قال محمد الحارثي، خبير أمن المعلومات، إن تصنيف مصر في الفئة الأولى من مؤشر الأمن السيبراني العالمي (Global Cybersecurity Index) الصادر عن الاتحاد الدولي للاتصالات، جاء نتيجة عدد من العوامل المساهمة في تعزيز الأمن السيبراني، إذ يُعتبر هذا الإنجاز شهادة على الجهود المستمرة، التي تبذلها الدولة في ذلك المرفق الحيوي.

مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية البيانات

وأضاف «الحارثي» في تصريحات لـ«الوطن»، أنّ أحد الأسباب الرئيسية لهذا التصنيف هو الإطار التشريعي والتنظيمي الذي أُصدر في البلاد، إذ أصدرت مصر مجموعة من القوانين والتشريعات، التي تهدف إلى مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية البيانات، وأبرزها قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات لعام 2018، فيما توفر التشريعات توفر أساسًا قانونيًا متينًا لحماية الفضاء السيبراني، مما يعزز من قدرة الدولة على التصدي للتهديدات.

وأشار إلى أنه جرى تأسيس هيئات متخصصة أيضًا يعد من العوامل المهمة. يُعتبر المركز الوطني للاستعداد لطوارئ الحاسبات والشبكات (EG-CERT) من الكيانات الحيوية في رصد التهديدات السيبرانية والتصدي لها. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الهيئة الوطنية للأمن السيبراني على وضع سياسات ومعايير للأمن الرقمي، مما يعزز من فعالية الاستجابة للحوادث.

وأكد أن هذا الأمر يعزز من التعاون الدولي باعتباره أحد أهم العناصر التي تساهم في هذا النجاح، حيث تعمل مصر بنشاط على تعزيز التعاون مع المنظمات والدول الأخرى في مجال الأمن السيبراني، من خلال توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، والمشاركة في المبادرات الإقليمية والدولية، هذا التعاون يُعزز من تبادل المعرفة والخبرات، مما يساهم في رفع مستوى الأمن السيبراني.

وألفت إلى أن تطوير البنية التحتية السيبرانية يستدعي استثمارات كبيرة، وهو ما تسعى الحكومة المصرية لتحقيقه، وتشمل هذه الاستثمارات تحديث البنية التحتية التكنولوجية بأدوات وبرمجيات متقدمة تساعد على التصدي للهجمات السيبرانية وضمان أمان الشبكات الحكومية والخاصة، مشددًا على أن هناك اهتمام متزايد بتطوير الكوادر البشرية المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، مثل تقدم أكاديميات مثل «أكاديمية الأمن السيبراني»، برامج تدريبية متخصصة تهدف إلى بناء خبراء في هذا المجال، مما يساهم في تعزيز الكفاءة المحلية.

مصر تمتلك فرق عمل متخصصة تعمل على مدار الساعة لرصد التهديدات

وأشار إلى أنّ ما تفوقت فيه مصر أظهر قدرة عالية على الاستجابة السريعة للحوادث السيبرانية، إذ تمتلك فرق عمل متخصصة تعمل على مدار الساعة لرصد التهديدات والتصدي لها بكفاءة. هذه الاستجابة السريعة تعكس مستوى عالٍ من الجاهزية التي تتمتع بها الدولة، ذلك بالتوازي مع مبادرات التحول الرقمي، تتخذ الحكومة تدابير لضمان أمان جميع الأنظمة والخدمات الرقمية، وتشمل هذه التدابير حماية البيانات الشخصية والبنية التحتية الحيوية، مما يُعزز من ثقة المواطنين والمستثمرين في البيئة الرقمية.

عزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الأمن السيبراني

تُساهم هذه العوامل مجتمعة في تعزيز مكانة مصر كدولة رائدة في مجال الأمن السيبراني، مما أدى إلى تصنيفها في الفئة الأولى عالميًا، ويُعتبر هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تحقيق أمن سيبراني قوي ومستدام، ويعكس التزام الدولة بحماية مصالحها الوطنية في عالم يتزايد فيه الاعتماد على التكنولوجيا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأمن السيبراني الهيئة الوطنية للأمن السيبراني مكافحة الجرائم الإلكترونية قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات فی مجال الأمن السیبرانی

إقرأ أيضاً:

وزارة التنمية المحلية تنظم جلستين حول دور الشبكة الوطنية للطوارئ والأمن السيبراني

اختتمت وزارة التنمية المحلية، فعاليات اليوم الأول من النسخة الرابعة من الدورة التدريبية لتأهيل وتدريب الكوادر الأفريقية حول "دور الإدارات المحلية في إدارة الأزمات والمخاطر"، والتي تنظمها الوزارة بالتنسيق مع الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية بوزارة الخارجية، والشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، وعدد من الجهات الوطنية والدولية المعنية. 

وتستمر الدورة حتى 21 فبراير 2025، ويشارك فيها 26 متدربًا من 22 دولة أفريقية، وهي: تشاد، جيبوتي، غينيا كوناكري، بوركينا فاسو، الكاميرون، الجابون، ليبيريا، تنزانيا، مدغشقر، الكونغو، سيراليون، النيجر، الصومال، غانا، أنجولا، رواندا، كينيا، زامبيا، زيمبابوي، موزمبيق، توجو، ومالاوي.

