول، أبو بكر "رضي الله عنه" يودع قائد جيشه إلى الشام ويقول له: «أوصيكم بتقوى الله، لا تعصوا، ولا تغلوا، ولا تجبنوا، ولا تهدموا بيعة- أي: كنيسة أو معبدا.. "

وأضاف شيخ الأزهر أن صورة القتال في الإسلام لا تكتمل بدون الإلمام بصورة «الأسرى» في الحروب الإسلامية، لافتا إلى أن فقه «الأسير» في الإسلام يدور على أمرين لا ثالث لهما، حددهما القرآن الكريم في قوله تعالى: "فإما منا بعد وإما فداء"، والمن على الأسير هو إطلاق سراحه وتحريره بغير عوض ولا فدية، أما فداؤه فهو تحريره وإطلاق سراحه مقابل فدية يدفعها هو أو تدفع له، مبينا أن الأسير الذي يأسره المسلمون من جيش العدو يحرم على المسلمين قتله، كما تدل الأحكام الفقهية على وجوب إطعام الأسير، ووجوب الإحسان في معاملته، وحمايته من الحر والبرد، وتوفير ما يكفيه من كسوة وملابس، وإزالة كل ما يصيبهم من ضرر، ووجوب «احترام مراكزهم وكرامتهم الشخصية حسب مكانة كل فرد منهم»، مستلهمين في ذلك إلى دعوته ﷺ للرفق بالناس في قوله: «إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف» وقوله: «أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم».

وأوضح فضيلته "ما أظنني في حاجة بعد ما سمعناه في شأن الحرب في الإسلام، وهو قليل من كثير - إلى عقد مقارنة أو مناظرة بين الحرب في شريعة الإسلام ونموذجها الإنساني الرفيع، وبين الصورة البشعة للحرب الحديثة في القرن الواحد والعشرين، والتي آل أمرها إلى إبادات جماعية ومجازر همجية وجرائم منكرة، ترتكب ضد شعوب مضطهدة تخلى عالمنا القوي المتحضر عن نصرتها، والوقوف إلى جوارها، وصمت صمت القبور عن آلامها وصرخاتها، ثم راح يشمر عن ساعد الجد ليتصدق على هذه الشعوب البائسة بكلمات عزاء فارغة لا تقول شيئا، أو بمشاعر باردة تذكر بمشاعر القاتل الذي يمشي في جنازة قتيله ويتقبل عزاء الناس فيه، فالمقارنة في هذا المقام مضللة ومزيفة لكل نتيجة تنتجها مقدماتها".

واختتم شيخ الأزهر "حسبنا أن نعلم من جديد أنه لا يصح في حكم العقل أن نقارن بين الخير والشر، ولا بين الحسن والقبح، ولا بين الفضيلة والرذيلة، ولا بين قانون الغاب والأحراش، والدرس الذي يجب أن نذكر به مع تجدد ذكرى المولد النبوي هو تجديد وعي هذه الأمة بذاتها وتاريخها العريق المشرف، وقدراتها المادية والروحية، وطاقاتها الخلاقة، وأن تكون على يقين من أنها تملك دواءها إن أرادت، وأن تكون على ذكر دائم من قوله صلى الله عليه وسلم في شأن أمته: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها.. "، وأن تبذل قصارى الجهد للتضامن مع أطفال غزة ونسائها وشبابها وشيوخها، ومع شعوبنا في السودان واليمن وغيرها، وأن نعلم أن ذلك ليس منة يمن بها على هذه الشعوب المعذبة في الأرض، وإنما هو واجب القرابة في الدين، وصلة الدم والرحم والمصير المشترك".

اقرأ أيضاًشيخ الأزهر يعزي أمير الكويت في وفاة الشيخ جابر مبارك الصباح

وزير الأوقاف خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف: الاصطفاف خلف فضيلة شيخ الأزهر هو المبدأ والمنطلق لنا

شيخ الأزهر يكرم أوائل الثانوية الأزهرية ويهنئهم على تفوقهم ونجاحهم

مقالات مشابهة

  • خمسة شهداء لـحزب الله.. من هم؟
  • تنفيذ حُكم القتل قصاصاً بمواطن قتل زوجته في مكة المكرمة
  • شيخ الأزهر: كان محمد ﷺ رحمة للناس حتى في مواطن الحروب والاقتتال والصراعات المسلحة
  • احذروا المُبْطِلين
  • الحضرة المحمدية
  • حزب الله شيّع محمد ماضي في ميدون
  • منصور بن محمد: في ذكرى مولد النبي نسأل الله أن يعم الخير والسلام
  • حمدان بن محمد: نستلهم من أخلاق الرسول وسيرته العطرة منهجاً وطريقاً
  • انطلاق عمليات محمد رسول الله في صحراء نينوى والأنبار وصلاح الدين
  • محمد الرحمة المهداة