شهد ختام فعاليات اليوم الأول محاضرتين هامتين: الأولي حول "دور الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة"، قدمها المهندس أحمد المصري، مسؤول الحلول الفنية والعلاقات الحكومية بالشبكة "، والثانية حول "دور الأمن السيبراني وإدارة الأزمات"، ألقاها الدكتور أحمد عبد الحافظ، مستشار رئيس مجلس الإدارة لشؤون الأمن السيبراني، و تأتي هذه المحاضرات في إطار تعزيز التعاون بين مصر والدول الأفريقية، ونقل الخبرات في مجالات إدارة الأزمات والمخاطر، بما يسهم في رفع كفاءة الكوادر الأفريقية وتمكينهم من مواجهة التحديات المختلفة بفعالية.

ومن جانبه أكد المهندس أحمد المصري  خلال المحاضرة أن العمل في الشبكة الوطنية الموحدة للطوارئ والسلامة العامة بدأ في أوائل عام 2020 بهدف إنشاء منظومة موحدة تربط جميع جهات الطوارئ والمرافق الحيوية، بما في ذلك الحماية المدنية، والإسعاف، ومنظومة الرعاية الصحية، وقطاعات الكهرباء والبترول، وأجهزة النجدة والمرور، موضحًا أن الشبكة تعتمد على مركز تحكم وسيطرة رئيسي مزود بنظام اتصال متطور وخوادم متخصصة، إلى جانب مراكز فرعية في جميع المحافظات، مما يتيح استقبال البلاغات والاستجابة لها بسرعة وكفاءة.

وأكد المهندس أحمد المصري أهمية الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة في تحسين سرعة الاستجابة للحوادث حيث توفر الشبكة رقمًا موحدًا للطوارئ، مما يسهل على المواطنين الإبلاغ عن الحوادث، كما تتيح توحيد جهود جميع جهات الطوارئ في مصر ضمن منظومة واحدة، مما يقلل من زمن الاستجابة للحوادث ويضمن التدخل الفوري، حيث يتم تحديد الموقع الجغرافي للحادث آليًا والتنسيق الفوري بين الجهات المعنية وفقًا لنوع الطوارئ، مما يساهم في تقليل الخسائر البشرية والمادي، كما أشار  المصري إلى أن الشبكة تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الحوادث واستخلاص الأسباب الحقيقية لها لتقديم استجابات أكثر دقة وكفاءة ، مما يساعد في تقليل معدلات الحوادث ووضع خطط استباقية لمنع تكرارها، لافتًا إلي أن وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تتولى تأمين الشبكة وضمان حماية بيانات الدولة المصرية، بما يضمن توفير معلومات دقيقة لمتخذي القرار وتحقيق أعلى مستويات الأمان السيبراني.

وعلي جانب آخر.. استعرض الدكتور أحمد عبد الحافظ خلال محاضرته أهمية الأمن السيبراني كعنصر أساسي في حماية البنية التحتية الرقمية وضمان استمرارية الخدمات الحيوية في أوقات الأزمات، موضحًا أن الهجمات السيبرانية أصبحت تهديدًا عالميًا متزايدًا، مما يستدعي تبني استراتيجيات قوية للأمن السيبراني لحماية البيانات ومنع الاختراقات التي قد تؤثر على القطاعات الحيوية بالدولة، مؤكدًا على ضرورة رفع الوعي السيبراني وتدريب الكوادر المختصة لمواجهة التحديات المتطورة في مجال الأمن الرقمي، موضحًا أن الحماية السيبرانية لم تعد رفاهية، بل ضرورة قصوى لضمان أمن واستقرار الدول.

وتناولت المحاضرة أيضًا دور التكنولوجيا الحديثة في تأمين البيانات وإدارة المخاطر السيبرانية، حيث تم استعراض تطبيقات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي في رصد التهديدات الإلكترونية وتحليلها والتعامل معها بشكل استباقي، كما تم التطرق إلى أهمية تطوير خطط استجابة فعالة لحوادث الأمن السيبراني، والتي تتيح التعامل الفوري مع أي اختراقات قد تهدد استقرار المؤسسات والخدمات الحكومية، وأكد المحاضر على دور التعاون الدولي وتبادل المعلومات بين الدول في تعزيز قدراتها الدفاعية ضد التهديدات الإلكترونية، مما يسهم في بناء بيئة رقمية آمنة ومستدامة.

مقالات مشابهة

  • سيف بن زايد يبحث مع عددٍ من نظرائه تعزيز الأمن والاستقرار
  • وزارة التنمية المحلية تنظم جلستين حول دور الشبكة الوطنية للطوارئ والأمن السيبراني
  • وزير الدفاع السعودي يبحث مع نظيره الأمريكي جهود تعزيز الأمن والسلم الدوليين
  • الجبير ووزير الدولة البرلماني الألماني يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين
  • وزير الدولة للشؤون الخارجية ووزير الدولة البرلماني الألماني يبحثان تعزيز التعاون بين البلدين والموضوعات ذات الاهتمام المشترك
  • "الجبير" يبحث تعزيز التعاون مع وزير الدولة البرلماني الألماني
  • العراق وبريطانيا يؤكدان على تعزيز التعاون الأمني بين البلدين
  • «الأمن السيبراني»: 4 نصائح للحماية والخصوصية الرقمية
  • مجلس الأمن السيبراني يدعو لتحديد أذونات التطبيقات
  • مجلس الأمن السيبراني ينشر تنبيهاً بشأن متصفح "كروم"